رمضان عبد الرحمن Ýí 2008-04-06
لن نتقدم بدون حرية
يوم الخميس الموافق 3/4/2008 شاهدت برنامج على قناة ألمانية تسمى (DW) وهم يتحدثون عن برنامج الفضاء في أوروبا وما وصلوا إليه من تقدم في هذا المجال وغيره، فقررت أن أكتب هذه المقالة وقلت لن نتقدم ونخرج من هذا الخن إلا إذا أصبح هناك حرية في الرأي والتعبير وقبول الآخر حتى لو كان مخالف لك في الدين أو العقيدة أو الفكر، وهذه سنة الله في خلقه، أن يكون خلاف بين البشر جميعاً، وأعتقد في هذا العصر لا يوجد أحد إلا ويعلم عن الحق والباطل بسبب التكنولوجيا التي غزت العالم، ونحمد الله أننا ليس لنا أي حضور أو مشاركة في هذه التكنولوجيا، لأننا لم نخرج بعد من هذا الخن المتحجر في الفكر والمتسلط على عقول الناس في الوطن العربي، وهذه هي ثقافة الذين يتحدثون باسم الشعوب ولا يقبلوا النقاش أو الحوار ولا جدال مع هؤلاء، وكأن المواطن العربي يستمع إلى وحي حين يتحدثون هؤلاء في أي موضوع ليس من حق أي أحد أن يقول رأي أو يعبر عن وجهة نظر إلى أن يموت، يظل مستمع فقط، فكيف نتقدم أو يكون للعرب أي حضارة وهذه هي ثقافتهم من رجال دين وسياسيين، لا يريدون من الشعوب إلا الاستماع والصمت، وإذا كان أنبياء الله أرسلوا إلى الناس كافة بلغة الحوار والشورى، أعتقد أن أي إنسان يعلم شيئاً ويصبح له معرفة بالدين أو بأي شيء ويغتر ويتعامل مع الناس بهذا الغرور فهو لا يساوي شيئاً مهما وصل من علم لأنه لا يحترم هذا العلم، وإن الذي خلق هذا الكون بكل ما فيه قال عن البشر:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) سورة الحجرات آية 13.
ولنا هنا وقفة، لنقارن الدول أو الأمم التي طبقت قول الله في هذه الآية بالذات بغض النظر عن الديانات أو المعتقد، أصبح بينهم تعارف من ثقافات وخلافه، ولذلك قفزوا بالبشرية بهذا العلم والتقدم المستمر، ونحن متفرجين، وإلى الآن لم يتعرف العرب على بعض مثل هذه الدول ولم نتعلم من أخطاء الماضي والحاضر، وإن الإنسان العربي لا يبدع أو يصل إلى العالمية إلا إذا خرج من الوطن العربي، ليجد من يستمع له ويقدر أفكاره ويحرره من قيود التخلف وهذه هي لغة الحوار التي نفتقدها نحن في الوطن العربي، ولن يصبح للعرب مكان أو كيان كبقية دول العالم إلا إذا تخلصنا من ثقافة استبداد حرية الرأي والتعبير، واستبداد وقيود حرية التنقل من وإلى الدول العربية، إذا تخلصنا من ذلك دون مضايقات للأفراد من الممكن أن يبدع الإنسان العربي دون أن يهاجر إلى أي مكان، وليس عيباً أن نعترف بخطأ ثقافتنا المستبدة، التي جعلتنا دول مستهلكة، وليس لنا أي دور في العالم، إلا أن نكون مستهلكين، وليعلم الجميع وخاصة المتصلبين في الفكر والرأي، لا سبيل إلى الأفضل إلا بلغة الحوار في كل شيء، وأن جميع البشر ينطبق عليهم قول الله تعالى:
((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) سورة الأنبياء آية 23.
إذاً الذي لا يسأل رب العالمين، وهذا تأكيد على وحدانية الله عز وجل، فأي إنسان يزعم أو يدعي ويصف نفسه بغير صفات البشر مهما بلغ من علم دون أن يدري يكون بذلك ادعى الألوهية، وقد حذرنا الله من هذا، يقول تعالى:
((وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)) سورة الأنبياء آية 29.
الغريب في الموضوع أن أكثرية الناس تمسكاً بالعنصرية والألقاب الأغلبية منهم من المسلمين، وأن أنبياء الله المصطفون من البشر لم يلقبوا بغير أسماءهم، كما نرى ونستمع عن أسماء وألفاظ بين المسلمين بعصر العلم والمعرفة كما تقولون، ولم نقرأ في التاريخ على سبيل المثال بأن فرعون مثلاً كان يطلق عليه فرعون باشا أو فرعون بيك، فباعتقادي أن التمسك بالألقاب العنصرية هي من أساس البلاء على مدى التاريخ، فهناك دول كثيرة تخلصت من العنصرية والألقاب التي لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للأشخاص، ونحن كما ترون في الوطن العربي نزداد سوء وتمسكاً بأشياء قد نهى عنها الإسلام العظيم إلى من يعتنق هذه الديانة العظيمة، ألا يتفاخر على أحد ولا يكون ظالم أو مستبد، فهل المسلمين متمسكين بمبادئ الإسلام؟!.. أترك لكم أن تحكموا على ذلك.
رمضان عبد الرحمن عليى
الجنسية بين بلاد الغرب المسيحية وبلاد الشرق الإسلامية
الأوبرا المصرية وعبد الرحمن وسحاب
فلسطين وبني إسرائيل بين السلفية والصهيونية
دعوة للتبرع
الطاعة والاتباع: ذكرت كلمة إتبعو ني في القرا ن مرتين...
الحيض من تاتى : السلا م عليكم الدكت ور الطيب شكرا على هذا...
تلاوته عبادة: هل في قراءة القرا ن حسنات ام لا ؟ ...
الزمن و 6 أيام : كيف تتفق نظريه الانف جار العظي م مع خلق الله...
خرافاتهم على اليوتوب: في اوقات الفرا غ ادخل على موقع اليوت وب ...
more