كيف تكون مجتمع السادة والعبيد ..:
التسيد والاستعباد !!

محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2009-03-01


التسيد والاستعباد!!

كيف تكون مجتمع السادة والعبيد؟

    عندما خاطر الإنسان بحياته لأول مرة في معركة من أجل المنزلة الخاصة "الاعتراف والتقدير" أو التسيد" من أجل أن يكون سيداً ، وبسبب حالة الحرب التي سادت إنسان الطبيعة( البدائي) عند هيجل والتي لم تؤد مباشرة إلى قيام  مجتمع مدني قائم على عقد اجتماعي ، وإنما أدت إلى قيام علاقة بين السادة والعبيد ، وذلك  حين "اعترف" أحد المتحاربين البدائيين بالمتحارب الآخر " كسيد" له لخوفه على حياته ولأنه الأضعف، وبذلك قنع بأن يصبح له عبداً .

 ومع ذلك لم تكن علاقة السيد بالعبد مستقرة على المدى الطويل وعلى طول الخط ، وذلك لأن كلا منهما  لم ير فيها إشباعا لرغبته في  الاعتراف ، ويمثل هذا الافتقار إلى الرضا (تناقضا)  في المجتمعات التي تعرف الرق . فإذا كان أول ما أقدم عليه الإنسان هو المخاطرة بحياته  في خوض معركة دموية فإن تلك المخاطرة لم تحرره تماما ولا هي أشبعته .!!.

  

أسباب عدم الرضا لدى السيد والعبد :

ويرجع عدم الرضا عند كل من السادة والعبيد إلى الآتي ...

  1-السيد يكون أكثر إنسانية من العبد لأنه مستعد للتغلب على طبيعته من أجل هدف غير بيولوجي ـ  معنوي وهو نيل "الاعتراف والتقدير" فهو ( إذ يخاطر بحياته إنما يثبت أنه حر). أما العبد فيستسلم لخوفه من القتل في حلبة الصراع ، ويظل خائفا  محروما غير قادر على التغلب على خوفه الطبيعي  من الموت . ولذلك نصل للنتيجة التالية وهي أن عبودية العبد وعدم نضجه هما  مصدر المأزق الذي يعيشه السيد ، فالسيد يحتاج إلى إنسان له كرامة وقيمة يعترف بسيادته، فالاعتراف  الذي  حصل عليه السيد من العبد اعتراف منقوص وذلك بسبب أنه من عبد لم تكتمل إنسانيته  لأنه استسلم للخوف  الطبيعي من الموت .

   

   ومن المعروف أن الشخص  يقدر المديح أو الاعتراف تقديرا أعلى إن هو صدر عن شخص نحترمه ونثق في حكمه ، وبالأخص  حين يأتي المديح طواعية لا عن قهر. وكقول فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ" ( فإن كلبنا المدلل "يعترف" بهز ذيله محييا عندما نعود للبيت ، إلا أنه يعترف وبنفس الصورة بــ (ساعي البريد أو اللص) .ولو أردنا مثلا سياسيا يؤكد ما قاله فوكوياما نقول مثلا  إن رضاء ستالين أو صدام حسين أو غيرهم من المستبدين الأحياء عن هتاف الجماهير له ، وهو يعلم أنه قد جئ بهم إلى الساحة في سيارات عامة ، وأجبروا على الهتاف وإلا عوقبوا بالموت أو التضييق عليهم في أرزاقهم ، هذا التقدير والاعتراف لهم هو بالضرورة أقل شأنا لو كان  من كون الزعيم  جاء للحكم بطريق ديمقراطي  مثل واشنطن أو لينكولن  حين يقابله شعبه الحر باحترام حقيقي ، وليس نفاق حقيقي  .

ومن زاوية أخرى قد يُقتل السيد " المستبد " غير أنه  لن يتعلم أبدا من هذا الدرس المتكرر ، وتراه يخاطر بحياته مرة تلو الأخرى في صراعات حتى الموت مع سادة آخرين  من أجل السيطرة على إقليم أو وراثة عرش ، غير أن المخاطرة بالحياة رغم جوهرها الإنساني هى ذاتها،  مهما تكررت ( لا جديد فيها )إذ أنها لا تساهم في دفع مسار التقدم الحضاري  . ومن هنا فإن الغزو المستمر ( الاستيلاء على الحكم ) وإعادة فتح الأقاليم ليس بالمحركين لمسار التقدم الحضاري ( التاريخي) .

 أما عدم رضا العبد وسخطه لا يؤدي إلى جمود قاتل  كما هو في حالة السيد، وإنما  يؤدي إلى تغير خلاق مثمر، إذ أنه بخضوعه لن ينال الاعتراف ،  فالاعتراف من جانب واحد  من العبد للسيد ، وعدم الاعتراف من جانب السيد بالعبد  كإنسان ذو كرامة  يخلق لدى العبد الرغبة والحافز في التغيير.

   وليس للعبد طريقا إلا العمل لكي يستعيد إنسانيته  وكرامته التي فقدها  نتيجة خوفه من القتل ، ويزعم  الكسندر كوجيف  أن الخوف من الموت ضرورة ميتافيزيقية  للنمو اللاحق لدى العبد ، لا لأنه يهرب منه ، وإنما لأنه يكشف له عن افتقاره الجوهري إلى أية قيمة ، وعن أنه كعبد لا هوية دائمة له ، أو أن هويته هى الرفض عبر الزمن أو الرفض المستمر .

   وفي بادئ الأمر كان العبد مجبرا  على العمل من أجل إشباع حاجات السيد بسبب خوفه من الموت ، غير أن الحافز على العمل عنده يتغير بمرور الوقت  إلى العمل من قبيل الواجب وترويض النفس . فيتعلم العبد خلال ذلك قمع الرغبات الحيوانية في سبيل العمل  أو ما يعرف بــ " أخلاقيات العمل " . ويدرك من خلال العمل أنه ككائن بشري يغير الطبيعة .  فيأخذ من الطبيعة مواردها ويحولها كما يهوى إلى  أشياء أخرى  وفق فكرة مسبقة أو مفهوم مسبق .

   العبد يستخدم الأدوات وبوسعه استخدام الأدوات  في صنع أدوات أخرى ، وبذلك يخترع التكنولوجيا .( ومن الممكن أن نقول أن الطبقة المتحولة داخل طبقة العبيد  والتي هي قاطرة المجتمع تنشأ داخل الطبقة الوسطى في مفهومنا الدارج والمعاصر )

   العلم الطبيعي الحديث ليس من اختراع السادة  الذين يتوفر لديهم كل ما يشتهون ، فمن المعروف كما يقال من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب فإنه لا حافز لديه للعمل ولا للترقي . ولذلك فإن العلم الطبيعي الحديث إنما هو من اختراع العبيد المضطرين إلى العمل  والساخطين على وضعهم الراهن  ويكتشف العبد بفضل التكنولوجيا أنه يستطيع تغيير الطبيعة لا البيئة الطبيعية التي ولد  فيها فحسب  وإنما طبيعته هو أيضا.

    إن السيد يثبت حريته حين يغامر بحياته في معركة دامية فيثبت من خلال ذلك تفوقه وتغلبه على مقتضيات الطبيعة، أما العبد فعلى العكس إذ يدرك فكرة الحرية من خلال عمله في خدمة سيده ، وحين يدرك أنه كبشر قادر على العمل الحر الخلاق ، وسيطرته على الطبيعة هي المفتاح لفهمه لفكرة السيادة أو التسيد .أي أن العبد يدرك قيمة الحرية من خلال العمل .

   وبذلك تكون الحرية المحتملة للعبد هي أهم تاريخا ( حضاريا) بكثير من الحرية الفعلية التي يتمتع بها السيد، فالسيد حر ويستمتع بحريته ، أما العبد فبإمكانه فقط أن يدرك فكرة الحرية وهي فكرة تخطر بباله نتيجة لعمله  ، فالعبد ليس حرا في حياته  وهناك تفاوت بين فكرة العبد عن الحرية  وحالته الواقعية  فهو إذن أكثر تفلسفا ، وعليه أن يفكر في الحرية بمعناها النظري قبل أن يستمتع بها عمليا . وبذلك فإنه لا يساهم فقط بل ويؤسس النظم الليبرالية الحديثة والتي تنظم العلاقة بين السادة والعبيد .

  وعلى العبد أن يخترع بنفسه مبادئ المجتمع الحر قبل أن يعيش فيه  ولذا فإن وعي العبد  أسمى وأرقى من وعي السيد  لأنه أكثر إحساسا بنفسه وأكثر تفكيرا فيها  وإدراكا لوضعه .

  العبد لا يبدأ بتحدي سيده ، وإنما يمر بعملية طويلة عسيرة من تعليم الذات ، فيتعلم التغلب على خوفه من الموت  والمطالبة بالحرية هي من حقه  ( وهي درس لجميع المثقفين في العالم المستبد ) والتي يطرح فيها صورا عديدة مبدئية عن الحرية قبل أن يتبنى ويصل إلى الصورة الحقيقية .

ومن هنا يمكن وضع تصور لما يعنيه مصطلح الإيديولوجيا : فهى ( الصور الذهنية غير السليمة في حد ذاتها والمعبرة مع ذلك  عن البنية الأساسية للحقيقة – حقيقة السيادة والعبودية -.

 الإيديولوجيا : تحوي بذور فكرة الحرية ورغم ذلك فهى تحقق مصالحة بين  العبد وواقع افتقاره للحرية. 

   وقد ذكر هيجيل في كتابه "فينومينولوجيا العقل" " علم ظاهرة العقل " مشيراً إلى عدد من إيديولوجيات العبيد بما في ذلك  من فلسفات كالرواقية ومدرسة الشك .

 

   أهم إيديولوجيات العبيد  " "عند هيجيل"  هي  ( المسيحية ) : لأن عنده

المسيحية هي الدين المطلق وليس ذلك تعصبا منه ، وإنما مراعاة للعلاقة التاريخية الموضوعية القائمة بين العقيدة المسيحية وظهور المجتمعات الليبرالية في أوروبا الغربية ، وهى علاقة أقر بها عدد لا يحصى من المفكرين التاليين لهيجيل أمثال فيبر ونيتشه ، فقد حددت المسيحية الصورة النهائية لفكرة الحرية ، لأن هذا الدين في رأي هيجيل هو أول ما أرسى دعائم مبدأ المساواة بين كافة البشر في عين الله على أساس عقيدتهم واختيارهم الأخلاقي ، وبعبارة أخرى فالمسيحية ترى الإنسان حر معنويا في اختياره بين الحق والباطل . والحرية المسيحية هي حالة داخلية  من أحوال النفس يجدد الإنسان روحه بقدرته على الاختيار والاعتقاد ، فالمؤمن المسيحي لديه الكرامة الداخلية ، والمفهوم المسيحي عن الحرية يعني المساواة العامة بين البشر.، هذا ملخص ما قاله هيجل

 

  أما  جون لوك المفكر السياسي البريطاني  وكذلك هوبز  يريان أن :  المساواة بين البشر على أساس فكرة تساوي الملكات الطبيعية . والمساواة المسيحية : أساسها أن الناس جميعا متساوون في تمتعهم بملكة واحدة معينة  هي ملكة الاختيار الأخلاقي . فالجميع قادرون على قبول أو رفض فكرة الله وصنع الخير أو الشر .كما ذكر الدكتور مارتن لوثر كينج  وهو القس المسيحي في خطبته عام 1964  أمام النصب التذكاري لــ ( لينكولن ) ورد في خطابه الذي كان بعنوان " أحلامي" جملة شهيرة يقول فيها : أنه ( يحلم بأن يعيش أطفاله الأربعة  لا يحكم الناس فيه عليهم وفق لون بشرتهم وإنما على أساس مضمون شخصياتهم ) .

   فالكرامة الإنسانية عند لوثر كينج  ليست في عقل الإنسان أو ذكائه بل في شخصيته أي شخصيته الأخلاقية وقدرته على التمييز بين الحق والباطل .فإن اختلف الناس في مضمار الجمال أو الموهبة أو الذكاء أو المهارة فهم متساوون في كونهم كائنات أخلاقية ، فمساهمة المسيحية إذن في المسار الحضاري (التاريخي) تتمثل في توضيحها للعبد هذه الصورة للحرية الإنسانية وتعريفه بمعنى الكرامة لدى كافة البشر .

 ويرى هيجل  أن المسيحية هي مجرد (إيديولوجيا) أخرى للعبيد , أي أنها تخالف الصواب في جوانب معينة فهي ترى أن تحقيق الحرية الإنسانية لن يتم هنا على الأرض ، وإنما في ملكوت السماء، وبعبارة أخرى فإن المسيحية قد فهمت الحرية فهما صحيحا ، غير أنها انتهت بدعوة العبيد في عالمنا إلى قبول عبوديتهم بأن أخبرتهم المسيحية  ألا يتوقعوا تحريرهم في  هذه الحياة الدنيا ، وذهب هيجيل إلى أن الفرد المسيحي جعل من نفسه عبدا للإله الذي خلقه وتقبل حياة العبودية على الأرض  معتقدا أن الله سيعتقه فيما بعد،  في حين أن بمقدوره أن يحرر نفسه بنفسه ، فالمسيحية إذن هي صورة من صور الاغتراب أي صورة جديدة للعبودية .

 ويقول هيجيل أيضا أن المسيحية قدمت للعبد مثالا لما ينبغي أن تكون عليه الحرية الإنسانية ، ورغم أنها لم توضح طريقا عمليا للخروج من عبوديته ، فقد أتاحت له أن يرى هدفه رؤية أوضح ، وهو أن يكون فردا حرا قائما بذاته معترفا بحريته وكيانه من جانب العالم كله وكافة البشر.

 وإتمام   المسار الحضاري التاريخي لا يتطلب عند هيجيل أكثر من تحويل المسيحية إلى مذهب دنيوي . أو ترجمة المفهوم المسيحي عن الحرية إلى معنى " هنا والآن" وليس في ملكوت السماء وهو  يتطلب معركة دامية أخرى يحرر فيها العبد نفسه من هيمنة السيد .

خاتمـــــة :

لو أن فلاسفة الغرب ومفكريها السياسيين أمثال جون لوك وهوبز وماركس وجان جاك روسو والكسندر كوجيف وكانط وعلى رأسهم هيجيل قرءوا القرآن الكريم قراءة ثاقبة  ( وإن كان ذلك من الصعب بسبب حاجز اللغة وأشياء أخرى) لوجدوا في القرآن ما لم يجدوه في  تعاليم  المسيحية المستقرة لديهم  ، فالفرد في القرآن وكذلك المجتمع مطالبون  بالأمر بالمعروف  والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحرية في الدنيا والعمل على تحقيق هذه الحرية التامة في الاختيار في العقيدة و النظام الاجتماعى الذي يحكم به المجتمع نفسه وكذا طرق اختيار  من يمثله ويلي أمره وجعل القرآن الحرية المطلقة  ركنا من أركان الإيمان به !! وتحقيقها والعمل على اكتسابها في الدنيا وعلى الأرض وليس في ملكوت السماء أي " هنا والآن" كما فهموا هم من تعاليم المسيحية كذلك جعل القرآن الوقوف  بجانب الفرد العبد أو المجتمع العبد  حتى يسترد حريته وكرامته فرضا على المؤمنين به حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة السيد – الحاكم المستبد أو الطائفة المستبدة –  فهذا أمر دنيوي يجب تحقيقه على الأرض هنا والآن  وليس في ملكوت السماء : يقول تعالى في سورة الحجرات { {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9 }. .. 

اجمالي القراءات 15864

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (13)
1   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الأحد ٠١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35067]

الإنسان هو سيد وعبد في آن واحد

أشكرك لجهودك الرائعة لتحريض الأمة ليتحرروا من واقعهم المريض أخي الأستاذ محمود مرسي, ويتطلب كما أفدتم في بحثكم أعلاه أن يتم تحريض هذه الأمة المُغيبة والمُضللة والمُجهلة والمُخدرة والمُبرمجة على الخنوع والخضوع والخشوع لغير الله جل جلاله وحده لا شريك له.

يمتلك الإنسان أخي محمود مرسي, يمتلك كخليفة لله في الأرض كل مقومات العزة والكرامة وقد كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا, وأكد الله جل جلاله لنا إننا بإتباعنا لأوامر الله ونواهيه نكتسب حريتنا وعزتنا وحقوقنا وكرامتنا, لم يكن الله جل جلاله إلا ليمحص الذين آمنوا ويبتليهم في وجود عدو الله وعدو الإنسان في آن واحد هو الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم, ويظل الإنسان في صراع وتحد دائمين بين العزة والإذلال والخير والشر والإيمان والكُفر والهدى والضلال وبين أن يُحكم عقله ليتفكر ويتدبر ويتأمل في خلق الله جل جلاله, وبين أن يُغيب عقله ليتحول إلى بهيمة خرساء لا تفقه ولا ترى.

هي فلسفة في منتهى الجمال والدقة والسهولة واليُسر, شريطة أن يسخر الإنسان ما وهبة الله جل جلاله من ملكات العقل, بأن يفقه بقلبه وأن يبصر بعينه وأن يسمع ما ينفعه ولا يضره. هي منظومة رائعة متكاملة في كيفية أن يسخر الإنسان ما وهبه الله من صفاته ( بنفخة روح الله في هذا الإنسان ), روح الإنسان المنفوخة فيه من روح الله جل جلاله, هي بالأساس مُطاعة ومُسخرة على العبودية لله جل جلاله وحده لا شريك له, لكن الله جل جلاله أوحى إلينا في الكتاب, بين إختيارنا لعبودية الله جل جلاله والإستعانة بتشريعاته وحده لا شريك له لنكتسب العزة والكرامة والسيادة والعبودية لله جل جلاله وحده لا شريك له, أم إننا نكفر بالله الواحد القهار ونتبع ونتخذ الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم وليا سيدا ليضلنا عن سواء السبيل ولنظل مُهانين أذلاء صاغرين عبيد لبشر ممن خلق الله من غير الله جل جلاله وحده لا شريك له!! وليمحص الله الذين آمنوا من الكافرين والمُنكرين والمكذبين لأوامر الله ونواهيه في الكتاب.

أشكرك أخي محمود مرسي لجهودك الطيبة الرائعة, وتقبل تقديري وإحترامي


2   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الأحد ٠١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35077]

السعادة في تقسيم الأدوار

شكرا للأستاذ محمود على هذا العرض الفلسفي والذي يوضح نشوء مجتمع الأسياد والعبيد ، وأقول أن ظهور الليبرالية كحل لهذه المعضلة قد ألغت هذا التقسيم البغيض ، وأؤيدك في أن الطبقة المتوسطة هم من تمكنوا بمجهودهم من أرغام مجتمع الأسياد على تقبل هذه الفكرة ، والتي من خلالها يتم تقسيم الدوار ، حسبا لقاعدة الميزة النسبية ، وهذا الأنجاز التاريخي يعتبر سابقة في تاريخ البشرية ، والغريب أن ثمار هذة الليبرالية يستمتع بها ويعيش فيها الدول المتقدمة بينما نقف نحن متفرجين ننظر بعين من الريبة لكل من حولنا ، متوقعين الشر من الجميع ، مع أننا في الحقيقة نمثل مشكلة هذا العالم المعقدة ،ويا ليت مثقفينا يقرأون لهؤلاء العلماء الذين ذكرتهم في مقالك ، ولكن هؤلاء المفكرين الذين ذكرتهم في مقالك يتمتعون بكراهية مدعي الثقافة في بلادنا .


ونستفيد من هذا التقسيم أن الدول المستبدة هي في حقيقتها دول تنقسم إلى سادة وعبيد ، أما الدول الليبرالية فكلهم أحرار أي سادة وليس هناك عبيد ، وهذا ما يلمسه الزائر لهذه الدول .


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35110]

الطريق إلى العزة

الأستاذ محمود مرسي مقالاتك ذات طابع متميز في الفكر المتعمق يدل على ثقافة راقية .  ويبدو فيها أنك مهموم  بالقضايا التي يعاني منها معظم شعوب العالم الثالث ـ إلا من رحم ربي ـ من حاجتهم للحرية وتعودهم على طقوس  معينة تجعلهم أقرب وأوثق علاقة بالعبودية ، نظرا لأن لهم باعا طويلا في استعباد حكامهم لهم بسياسة الحديد والنار كما يقولون. وللخروج من هذا المأزق : أعتقد أنه يكون بالتقوي والرجوع إلى الطاعة لله وحده ،ألم يرشدنا الله تعالى كيف نتغلب على وسوسة الشيطان ، بالاستعاذة بالله منه استعاذة صادقة .ف من كان يريد العزة فإن عليه أن  يعرف أن العزة يهبها الله  لمن : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10 أي  من  وافق كلامه فعله . بمعنى آخر لكي تكون عزيزا مهاب الجانب  ، يجب عليك الطاعة الخالصة لله فقط أي الامتثال  التام له  سبحانه  حتى يمنحك العزة ،  وهذا هو جوهر التوحيد  قد  يقول بعض الناس أن ذلك سهلا ،هذا ليس سهلا لأن قولك لابد أن يساوي  عملك .  ورب العزة هو  سبحانه من يقيم في النهاية فيعطي العزة لمن يشاء.


4   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35119]

المستبد العادل وغير

لا يمكن أن يوجد على أرض الواقع مستبد وعادل في نفس الوقت ،لأنه لو كان عادلا لتخلى عن أستبداده . وهما في نهاية المطاف صفتان لا يجتمعان في شخص واحد ، ولذا أقول أن ما وجد في أدبياتنا من وجود المستبد العادل هو محض تدليس وكذب وأفتراء ، والمستبد لا يكون عادلا إلا في شيئ واحد هو القتل الجماعي والمقابر الجماعية والعقاب الجماعي ، أي أنه عادلا في كل ما هو جماعي ، حتى أنك تراه يحتاج إلى تصفيق جماعي وتأييد جماعي ، وتزوير جماعي أيضا ، وتراه أيضا يشارك الله في صفة أنه سبحانه وتعالى ليس له شريكا ، فترى المستبد يتقمص هذا الدور ولا يرضى أن يكون له شريكا في الحكم ..  الشكر للأستاذ محمود مرسي على هذا المقال الرائع ..


5   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35129]

الرجل هو المستعبد.

الأستاذ الفاضل/ محمود مرسي مقالك هذا ذكرني ولفت نظري إلى نقطة مهمة وهى أن المستعبد (بكسر الباء) يكون دائماً رجل ، والمرأة هى الجانب الضعيف (المستعبد) بفتح الباء في مجتمعاتنا الشرقية، وهذا ما يريدونه ويحضون عليه دائماً أصحاب الأديان الأرضية ، ولكن دين الله الحق لا يفرق بين رجل وامرأة إلا بتقوى الله.


فهل دائماً يكون المتسيد والمستعبد رجلاً ؟


6   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35132]

الإنسان عبدٌ لله ... وسيدٌ لنفسه لو أراد ..

 الأخ العزيز الاستاذ / أنيس محمد صالح أشكر لك مرورك الكريم على المقال وأسعدني تعليقك عليه وأسعدني أكثر أنك أرجعت قضية  التسيد والاستعباد إلى جوهرها الحقيقي وهو (دين الله أو شرع الله) الذي إرتضاه الله للبشر، وهو الإسلام ، ونحن كقرآنيين نأخذ القرآن مصدراً وحيدا للهدي والرحمة والرقي بالإنسان ، نعم أخي الكريم إننا  كبشر ومجتمعات تدين بالاسلام  لو قصرنا العبودية للخالق الأعظم الله سبحانه وتعالى ،  ووعينا  وفهمنا معنى العبودية لله تعالى لتبدل حال الدول العربية وأصبح الحال غير الحال،  لو آمن الحكام العرب حق الإيمان بالقرآن وفهموه كما قرره الله تعالى ، لما  انتشر وباء الإستعباد في هذا الوطن, ولو أدرك المستبدين العرب أنهم في حقيقتهم هم عبيد لله تعالى وأن مصيرهم في النهاية إلى حكمه ولن يهربوا من ذلك أبدا ،لو عرفوا ذلك  لما أذلوا شعوبهم ، لكن وكما قُلتُم في تعليقكم أن الشيطان يقعد لهم بالطريق المستقيم في أوله ليحيدهم عن المضيْ قدما فيه !! وهم غافلون ، إلا من رحم ربي ، إلا أن الإنسان المثقف والمتعلم تعليما دينياً قرآنيا قصر العبودية لله تعالى وحده لا شريك له ،وبالتالي فجميع البشر عنده عبيد لله أي أنهم مثله عبيد لله تعالى ، فهو يعاملهم معاملته لنفسه ، وبالتالي لن ينافقهم ولن يداهنهم وسوف يواجهم بأخطائهم وتسلطهم إن كانوا حكاما مستبدين , ولا يخشاهم لأنه لا يخشى إلا الله ،  هذا ما يفعله القرآنيين , لا سقف أعلى عندهم  لأي صنف من البشر إنهم يأمرون بالمعروف قولا وكتابة ونداءاً لكل الحكام والملوك العرب , كي يصلحوا من حالهم ومن حال شعوبهم والله المستعان أخي العزيز .. وفي الختام لك مني أجمل المنى والسلام عليكم.     


7   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35133]

السعادة في تقسم الأدوار وفي تقسيم العلم والوعى على إخوتنا في الإنسانية

الأخت الكريمة / سوسن طاهر، السلام عليكم  أشكرك على القراءة والتعليق ، حقيق أن السعادة في تقسيم الأدوار ، فالبشر خلقهم الله تعالى وجعل في جيناتهم التعاون على أمور الحياة الدنيا ، ولقد أمرهم الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى ، هذا أمر قرآني رباني لجميع المؤمنين بالكتب السماوية ، ممن يدنيون لله ويسلمون له الوجوه والقلوب. ولقد فهم الغرب هذه الحقيقة وعملوا بها وتعاونوا على البر فجعلوا الكرامة والحرية هى القاسم المشترك بين جميع شعوبهم يرجع الفضل لفلاسفة الغرب اصحاب الحكمة فنشروا ثقافة الحرية والمساواة حتى تشبعت هذه الشعوب بهذه المبادئ حكاما ومحكومين ، ولقد جنوا ثمار هذه المبادئ من العدالة التي تشيع بينهم والتقدم العلمي والتكنولوحي ، و تزداد السعادة لدى المؤمنين بنشر العلم والوعى في ربوع الأرض . 


8   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35134]

الطريق إلى العزة ... مرصع بالعمل والعلم

 شكراً أستاذة عائشة حسين على القراءة والتعقيب على المقال وأود أن أضيف إلى مقولتك الطيبة أن الطريق إلى العزة في الآخرة هو فعلا يكون بتقوى الله جل وعلا والعمل بما جاء في التنزيل العزيز "القرآن"  من أوامر ونواهي وهدى وعبر ، تقوى الله في الدنيا وحده لا شريك له تورث العزة في الدنيا فلا مهاب إلى الله مهما كانت الأسباب وهذا هو جوهر العزة !! وكما أن تقوى الله لا تتأتى إلا بالعلم القرآني وبالعلم الطبيعيى الحديث وبالعمل ، لأن الله أمربالعلم والتعلم  في قوله " إقرأ"  وأمر بالعمل في قوله " وقل إعملوا" ، ولو أخذ المسلمون بما جاء في القرآن ، لعرفوا العزة . شكراً لك أختي  والسلام عليكم .


9   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35135]

أسطورة المستبد العادل ... تعادل أسطورة الدجال

إلى الاستاذة نعمة   شكر وتحية على مطالعة المقال والتعليق ، إن التراث العربي والذين دونوا تاريخ الخلفاء و الأمراء أشاعوا في كتاباتهم وتأريخهم  هذه الأكاذيب التي تزعم بوجود المستبد العادل في تاريخ المسلمين ، إن العدل لا يتحقق إلا في وجود تطبيق لمنهج القرآن ومنهج القرآن ليس به الإستبداد الذي عرفه الخلفاء والأمراء والملوك العرب !! وفي رأيي الشخصي أن مصطلح المستبد العادل هو أسطورة وصناعة عربية لايضاهيها إلا أسطورة نزول المسيخ الدجال في آخر الزمان , فإن وجد المسيخ الدجال وإن نزل سوف ينزل معه المستبد العادل!


10   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35136]

نعم المستعبِد رجل ذكرْ ... وكذلك الشيطان ذكرْ !!!!!

  السيدة الفاضلة / نورا الحسيني أحييكِ على القراءة والمشاركة ، يبدو أن الاستعباد يكون دائما مصاحبا للقوة الغاشمة  ، ولقد وصلتِ إلى بيت الداء في مجتمعنا العربي والشرقي وهو سطوة الرجل وتجبره على المرأة قرينه وشريكه الحياة ويتناسى الرجل البدائي أنه نتاج إمرأة من رحمها ، وهذا ما يفعله معه الشيطان يجعله يتناسى ذلك لا لشئ إلا لأن الشيطان مضل لجميع البشر ولأن الشيطان ذكر ايضا !! فالخطاب في القرآن الكريم والتحدث عن الشيطان بصيغة المذكر , " هو " ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )   أطيب الأمنيات لكِ  والسلام . 


11   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35155]

شكرا أستاذ محمود مرسى . وأرجو المزيد من مقالاتك على هذا المنوال

ألاحظ ندرة المقالات التى يكتبها الاستاذ محمود مرسى بالمقارنة بابداعاته المتدفقة فى التعليقات ، وهذا دليل على أنه يقرأ أكثر مما يكتب ، ويتابع كل ما ينشر على الموقع بالقراءة و التعقيب. وجاء هذا المقال دليلا آخر على قراءاته وأنه لا يقرأ مجرد قراءة بل يقرأ بعقله و يقف متفحصا فيما يقرأ ليقدم لنا رؤيته الخاصة .


وهنا يستحق التحية.


ويستحق التحية أيضا لانتقاء هذا الموضوع بالذات عن الاستعباد وثقافة العبيد ، وأعتقد أنه اختار الكتابة فيه تأدية لدور الموقع التنويرى فى محاربة ثقافة العبيد ونشر ثقافة التحرر و العزة. فطالما يرى المقهور أن القهر الذى يتعرض شىء طبيعى فلن ينهض للمطالبة بحقه الضائع لأنه ببساطة لا يرى حقا له ضائعا ،أما لو عرف حقوقه فى المساواة و العدل والحرية و الأمن والمشاركة فى الحكم لنهض مطالبا بحقوقه ، وحين يبدأ الجميع فى المطالبة بحقوقهم سيحصلون عليه مهما  طال الزمن.


شكرا للاستاذ محمود مرسى .


12   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠٣ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35200]

إنما الشكر من التلميذ للأستاذ .

أولاَ أشكر لكم  مروركم المحمود على هذا المقال دكتور أحمد صبحي ،  وإنه لشرف لي  تقييمكم هذا لمقالي ، وأجزم أنها رسالة كل صاحب فكر تنويري ومخلص ، للنهوض بأمتنا العربية والاسلامية ، وإصلاحها من خلال القرآن و علوم الحضارة الإنسانية التي يقودها الغرب وكذلك الشرق الأدنى المتقدم ، وبالتالي فلا شكر على واجب لأن الواجب المفروض على كل مثقف ومصلح إذا قام به فهذا هو المنتظر منه والمأمول فيه ، وإن شاء الله تعالى سوف يكون هناك المزيد من المقالات التنويرية التي تدعو لثقافة الحرية  وتنشرها بين العقول والقلوب في أمتنا فهذه رسالة  الموقع وكتابه أصحاب القيم والمثل العليا  المستمدة من القرآن الكريم .


13   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الأحد ٠٨ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35549]

شكرا للأستاذ محمود

شكرا للأستاذ محمود مرسي على هذا المقال التحليلي والذي يحلل نشأة الإستبداد والإستعباد ، وأريد أن أضع معلومة جاءت خلال مقالك وهي أن فكرة المساوة بين البشر والتي نشأ عنها فكرة الليبرالية عموما هي من نتاج الأديان السماوية عموما ، وهذا الفرض يرجع للدين فضله في كونه مكون أساسي لما يجتاح العالم من ثورة في حقوق الإنسان والديمقراطية .. وليس كما يقال أنه أفيون الشعوب ... شكرا أستاذ محمود


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 77
اجمالي القراءات : 1,425,191
تعليقات له : 1,952
تعليقات عليه : 498
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt