قراءة في كتاب رؤية النبي (ص) لربه

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-01-20


قراءة في كتاب رؤية النبي (ص) لربه
المؤلف محمد بن خليفة بن علي التميمي وهو يدور حول الروايات التى ذكرت رؤية النبى(ص)لله تعالى في اليقظة وفى المنام تعالى عن ذلاك علوا كبيرا وقد أعلم التميمى قى مقدمته أن الرؤية محالة في الدنيا فقال :

المزيد مثل هذا المقال :

"قبل البدء في إيضاح هذه المسائل لابد من الإشارة إلى أن الأمة أجمعت على أن الله عز وجل لا يراه أحد في الدنيا بعينه."
وكعادة القوم بدلا من اللجوء للقرآن استشهد التميمى بالروايات على هذا الرأى فقال :
"وقد صح عنه (ص) في الحديث المشهور في التحذير من فتنة المسيح الدجال أنه قال: "تعلَّموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت" وفي لفظ الترمذي "تعلمون""
وحكى التميمى خلافات الفقهاء في المسألة مفرقا بين ثلاثة أمور هى :
الرؤية في الإسراء والرؤية في المنام ورؤية النبى (ص) لله عيانا
وفى الرؤية ليلة المعراج أثبت إيمان أكثر علماء السنة بها فقال :
"والخلاف إنما وقع في حصول الرؤية للنبي (ص) خاصة ليلة المعراج، وأكثر علماء أهل السنة يثبتون ذلك، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأكثر علماء أهل السنة يقولون: إن محمدًا (ص) رأى ربه ليلة المعراج""
وهو رأى فنده التميمى بذكره للروايات في المسألة حيث ذكر الأحاديث المنسوبة للمؤمنين فى عصر النبى (ص) فقال :
"المبحث الأول: رؤية النبي (ص) لربه ليلة المعراج
أقوال الصحابة في هذه المسألة:
القول الأول: من أثبت الرؤية مطلقا:
1 - قول ابن عباس:
أ - عن عكرمة عن ابن عباس قال: "أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى، والرؤية لمحمد (ص)".
ب - عن ابن عباس في قوله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}.قال: "رأى ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى"
ج - عن عكرمة عن ابن عباس قال: "رأى محمدٌ ربَّه". قلت: أليس الله يقول {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [الأنعام 103] ، قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، وقال: أُرِيَه مرتين"
د - عن عبد الله بن عمر أنه بَعَثَ إلى عبد الله بن عباس يسأله: هل رأى محمدٌ (ص) ربَّه؟ فبعث إليه: "أن نعم قد رآه"، فرد رسوله إليه وقال: كيف رآه؟ فقال: "رآه على كرسي من ذهب، تحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، في روضة خضراء، دونه فراش من ذهب
- قول أنس بن مالك
عن قتادة أن أنسًا قال: "رأى محمدٌ ربَّه".
3 - قول أبي هريرة
قال داود بن حصين: سأل مروان أبا هريرة رضي الله عنه: هل رأى
محمدٌ (ص) ربَّه عز وجل؟ فقال: "نعم، قد رآه""
هذا ما نقله التيمى من الكتب عن إثبات الرؤية بالعين ثم ذكر أقوال الأخرين في كونها رؤية قلبية فقال :
"القول الثاني: من قيدها بالرؤية القلبية:
وقد روي في ذلك حديث مرفوع لكنه ضعيف؛ لإرساله وهو ما رواه محمد بن كعب القرظي قال: سئل النبي (ص): هل رأيت ربك؟ قال: "رأيته بفؤادي، ولم أره بعيني"
1 - قول ابن عباس:
أ - عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةًأُخْرَى} [النجم 13] قال: "إن النبي (ص) رأى ربه بقلبه"
ب - وعن أبي العالية عن ابن عباس: "أن النبي (ص) رأى ربه بفؤاده مرتين"
2 - قول أبي ذر
أ - عن إبراهيم التيمي أن أبا ذر قال: "رآه بقلبه ولم تره عيناه". وفي رواية: "رآه بقلبه"
ب - وأخرج النسائي عن أبي ذر قال: "رأى رسول الله (ص) ربَّه بقلبه ولم يره ببصره"."
الغريب فيما نقله التميمى هو أنه نقل عن ابن عباس رأيين متناقضين الرؤية عيانا والرؤية القلبية
ثم روى عن بعض أخر نفى الرؤية مطلقا لا عيانا ولا قلبية فقال :
"القول الثالث: من نفى الرؤية مطلقا.
1 - قول عائشة
عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: "ياأبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن، فقد أعظم على الله الفرية، من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله، قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين: أنظريني ولا تعجليني: ألم يقل الله عز وجل {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فقالت: أنا أول هذه الأمة، سأل رسول الله (ص) فقال: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطًا من السماء سادًا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض. فقالت: ألم تسمع أن الله يقول {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَار} [الأنعام 103] . أو لم تسمع أن الله يقول {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى 51] .....".
2 - قول ابن مسعود
عن زر بن عبد الله بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم 13] ، قال: "رأى رسول الله (ص) جبريل في صورته، له ستمائة جناح3 - قول أبي هريرة رضي الله عنه
عن عطاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال: "رأى جبريل".
4 - قول أبي ذر
عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله (ص) لسألته، قال: عما كنت تسأله؟ قال: إذن لسألته هل رأى ربه؟ فقال: قد سألته أنا، قلت: فما قال؟ قال: "نور أنى أراه"، وفي رواية "رأيت نوراً"
والغريب هو نقل رأيين لأبى ذر الرؤية القلبية ونفى الرؤية تماما كما في النقل عن ابن عباس والمؤمنون في عهد الصحابة لن يختلفوا أبدا في حكم لأن معلمهم واحد وقد علمهم شىء واحد وقد علق التميمى على الأقوال السابقة فقال
"التعليق على الأقوال السابقة:
الذي يلاحظ من الآثار السالفة الذكر أنها خلت من النص على رؤية العين فهي: إما أثبتت الرؤية مطلقًا، أو قيدتها بالرؤية القلبية أو نفتها مطلقًا.
ولذلك علق شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا بقوله: "ليس ذلك بخلاف في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رؤية النبي (ص) لربه في المنام"
قطعا الرسول (ص) هو أو غيره من البشر لا يرون الله عيانا ولا قلبيا والمراد بقلبيا تمثل الله في مخيلتهم وهو أمر محال والرؤية منفية بنص القرآن في المعراج كما قال تعالى :
" لقد رأى من آيات ربه الكبرى"

فهنا لم تقل الاية رأى الله وإنما رأى بعض من آيات الله
وأما الرؤية المنامية فقد ذكر الرجل الأحاديث التى ذكرت فيها ذاكرا أنها كلها معلولة الأسانيد فقال :
الأحاديث الواردة في المسألة.
"الاعتماد في هذه المسألة على بعض الأحاديث من بينها:
1- الحديث الأول.
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: "احتبس عنا رسول الله (ص) ذات غداة في صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله (ص) سريعا فثوّب بالصلاة، وصلى وتجوّز في صلاته فلما سلم قال: "كما أنتم على مصافكم، ثم أقبل إلينا فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي - عز وجل - في أحسن صورة. فقال: يا محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب. قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري. قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب. فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري، وتجلى لي كل شيء وعرفت. فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: في الكفارات والدرجات. قال وما الكفارات؟ قلت نقل الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء على الكريهات.
قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك. وقال رسول الله (ص): إنها حق فادرسوها وتعلموها".
هذا الحديث جاء عن جمع من الصحابة من عدة طرق إليك تفصيلها:
الأول: عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - مرفوعا..
أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/243. والترمذي في السنن 5/368 كتاب التفسير باب ومن سورة (ص) رقم 3235 وقال: "هذا حديث حسن صحيح سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح".وابن خزيمة في التوحيد 2/540 رقم 320 وقال عن هذه الرواية: أنها "أشبه بالصواب". والحاكم في المستدرك 1/521. والطبراني في المعجم الكبير 20/109. والدارقطني في الرؤية ص 167 رقم 253 وص 170 رقم 259. وأورد هذا الحديث بمختلف طرقه في كتابه العلل (6/54-57 رقم 973) وتكلم عليها بكلام طويل ثم حكم عليها في نهاية كلامه بقوله: "ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة". والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات 1/125. وابن عدي في الكامل 6/2344والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق ص 55-56 رقم 74-75.
وحديث معاذ هذا صححه الإمام أحمد كما في الكامل لابن عدي 6/2344 وتهذيب التهذيب6/205.
الثاني: عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي مرفوعا.
أخرجه الدارمي في السنن 2/126 كتاب الرؤية باب في رؤية النبي (ص) الرب تعالى في النوم. وابن خزيمة في التوحيد 2/534 رقم 318. وابن أبي عاصم في السنة 1/169 رقم 388 وفي 1/204 رقم 467-468 وقال الألباني: "حديث صحيح". والآجري في الشريعة 3/1549-1551 رقم 1041. والحاكم في المستدرك 1/520 وصححه ووافقه الذهبي. واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/514 رقم 901-902 مختصرا. والدراقطني في الرؤية ص 170 رقم 260. والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق ص 57 رقم 77 وص 58 رقم 80-81. والبغوي في تفسيره 7/101 وفي شرح السنة 4/35-36 رقم 924. وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/17. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/176-177 وقال رجاله ثقات.
وانظر الكلام حول أسانيد هذا الطريق في الميزان 2/571 والإصابة 2/405 وتهذيب التهذيب 6/204.
الثالث: عبد الرحمن بن عائش عن رجل من أصحاب النبي (ص) مرفوعا.
أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/378.وعبد الله بن أحمد في السنة 2/489 رقم 1121. وابن خزيمة في التوحيد 2/537. الرابع: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا.
أخرجه الترمذي في السنن 5/366 كتاب التفسير باب من سورة (ص) رقم 3234 وقال: "حسن غريب من هذا الوجه". وابن خزيمة في التوحيد 2/538 رقم 319. وابن أبي عاصم في السنة 1/204 رقم 469 وقال الألباني: "حديث صحيح". والآجري في الشريعة 3/1547-1549رقم 1039-1040. والدارقطني في الرؤية ص 175-176 رقم 268-269. كلهم من طريق أيوب عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس مرفوعا مطولا
ومع نفى ثبات الأحاديث للعلل فيها فإن الرجل أعلن ثبوت الرؤية المنامية لله تعالى عن ذلك فقال :
"القول في رؤية النبي (ص) لربه في المنام.
أثبت العلماء رؤية النبي (ص) المنامية لربه - عز وجل -، واعتمدوا في ذلك على الأحاديث الواردة بهذا الشأن، والتي تقدم ذكرها في المطلب الأول، وهذه الرؤيا ليست محل خلاف، وقد وقعت بالمدينة النبوية، وهناك فرق بينها وبين الرؤية التي وقعت ليلة الإسراء بمكة، والتي دار الخلاف عليها حسب ما تقدم ذكره في المبحث الأول، وهذه الرؤيا التي وقعت في المنام داخلة في عموم أن رؤيا الأنبياء وحي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد صح عنه أنه قال: "رأيت ربي تبارك وتعالى" ولكن لم يكن هذا في الإسراء، ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصبح، ثم أخبرهم عن رؤية ربه - تبارك وتعالى - تلك الليلة في منامه، وعلى هذا بنى الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وقال: نعم رآه حقا، فإن رؤيا الأنبياء حق ولابد"
وهو كلام متناقض فكيف ينفى أحاديث الرؤية المنامية بعد بيانه علل أسانيدها ثم يتفق مع القوم قفى ثبوت الرؤية مناميا رغم أن الحديث فيه عدى أخداء هى :
الأول صلاة الفجر ليلا قبل طلوع الشمس في قولهم :
"احتبس عنا رسول الله (ص) ذات غداة في صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى قرن الشمس"
وصلاة الفجر اسمها صلاة الصبح والصبح هو النهار وهو لا يكون إلا بعد طلوع الشمس وقد فسر الله مشرقين بمصبحين في قصة لوط(ص) فقال :
وقضينا إليه الأمر ذلك أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين"
وقال :
" لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"
الثانى جعل المسجد مكان للحديث في غير الصلاة في قول الحديث " وصلى وتجوّز في صلاته فلما سلم قال: "كما أنتم على مصافكم، ثم أقبل إلينا فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة "
والمسجد لا يصح فيها الكلام عن شىء إلا الصلاة وهى ذكر الله كما قال تعالى :
" في بيوت أذنه أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
الثالث أن الله متجسد بدليل وجود صورة له في قول الحديث "فإذا أنا بربي - عز وجل - في أحسن صورة " وبدليل أنه له كفه باردة في قول الحديث "وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري"
تعالى الله عن هذا فهو تكذيب لقوله تعالى" ليس كمثله شىء" فهنا يشبه الحديث الله بخلقه في وجود كف وأصابع وصورة
الرابع أن الكفارات صلاة الجمعة والجلوس في المساجد واسباغ الوضوء بينما الكفارات في القرآن عتق الرقاب واطعام المساكين أو كسوتهم أو الصوم أيام أو شهور كما في الحديث " الكفارات؟ قلت نقل الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء على الكريهات"والكفارات هى كما قال تعالى :
"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له"
والعفو عن القاتل أو الجارح من الكفارات كما قال تعالى :
"فكفارته عشرة مساكين من أوسط مما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم"
الخامس أن الدرجات في قول الحديث "وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام" بينما الدرجات إما درجات القيادة والتبعية كما في قوله تعالى " وللرجال عليهم درجة "
وإما درجات الجنة وهى درجتين واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين كما قال تعالى :
" فضا الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

وتحدث الرجل عن رؤية الله عيانا في الدنيا في غير المنام نافيا إياه فقال :
" رؤية النبي (ص) لربه في الدنيا عيانا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق المسلمون على أن النبي (ص) لم ير ربه بعينه في الأرض، وأن الله ينزل له إلى الأرض، وليس عن النبي (ص) قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض، بل الأحاديث الصحيحة: "أن الله يدنو عشية عرفة"وفي رواية "إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفرله؟ رؤية البشر لربهم في الحياة الدنيا."
قطعا هذا الحديث كغيره لم يقله النبى(ص) فالله لا ينزل لمكان لأنه تعالى عن المكان ولا يمكن رؤيته لا دنيا ولا أخرة
هناك أدلة كثيرة منها قوله تعالى بسورة الشورى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء "فهنا ورد أن تكليم الله للبشر هو أحد الصورتين الوحى وهو ما يسمى الكلام من وراء حجاب وإرسال رسول بالوحى وهكذا لا توجد رؤية مع كلام مما يدل على امتناعها وقوله بنفس السورة "ليس كمثله شىء "فإذا كان الله يشاهد ويرى كل خلقه فإنهم لا يرونه وإلا أشبهوه فى شىء وهذا هو المحال وقوله بسورة الأنبياء "كما بدأنا أول خلق نعيده "فإذا كنا سنبعث بنفس العيون التى لا تقدر على تحمل ضوء الشمس فكيف بخالق الشمس مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليس له ضوء أى نور بمعناه المعروف ؟وقوله بسورة الأعراف "قال رب أرنى انظر إليك قال لن ترانى "فهنا أخبر الله موسى (ص)باستحالة رؤيته بقوله "لن ترانى "ولن تفيد النفى المستمر وإذا كان الله عاقب رجال بنى إسرائيل عندما طلبوا الرؤية بالموت صعقا بدليل قوله بسورة البقرة "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون " وقد عاقب الله موسى (ص)بنفس العقوبة بدليل قوله بسورة الأعراف "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا "فهذا دليل على استحالة الرؤية لأن الله اعتبر طالبها مذنبا وعاقبه بالصعق وهو الموت المؤقت ومن الأدلة أيضا أن الله ليس بجسم حتى يمكن رؤيته ومن المعلوم أن المرئى لابد أن يكون مجسما أى له شكل ملون وإذا كان الله خارج المكان فذلك يعنى استحالة رؤيته ولأن الله ليس بجسم فلا تجوز رؤيته ومعنى رؤية الله هو حلوله فى المكان وهو الجنة كما يزعمون وإذا حل الله فى مكان فقد أصبح هو والكون شىء واحد وهذا هو الكفر عينه فى فكر أصحاب الرؤية ولو تأملنا أخبار الرؤية لوجدنا أن الرب يكون كالقمر ليلة البدر وهذا معناه أن يكون الرب قرص منير صغير الحجم يطلع كما يطلع القمر وهذا القول جنون وكفر أولا لأنه يجسم الإله وثانيا لأنه يجعله يحل فى المكان .
وأما الاحتجاج بقوله تعالى بسورة القيامة "وجوه يومئذ إلى ربها ناظرة "وهذا الاحتجاج فلا معنى له للتالى :
-أن الله قال وجوه ولم يقل أبصار أو عيون ومما هو معروف أن الوجوه لا ترى سواء كان المراد بها ما تحمل الرقبة أو النفوس .
-أن لو فسرنا كلمة ربها بأنها الذات الإلهية لوجب علينا أن نفسر قوله تعالى بسورة البقرة "فأينما تولوا فثم وجه الله "بأن الوجه يعنى ذات الله وهذا جنون لأننا عندما ننظر نرى آيات الله فى الكون وليس ذات الله ،إذا فالمراد بربها هو آيات ربها والدليل على أن الوجوه ليس مراد به العيون هو قوله تعالى بسورة المطففين "على الأرائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم "فهنا الوجوه فيها نضرة النعيم أى أثر النعيم أى فرحة النعيم بدليل قوله بسورة عبس "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة "وأما احتجاجهم بقوله بسورة المطففين "إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "فساقط لعدم ذكر الرؤية وأما الحجب فيعنى الإبعاد عن الرحمة الممثلة فى الجنة بدليل أنهم بعد الإبعاد يدخلون النار بدليل قوله بعد الآية مباشرة "ثم إنهم لصالوا الجحيم ".
وقد وصف موسى (ص)وصف طلاب الرؤية بأنهم سفهاء وجعل أمر الرؤية فتنة واختبار يسقط فيه من يضل فيطلبها وينجح فيه من يهتدى فلا يطلبها .
وهو قوله بسورة الأعراف "واختار موسى سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء " وقد بين الله لنا أن الكفار فى عهد الرسول (ص)طلبوا رؤية الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء على لسان الكفار "أو تأتى بالله والملائكة قبيلا ".
والرؤية لو افترضنا وجودها فالمعنى أن الله جسم ويحل بالمكان وله لون وحجم والله كاذب فى الوحى وهذا كله ينفى صحة الألوهية عن الله لأنه يثبت تشابهه مع الخلق .
وأما زعم القوم أن الرؤية محرمة فى الدنيا وليست فى الأخرة فلو كان الأمر كما يزعمون ما نفيت فى إطار حديث الله عن طرق كلام الله للبشر وما نفيت بلن التى تفيد النفى المستمر فى حديث الله لموسى (ص)ولو كان الأمر كما يدعون لكان الزنا المحرم فى الدنيا مباح فى الأخرة وفى تلك الحال سيسمح الله لنا بأن يضاجع كل منا حليلة صاحبه والمحرمات فى الدنيا محرمات فى الأخرة بدليل قوله بسورة الواقعة "لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما " أى لا يعرفون فى الجنة اللغو أى الإثم أى لا يرتكبون فى الجنة الذنب
ولو كانت ملاقاة الله تعنى كما يقولون رؤية الله لرآه الكفار لأن الله يقول فى سورة الإنشقاق "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه "فهنا الإنسان وهو فى معظم تفاسيرهم إن لم يكن كلها مراد به الكافر سيلاقى الله وهم يقولون بمنع الرؤية عن الكفار

اجمالي القراءات 32

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2676
اجمالي القراءات : 21,192,593
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt