رمضان عبد الرحمن Ýí 2008-09-21
لا معروف إلا بالمعروف
يقول تعالى في كتابه العزيز:
((قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)) سورة البقرة آية 263.
والقول المعروف هو الصدق، وليس هناك أصدق من كلام الله عز وجل حين يتحدث أي إنسان بما ينفع الناس، وخاصة إذا كان يتحدث على المستوى العقيدي لهم، وقد تكرر هذا القول في القرآن أكثر من مرة على لسان أنبياء الله ورسله عليهم السلام جميعاً، فمنهج المعروف في القرآن هو الصدق، أما الشيء الذي لم يعرف له أصل من فصل ذلك هو الأذى، والذي قال عنه المولى عز وجل:
((... خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)) سورة البقرة آية 263.
والأذى بمعنى أن تظل الناس عن طريق الإنفاق عليهم، حتى يتبعوا فكر ما سواء أكان الإنفاق على المستوى الفردي أو الجماعي فالنتيجة واحدة، وكما تعلمون أن هناك بعض الدول تنفق المليارات على الشباب البائس والجماعات المتطرفة، وهنا تصبح هذه المليارات التي تنفق على هؤلاء ليس بالمعروف طالما أنها القصد منها أهداف سياسية أو اقتصادية أو ما شابه ذلك، والدليل أن الدول الممولة لتلك الجماعات تمول في السر والخفاء، وحتى منذ ظهور هذه الجماعات وهم على نفس النمط، وهذا يدعو إلى أن أسأل هؤلاء سؤال، هل من يحث الناس على المعروف يكون في الخفاء والسرية؟!... أم يكون واضح وضوح الشمس ليصحح ويحاور ويناقش بما فيه الصواب؟!... أم يحكمون على الناس أنهم على خطأ باسم الدين وهم مختبئون؟!... ولقد أمر الله في أمور التشريع مثل أمر الزواج والميراث وغيرها من الأمور حتى تعلم الناس، فقال عز من قال بما يخص الميراث: ((وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)) سورة النساء آية 8. حتى يعلم من له حق عند أي شخص بما يخص الميراث، وقوله تعالى عن الزواج: ((وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)) سورة البقرة آية 235.
أي نهى الله عن السرية في الدين، وبالرغم من كل ذلك نشأت هذه الجماعات وما زالوا يعملون في سرية حتى لا يكشف أمرهم إلى ملايين العامة من الناس، وليس هناك دين ينشأ في سرية، لأن الله أمر من يعتنق دين الله أن يقول للناس الحسنى، وقوله تعالى: ((..... يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) سورة المائدة آية 54.
فكيف نقول للناس الحسنى ولا نخشى في الله لومة لائم ونحن في سرية أو نكون مختبئين؟!.. فإن القول المعروف ليس فقط أن يتصدق إنسان على إنسان، وإنما إذا تحدث أن يتحدث بالقول الصادق كما قال الله عز وجل: ((اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً)) سورة النساء آية 87.
وهذا لا يختلف عليه أحد بغض النظر عن الديانات حتى لو كان غير مسلم إذا اختلف أحد الأشخاص مع شخص مسلم على أي شيء دون مقدمات لا يحلفه إلا على كتاب الله، وهذا دليل على أن هذا الكتاب هو المعروف بالصدق بكل ما فيه.
رمضان عبد الرحمن علي
بارك الله فيك يا رمضان .ففكرة المقالة رائعة ،وذات مغذى وهدف إنسانى رفيع. فنعم ،صاحب الحق لا يخشى فى الله لومة لائم . ولا يعمل فى سرية لمناهضة الناس والمجتمع والنظم السياسية .فصاحب القول بالمعروف يعرض بضاعته علانية وبهدوء وبدون إكراه وبدون طمع فى مناصب دنيوية ،ولكن يقولها وهو متوكل على الله ،ولا ينضم لهذا أو ذاك من اصحاب الغايات الدنيوية التى يلبسونها ثوب الدين .... وهنا نوجه سؤالا لأصحاب الجماعات الإسلامية بأن يكشفوا عن منهجهم (الحقيقى والفعلى ) ،وعدد أعضائهم ،ومواردهم المالية وميزانيتهم المالية كاملة بصدق وشفافية ....
بعد التحية والسلام ..
آية البقرة 263 تشرح أن الصدقة التى يتبعها أذى تفقد من قيمتها .. وهى ضمن الآيات من البقرة 261 إلى البقرة 268 اللاتى يصفن كيف يكون إنفاق الآموال فى سبيل الله ..
آية البقرة 263 بالتحديد فهى تصرح بأن فى التعامل مع الأخرين من حولك فأفضل أن تقول لمن حولك قولا معروفا ( والقول المعروف هو القول الطيب ) أو تغفر له شيئا أساء لك فيه ( وهذه أفعال معنوية وليست ماديه "صدقات " .. ولم تخرج فيها شيئا من مالك أو من "أصولك المادية") ومع ذلك فهى أفضل عند الله من أن تعطية صدقة ثم تتبعها بأساءة ..
أى أن الله هنا يقول أن القول المعروف ( الطيب ) أو المغفرة ( لمن أساء إليك ) عند سبحانه لهم من الثواب أكثر من ثواب الصدقات التى يتبعها أذى ..
أما قولكم :
{ وكما تعلمون أن هناك بعض الدول تنفق المليارات على الشباب البائس والجماعات المتطرفة، وهنا تصبح هذه المليارات التي تنفق على هؤلاء ليس بالمعروف طالما أنها القصد منها أهداف سياسية أو اقتصادية أو ما شابه ذلك، }
هذا لا يدخل بتاتا تحت بند الصدقات من أساسه .. هذا مال ليس موجهه لآبتغاء مرضاه الله تعالى من أساسة طالما لخدمه أهداف سياسية أو اقتصادية أو ما شابه ذلك ... هذا إجرام وتخطيط عصابات يحاول البعض إلباسة ثوب التقوى وليس له علاقة بتاتا لا بالدين ولا بالصدفات ..
أما الصدقه التى يقصدها سبحانه تعالى فى البقرة 263 فهى الصدقة التى كانت موجهة أساس لأبتغاء مرضاه الله تعالى ولكنها فقدت من قيمتها نتيجة لأتباعها بالأذى ..
أى من الأخر أقول لكم أن الأموال التى تصرف من الجماعات الآسلامية لأغراض دنيوية هى ليست لأبتغاء مرضاه الله تعالى طالما دخلت فيها المصلحة الدنيوية .. وبالتالى فهى ليست صدقات . وبالتالى لا يجوز الاستشهاد بآية البقرة 263 فى هذا المنوال لآنها ليست صدقات من أساسة ..
شكراً للأستاذ رضا على مرورك على المقالة والتعليق عليها..
وشكراً للدكتور عثمان وتشجيعه الدائم لي.. وهذا يعطيني حافز للكتابة..
وشكراً للأستاذ شريف صادق ونقده للمقال ... وما قصدته من مضمون المقال هو طرح الفكرة وربما نستفيد منها جميعاً..
أما قولك بالنسبة أن المعروف في هذه الآية هو قول معنوي أضيف لسيادتك شيء واحد، أن القول المعروف سيؤدي إلى المعنوي في النهاية.. والدليل فيما يخص الميراث قوله تعالى:
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }النساء8
أليس ذلك قول معروف؟!... وفي النهاية يؤدي إلى شيء مادي؟!...
وتقبل تحياتي..
ومرة أخرى شكراً للجميع.
بعد التحية والسلام ..
إقتباس:
{ وشكراً للأستاذ شريف صادق ونقده للمقال }
الدين يا سيد رضا ليس فيه نقد أو انتقاد .. الدين به حجة وبرهان .. أننى لم أنتقد مقالكم ... الصحيح إننى فندته .. وفندنه بالحجة والبرهان من القرآن ..
يبدوا أن كلمة (( معروف )) مختلط عليكم معناها تماما ..
كلمة "معروف" لوحدها هى بمعنى (( الطيب أو الحسن أو الحق .. الذى يتقبله الله .. فالله طيب ولا يتقبل إلا الطيب ( المعروف ) .. وأمر بالمعروف وناهى عن المنكر )) ..
والمعروف ( الطيب أو الحسن أو الحق ) قد يكون فعل مثل :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{ الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
قد يكون قول مثل :
{ ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم }
{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }
أى بالبلدى هناك معروفا بالقول ومعروفا بالفعل ..
أما عندما يقول نعالى بالبقرة 263 :
{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } .. فهذا يعنى .. قول .. وليس فعل ..
ومرة أخرى أفند ما تقولونه الأخير التالى :
{أما قولك بالنسبة أن المعروف في هذه الآية هو قول معنوي أضيف لسيادتك شيء واحد، أن القول المعروف سيؤدي إلى المعنوي في النهاية.. والدليل فيما يخص الميراث قوله تعالى:
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }النساء8
أليس ذلك قول معروف؟!... وفي النهاية يؤدي إلى شيء مادي؟!... }
قول ربى ((فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ )) تعنى أعطوهم من القسمة .. يعنى يأخذوا ماديات
وقول ربى ((وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً )) تعنى أسمعوهم كلاما طيبا .. اى معنويات..
اى الله يأمر بأعطائهم من الماديات أولا .. ثم مع إلحاقها بالحسن من المعنويات ثانيا
ولا تستمرون على خطأئكم وتخلطون الحابل بالنابل ..
والسلام ..
الجنسية بين بلاد الغرب المسيحية وبلاد الشرق الإسلامية
الأوبرا المصرية وعبد الرحمن وسحاب
فلسطين وبني إسرائيل بين السلفية والصهيونية
دعوة للتبرع
القرآنيون والفيسبوك: أستا ذي الدكت ور أحمد صبحي السلا م عليكم...
المهدى غير المنتظر: ظهر شخص يقول إنه المهد ي المنت ظر و انه يريد...
أساور من ذهب: ما معنى يحلون فيها بأساو ر من ذهب ..فطال ما ...
الزكاة بعد الضريبة : أنا ملتزم بدفع الضري بة . فهل يكفى هذا عن دفع...
قريش والشيطان: قبل معركة بدر قام الشيط ان بتحري ض قريش...
more
القول المعروف له معان كثيرة
1 ـ جاء بمعنى الرعاية وحسن المعالمة للأرامل ، وكل سيدة يتوفى عنها زوجها يقول تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة : 240
2 ـ قول معروف أي كلمة طيبة هي أفضل عند الله من صدقة يتبعها أذي للفقير والمحتاج يقول تعالى (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة:263
3ـ قول معروف يؤدي للإصلاح بين الناس وكلمة طيبة للفقير مثل الصدقة يقول تعالى (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء : 114
4 ـ قول معروف أي ما يتعارف عليه المسلمون من شرع الله ، وما كان يأمر رسول الله زوجاته به يقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الممتحنة : 12
هذه كانت بعض معان لكلمة معروف من خلال القرآن الكريم ، وإن شاء الله تعالى من الممكن أن أكتب بحثا مفصلا عن القول المعروف في القرآن الكريم