تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: تسخير الشياطين للنبي سليمان عليه السلام | تعليق: مقال ممتاز دكتور مصطفى | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: ربنا يبارك فى عمرك عمى العزيز وأستاذى . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان ، وأقول : | خبر: مائة عام على روز اليوسف: تكريم باهت | خبر: بعد تهديدات ترامب... ما هي الطبيعة الديمغرافية والدينية لنيجيريا وما واقع المسيحيين فيها؟ | خبر: هناك احتمالية لوجود الكائنات الفضائية، ومع ذلك فإنها لن تزورنا قريباً... لماذا؟ | خبر: الجزائر تعلن الانتهاء من عمليات استعادة الأموال المنهوبة في الداخل | خبر: كيف أصبح أكثر من 40 مليون أميركي مهددين بالجوع؟ | خبر: دعوة لدعم المركز القرآني العالمي (IQC) والتبرع له . | خبر: د. منى مينا تنتقد طرح وحدات صحية للاستثمار: خصخصة الخدمات الصحية تصرف خاطئ يزيد معاناة المرضى | خبر: انتقادات لإخراج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير | خبر: كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟ | خبر: يونسكو: المتحف المصري علامة فارقة في مسيرة مصر التاريخية | خبر: ترامب: وجهت البنتاغون بالاستعداد لعمل عسكري محتمل ضد نيجيريا.. ما السبب؟ | خبر: منظمات حقوقية تدين استمرار حبس متضامنين مع فلسطين في مصر | خبر: في حدث تاريخي... افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة السبت | خبر: بعد سنوات من التأجيل، المتحف المصري الكبير يفتتح أبوابه لزواره أمام العالم | خبر: مجلس الأمن يصوت لصالح خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية |
بنظير بوتو.. والكتابات الجنائزية!

سليم عزوز Ýí 2008-01-02


عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، دعا رئيس تحرير إحدي الصحف المصرية، نفرا من الصحفيين في جريدته الي مكتبه، وطلب من كل منهم ان يكتب كلمة رثاء، فلا يقوم من مقامه هذا إلا وقد انتهي منها، لتنشر في عدد الغد.

ونظر أحد الشباب الي واحد من الكتاب الكبار، كان ناصر قد سبق له ان فصله من العمل، فوجده منهمكا في الكتابة، فهمس في أذنه: اخشي ان اكتب شيئا فيعاملنا الرئيس القادم، علي أننا كنا من رجال الرئيس الراحل. ولم يكن هذا صحيحا بطبيعة الحال!

المزيد مثل هذا المقال :


فبدد الصحفي الكبير مخاوفه، بأن هذا كلام جنازات، لا يؤاخذ كاتبه، ولا يصلح قرينة للحساب.. قال هذا دون ان يرفع عينه من علي الورق، الذي يسكب عليه كلمات الأسي والحزن، ودون ان يتوقف عن الكتابة لحظة!

تذكرت هذه القصة وأنا أطالع ما يكتبه كبار الكتاب في الصحافة العربية، في رثاء الراحلة بنظير بوتو، فقد تحولت المقالات الي نعي من الكتاب للفقيدة، وهي تستحق ان ننعيها، لكن دون ان ننسي ان هناك فارقاً بين المقال، وخواطر المعزين، التي نطالعها في صحيفة " الأهرام " مثلا، في صفحات الوفيات، لاسيما اذا كان المتوفي مسيحيا، ولاسباب لا اعرفها فان الاخوة المسيحيين، ينعون موتاهم كما لو كانوا أحياء، فيعلنون انهم سيعيشون علي ذكراهم للابد، وان دموعهم لم تجف حتي الآن، وانهم ينتظرون اللحاق بهم في حضرة المسيح، " ذلك افضل جدا"!.

ولان الكلام جنائزي، فلم يهتم أحد بالبحث عن من وراء محاولة اغتيال الزعيمة الباكستانية، وبعضهم ارتاح لالقاء التهمة، من قبل برويز مشرف، علي تنظيم القاعدة، وانصرف ينعي الفقيدة، ويسكب الدموع علي الورق، الي درجة ان بعض القراء، كانوا اكثر عمقا من الكتاب، وذلك في تعليقاتهم علي المقالات المنشورة علي بعض مواقع الإنترنت!

فالكتاب في عالمنا العربي يتحولون الي " فرق للتعديد" عند رحيل الزعماء والقادة. والمعددون - لمن لا يعرف - صفة تطلق في الريف المصري علي من يجلسون في بيت المتوفي - وهم من أهله في الأغلب - ويسردون محاسنه، وعقب كل " كوبليه" يرفعون أصواتهم بالبكاء والنحيب!.

اعلم ان رحيل بنظير بهذه الطريقة قد هز قلوب الجميع، وهي التي عادت الي بلادها تبغي السلطة، وقالت: اني باقية هنا.. فكان رد القدر: بل هناك. وهي حسب وصفها لنفسها أنها بنت هذا القدر. ومما حول الوفاة الي ملحمة حزن، ان والدها مات مشنوقا، كما جري اغتيال شقيقيها، من قبل، وقد اتهمتها والدتها بأنها أعطت أوامرها لرجالها، عندما كانت في السلطة، بتصفية أحدهما.. في المناحة المقامة لم يهتم أحد بهذا الاتهام، وكثيرون قفزوا عليه.

و أعلم كذلك ان هناك من نظر الي قدومها لباكستان علي انه شبيه بقدوم الإمام الخوميني رحمه الله الي إيران، مع فارق في التفاصيل، فكلاهما جاء من الخارج، ليسقط دولة الظلم والاستبداد، وعندما ترحل بوتو علي هذا النحو فلابد ان تترك في النفوس حزناً عميقاً، يصبح من الملائم ان يتم التعامل معه علي طريقة المعددين في الريف المصري، وربما في ريف عالمنا العربي كله.

لكن هل كانت بنظير خوميني آخر، جاءت لتقيم " دولة" المستضعفين في الأرض؟!

عندما تولت بنظير بوتو رئاسة الحكومة في سنة 1988 كتب الكاتب المصري الراحل خالد محمد خالد، في جريدة "الوفد"، أكثر من مقال يبدي فيهم سعادته بنجاحها، ويطالبها بإقامة الديمقراطية في بلادها، وكانت ثقته فيها بلا حدود، وهو الذي جعل الديمقراطية قضية عمره، وكان يحدد موقفه من أي حاكم من موقفه منها، فلا ينحاز لحاكم مستبد، وان كان صواما قواما، مثل ضياء الحق، او كان مواجها للمشروع الاستعماري مثل صدام حسين.

وهو صاحب الوقفة التاريخية في مواجهة سلطان جائر طالبه بتطبيق الديمقراطية والتخلي عن استبداد العسكر، والذي استغل المواجهة ليؤكد عدم ضيقه بالرأي الآخر، ولتكريس زعامته بوصفه الزعيم الملهم.

لكن الذي جري ان " زهرة النسيم" - كما طلب منها ان تكون - خرجت من السلطة بقضايا فساد، وظلت طوال السنوات الماضية مشغولة بمشروعاتها التجارية، ليتبين أنها واحدة من الأثرياء، مع أنها تقدم نفسها علي أنها زعيمة الفقراء في باكستان، ولم يسأل أحد عن مصدر هذه الثروة، مع ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. لكن لا بأس فللكتابة الجنائزية أحكامها!.

لقد بدا واضحا أن الزعيمة الباكستانية استسلمت لقدرها، ورأت أن تعيش حياتها كسيدة أعمال، لولا أن الأحوال في بلادها تحولت من سيئ لأسوأ، فجاءت لتواجه الديكتاتورية، وترفع أعلام الديمقراطية لترفرف خفاقة علي ربوع باكستان.

لم يستيقظ الباكستانيون من نومهم، ليجدوا أن برويز مشرف قد تحول الي ديكتاتور، فالشاهد انه مستبد بالفطرة، وبحكم الزي العسكري الذي كان مصرا علي ارتدائه، وبحكم النجوم والسيوف التي تزين أكتافه، وقد واجهته الأحزاب الباكستانية، إلا حزب السيدة بوتو، كما تصدي القضاء لاستبداده، ودفع الجميع الثمن، من حاكم علي استعداد لان يستعيد أمجاد شمشون الجبار، من اجل ان يظل في موقعه رئيسا، وللأبد!

إن أمريكا منحازة للرئيس مشرف، وبوش لا يكل من الإشادة بالديمقراطية الباكستانية.. من غير البيت الأبيض في العالم يمكن ان يدعم الاستبداد ويسانده؟. لكن فجأة بدأت الأرض تميد من تحت أقدام رجل واشنطن في باكستان، والبديل هو المجهول، والرئيس الأمريكي خشي ان يضيع حليفه، فتضيع معه مصالحه هناك، وهو الذي أمم هذه البلاد الوعرة العصية علي التأميم!

وكان البديل الاستراتيجي متمثلا في بنظير بوتو، فهي زعيمة اكبر حزب، وتمتلك كاريزما، وهي فضلا عن ذلك مدنية، ووجه ديمقراطي معقول، لم تلبس مدنيتها بنجوم ونسور وسيوف، ويمكن بظهورها في المشهد ان تجنب باكستان خطر المجهول، عندما يصبح رحيل مشرف هو الخيار الوحيد، فسافرت الي هناك، وحلقت طائراتها في مطار باكستان، وكأنها تتحدي الديكتاتور، مع أن هذا لم يكن ليحدث بدون الحصول علي تأشيرة أمريكية.

لقد كانت التعليمات الأمريكية واضحة للرئيس الباكستاني بعدم التعرض لها، والذي شعر بنهايته، في ظل البديل القادم علي قدر، فكان يخالف أحيانا التعليمات، فيضعها تحت الإقامة الجبرية، مما يكسبها شعبية، فتأتي التعليمات صريحة فيعدل في قراره، ثم يقوم بممارسات أخري ضدها، وهكذا دواليك.

إن أمريكا كانت مضطرة لاستبدال الحليف الباكستاني الذي صار علي عداء مع شعبه، والذي يناضل ليبقي رئيسا لباكستان وحليفا لواشنطن، ولم يكن هو وحده الخاسر من وجود القادمة من دبي علي بساط الريح، فالجيش الذي استوي علي العرش، طوال حكم مشرف وجد نفسه سيخرج من الساحة بخفي حنين، فكان ما كان.

اجمالي القراءات 11615

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-06-30
مقالات منشورة : 12
اجمالي القراءات : 186,911
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 2
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt