رضا البطاوى البطاوى Ýí 2008-11-06
الماهية
هذا كتاب ماهية الأشياء وهو يبحث فى أمر الماهية عبر نصوص القرآن للوصول للحق
الماهية :
لكى نعرف ماهية الشىء علينا بالعودة للأسئلة والإجابات عن ماهية الأشياء بالقرآن لمعرفة معناها ونجد فى القرآن أن بنى إسرائيل سألوا موسى(ص) عن ماهية البقرة فقالوا ادع لنا ربك يبين ما هى فكانت الإجابة :إنها بقرة لا فارض أى لا عجوز ولا بكر أى صغيرة عوان أى وسط بين العجز والصغر وهذا يعنى أن السن وهو العمر جزء من ماهية الشىء وعادوا للسؤال ادع لنا ربك يبين لنا ما هى فكانت اdil;لإجابة إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها أى إنها بقرة لا مسخرة تحرث التربة ولا تروى الزرع سليمة لا علامة مميزة فيها وهذا يعنى أن مميزات الشىء جزء من ماهيته فهنا مميزات البقرة صعوبة قيادتها للعمل وهو الحرث والسقى وجسمها ليس به علامة مميزة وهذا يعنى أن الصفات النفسية والجسمية كل منهما جزء من الماهية فعادوا للسؤال ما هى فعاد للجواب إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهذا يعنى أن اللون طوال العمر جزء من الماهية وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " و"إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها "و "قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "من هنا يتبين لنا أن الماهية تشمل الإنسان ككل من البداية فهى تاريخ جسم ونفس الإنسان منذ بدايته أى بألفاظ أخرى ماهية المخلوق هى ما يحدث لنفسه وجسمه وما تحدثه نفسه وجسمه أى بألفاظ أخرى التطور الطارىء على النفس والجسم من خارجهما أو منهما أى بألفاظ أخرى التغيرات الحادثة فى النفس والجسم طول العمر والملاحظ هنا هو أن الثابت هو النفس والجسم والثبات المراد هو استمرارية الوجود وليس تجمدهما على حالة واحدة
ماهية الإله :
إذا كانت ماهية المخلوق هى التغير الحادث فى النفس والجسم منهما أو من غيرهما فإن ماهية الإله تختلف ومن أجل التوضيح نقول :أن الكفار على مر العصور قد سألوا رسلهم (ص)عن ماهية الإله فمثلا الكفار قالوا لمحمد(ص)لما قال لهم اسجدوا للرحمن :وما الرحمن؟أنسجد لما تأمرنا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن "وسأل فرعون موسى (ص)وهارون(ص) من ربكما كما قال بسورة طه"قال فمن ربكما يا موسى "وقال بسورة الشعراء "وما رب العالمين "وكانت الإجابات على الأسئلة هى :أن الله وهو الرحمن نزل القرآن وخلق الإنسان علمه البيان وفى هذا قال بسورة الرحمن "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "وموسى (ص)قال بسورة طه"ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "وقال بسورة الشعراء"رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين "وقال "ربكم ورب آبائكم الأولين "وقال "رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "والإجابات تبين لنا أن ماهية الإله هى أنه الفاعل فهو المعلم الذى علم القرآن والبيان ،الخالق للإنسان ،العاطى الذى أتقن كل شىء خلقه ،الهادى الذى أرشد الخلق، خالق السموات والأرض وما بينهما خالق المشرق والمغرب وما بينهما خالق الناس ،إذا الإله هو الفاعل لأنه يعلم ويخلق ويهدى ويعطى كما ورد فى الإجابات ،إذا فماهية الإله هى أن النفس الإلهية فاعلة لما تريد ومن هنا نعرف الفرق بين ماهية المخلوق وماهية الخالق وهو أن المخلوق يحدث فيه التغيير والخالق يحدث التغيير والمخلوق له جسم والخالق ليس له جسم كالخلق والمخلوق موجود فى مكان وزمان والخالق خارج الزمان والمكان وقد جمع الله لنا كل الفروق فى قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء"وقوله بسورة الإخلاص "ولم يكن له كفوا أحد"وقوله بسورة مريم "هل تعلم له سميا "فالله يخالف مخلوقاته فى كل شىء والمخالفة تعنى أن الكلمة الواحدة يكون له معنى إذا أريد بها الله ويكون لها معنى أخر إذا أريد بها المخلوق ومن أمثلة ذلك كلمة الخلق فالخلق الإلهى يتم بكلمة كن بينما خلق المخلوق يتم بالجوارح والأعضاء وكلمة العلم تعنى المعرفة الشاملة عند الله والمعرفة الجزئية عند المخلوق وكلمة السمع تعنى المعرفة الشاملة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق الأذن البشرية وكلمة البصر تعنى المعرفة التامة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق العينين عند البشر .
ثبات وزوال قسمى الماهية :
إن قسمى الماهية النفس والجسم ثابتان بمعنى أنهما مستمران فى الوجود بنفس تركيبهما عند بداية الخلق والتغيير يجرى فيهما بواسطتهما أو بواسطة غيرهما والسؤال الآن هل يحدث زوال لقسمى الماهية معا أو زوال لقسم منهما ؟أى هل يحدث فناء لقسمى الماهية سويا بمجىء قسمين مختلفين عنهما أو فناء لقسم منهما مع مجىء قسم مختلف عنه ؟والجواب هو ذكر الله لنا أنه أزال قسمى الماهية فى عصا موسى(ص)وخلق بدلا منهما قسمين أخرين هما نفس وجسم الحية وبعد إجراء المهمة أعاد الله قسمى الماهية فى العصا إليها أى بألفاظ القرآن أعاد سيرة أى طبيعة العصا الأولى وفى هذا قال تعالى بسورة طه"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى "ومن هنا نعلم أن لكل مخلوق سيرة أى طبيعة أى تركيبة معينة فى النفس والجسم يختلف بها عن المخلوقات الأخرى وقد أزال الله أحد قسمى الماهية وهو الجسم حيث حول أجسام الكفار الذين اعتدوا فى السبت لأجسام قردة كى يعذبهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين "وحول بعضهم لخنازير فقال بسورة المائدة "وجعل منهم القردة والخنازير "ولو أن الله حولهم لقردة وخنازير نفسا وجسما لم يكونوا ليشعروا بالعذاب لأنهم سيشعرون كما تشعر القردة والخنازير لكون نفوسهم نفوس قردة وخنازير ومن هنا نعلم أن تغيير أحد قسمى الماهية يكون عقابا غالبا والمتغير يكون الجسم .
مراحل وجود الماهية :
إن أشياء كثيرة تمر بمرحلتين :
1-تكون جزء من ماهية أشياء أخرى ومن أمثلة ذلك الإنسان يكون فى البداية جزء من ماهية والديه هو الحيوان المنوى والبويضة والعصا تكون فى البداية مثلا جزء من شجرة هو الغصن .
2-يصبح الجزء كائنا مستقلا ومن أمثلة ذلك الإنسان يصبح بعد الولادة كائن مستقل له ماهيته المستقلة عن الأم والعصا تصبح بعد قطعها كغصن كائن يقوم بمهام مختلفة عن مهامها كغصن فإذا كانت وهى غصن مهامها تتمثل فى إخراج الأوراق وحمل الثمار واستمداد الطعام والشراب والتظليل فإن مهامها بعد استقلالها تتبدل فتصبح اتكاء الغير عليها والهش بها على الغنم والضرب بها وغير ذلك ومما ينبغى قوله أن الحد الفاصل بين المرحلتين هو انفصال الجزء انفصالا تاما عن الأصل ومما ينبغى قوله أن كون الشىء كان جزء من ماهية شىء أخر هو أنه كان جزء من جسم الشىء
أسباب تغيير الله للماهيات :
أسباب تغيير أحد قسمى الماهية هى :
-العقاب كما حدث مع كفار بنى إسرائيل الذين تحولت أجسامهم لقردة وخنازير.
-إخفاء حقيقة شىء ما أى التلبيس فالله لو جعل رسوله (ص) للناس ملاكا لغير هيئته الجسمية من جسم الملاك لجسم الإنسان الرجل وهذا اختبار لهم وفيه قال بسورة إبراهيم "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "
-إرهاب الآخرين واثبات قدرة الله كما فى عصا موسى (ص)فقد حولها لثعبان لإرهاب فرعون وقومه وكل الآيات أى المعجزات كان الهدف منها تخويف الكفار من قدرة الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ".
الماهية والتقمص :
التقمص هو أن النفس الواحدة تعيش فى زمن فى جسم وبعد الموت تخرج منه لتعيش فى جسم أخر وهكذا والتقمص على نوعين :
- انتقال النفس من جسم بشرى فى زمن إلى جسم بشرى فى زمن أخر ومن أمثلة هذا قول بعضهم أنه كان خاتم النبيين (ص)فى زمنه وعيسى (ص)فى زمنه وموسى (ص)فى زمنه وإبراهيم (ص)فى زمنه 00
- انتقال النفس من جسم بشرى لجسم حيوانى فى زمن أو لجسم نباتى فى زمن أو لجسم جماد فى زمن أخر والملاحظ فى التقمص هو ثبات النفس وتغير الجسم من هيئة لأخرى والتقمص باطل للتالى :
أ- قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "يعنى أن الوازرة وهى النفس لا تتحمل عقاب غيرها وهذا يعنى أن النفوس ليست واحدة لأنها لو كانت واحدة ما اختلف جزاء كل واحد منها .
ب- قوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "وقوله بسورة غافر "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "فهنا كل نفس تحاسب على عملها ولو كانت النفوس واحدة أو حتى مجموعة من النفوس لما صح حسابها .
ت- قوله بسورة مريم "لم نجعل له من قبل سميا "فهذا يعنى أن يحيى (ص)لم يكن فى يوم من الأيام قبل ولادته إنسان أخر كما زعم أهل التقمص .
ث- قوله بسورة القصص "وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين "فهذا يعنى أن محمد(ص)لم يكن فى زمن موسى (ص).
ج- قوله بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "وهذا يعنى أن محمد(ص) لم يكن فى زمن مريم (ص)وعيسى (ص) لأنه لم يعش فى ذلك العصر .
ح- أن الإنسان يموت مرتين واحدة فى دنيانا هذه وواحدة عند قيام القيامة بعد حياة البرزخ ويحيا حياتين قبل يوم القيامة واحدة فى دنيانا هذه والأخرى فى البرزخ وقد اعترف بهذا الكفار فقالوا فى يوم القيامة بسورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "وهذا دليل على عدم وجود تقمص لأنه يحتاج لموت كثير المرات وحياة كثيرة المرات .
خ- أن بفرض وجود التقمص فمعناه هو أن كل النفوس هى نفس واحدة هى نفس الإنسان الأول آدم (ص)فكيف توجد نفس واحدة فى وقت واحد فى كل هذه الأجسام على مر العصور ؟زد على هذا كيف تكون النفس الأولى وهى نفس ذكر هى نفوس النساء الموجودات على مر العصور أليس هذا جنونا ؟
د- بفرض وجود التقمص وبما أن آدم (ص)هو الإنسان الأول فالسؤال الواجب طرحه هو قبل دخول النفس فى آدم (ص) فى أى كائن أخر كانت موجودة ثم تقمصت جسد أدم (ص)؟بالطبع لا جواب .
لو ظللنا نفترض لوصلنا أن نهاية التقمص هى أن الله نفسه حلت فى الأجساد الموجود فى الكون باعتباره النفس الأولى وهذا هو الجنون عينه .
المتغير فى الماهية :
المتغير فى الماهية هو الجسم وأما النفس فثابتة بمعنى أنها حية والسبب هو أن النفس هى المحاسبة على عملها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وأما الجسم فهو وسيلة لتنفيذ ما تريده النفس فى الدنيا وأما بعد الدنيا فهو وسيلة لعقاب النفس أو لإسعادها وعند الموت تترك النفس الجسم الدنيوى ويدخلها الله فى جسم برزخى كما أن الجسم فى الدنيا تتبدل أحواله فهو صغير ثم يكبر وتتغير خلاياه باستمرار حتى يموت الإنسان حتى أن ما يتبقى من جسم الجنين عند الكبر لا يمثل شىء أكثر من 1%ومن ثم فالجسم ليس هو هو حتى فى الدنيا .
اختلاف الماهية باختلاف نوع الحياة :
إن ماهية الإنسان تختلف باختلاف الحياة التى يحيا فيها وهى الحياة الدنيا أو الحياة البرزخية وهى حياة السماء أو الحياة الأخروية والاختلاف فى الماهية سببه هو التلاؤم مع المكان الجديد الذى سيعيش فيه ويتمثل الاختلاف فى التالى :
- فى الدنيا تتكون الماهية من نفس وجسم ظاهر لنا فى الدنيا .
- فى حياة البرزخ تتكون من نفس وجسم خفى عنا فى الدنيا والدليل هو أن الجسم الظاهر يتحول فى القبر لتراب وعظام تتفتت بمرور الأيام والليالى والنفس يلزمها جسم كى تحس باللذات فى جنة البرزخ وبالآلام فى نار البرزخ وفى عذاب آل فرعون بالبرزخ قال تعالى بسورة غافر "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "إذا الجسم وسيلة إمتاع أو تعذيب للإنسان وليتأمل القارىء الملذات المذكورة فى الجنة من أكل وشرب ونكاح للحور العين وغيرها فسيجد أنها لكى تتحقق لابد من وجود جسم وليتأمل المؤلمات فى النار من أكل وشرب وكى وغيره فسيجد أنها لكى تتحقق لابد لها من وجود جسم .
- فى حياة الأخرة تعود الماهية لتكونها من جسم ظاهر ونفس وإن كان هناك فروق بين الجسم الظاهر فى الدنيا والجسم الظاهر فى الأخرة أهمها أن أجسام المسلمين لا تصيبها المتاعب أبدا وكذلك نفوسهم وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ومن هنا نفهم أن السر فى محاسبة النفس على عملها هو أنها لا تتغير تغيرا كليا كالجسم وإنما التغير فيها جزئى ولذا قال تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة ".
تصرفات الله فى الماهية :
إن الله له فى الماهيات تصرفات وهى على نوعين :
-أن ينزع أحد أجزاء الماهية ويجعل له بديل مضاد بمعنى أن يبطل عمل أحد أجزاء الماهية ويجعل مكانه عمل مضاد له ومثال ذلك نزع الله الإحراق من النار التى ألقى فيها إبراهيم (ص)وجعل مكانه عمل مضاد هو الإبراد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ".
-أن يعطى أحد أجزاء الماهية قدرة لم تكن فيه أى يزيد فى عمل أحد أجزاء الماهية عمل لم تكن تقدر عليه من قبل مثل أن الله زاد على فم المسيح(ص)عمل هو أن الهواء الخارج منه يجعل الطير المصنوع من الطين حيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "ومثل أن الله زاد على لحم وعظام البقرة عمل هو إحياء الموتى فعندما ضرب القوم القتيل استيقظ وعاد للحياة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى "ومثل أنه زاد على يد موسى (ص)عمل هو خروجها بيضاء منيرة وفى هذا قال بسورة طه "واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء أخرى ".
تزاوج الأنواع ذات الماهيات المختلفة :
إن التزاوج بين نوع له ماهية ونوع له ماهية مختلفة مثل الخيل والحمير ينتج نوع ثالث هو البغال ولها ماهية مختلفة عن الأبوين ومما ينبغى قوله أن قانون تزاوج الأنواع المختلفة يعنى ماهية زائد ماهية مختلفة الناتج هو ماهية مختلفة عن الاثنين وهى ماهية عقيمة لا تنجب أولاد مثلها كما تنجب الأنواع الأخرى ومن هنا نعلم أن القانون العام للزواج هو :
أن يكون الزوجان من نوع واحد وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وأما ما يحدث من زواج بين أفراد من أنواع مختلفة فهو شذوذ محكوم عليه بالفناء .
التدخل فى الماهيات من قبل الناس :
لا يجوز للناس التدخل فى ماهيات الأشياء الأخرى إلا ما أباح الله له التدخل فيه وهو التغيير فى أجسام المخلوقات للعلاج والاستفادة من أشعار وأوبار وأصواف وجلود الأنعام وتدريب الكلاب والطيور على الصيد وقطع الشجر والنباتات عند الحاجة وتقصير الشعر-وهو ما ينمو من أجزاء الجسم- الإنسانى وحلقه وأما بتر أجزاء من جسم الحيوان وهو البتك والتغيير فى الخلقة بما يسمونه أدوات التجميل والوشم فهو محرم لأنه استجابة لقول الشيطان بسورة النساء"ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " وحق الإنسان فى الناس هو علاج أجسامهم وتغيير العاهات فيهم وتقصير وحلق الشعر وهو الزوائد الموجود فى الجسم والتى لا يشعر عند إزالتها بألم وهى ما يسمونه الشعر والأظافر .
الماهية
هذا كتاب ماهية الأشياء وهو يبحث فى أمر الماهية عبر نصوص القرآن للوصول للحق
الماهية :
لكى نعرف ماهية الشىء علينا بالعودة للأسئلة والإجابات عن ماهية الأشياء بالقرآن لمعرفة معناها ونجد فى القرآن أن بنى إسرائيل سألوا موسى(ص) عن ماهية البقرة فقالوا ادع لنا ربك يبين ما هى فكانت الإجابة :إنها بقرة لا فارض أى لا عجوز ولا بكر أى صغيرة عوان أى وسط بين العجز والصغر وهذا يعنى أن السن وهو العمر جزء من ماهية الشىء وعادوا للسؤال ادع لنا ربك يبين لنا ما هى فكانت الإجابة إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها أى إنها بقرة لا مسخرة تحرث التربة ولا تروى الزرع سليمة لا علامة مميزة فيها وهذا يعنى أن مميزات الشىء جزء من ماهيته فهنا مميزات البقرة صعوبة قيادتها للعمل وهو الحرث والسقى وجسمها ليس به علامة مميزة وهذا يعنى أن الصفات النفسية والجسمية كل منهما جزء من الماهية فعادوا للسؤال ما هى فعاد للجواب إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهذا يعنى أن اللون طوال العمر جزء من الماهية وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " و"إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها "و "قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "من هنا يتبين لنا أن الماهية تشمل الإنسان ككل من البداية فهى تاريخ جسم ونفس الإنسان منذ بدايته أى بألفاظ أخرى ماهية المخلوق هى ما يحدث لنفسه وجسمه وما تحدثه نفسه وجسمه أى بألفاظ أخرى التطور الطارىء على النفس والجسم من خارجهما أو منهما أى بألفاظ أخرى التغيرات الحادثة فى النفس والجسم طول العمر والملاحظ هنا هو أن الثابت هو النفس والجسم والثبات المراد هو استمرارية الوجود وليس تجمدهما على حالة واحدة
ماهية الإله :
إذا كانت ماهية المخلوق هى التغير الحادث فى النفس والجسم منهما أو من غيرهما فإن ماهية الإله تختلف ومن أجل التوضيح نقول :أن الكفار على مر العصور قد سألوا رسلهم (ص)عن ماهية الإله فمثلا الكفار قالوا لمحمد(ص)لما قال لهم اسجدوا للرحمن :وما الرحمن؟أنسجد لما تأمرنا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن "وسأل فرعون موسى (ص)وهارون(ص) من ربكما كما قال بسورة طه"قال فمن ربكما يا موسى "وقال بسورة الشعراء "وما رب العالمين "وكانت الإجابات على الأسئلة هى :أن الله وهو الرحمن نزل القرآن وخلق الإنسان علمه البيان وفى هذا قال بسورة الرحمن "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "وموسى (ص)قال بسورة طه"ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "وقال بسورة الشعراء"رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين "وقال "ربكم ورب آبائكم الأولين "وقال "رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "والإجابات تبين لنا أن ماهية الإله هى أنه الفاعل فهو المعلم الذى علم القرآن والبيان ،الخالق للإنسان ،العاطى الذى أتقن كل شىء خلقه ،الهادى الذى أرشد الخلق، خالق السموات والأرض وما بينهما خالق المشرق والمغرب وما بينهما خالق الناس ،إذا الإله هو الفاعل لأنه يعلم ويخلق ويهدى ويعطى كما ورد فى الإجابات ،إذا فماهية الإله هى أن النفس الإلهية فاعلة لما تريد ومن هنا نعرف الفرق بين ماهية المخلوق وماهية الخالق وهو أن المخلوق يحدث فيه التغيير والخالق يحدث التغيير والمخلوق له جسم والخالق ليس له جسم كالخلق والمخلوق موجود فى مكان وزمان والخالق خارج الزمان والمكان وقد جمع الله لنا كل الفروق فى قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء"وقوله بسورة الإخلاص "ولم يكن له كفوا أحد"وقوله بسورة مريم "هل تعلم له سميا "فالله يخالف مخلوقاته فى كل شىء والمخالفة تعنى أن الكلمة الواحدة يكون له معنى إذا أريد بها الله ويكون لها معنى أخر إذا أريد بها المخلوق ومن أمثلة ذلك كلمة الخلق فالخلق الإلهى يتم بكلمة كن بينما خلق المخلوق يتم بالجوارح والأعضاء وكلمة العلم تعنى المعرفة الشاملة عند الله والمعرفة الجزئية عند المخلوق وكلمة السمع تعنى المعرفة الشاملة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق الأذن البشرية وكلمة البصر تعنى المعرفة التامة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق العينين عند البشر .
ثبات وزوال قسمى الماهية :
إن قسمى الماهية النفس والجسم ثابتان بمعنى أنهما مستمران فى الوجود بنفس تركيبهما عند بداية الخلق والتغيير يجرى فيهما بواسطتهما أو بواسطة غيرهما والسؤال الآن هل يحدث زوال لقسمى الماهية معا أو زوال لقسم منهما ؟أى هل يحدث فناء لقسمى الماهية سويا بمجىء قسمين مختلفين عنهما أو فناء لقسم منهما مع مجىء قسم مختلف عنه ؟والجواب هو ذكر الله لنا أنه أزال قسمى الماهية فى عصا موسى(ص)وخلق بدلا منهما قسمين أخرين هما نفس وجسم الحية وبعد إجراء المهمة أعاد الله قسمى الماهية فى العصا إليها أى بألفاظ القرآن أعاد سيرة أى طبيعة العصا الأولى وفى هذا قال تعالى بسورة طه"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى "ومن هنا نعلم أن لكل مخلوق سيرة أى طبيعة أى تركيبة معينة فى النفس والجسم يختلف بها عن المخلوقات الأخرى وقد أزال الله أحد قسمى الماهية وهو الجسم حيث حول أجسام الكفار الذين اعتدوا فى السبت لأجسام قردة كى يعذبهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين "وحول بعضهم لخنازير فقال بسورة المائدة "وجعل منهم القردة والخنازير "ولو أن الله حولهم لقردة وخنازير نفسا وجسما لم يكونوا ليشعروا بالعذاب لأنهم سيشعرون كما تشعر القردة والخنازير لكون نفوسهم نفوس قردة وخنازير ومن هنا نعلم أن تغيير أحد قسمى الماهية يكون عقابا غالبا والمتغير يكون الجسم .
مراحل وجود الماهية :
إن أشياء كثيرة تمر بمرحلتين :
1-تكون جزء من ماهية أشياء أخرى ومن أمثلة ذلك الإنسان يكون فى البداية جزء من ماهية والديه هو الحيوان المنوى والبويضة والعصا تكون فى البداية مثلا جزء من شجرة هو الغصن .
2-يصبح الجزء كائنا مستقلا ومن أمثلة ذلك الإنسان يصبح بعد الولادة كائن مستقل له ماهيته المستقلة عن الأم والعصا تصبح بعد قطعها كغصن كائن يقوم بمهام مختلفة عن مهامها كغصن فإذا كانت وهى غصن مهامها تتمثل فى إخراج الأوراق وحمل الثمار واستمداد الطعام والشراب والتظليل فإن مهامها بعد استقلالها تتبدل فتصبح اتكاء الغير عليها والهش بها على الغنم والضرب بها وغير ذلك ومما ينبغى قوله أن الحد الفاصل بين المرحلتين هو انفصال الجزء انفصالا تاما عن الأصل ومما ينبغى قوله أن كون الشىء كان جزء من ماهية شىء أخر هو أنه كان جزء من جسم الشىء
أسباب تغيير الله للماهيات :
أسباب تغيير أحد قسمى الماهية هى :
-العقاب كما حدث مع كفار بنى إسرائيل الذين تحولت أجسامهم لقردة وخنازير.
-إخفاء حقيقة شىء ما أى التلبيس فالله لو جعل رسوله (ص) للناس ملاكا لغير هيئته الجسمية من جسم الملاك لجسم الإنسان الرجل وهذا اختبار لهم وفيه قال بسورة إبراهيم "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "
-إرهاب الآخرين واثبات قدرة الله كما فى عصا موسى (ص)فقد حولها لثعبان لإرهاب فرعون وقومه وكل الآيات أى المعجزات كان الهدف منها تخويف الكفار من قدرة الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ".
الماهية والتقمص :
التقمص هو أن النفس الواحدة تعيش فى زمن فى جسم وبعد الموت تخرج منه لتعيش فى جسم أخر وهكذا والتقمص على نوعين :
- انتقال النفس من جسم بشرى فى زمن إلى جسم بشرى فى زمن أخر ومن أمثلة هذا قول بعضهم أنه كان خاتم النبيين (ص)فى زمنه وعيسى (ص)فى زمنه وموسى (ص)فى زمنه وإبراهيم (ص)فى زمنه 00
- انتقال النفس من جسم بشرى لجسم حيوانى فى زمن أو لجسم نباتى فى زمن أو لجسم جماد فى زمن أخر والملاحظ فى التقمص هو ثبات النفس وتغير الجسم من هيئة لأخرى والتقمص باطل للتالى :
أ- قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "يعنى أن الوازرة وهى النفس لا تتحمل عقاب غيرها وهذا يعنى أن النفوس ليست واحدة لأنها لو كانت واحدة ما اختلف جزاء كل واحد منها .
ب- قوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "وقوله بسورة غافر "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "فهنا كل نفس تحاسب على عملها ولو كانت النفوس واحدة أو حتى مجموعة من النفوس لما صح حسابها .
ت- قوله بسورة مريم "لم نجعل له من قبل سميا "فهذا يعنى أن يحيى (ص)لم يكن فى يوم من الأيام قبل ولادته إنسان أخر كما زعم أهل التقمص .
ث- قوله بسورة القصص "وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين "فهذا يعنى أن محمد(ص)لم يكن فى زمن موسى (ص).
ج- قوله بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "وهذا يعنى أن محمد(ص) لم يكن فى زمن مريم (ص)وعيسى (ص) لأنه لم يعش فى ذلك العصر .
ح- أن الإنسان يموت مرتين واحدة فى دنيانا هذه وواحدة عند قيام القيامة بعد حياة البرزخ ويحيا حياتين قبل يوم القيامة واحدة فى دنيانا هذه والأخرى فى البرزخ وقد اعترف بهذا الكفار فقالوا فى يوم القيامة بسورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "وهذا دليل على عدم وجود تقمص لأنه يحتاج لموت كثير المرات وحياة كثيرة المرات .
خ- أن بفرض وجود التقمص فمعناه هو أن كل النفوس هى نفس واحدة هى نفس الإنسان الأول آدم (ص)فكيف توجد نفس واحدة فى وقت واحد فى كل هذه الأجسام على مر العصور ؟زد على هذا كيف تكون النفس الأولى وهى نفس ذكر هى نفوس النساء الموجودات على مر العصور أليس هذا جنونا ؟
د- بفرض وجود التقمص وبما أن آدم (ص)هو الإنسان الأول فالسؤال الواجب طرحه هو قبل دخول النفس فى آدم (ص) فى أى كائن أخر كانت موجودة ثم تقمصت جسد أدم (ص)؟بالطبع لا جواب .
لو ظللنا نفترض لوصلنا أن نهاية التقمص هى أن الله نفسه حلت فى الأجساد الموجود فى الكون باعتباره النفس الأولى وهذا هو الجنون عينه .
المتغير فى الماهية :
المتغير فى الماهية هو الجسم وأما النفس فثابتة بمعنى أنها حية والسبب هو أن النفس هى المحاسبة على عملها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وأما الجسم فهو وسيلة لتنفيذ ما تريده النفس فى الدنيا وأما بعد الدنيا فهو وسيلة لعقاب النفس أو لإسعادها وعند الموت تترك النفس الجسم الدنيوى ويدخلها الله فى جسم برزخى كما أن الجسم فى الدنيا تتبدل أحواله فهو صغير ثم يكبر وتتغير خلاياه باستمرار حتى يموت الإنسان حتى أن ما يتبقى من جسم الجنين عند الكبر لا يمثل شىء أكثر من 1%ومن ثم فالجسم ليس هو هو حتى فى الدنيا .
اختلاف الماهية باختلاف نوع الحياة :
إن ماهية الإنسان تختلف باختلاف الحياة التى يحيا فيها وهى الحياة الدنيا أو الحياة البرزخية وهى حياة السماء أو الحياة الأخروية والاختلاف فى الماهية سببه هو التلاؤم مع المكان الجديد الذى سيعيش فيه ويتمثل الاختلاف فى التالى :
- فى الدنيا تتكون الماهية من نفس وجسم ظاهر لنا فى الدنيا .
- فى حياة البرزخ تتكون من نفس وجسم خفى عنا فى الدنيا والدليل هو أن الجسم الظاهر يتحول فى القبر لتراب وعظام تتفتت بمرور الأيام والليالى والنفس يلزمها جسم كى تحس باللذات فى جنة البرزخ وبالآلام فى نار البرزخ وفى عذاب آل فرعون بالبرزخ قال تعالى بسورة غافر "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "إذا الجسم وسيلة إمتاع أو تعذيب للإنسان وليتأمل القارىء الملذات المذكورة فى الجنة من أكل وشرب ونكاح للحور العين وغيرها فسيجد أنها لكى تتحقق لابد من وجود جسم وليتأمل المؤلمات فى النار من أكل وشرب وكى وغيره فسيجد أنها لكى تتحقق لابد لها من وجود جسم .
- فى حياة الأخرة تعود الماهية لتكونها من جسم ظاهر ونفس وإن كان هناك فروق بين الجسم الظاهر فى الدنيا والجسم الظاهر فى الأخرة أهمها أن أجسام المسلمين لا تصيبها المتاعب أبدا وكذلك نفوسهم وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ومن هنا نفهم أن السر فى محاسبة النفس على عملها هو أنها لا تتغير تغيرا كليا كالجسم وإنما التغير فيها جزئى ولذا قال تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة ".
تصرفات الله فى الماهية :
إن الله له فى الماهيات تصرفات وهى على نوعين :
-أن ينزع أحد أجزاء الماهية ويجعل له بديل مضاد بمعنى أن يبطل عمل أحد أجزاء الماهية ويجعل مكانه عمل مضاد له ومثال ذلك نزع الله الإحراق من النار التى ألقى فيها إبراهيم (ص)وجعل مكانه عمل مضاد هو الإبراد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ".
-أن يعطى أحد أجزاء الماهية قدرة لم تكن فيه أى يزيد فى عمل أحد أجزاء الماهية عمل لم تكن تقدر عليه من قبل مثل أن الله زاد على فم المسيح(ص)عمل هو أن الهواء الخارج منه يجعل الطير المصنوع من الطين حيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "ومثل أن الله زاد على لحم وعظام البقرة عمل هو إحياء الموتى فعندما ضرب القوم القتيل استيقظ وعاد للحياة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى "ومثل أنه زاد على يد موسى (ص)عمل هو خروجها بيضاء منيرة وفى هذا قال بسورة طه "واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء أخرى ".
تزاوج الأنواع ذات الماهيات المختلفة :
إن التزاوج بين نوع له ماهية ونوع له ماهية مختلفة مثل الخيل والحمير ينتج نوع ثالث هو البغال ولها ماهية مختلفة عن الأبوين ومما ينبغى قوله أن قانون تزاوج الأنواع المختلفة يعنى ماهية زائد ماهية مختلفة الناتج هو ماهية مختلفة عن الاثنين وهى ماهية عقيمة لا تنجب أولاد مثلها كما تنجب الأنواع الأخرى ومن هنا نعلم أن القانون العام للزواج هو :
أن يكون الزوجان من نوع واحد وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وأما ما يحدث من زواج بين أفراد من أنواع مختلفة فهو شذوذ محكوم عليه بالفناء .
التدخل فى الماهيات من قبل الناس :
لا يجوز للناس التدخل فى ماهيات الأشياء الأخرى إلا ما أباح الله له التدخل فيه وهو التغيير فى أجسام المخلوقات للعلاج والاستفادة من أشعار وأوبار وأصواف وجلود الأنعام وتدريب الكلاب والطيور على الصيد وقطع الشجر والنباتات عند الحاجة وتقصير الشعر-وهو ما ينمو من أجزاء الجسم- الإنسانى وحلقه وأما بتر أجزاء من جسم الحيوان وهو البتك والتغيير فى الخلقة بما يسمونه أدوات التجميل والوشم فهو محرم لأنه استجابة لقول الشيطان بسورة النساء"ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " وحق الإنسان فى الناس هو علاج أجسامهم وتغيير العاهات فيهم وتقصير وحلق الشعر وهو الزوائد الموجود فى الجسم والتى لا يشعر عند إزالتها بألم وهى ما يسمونه الشعر والأظافر .
قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
دعوة للتبرع
الوصية (1 ): 1 ـ ماهو تدبرك للآية الكري مة(كت عليكم أذا...
دار الفطرة الفاطمية: هل صحيح أن المصر يين ورثوا ( فطرة العيد ) من...
إحسانا و حُسنا : ما الفرق بين قوله تعالى (وبال الدي ...
صلاة الجمعة فىالمهجر: فأريد أن أستفس ر عن صلاة الجمع ة فهل يجوز...
شفاء القرآن الكريم: السلا م عليكم هل للقرآ ن قدرة شفائي ة من...
more