بالعربي الفصيح

رمضان عبد الرحمن Ýí 2009-02-28


بالعربي الفصيح

بالعربي الفصيح أن التكافل الاجتماعي هو الحل في معظم قضايا العالم، ومن الأخطاء الغير مقصودة التي تقع فيها منظمات حقوق الإنسان في معظم دول العالم أنهم دائماً وأبداً يركزون على حق الأفراد في حرية الفكر والرأي والمعتقد، والتركيز أيضاً على تأسيس الناس لكي يعلموا حقوقهم الدستورية والقانونية في بلادهم، وإن كنت قد قلت أن الأخطاء التي تقع فيها هذه المنظمات، هذا لا يعني أنني أقلل من مجهود كل من يعمل في المنظمات الحقوقية في أي مكان من العالم، ونشكرهم جميعا على ما يقومون به من دفاع مستمر عن الذين يضطهدون في بلادهم، وخاصة في الدول ذات الأنظمة الفاشية في العالم، ولكن وما قصدته أذكر هذه المنظمات أن هناك جانب يجب الدفاع عنه قبل كل شيء، وهو الجانب الأول عند جميع الناس والملح، أي قبل أن يتحدثوا عن حرية الفكر والرأي أو المعتقد يجب التحدث عما هو أهم، بمعنى ما هي الفائدة أن يكون الإنسان يعيش بحرية ويموت من الجوع أو المرض؟!..


فباعتقادي أن الحرية أيضاً أن يكون المجتمع قائم على التكافل بمعنى لا يجوز أن تكون الأغلبية لا يملكون ابسط حقوقهم في الحياة كالمأكل والمسكن بما يتماشى في عصرنا هذا، والذي يهدر فيه الملايين والمليارات في السفه ويوجد ملايين من البشر تهدر حقوقهم المعيشية، فمن هنا أقول لجميع منظمات حقوق الإنسان أن ينتبهوا وأن يضعوا على جدول أعمالهم التكافل الاجتماعي في المجتمعات ومكافحة الجوع تكون من أولويات حقوق الإنسان، وكما تعلمون أن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان من ناحية فكرية تظل تضغط على هذا الموضوع لتشغل مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في الدفاع عن هذا المنوال وإلى أن تنجح هذه المؤسسات إلى ما يتطلعون إليه من حرية فكر للشعوب يكونوا قد قضوا نحبهم من القهر والجوع، وهذا ما يحدث للأغلبية حيث تنتهي حياتهم ما بين من يملك فكر وعلم قد يكون له أهمية ولا يستطيع أن يجهر به بسبب أنه وجد في بلاد تعاقب من يتكلم بحرية، وإما أن تنتهي حياته بسبب عجزه عن تلبية احتياجاته الملحة، فباعتقادي يجب مراجعة البنود التي وضعتها منظمات حقوق الإنسان والتي أنشئت قبل ستون عام بما يخص حقوق الإنسان حتى لا نركز على جانب ونترك الآخر، أي من الممكن أن نقول أن الحرية واحتياجات الإنسان في كل شيء أي قبل أن نقول الحرية العامة للإنسان نقول التكافل الاجتماعي ثم الحرية.


وإن التكافل الاجتماعي هو الأقوى في إصلاح الفرد والمجتمع والدولة، وإن الكثير من دول العالم التي تقدمت كان سبب تقدمها هو التقارب في المعيشة بشتى شرائحها المختلفة، أما إذا بقي الحال كما هو عليه في الدول النامية ناس تعيش في السحاب وناس تعيش تحت التراب لا تقدم في أي مجال طالما هكذا الحال.

وإن معظم قضايا العالم والنزاعات من الممكن حلها عن طريق أن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان، ولو تخيلنا أن الدول أو الأنظمة التي تنفق المليارات على التسلح ظناً منها أنه هكذا يأتي الأمن، فماذا لو فعلت العكس وأنفقت هذه المليارات على التسامح وساعدت من يستحقون ذلك، ونشر المحبة والثقافة بين الشعوب، أعتقد أن هذا هو الأقرب إلى الأمن الذي يعمر على المدى الطويل، لأنه يخرج من التسامح وليس من التهديد والهيمنة وإن ما يقال في جميع وسائل الإعلام في العالم أن هذا صراع ديني بين هذا وذاك هذا خطأ، وإنما الصراع الحقيقي هو صراع مادي، والسبب الجوع ولا شيء آخر، فإذا انتهى الجوع سوف تنتهي الصراعات في كل مكان، وعلى الجميع أن يدرك ذلك، وكم تمنيت أن أعمل في منظمات حقوق الإنسان لكي أشارك ببعض الأفكار التي ربما تكون سبب في حل قضايا كثيرة، يعني بالعربي الفصيح وما قصدته من هذه المقال هو أنني أذكر الجميع أن التاريخ البشري ملطخ بالدماء والظلم والاستبداد منذ قابيل وهابيل، فيا ليت أن يجتهد الجميع لنغير هذه الصورة أو على الأقل نقلل من الظلم والاستبداد الذي يقع في البشر.


رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10203

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   السبت ٢٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34999]

أخي العزيز رمضان

أخي العزيز رمضان فكما ذكرت ( ومن الأخطاء الغير مقصودة التي تقع فيها منظمات حقوق الإنسان في معظم دول العالم أنهم دائماً وأبداً يركزون على حق الأفراد في حرية الفكر والرأي والمعتقد، والتركيز أيضاً على تأسيس الناس لكي يعلموا حقوقهم الدستورية والقانونية في بلادهم..


وانا أقول لك فكما ذكرت أنها أخطاء غير مقصودة ، وأنه لو أعطي المواطنالحرية والديمقراطية وعدم التدخل في حياته فإنه سيكون قادر على حل مشكلاته بنفسه ، ومن هنا فإن تركيز هذه المنظمات على ملف الحريات السياسية والدينية هو الأهم لأنه السلمة الأولى للنهوض .


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٢٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35007]

هناك منظمات معنية ومتخصصة فى التكافل الإجتماعى أيضاً يا (أبو الرمض) .

مقالة قيمة من مقالاتك (الحلوة) يا ابو الرمض - وما تخافش هناك منظمات وهيئات دولية ومحلية تعمل فى مجال التكافل الإجتماعى فقط ،ولكن صوتها غير مسموع جزئياً ،لأن العمل السياسى فى عالمنا العربى واخد الجزء الأكبر من الإهتمام والدعاية . ومع ذلك فمبادىء حقوق الإنسان تقرر على أهمية حق الإنسان فى الحياة فى المقام الأول ،ومنها حقه فى حياة إجتماعية وإقتصادية كريمة . .... وربك يكرم وتنجح المنظمات الأهلية فى الناحيتين (الحرية -ومحاربة الفقر) ...


3   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ٠٣ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35196]

والله زمان يا رمضان

والله زمان يا رمضان ، هذه الجملة كانت تغنى في إستقبال شهر رمضان ، ونتذكرها عندما نقرأ مقالا جديدا لك ، وهذا الأجتهاد من المؤكد أنه سوف يسفر نتائج عظيمة عليك أولا وعلى وطنك وبلدك .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,400,326
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن