Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2025-02-16
عزمت بسم الله،
لقد فرض الله تعالى على المؤمنين عبادات وشرائع، فوعد الممتثلين لأوامره سبحانه أن يجزيهم يوم القيامة أجرا عظيما. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا. النساء 146. أما المنافقين فقد أعد الله تعالى لهم جزاءهم أيضا. إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا. النساء 145.
مع الأسف الشديد لقد اعتقد أكثر الناس أن للرسول الحق في التشريع مع الله تعالى، بينما نجد أن الله سبحانه ينفي عنه ذاك فيقول: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. يونس 15. اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. الأنعام 106. وآيات أخرى كثيرة تبين أن ما على الرُّسُلِ إلَّا البلاغ المبين. قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ. الأعراف 61/62. وهذا شأن كل المرسلين تبليغ رسالة ربهم بأمانة دون زيادة أو نقصان شيء منها.
وبما أن الله تعالى قد حفظ كتاب (القرآن) المنزل على آخر الأنبياء ليبلغه للناس كما أُنزل محفوظا بقدرته سبحانه، ولم يقدر الكفار والمشركون من تغيير شيء فيه، فاخترعوا ما يسمى (بالسنة) فبدلوا وغيروا بها أحكام الله تعالى، فعطلوا آيات من القرآن تتلى لكن مفعولها جُمد مثل (لا وصية لوارث)، وأخرى رفعت ولم يبق لها أثر حسب زعمهم، (مثل رضاعة الكبير ورجم الزانية والزاني) لكنها استبدلت بروايات نسبت إلى الرسول افتراء وكذبا عليه، ومن بين ذلك روايات عن الإسراع في الإفطار مع غروب الشمس، بينما حُكم الله تعالى يقول غير ذلك، فالإفطار في رمضان لم يحدده الله تعالى بغروب الشمس أبداً، والآية واضحة وضوح الشمس التي قال الله تعالى فيها: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْالصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. البقرة 187.
لنر معنى (أتموا، يتم) في القرآن. يقول سبحانه: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّالرَّضَاعَةَ... البقرة 233. إذن الوالدات اللائي يردن إتمام الرضاعة يكون بحولين كاملين. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا. المائدة 3. أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ* وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَصِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ* إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. الأنعام 114/117.
بعد هذه الآيات البينات المفصلات أذكر المؤمنين بما أنزل الله تعالى في الكتاب (القرآن) على آخر الأنبياء، أن نهاية يوم الصوم لم يحدده الله تعالى بغروب الشمس، إنما حدده سبحانه ببداية الليل. (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ). والليل يبدأ بعد غروب ضياء الشمس تماما، وبما أن عند حذاق الأئمة فإن (السنة تقضي على القرآن وأن القرآن لا يقضي على السنة)، فإن أكثر الناس الذين يفطرون مع غروب الشمس لم يُتموا صيامهم إلى الليل كما أمر الله تعالى، والغريب أنهم يبدؤون الصوم من ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ويقضون طيلة يومهم صابرين على الأكل والشرب والرفث إلى أن تبقى دقائق معدودات، يكسروا صومهم بروايات تخالف النص القرآني المنزل، وهو إتمام الصيام إلى الليل، فما هو الليل حسب القرآن؟
لنر كيف عبر الله تعالى عن الليل. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةًلِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً. الإسراء 12. لقد جعل الخالق سبحانه الليل والنهار آيتين، وجعل آية النهار مبصرة، إذن الإفطار مع وجود ضياء الشمس يُعتبر من النهار وليس بالليل، والله حدد إتمام الصوم بالليل وليس بغروب الشمس أبدا. قال رسول الله عن الروح عن ربه:
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِوَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ. آل عمران 27. إن هذه الآية تبين إبداع الخالق كيف يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، فسبحان الله العليم الحكيم.
خلاصة القول ليعلم الذين يكسرون صيامهم عند سماعهم لأول مؤذن يؤذن لصلاة المغرب، (وهم يتسابقون أيهم يؤذن الأول) ليعلم هؤلاء أنهم يُخالفون أمر الله تعالى وأن صومهم منقوص لأنهم لم يُتموا الصيام إلى الليل، فكل نفس سوف تُجادل عن نفسها يوم القيامة. يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. النحل 111.
المقترح المعقول الذي يزيل الشك باليقين هو:
فعند أذان المغرب يتوجه المؤمنون إلى مساجدهم في بيوت الله تعالى أو في بيوتهم، لأن المسجد هو كل مكان يُسجد فيه لله تعالى، وبعد صلاة المغرب يجلس إلى طاولة الإفطار وهو مطمئن، راجيا من الله تعالى قبول عبادة الصوم.
أما الإفطار مع أذان المغرب فليعلم الناس أنهم لم يُتموا الصيام إلى الليل كما أمر الله تعالى فقال: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. البقرة 187.
سيداتي سادتي الكرام، إليكم الرواية الأولى في كتاب البخاري، التي اعتمد عليها رجال الدين في تعجيل الإفطار ظنا منهم أنها من الوحي، فكسروا بها الصوم ولم يُتموه إلى الليل كما أمر الله تعالى، (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، فهذه الرواية تفرد بها البخاري، ولم أجدها في الكتب الثمانية الأخرى المعتبرة، موطأ مالك، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، مسند أحمد، ومصنف ابن أبي شيبة.
1818 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِعَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.
صحيح البخاري - (ج 7 / ص 54) المكتبة الشاملة.
أنتقل إلى الرواية الثانية التي عجلت الإفطار وألغت أمر الله تعالى الذي يقول: (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ). وهذه الرواية تفرد بها مسند أحمد بروايتين مختلفتين في المتن، وجاءت في مسند ابن ماجة، ومصنف ابن أبي شيبة. ولا توجد في الكتب المعتبرة الأخرى الستة. موطأ مالك، صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي.
الظاهر لو كانت الروايات من الوحي، ومن قول الرسول لوجدت في كل الكتب، أليس هذا من الأدلة التي تثبت أن ما بين دفتي كتب (السنة) إنما هو من قول البشر المختلف؟
20350 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ وَأَخَّرُوا السُّحُورَ.
مسند أحمد - (ج 43 / ص 316) المكتبة الشاملة.
20530 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ أَنْتَ يَا بِلَالُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالصُّبْحِ إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا ثُمَّ دَعَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ وَكَانَ يَقُولُ لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ.
مسند أحمد - (ج 43 / ص 496) المكتبة الشاملة.
1687 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ.
سنن ابن ماجه - (ج 5 / ص 215) المكتبة الشاملة.
(13) حدثنا عمر بن سعيد عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال هذه الأمة بخير ما عجلوا الإفطار".
مصنف ابن أبي شيبة ج 2 ص 430. المكتبة الشاملة.
إن الاختلاف الموجود بين الروايات وكتب السنة لدليل قاطع على أن ما بين دفتي تلك الكتب لم يكن من عند الله تعالى، إنما هو مما كتبت أيدي البشر افتراء على الله تعالى ورسوله، والدليل قول الله سبحانه:أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا. النساء 82.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
تعليق رقم 2
أما عن تلك المقولة " الفرية " التي اخترعها المخترون، تلك التي جاء فيها: "ما زالت أمتي بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السحور".فلا محل لها من أي إعراب، ولا فائدة من ورائها. بل من المفروض أن النبي إن كان له هو أن يتمنى شيئا، فإنما سيأتي بما يشبـــه هـــذا : " ما زالت أمتى على خير وعلى بصيرة ما دامت متشبثة ومتبعة ما يوحى إلــيّ، وما دامت راشدة وجادة وتخاف إن أعرضت عن ذلك وعصت عذاب يوم عظيم.". ومن المستحيل أن تصمد مثل تلك الأقاويل والمفتريات أمام الآية رقم 187 في سورة البقرة، الصادرة عن الله العظيم ( أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ).
***************
إن الأميين من قوم محمد عليه السلام، الذين لم يأتهم نذير من قبله، تعجبوا أن جاءهم منذر منهم وجعل الآلهة إله واحد، فاتهموه بالسحر والكذب.وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ* أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ.سورة ص 4/5. وطيلة 23 عاما كان الرسول يدعو قومه إلى الهدى وإلى ما أنزل الله تعالى عليه في الكتاب (القرآن)، لكن وجهاء قومه لم يستجيبوا لدعوته، وكانوا يحاربونه تارتا ويتوددون إليه أخرى بإغراءات لعله يتراجع عن دعوته، فيعبد ما كان يعبد آباءهم، فكان يضيق صدره مما يقولون، لكن معية الله تعالى وعصمته من أن يتقول الرسول على الله تعالى ببعض الأقاويل كانت ناجحة، فلم يتقول الرسول على الله سبحانه وقد بلَّغ ما أُنزل إليه من ربه بأمانة. يقول لله سبحانه:
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ* الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ* وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ. الحجر 94/98. (من الساجدين أي المسلمين لله تعالى وحده).
فلما لم يأتهم بقرآن غير الذي يتلوه عليهم، وبعد وفاة النبي مباشرة هجروا القرآن واتبعوا السبل فضلوا وأضلوا كثيرا، فأنشأ الأمويون مصانع للروايات تقضي على القرآن، وجاء بعدهم العباسيون فدونوا ما كان يُنقل شفاهيا، وفعلا قد نجحوا فبدلوا وغيروا في شرع الله تعالى ما لا يوافق هواهم ومصالحهم المادية، فما أشبه اليوم بالبارح، فأكثر الناس اتبعوا ما تحمله تلك الكتب وأهمها (الصحيحين والكافي) وغيرهم، ثم جاء الألباني ليزيدهم غرقا في لهو الحديث، ومع الأسف بعض الشيوخ لم يكفهم القرآن المبين المحفوظ من قبل الله تعالى، فاستمسكوا بكتب البشر وآخرها كتاب الألباني إلى يوم الناس هذا، فأصبحوا لا يُتِمُّونَ الصوم إلى الليل كما أمر الله تعالى في الكتاب.(ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).وذلك اتباعا لرواية أحادية ظنية الثبوت وغير منطقية، ولا يزالون في ضلالهم القديم إلى يوم الناس هذا. لكن سوف يُسألون ولن ينفعهم إيمانهم يومئذ.
قال رسول الله عن الروح عن ربه:
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ. غافر 84/85.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا. النساء60/61.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. المائدة 104/105.
شكرا مرة أخرى على إثراء الموضوع.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
هل ما نسب إلى النبي محمد من حديث أو فعل هو فعلا وحي من عند الله تعالى؟
حسب البخاري، النبي كان يُخيَّلُ إليه أَنَّه يَأْتِي النِّساء ولَمْ يَأْتهِنَّ.
دعوة للتبرع
من معانى الموت : ما معنى الموت هنا : ( أَلَم ْ تَرَ إِلَى...
كان حلم ..وراح !!: بالصد فة اليوم عثرت على قناة صوت العتر ة ...
وسط المحمديين: قرأت في ( لهفة كالعا دة ) لمقال ك الأخي ر عن (...
الجهادالأكبر وألأصغر: ما معنى الجها د الأكب ر و الجها د الأصغ ر؟ ...
( على ) : ما معنى كلمة ( على ) فى قول الله جل وعلا : (...
more
تعليق رقم 1
إن الموضوع هو موضوع الساعة، ويفرض نفسه كل سنة مرة، وكما تنبه إليه صاحب المقال- مشكورا - عندما طلب من الرسول عليه السلام أولئك الذين لا يرجون لقاء الله أن يأتي بقرآن غير هذا لأنهم ضاقوا ذرعا منه أو يبدله، أجابهم عليه الصلاة والتسليم : ( وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ). (15).
نعم، لقد تنبه الأستاذ إبراهيم إلى لفتة هنا، أراها ذات أهمية وأبعاد ملهمة، ومطمئنة، ومريحة، لأنّ الرسول، لو كان بإمكانه أن يتصرف خارج الوحي أو تكون له الخيرة لقول أي شيء من وراء ما يوحي به الله، لاغتنم الفرصة، ولما تردد في الاستجابة إلى أولئك الذين أشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم، بل إن قوله: (إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ)، إن قوله هذا يكفي وحده وبما لا شك فيه ولا ريب بأنه صلى الله عليه وسلم موفق كل التوفيق في مهمته التي تقتصر في هذه الآية : (مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ (99)المائدة.