مهدي مالك Ýí 2025-05-30
ما هو مستقبل التيار الإسلامي السياسي في منطقة شمال افريقيا و في منطقة الشرق الأوسط ؟
مقدمة متواضعة
منذ سنة 1928 ولدت جماعة الاخوان المسلمين في مصر بالرغبة الاكدة باسترجاع الخلافة المسماة بالاسلامية الى حيز الوجود كما كان في السابق حيث كانت هذه الجماعة الأولى ضمن التاريخ المعاصر لما اسميه في هذه المقالات المتواضعة بالتيار الإسلامي السياسي تعتقد ان العالم بشموليته سيرجع الى الدولة الدينية الإسلامية بدون ادنى شك و سيرجع الى عصور القوة و الغزو بالسيف و تحت شعار الله اكبر أي جهاد الطلب ضد الكفار دون التسلح بالعلوم الإنسانية الحديثة كما فعل الغرب المسيحي منذ قرون عديدة لاجل التقدم و غزو العالم عسكريا كاية قوة عظمى عبر التاريخ الإنساني منذ البداية الى النهاية .......
و علميا من خلال الاختراعات العملاقة مثل السيارة التي اخذت تتطور من وقت ظهورها الى الان ..
و الطائرة كذلك و الهاتف و التلفاز و الحاسوب و الأسلحة الخ من هذه الاختراعات العملاقة التي مازالت تتطور الى حد الساعة بشكل مذهل و مخيف عبر الذكاء الاصطناعي و السيارة الذكية و البيت الذكي الخ .....................
ان العالم مازال يتقدم الى الامام و لن يتأخر الى الوراء ابدا لان الله سبحانه و تعالى قد وضع ضمن كلماته السامية التطور و التطوير و التعددية و الاختلاف في كل شيء منذ بداية الخلق الى يوم القيامة أي ان الله قد خلق هذا العالم وفق كلماته و قوانينه الدقيقة......
و بالتالي فالتيار الإسلامي السياسي ببعده الوهابي و الاخواني على الخصوص قد كفر بشكل صريح بكلمات الله السامية و بقوانينه الدقيقة بالاعتقاد الصارم ان الماضي هو الخير بالاطلاق و المستقبل هو الشر بالاطلاق حيث ان كل انسان على وجه الأرض يحين الى ماضيه الإيجابي او الى ماضي اجداده الإيجابي و هذا يعتبر امر طبيعي بالنسبة للأمم و الشعوب ....
غير ان مسلمي المشرق العربي خصوصا قد جعلوا من الماضي وثن من اوثان السلفية الدينية و السياسية و مصدر للخير المطلق و التقوى المطلقة و التدين المطلق حتى في عصر الرسول الاكرم بشهادة القران الكريم نفسه في الكثير من اياته الحكيمة التي اكدت على وجود المنافقين و الاعراب حول مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم بمعنى ان مجتمع العهد النبوي ليس معصوما من الخطأ و من الذنوب بدليل ما حدث بعد انتقال الرسول الاكرم الى الرفيق الأعلى من الحروب المؤلمة بين الصحابة رضي الله عليهم حول السياسة و الحكم و ليس حول الدين او اركانه الخ.....
ان اوثان السلفية الدينية و السياسية هي ظلت مجال اشتغال للتيار الإسلامي السياسي منذ سنة 1928 الى الان مع التغييرات المفروضة عليه سواء من طرف السلطة السياسية او من طرف سلطة الزمن من قبيل القبول بالديمقراطية باعتبارها وسيلة فقط للوصول الى السلطة الحكومية كما حدث في حالتنا المغربية او الى السلطة الفعلية كما حدث في الحالة المصرية و القبول بترشيح النساء للانتخابات المحلية رغم ان الميراث الديني و الفقهي اللذان يقولان ان المراة هي ناقصات العقل و الدين و انها متاع الرجل في بيته و كلها عورة أي الحرة و اما الجارية فانه كلام اخر أي ان التيار الإسلامي السياسي قد قبل بهذه التغييرات المفروضة عليه شيئا فشيئا على مر هذه العقود بهدف المشاركة السياسية و الوصول الى السلطة الحكومية او الفعلية عبر الديمقراطية الكافرة كما يعتبرها الوهابيين او عبر الانقلاب كما حدث في السودان منذ ثمانينات القرن الماضي حيث انظروا اليه الان كبلد غارق في الحروب الاهلية ك ان الإسلام هو المسؤول الوحيد عن هذه الأحوال الخطيرة و الحاملة للاتهامات الثقيلة نحو الإسلام كدين و كقيم عليا في السودان او في أفغانستان او في السعودية باعتبارها مهد للجاهلية الوهابية و الداعمة للتيار الإسلامي السياسي في منطقتنا الإسلامية في اطار ما يسمى بالصحوة الإسلامية طيلة اكثر من 40 سنة و الداعمة للتنظيمات الإرهابية الدولية باسم الإسلام.
ان اية أيديولوجية التي تستعمل الإسلام باعتباره وثن من بين اوثان السلفية الدينية و السياسية ستخلق المشاكل العديدة داخل الدولة الحديثة التي تحكم بالقوانين الوضعية سواء في عالمنا الإسلامي او في الغرب المسيحي حيث ان هذه المشاكل تتعلق أساسا بالحريات الفردية او الجماعية و تتعلق اساسا بحقوق النساء و ادماجهن في الحياة العامة بما فيها الحياة السياسية من قبيل تولي المناصب العليا داخل دولنا الإسلامية رغم معارضة التراث الإسلامي بشموليته.......
و تتعلق اساسا باظهار مظاهر ثقافات الشعوب الاصلية مثل الثقافة الامازيغية و الكردية و الإيرانية الخ من هذه الثقافات الإسلامية في نهاية المطاف..
لكن التيار الإسلامي السياسي بالمغرب ظل يحارب الهوية الامازيغية الاصلية عندنا بشتى الطرق و الوسائل كما شرحته في مقالاتي الماضية أي ان التيار الإسلامي السياسي على المستوى الاقليمي يعاني من الخلط المرضي بين العروبة و الإسلام على اعتبار ان السعودية هي الابنة الشرعية للدولة الاموية بصريح العبارة .
ثم ان التيار الإسلامي السياسي يكفر كل من يفكر او يجتهد خارج الاطار السلفي الوهابي ك ان الله تبارك و تعالى قد منح السلطة الدينية و السياسية للسلف الصالح كما يسمى و لابناءهم و لاحفادهم الى يوم القيامة لممارسة التكفير و اهدار الدماء حيث ان العالم مازال يتطور الى الامام و هؤلاء الجهلاء يجرنا الى 1200 سنة الى الوراء .
الى صلب الموضوع
سبق لي ان قلت في هذه المقالات المتواضعة انني ابن الحضارة الامازيغية الإسلامية بالمغرب خصوصا و افريقيا الشمالية و جنوب الصحراء الافريقية عموما حيث حققت هذه الحضارة باستقلالها السياسي و الأيديولوجي عن الخلافة المسماة بالاسلامية العديد من التراكمات الذهبية في مجالات الديمقراطية و العلمانية و حقوق المراة و الفدرالية دون اية حاجة الى الغرب المسيحي طيلة قرون من الزمان حتى دخلت فرنسا الى اجدادنا الكرام رحمهم الله منذ أواخر القرن التاسع عشر بالجنوب الشرقي....
لقد وجد هذا الاستعمار الأوروبي المسيحي عندما دخل الى بلادنا هذه الحضارة المتطورة من ناحية القوانين الوضعية و من ناحية الديمقراطية المحلية و من ناحية المؤسسات الخ و هي مازالت قائمة على الاقدام أي في عزها .
و لهذا السبب فكتب الباحثين و الضباط الفرنسيين الكثير من الكتب و الدراسات حول مظاهر هذه الحضارة المتطورة حيث ان بعضها كان موضوعي و بعضها الاخر كان يخدم الاستعمار الفرنسي و عنصريته تجاه الامازيغيين المسلمين من طبيعة الحال لان فرنسا بجلال قدرها و قوتها العسكرية لم تستطيع احتلال كل القبائل الامازيغية الا سنة 1934 أي اكثر من 30 سنة من ملاحم المقاومة المغربية الحقيقية دون الحاجة الى اية سلفية وطنية او اخوانية لان اجدادنا الكرام كانوا مسلمين اسلام عقلاني و تاريخي ......
ان هدفي من وراء هذا الاستحضار التاريخي البسيط هو اظهار ان التيار الإسلامي السياسي كان بامكانه ادا كان يريد ذلك ان يستلهم قيم الحضارة الامازيغية الإسلامية منذ سنة 1928 للتقدم بالامة الإسلامية جمعاء على درب الديمقراطية و العلمانية و الفدرالية على اعتبار ان الامازيغيين هم من المسلمين كذلك و ابلوا البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار المسيحي و خصوصا بعد ثورة جبال الريف الشامخة بقيادة المرحوم عبد الكريم الخطابي في صيف 1921 و التي وصلت اصداءها الى المشرق العربي و الى الغرب المسيحي على حد السواء ............
لكن التيار الإسلامي السياسي وقتها كان يعادي العداء الشديد تجاه كل خطوة خارج استرجاع الخلافة المسماة بالاسلامية و ربما كان يعادي الامازيغيين باعتبارهم قد طردوا جنود الخلافة الاموية الإسلامية بالنسبة لهذا التيار من المغرب ابتداء من سنة 740 ميلادية و بل هناك احاديث منسوبة للرسول الاكرم في دم الامازيغيين و بالإضافة الى تراكمات ما اسميه بايديولوجية الظهير البربري ...
ان التيار الإسلامي السياسي على الصعيد الاقليمي لم يحاول قط طيلة اكثر 90 سنة من الوجود ان يعطي القيمة المستحقة للامازيغية بشموليتها عبر الكتب و الدراسات القيمة حول مظاهر الحضارة الامازيغية الإسلامية كما فعل الفرنسيين و الاسبان و الامريكان حيث من الطبيعي جدا باعتقادي المتواضع ان يتخذ بعض الفعالين الامازيغيين و اتكرر بعض الفعالين الامازيغيين مواقف التطبيع مع دولة إسرائيل لان المشرق العربي عموما و التيار الإسلامي السياسي خصوصا لم يقدم أي دعم معنوي او مادي او اكاديمي للامازيغية ببلادنا خصوصا منذ احداث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية سنة 2001 بقرار ملكي حكيم بمعنى ان هؤلاء القوم لم و لن يعترفون على الاطلاق بان هناك قيم متطورة لدى اجدادنا البرابرة أي المتوحشين كما تقدم مصادرهم التاريخية و الدينية و لن يقدموا أي دعم مهما كان لاظهار مظاهر الحضارة الامازيغية الإسلامية المتطورة لان هذا سيعتبر اعتراف ذهبي من طرف هذا التيار المسمى بالاسلامي بان اجدادنا الامازيغيين طيلة المرحلة الإسلامية استطاعوا تشغيل عقولهم للملائمة بين القوانين الوضعية الامازيغية و الشرع الإسلامي و استطاعوا الحفاظ على مكانة المراة في المجتمع رغم الإسلام و فقهه البشري الجامد من المشرق العربي.............
ان أي مستقبل للتيار الإسلامي السياسي هو ضمن خانة المجهول لان هذا الأخير لا يريد التخلي عن اوثان السلفية الدينية و السياسية باي شكل من الاشكال رغم ان العالم يتجه نحو الخوف من الإسلام بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي تحدث باسم الإسلام او باسم رسوله الاكرم صلى الله عليه و سلم او باسم القضية الفلسطينية العادلة دون ادنى شك بمعنى ان أي مستقبل لهذا التيار مشروط بالعديد من الشروط من قبيل التخلي عن اصنام السلفية الدينية و التاريخية و السياسية و الاشتغال على تنظيف التراث الإسلامي من كل الخرافات و الاساطير كما فعل الأستاذ محمد شحرور رحمه الله و الأستاذ رشيد ايلال و الأستاذ احمد عصيد و الدكتور محمد فايد الخ لان التراث الإسلامي فيه أمور لم تعد صالحة لزماننا هذا مثل بسيط للغاية الا و هو سفر المراة او البنت مع المحرم للدراسة او العمل في أوروبا او في اسيا الخ لان المراة الان قد خرجت الى العمل في المساواة التامة مع الرجل في الإدارات العمومية او في الشركات الخاصة الخ .................
و بينما شيوخ الوهابية مازالوا يحلمون بعودة المراة الى بيت زوجها او الى الحريم السلطاني و عودة الجارية الى أسواق النخاسة في عز النهار بهدف استعراض جمالها على طبيعيتها امام الرجال و هنا أتساءل السؤال التالي ما هو الفرق بين أسواق النخاسة برحاب دولة الخلافة و دور الدعارة في مجتمعاتنا الإسلامية بشكل سري او في مجتمعات الغرب المسيحي ؟ و هذا السؤال بالذات لاصحاب العقول الواقعية و لا لاصحاب الاساطير السلفية
توقيع المهدي مالك
تاملاتي الشخصية حول مكانة فريضة الحج في ثقافتنا الامازيغية بسوس الكبير
ما هو مستقبل التيار الإسلامي السياسي في منطقة شمال افريقيا و في منطقة الشرق الأوسط ؟
ماهية الجذور المعاصرة للارهاب باسم الدين الإسلامي ؟
هل يمكن للمسلم المعاصر ان يعيش تدينه و في نفس الوقت ان يتمسك بقيم عصره المتغيرة ؟
دعوة للتبرع
أمى ظالمة: السلا م عليكم دكتور احمد مشكل تى باختص ار ...
إقرأ لنا لو سمحت: السلا م عليكم تحيه طيبه وبعد جزاكم الله خيرا...
تحريف البخارى ؟؟!!: أهلاً بك دكتور أحمد .. بداية ً أحيي فيك دفاعك...
لم تتجاوز الحدّ: هل تجاوز ت حدودي ..؟؟ استاذ ي الكري م ...
سمعنا مناديا: أنا فى الصلا ة ادعو الله سبحان ه وتعال ى ...
more