من مسؤول عن اعتقال رضا عبد الرحمن علي

رمضان عبد الرحمن Ýí 2008-11-01


من مسؤول عن اعتقال رضا عبد الرحمن علي
شيء جميل جداً أن يكون الإنسان مسلم، والشيء الأجمل أن يكون المسلم ملتزم بدين الله، ولا يبتغي في هذه الحياة غير وجه الله، وعلى هذا الأساس أن يتعامل كل إنسان مسلم مع أخيه المسلم أو غير المسلم بلغة الإسلام العظيم الذي أمر به الله عز وجل في قرآنه الكريم في كثير من آيات الله، لمن يعقل ويتدبر، حتى لا يقع في الإثم كما قال الله عز وجل:

المزيد مثل هذا المقال :

((.......... وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) سورة الحجرات آية 12.

أي حين يغتاب أي إنسان إنسان ويخونه ويقوله أقاويل هو بريء منها يكون بذلك من الآثمين، وهذه هي عظمة شرع الله، وللأسف أن كثير من الناس تستهين ودائماً ما يظنون في غيرهم ظن السوء، وهذا لا يحدث أو نراه إلا بين المسلمين، وأنا هنا لا أتهم أحد بعينه، ولكن أذكر أن الآية الكريمة أنزلت في المؤمنين حتى يتجنبوا ذلك الظن مثلما جاء بخصوص المنافقين، كما قال الله عز وجل: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)) سورة النساء آية 142.

أي أنه حتى يصبح المنافق منافقاً لا بد أن يكون مسلم مذبذب، وهذا –المنافق– أخطر على المجتمع من غير المسلم –الكافر– وهذا ما جاءت به الآية السابقة أي يخدعون الله في شرع الله بالتعامل مع الصالحين من الناس والمؤمنين حق الإيمان دون وضوح، ومن الخطورة أيضاً على المجتمع الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وكيف يشترون بآيات الله إلا إذا كان مسلم باع نفسه من أجل مادة أو سلطة أو نفوذ على غيره؟!.. أو يرى المظلوم ولا يقف بجانبه، بل بالعكس هؤلاء الصنف من الناس يقفون بجوار الظالمين ليظلموا المجتمع أكثر وأكثر حتى يكون لهم نفوذ على الناس بغير الحق، ثم بعد ذلك يلبسون ثوب غير هذا إذا لزم الأمر، وإذا تحدث أحدهم في مكان عام لا بد أن يجذب الجميع له، وهذا ما حذر منه الرسول المؤمنين من قبل، يقول تعالى: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) سورة المنافقون آية 4.

وذلك يحدث في كل زمان ومكان، وهناك صنف آخر من الناس الذين يكتمون الحق حتى لا يعرض نفسه إلى النقد من الناس أو الاضطهاد من الدولة، ويا ليت يكتفون مثل هؤلاء الناس بكتمان الحق فقط بل يتآمرون على من يقول الحق، فقال تعالى عن الذين يكتمون الحق، يقول تعالى:
((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) سورة البقرة آية 159.

وهذه الآية العظيمة تدل على أن من يفعل تلك الأعمال هم من المسلمين الذين إيمانهم مزعزع، ولذلك يكتمون آيات الله، ثم يوم القيامة يتمنون أن تسوى بهم الأرض، ولا يكتمون حرفاً من كلام الله، ولكن دون جدوى، يقول تعالى: ((يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً)) سورة النساء آية 42.
فمن باب التذكير أكتب هذا الموضوع وأذكر كل مسلم أن الله عز وجل حين يتحدث في القرآن عن عذاب الكافرين لم يتوعد لهم كما توعد للمنافقين أو الذين أسلموا ولم تؤمن قلوبهم ولا يفعلون ما أمر به الله أو الذين يراؤون الناس في صلاتهم، كما قال تعالى:
((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)) سورة الماعون آية 4.

لأن الكافر لم يسلك غير طريق واحد، هو طريق الكفر، أما المسلم الذي لا يتمسك بالإسلام الصحيح يكون بذلك سلك أكثر من طريق، وهذا ما جعل الله أن يعدهم بسوء الحساب والعذاب يوم القيامة، وأعتقد أنه لا يوجد أحد من الناس سواء كان عالم أو جاهل إلا ويعلم كيف بدأت الجماعات التي تزعم أنها تتحدث باسم الإسلام والدين، الذين نشروا أفكارهم عن طريق الدم والتفجير والسخرية من الآخرين، واستحلال أموال الغير بغير الحق إلى أن أصبح لهم صوت ونفوذ وقوة تجعل الدولة تعمل لهم ألف حساب، ولا أحد يجرؤ من رجال الدين من قبل الدولة أن يناقش شخص من تلك الجماعات، وهذا يعني أن رجال الدين من قبل الدولة لا هم لهم أن يفلح الشعب أم لا، أما إذا تحدث أحد من الذين يدعون إلى الإصلاح الديني والسياسي بلغة الحوار والعقل والمنطق ولغة القرآن الذي فيه البرهان القاطع والفاصل بين الناس، وهذا هو منهج فكر أهل القرآن، لا نفرض أفكارنا على غيرنا منذ ظهور هذا التيار ونتعامل مع الجميع بكل احترام وبلغة الإسلام بغض النظر عن الديانات والمعتقدات فتكافئنا الدولة بالاعتقال وترويع أطفالنا ونسائنا بتغطية من رجال الدين في الأزهر، فمن هنا نناشد كل صاحب فكر حر أو يدعو إلى الإصلاح السلمي أن يطلب الإفراج عن المعتقلين الإثنان الذين اعتقلتهم أجهزة أمن الدولة يوم الأحد 26 أكتوبر 2008 وهم مصطفى كامل محمد علي وشقيقي الأصغر رضا عبد الرحمن.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10767

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد البرقاوي     في   السبت ٠١ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29261]

الصبر الصبر

السلام عليكم.


أوصي أسرة أخي رضا علي و نفسي بالصبر على هذا الإبتلاء و إن شاء الله تعالى يأتي اليسر من بعد العسر و إن شاء الله تعالى يجازى أخي رضا خير الجزاء على هذا الإمتحان الرباني.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,393,559
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن