د. شاكر النابلسي Ýí 2008-09-25
-2-وكل هذا مُجيّرٌ لقوة سوريا السياسية في لبنان. فلبنان لم يستطع انتخاب رئيس جمهورية، إلا بعد الضوء الأخضر السوري، الذي أُعطي للدوحة. وحكومة "الوحدة الوطنية"، لم تُشكَّل إلا بعد الضوء الأخضر السوري من دمشق. والحوار الوطني اللبناني، سوف تتم هندسته وبنوده على "ذوق" سوريا، ومزاجها، ومصالحها. والانتخابات النيابية القادمة في 2009، سوف تُدار على هذا الوجه.. الخ. وقد سبق أن قلنا في مقال سابق بأن لبنان هو "المحافظة السورية الخامسة عشرة". وزيادة في التمويه، وإرضاءً لفرنسا، ولساركوزي البهلوان الأحمق، والحاج الدرويش أردوغان، وافقت سوريا على فتح سفارة لها في لبنان، لكي تكون بدلاً عن المفوضية السامية السورية السابقة في "عنجر". ولتوفر على حلفائها في لبنان مشقة التخابر والقدوم إلى الشام، وتيسّر لهم سهولة التحرك بسرعة، ما دامت تنام معهم في الفراش نفسه. ويكون السفير السوري في بيروت، بمثابة رستم غزالة (الحاكم العسكري السوري السابق للبنان) في "عنجر" حيث كانت المفوضية السامية السورية.
و (يا دار ما دخلك شر)!
-3-عشرة آلاف جندي تحشد سوريا على الحدود اللبنانية. هذا هو خبر الأسبوع، بحجة القضاء على التهريب، وليس الإرهاب.
والصهيوني المتأمرك، والمتأمل الحاقد، والشرير، ومثير الضغائن بين الأخوة والأشقاء، يقرأ هذا الخبر الخطير، (وهو بمثابة انقلاب عسكري سوري على الشرعية اللبنانية، حيث فوجئت الأوساط اللبنانية بهذا التحرك، وحيث لم تُنسِق دمشق مع بيروت لهذه التحركات العسكرية، وذلك أضعف الإيمان، رغم قول قيادة الجيش اللبناني بأن لديها علم وخبر، وكان هذا الإعلان بعد دخول الجيش السوري، وليس قبله) على الوجه التالي:
- سوريا تعود إلى لبنان عسكرياً مظفَّرة، بعد أن أثبتت خلال السنوات الثلاث الماضية (2005-2008) بأنها خرجت بـ 14 ألف جندي، وعادت الآن بعشرة آلاف جندي. وهو عدد أكبر من عدد الجنود في الحشد العسكري السوري على حدود الجولان، مقابل الاحتلال الإسرائيلي.
- تقول سوريا، ويقول معها اللبنانيون من المعارضة "حلفاء" سوريا والموالاة "عملاء" أمريكا والغرب والخائفة من سوريا، إن هذه القوات السورية تقف على الحدود السورية – اللبنانية.
فأين هي الحدود السورية – اللبنانية؟
وهل تمَّ ترسيمها؟
ولماذا لم تُرسِّم سوريا الحدود مع لبنان، قبل أن تضع على هذه الحدود "الوهمية" الآن، عشرة آلاف جندي، لكي يعرف كل فريق أين حدوده؟
فالأرض السورية - اللبنانية (سداح مداح)، ولا حدود ثابتة واعتراف بها بين البلدين.
- تقول سوريا، ويبصم على ذلك حلفاؤها في لبنان، بأن هذه القوات جاءت لمنع التهريب إلى لبنان.
فما هو التهريب الذي يتم من سوريا إلى لبنان، غير سلاح "حزب الله" وعتاده؟
وما هو التهريب الذي يتمُّ من لبنان إلى سوريا، غير (ربطات) الحشيش الذي يزرع في البقاع، بإشراف سوريا؟
ومن هو القادر على التهريب من سوريا إلى لبنان، إلا من كان من "الأجهزة" السورية؟
فالطيور السورية التي تريد التحليق في الفضاء اللبناني، يجب أن تمرَّ على "الأجهزة" السورية لطلب الإذن والسماح.
إذن، ما هو التهريب الخطير، الذي يحتاج إلى جيش جرار قوامه عشرة آلاف جندي لمنعه؟
- كانت سوريا ترغب في أن ُيستبدل قرار مجلس الأمن 1559، بانسحابها الكامل من لبنان، بقرار الانتشار العسكري في لبنان؛ أي الانتشار على الحدود السورية – اللبنانية التي تقررها سوريا. وها قد قامت سوريا الآن بهذا الانتشار المرغوب فيه، بغمزة من ساركوزي، وابتسامة من أردوغان، وربما بغمضة عين من أمريكا (الغارقة في مشاكلها الاقتصادية الداخلية والسياسية والعسكرية الخارجية). و(تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي). وهو ما ينطبق تماماً على الحالة السورية – اللبنانية، ولكن في المعنى الجديد لهذا القول الشعبي (المعنى الأصلي يشير إلى العبثية)؛ أي بمعنى، كما خرجت سوريا عسكرياً من لبنان، عادت إليه الآن. وكما تم نقل مكتب رستم غزالة من "عنجر"، فقد عاد رستم سفيراً إلى بيروت مُكرَّماً ومُعززاً، وفي زي سفير، يلبس السموكنج.
- وهذا كله، سوف يُعزز من قوى المعارضة اللبنانية (الموالاة السورية)، وسوف يُعمّق من جذور "حزب الله"، ويزيد تسليحه وبأسه. وسوف يدفع بالخازوق السوري، في المؤخرة الأمريكية في لبنان أكثر فأكثر.
- والجيوش النظامية لا تستطيع منع التهريب – كما تدعي سوريا - فغداً سوف يحفر المهربون الأنفاق بين سوريا ولبنان على غرار أنفاق غزة بين غزة ومصر. وسيظل الجيش السوري متفرجاً.
-4- ففي القصر الجمهوري بالشام، جلس معاوية بن أبي سفيان (بشار الأسد) يلعب الشطرنج السياسي مع أحمد سامبي، رئيس جزر القمر (جورج بوش). وقد انتهوا لتوهم من هذه اللعبة، وأعلنت النتيجة النهائية، وعادت سوريا عسكرياً إلى لبنان مظفَّرة.
ويقال، أنه بعد مرابطة الجيش السوري على الحدود اللبنانية، زار بشار الأسد قبر والده في "القرداحة". وبعد أن قرأ على قبره الفاتحة، خاطبه قائلاً:
- ها قد عدنا يا أبتاه إلى لبنان، كما أوصيتنا، فلا تغضب.
السلام عليكم
هل أصبحت مصر دولة "مدنية" لأول مرة ؟
هل مستقبل مصر السياسى فى ( الشوقراطية )
دعوة للتبرع
الزواج من أمريكية: أريد الزوا ج من أمريك ية كانت لها علاقا ت ...
أهلا ابنتى الغالية : انا اتولد ت بأسرة من اهل القرأ ن وعدم...
لا غُسل عليه: إذا وجد المؤم ن بقعا بثوبه الداخ لي وهو لم ير...
إضافة من زكريا : عن لحظات قرآني ة 76 ....، اذا اخطرت شريكة...
حق ذوى القربى: أريد أن استخر ج صدقة جارية لي فى حياتى وسبق أن...
more