نظرات فى كتاب الأدلة من الكتاب والسنة التي تثبت نبوة وموت الخضر

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-01-09


نظرات فى كتاب الأدلة من الكتاب والسنة التي تثبت نبوة وموت الخضر
الكتاب من جمع أو قل تأليف أبو معاذ السلفى وهو يدور حول إثبات نبوة وموت رجل اسمه الخضر ومن يراجع القرآن لن يجد هذا الاسم وكل ما ورد عنه هو مجرد روايات يناقض بعضها البعض أو تناقض القرآن


الرجل لم يطلق عليه الله اسما وإنما وصفه بالعبد فقال :
"قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهم قصصا فوجدا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما"
ولو قال أبو معاذ أنه عن اثبات وموت العبد الصالح(ص) لكان صادقا في قوله وأما الحديث عن الخضر فهذا أمر أخر خارج نطاق الوحى الإلهى وفى مقدمته قال أبو معاذ :
"فهذا موضوع يتعلق بذكر الأدلة من الكتاب والسنة التي تثبت نبوة وموت الخضر (ص)، وفيه مناقشة لما ذهب إليه المتصوفة (تجاه الخضر (ص)حيث أنهم يعتقدون بأن الخضر (ص)ولي من أولياء الله تعالى وليس بنبي، وبنوا على ذلك أن الولي يجوز له الخروج عن الشريعة كما خرج الخضر (ص)عن شريعة موسى (ص)حسب زعمهم الباطل، وأنه يمكن للولي أن يصل إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى بدون اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وإلى جانب ذلك يعتقد المتصوفة أيضاً تجاه الخضر (ص)إلى أنه حي يرزق إلى الآن ويدعون أنهم يلتقون به ويتلقون عنه علمهم اللدني الذي هو خاص بالأولياء فقط ولا يمكن أن يعرفه غيرهم كائناً من كان حتى الأنبياء)."
وقد ذكر ما ظن أنه أدلة نبوة الخضر وهو العبد المعلم لموسى(ص) فقال :
" أولاً: إثبات نبوة الخضر (ص):
الذي عليه جمهور العلماء، أن الخضر (ص)نبي، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
* الدليل الأول: قوله تعالى: ((فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)) [الكهف:65]. ووجه الاستدلال بالآية الكريمة: أن الرحمة تكرر إطلاقها في القرآن الكريم على النبوة، كقوله تعالى: ((وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) [الزخرف:31 - 32]، وقوله تعالى: ((وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)) [القصص:86].
وإطلاق إيتاءه العلم، دليل على نبوته أيضاً، وقد أٌطلق هذا في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى: ((وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)) [النساء:113]، وقوله: ((...وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ)) [يوسف:68]، فهذه الأدلة ترشد إلى نبوته.
ويُشعر تنكير الرحمة في الآية الكريمة، واختصاصها بجناب الكبرياء، أن المقصود بها:الوحي والنبوة.
قال أبو السعود في"تفسيره"عن الآية: (التنكير للتفخيم، والإضافة للتشريف، والجمهور على أنه الخضر واسمه بليا بن ملكان.
وقيل: إلياس عليهم الصلاة والسلام.
((آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا)) وهي الوحي والنبوة كما يُشعرُ به تنكير الرحمة واختصاصها بجناب الكبرياء، ((وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)) خاصاً لا يُكتنه كنهه ولا يُقادر قدره وهو علم الغيوب) اهـ.
وعزا الفخر الرازي في"تفسيره"القول بنبوته للأكثرين. ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى (ص) له في قوله: ((هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)) [الكهف:66]، وقوله: ((سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)) [الكهف:69] مع قول الخضر له: ((وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً)) [لكهف:68]."
والملاحظ من حديث السلفى هو اختلاف المفسرين فيمن هو العبد المعلم ولكنه في النهاية لابد أن يكون رسولا من رسل الله
وذكر دليله الثانى فقال :
"الدليل الثاني:
قوله تعالى: ((وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)) [الكهف:82].
فهذا يقتضي أنه إنما فعله بأمر الله ووحيه الذي أوحاه إليه.
قال ابن جرير الطبري في"تفسيره" (8/270): (يقول: وما فعلتُ يا موسى جميع الذي رأيتني فعلته عن رأي، ومن تلقاء نفسي، وإنما فعلتُه عن أمر الله تعالى إياي به)"
وهذا دليل صحيح وكذا الدليل التالى :
"الدليل الثالث: قال تعالى: ((قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)) [الكهف:66]. فموسى (ص)طلب مصاحبة الخضر (ص)لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به، فلو كان الخضر ولياً ولم يكن نبياً لم يكن معصوماً وموسى أراد أن يتعلم منه زيادة علم على ما عنده من التوراة، فلو كان ما عند الخضر مجرد الإلهام، فمعلوم أنه ليس بعلم ولا تشريع، ولا يفيد اليقين، لجواز أن يكون للشيطان فيه مدخل، فهل يعقل أن يمضي موسى (ص) حقباً من الزمان، قيل: ثمانين سنه، ويتواضع له، ويتبعه في صورة مستفيد منه، ليتعلم منه شيئاً للشيطان فيه مدخل؟! هل يستقيم هذا في العقل؟!
قال الحافظ ابن حجر في"الإصابة" (2/116-117): (فكيف يكون النبي تابعاً لغير نبي؟ مهما كان قدره عند الله)."
والخطأ مكوث موسى حقب من الزمان يقال أنها 80 سنة يبحث عن العبد الصالح أو العبد المعلم (ص) وكلمة حقبا هنا لا تعنى أزمانا متطاولة وإنما تعنى أمضى قدما في البحث وما ذكروه من تحديد المدة هو باطل فكيف يترك نبى قومه مدة 80 سنة ويسير في البحر كل هذا المدة وكل ما معه حوت والحوت مهما كبر لن يكفيه هو والفتى معه إلا لمدة أيام أو شهر أو شهرين ؟
إنه عندما ترك القوم أربعين يوما كفروا وعبدوا العجل فماذا سيفعلون في الثمانين سنة ؟
وأما الدليل الربع فلا ينفع كاستدلال وهو قوله :
" الدليل الرابع:
ومن دلائل نبوته:تعليله لما فعل بقوله: ((فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)) [الكهف:79]، ((فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا)) [الكهف:81]، وقوله: ((فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا...)) [الكهف:82]، فهذا يدل على أنه كان واثقاً من نتيجة عمله، جازماً بها، وهي غيب، لا يدرك إلا بوحي نبوة، ولو كان إلهاماً لقال: فرجوت أن يكون كذا، ولم يجزم به أبداً."
قطعا المفروض أن يقول ربنا وليس ربهما وربك لأن القول إذا أخذناه قد يدل على إنكار أن الله ربه وقد لا يدل وهو يشابه قول بنى إسرائيل لموسى (ص) في قصة البقرة ربك عدة مرات وكأنه ليس ربهم وكذلك قول فرعون له أيضا ربك
ثم قال :
" الدليل الخامس:
ومن دلائل نبوته أيضاً: أنه لو فعل ما فعل من الأمور بحكم الإلهام، لوجب عليه القصاص في قتل الغلام، ودفع قيمة تعييب السفينة، ولا تعفيه ولايته من ذلك، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل، فدل على أنه كان يفعل بوحي من عند الله."
وهذا استنتاج وليس دليل من الوحى وقوله :
" الدليل السادس: قال تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً)) [الجن:26 - 27].
فلما أظهر الخضر على علم الغيب كإعلامه أن الغلام طُبع يوم طُبع كافراً دل على أنه رسول بنص الآية المذكورة لأنه تعالى خص إظهار علم الغيب وحصره في المرسلين، وغيرهم لا يطلعه على شيء من علم الغيب."
هذا استنتاج أيضا وهو استنتاج صحيح وأما دليله السابع فهو :
" الدليل السابع:
قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: (فأوحى الله إليه أن عبداً من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك) رواه البخاري ومسلم.
قال ابن كثير رحمه الله في"تفسيره" (3/101): (..خصه بعلم لم يطلع موسى عليه).
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/116) و"الزهر" (ص23): (فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك، وأيضاً فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي؟.
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى: (بلى عبدنا خضر)، وأيضاً فكيف يكون النبي تابعاً لغير نبي).
وقال النووي في"تهذيب الأسماء واللغات" (1/179): (والخضر على جميع الأقوال نبي)."
والحديث ليس صحيحا فالقصة في القرآن لم تقل أن موسى(ص) قال أنه أعلم الناس ومن أجل هذا أرسله للعبد المعلم والظاهر من شباب موسى(ص) أنه كان متسرع في أعماله دون أن يفكر كثيرا كما في أمر وكزه للرجل من آل فرعون وإرادته قتل الثانى وتعجله الذهاب للميقات وأراد الله ان يعلمه ألا يتسرع فيما يقرر وفى الثلاث قصص نجد حكاية تسرعه في تنفيذ حكم الله والتسرع غالبا ما يؤدى بالإنسان إلى ارتكاب أخطاء بدون قصد
وتحدث أبو معاذ عن أدلة إثبات وفاة العبد المعلم(ص) فقال :
"ثانياً: إثبات وفاته (ص):
* الدليل الأول:
قوله تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)) [الانبياء:34].
قال ابن كثير رحمه الله في"تفسيره" (3/187): (يقول تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ)) يا محمد ((الْخُلْدَ)) أي: في الدنيا بل ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ)) [الرحمن:26 - 27]، وقد استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من العلماء إلى أن الخضر (ص)مات وليس بحي إلى الآن لأنه بشر).
* الدليل الثاني:
قال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )) [آل عمران:81]. قال الحافظ ابن كثير في"البداية والنهاية" (1/312): (قال ابن عباس: (ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بُعِثَ محمد- صلى الله عليه وسلم - وهم أحياء ليؤمنن به وينصرنه...) فالخضر إن كان نبياً أو ولياً، فقد دخل في هذا الميثاق ؛ فلو كان حياً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه، يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الأعداء إليه، لأنه إن كان ولياً فالصديق أفضل منه، وإن كان نبياً، فموسى أفضل منه"
والآيات أدلة صحيحة على موت كل من كان قبل النبى الخاتم(ص) من الرسل وأما الدليل الثالث عنده فهو :
"الدليل الثالث:
ما روه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد) فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض) يريد أنها تخرم ذلك القرن.
وفي إحدى روايات مسلم عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال قبل أن يموت بشهر: (ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ).
قال ابن الجوزي رحمه الله كما في"البداية والنهاية" لابن كثير (1/313 - 314): (فهذه الأحاديث الصحاح، تقطع دابر دعوى حياة الخضر.. فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما هو المظنون الذي يرتقي في القوة إلى القطع، فلا إشكال، وإن كان قد أدرك زمانه، فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة، فيكون الآن مفقوداً، لا موجوداً،
* الدليل الرابع:
ثبت في"صحيح البخاري" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعْبَدْ في الأرض) رواه البخاري ومسلم، ولم يكن الخضر فيهم ولو كان حياً لورد على هذا العموم فإنه كان ممن يعبد الله قطعاً.
قال ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص36): (سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الخضر عليه السلام؛ فقال لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) وكانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً، معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ) "
والأحاديث السابقة كلها لم يقلها النبى(ص) لأنه علم بالغيب وهو لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه :
" ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء "

وأما الدليل التالى فلا يصلح وهو :
" الدليل الخامس:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وددنا أن موسى كان صبر فقصَّ الله علينا من خبرهما) رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ: (وهذا مما استدل به من زعم أنه لم يكن حالة هذه المقالة موجوداً إذ لو كان موجوداً لأمكن أن يصحبه بعض أكابر الصحابة فيرى منه نحواً مما رأى موسى)"
والدليل لا يصلح لأنه اعتراض على ما مضى وكأنه مجرد التمنى سيغير الماضى وهو أملا لا يقوله خاتم النبيين(ص) لأنه يعرف أنم ما مضى لا عود ولا يتغير
والدليل التالى لا يصلح ايضا وهو :
" الدليل السادس:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) رواه الإمام أحمد.
قال ابن الجوزي: (فإذا كان هذا في حق موسى فكيف لم يتبعه الخضر إذ لو كان حياً فيصلي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رأيته كما ثبت أن عيسى يصلي خلف إمام هذه الأمة)."
والحديث لم يقله خاتم النبيين(ص) لأن موسى لو افترضنا أنهكان حيا في زمن محمد(ص) لاتبعا الاثنين الله ولم يتبع موسى(ص) محمد)ص) لقوله تعالى لكل الناس :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "

والحديث افتراض واعتراض على موت موسى(ص) أيضا وهو أمر لا يفعله النبى(ص)
وتحدث السلفى عن الأدلة التى سماها عقلية على موت الرجل فقال :
" ثالثاً: الأدلة العقلية على موت الخضر (ص):
قال الإمام ابن الجوزي كما في"المنار المنيف" للإمام ابن القيم رحمه الله:
(أما الدليل من المعقول على موت الخضر (ص)فمن عشرة أوجه:
* الوجه الأول: أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما: أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ، ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر.
الثاني: أنه لو كان ولده لصلبه، أو الرابع من ولد ولده كما زعموا، وأنه كان وزير ذي القرنين، فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض.
الوجه الثاني: في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(خلق الله آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد) وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس.
* الوجه الثالث: إن كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة ولم ينقل هذا أحد.
* الوجه الرابع: أنه قد اتفق العلماء أن نوحاً لما نزل من السفينة مات من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح، والدليل على هذا قوله تعالى: ((وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)) [الصافات:77]؛ وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح.
* والوجه الخامس: أن هذا لو كان صحيحاً أن بشراً من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر، ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكوراً في غير موضع، لأنه من أعظم آيات الربوبية، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاما، وجعله آية، فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر، ولهذا قال بعض أهل العلم: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
* والوجه السادس: أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم، وذلك حرام بنص القرآن.
أما المقدمة الثانية فظاهره، وأما الأولى فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة، أو إجماع الأمة، فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر؟ وهذه سنةرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه؟ وهؤلاء علماء الأمة هل أجمعوا على حياته؟
* الوجه السابع: أن غاية ما تمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر!!
فيا لله العجب هل للخضر علامة يعرف بها من رآه، وكثير من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر؟!
ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله، فأين للرائي أن المخبر له صادق لا يكذب؟!
الوجه الثامن: أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه وقال له: ((هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ)) [الكهف:78]، فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة، ولا مجلس علم، ولا يعرفون من الشريعة شيئا؟! وكل منهم يقول: قال الخضر، وجاءني الخضر، وأوصاني الخضر، فيا عجبا له يفارق كليم الله تعالى ويدور على صحبة الجهال ومن لا يعرف كيف يتوضأ، ولا كيف يصلي!!
* الوجه التاسع: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر، لو قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين، ولا مخلص القائل بحياته عن ذلك إلا أن يقول إنه لم يأت إلى الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا بايعه أو يقول إنه لم يرسل إليه!! وفي هذا من الكفر ما فيه!
* الوجه العاشر: أنه لو كان حياً لكان جهاده الكفار، ورباطه في سبيل الله، ومقامه في الصف ساعة، وحضوره الجمعة والجماعة، وإرشاده الأمة أفضل بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار، والفلوات، وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له؟!"
ثم نقل أقوالا في تضعيف الأحاديث الواردة في الخضر فقال :
" رابعاً: أقوال العلماء في تضعيف الأحاديث التي جاء فيها أنه حي:
1 - نقل ابن الجوزي رحمه الله تلك الأحاديث بأسانيدها في كتابه"الموضوعات" (1/195ـ197) ثم قال: (هذه الأحاديث باطلة).
2 - قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص67): (والأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد) اهـ.
3 - نقل الحافظ ابن كثير تلك الأحاديث في"البداية والنهاية" (1/334) ثم قال: (هذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جداً، لا تقوم بمثلها حجة في الدين). 4 - ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه"الزهر النضر" (ص32) قول أبي الخطاب ابن دحية - مقراً له - : (ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى كما قص الله تعالى من خبرهما، وجميع ما ورد في حياته لا يصح منها شيء باتفاق أهل النقل، وإنما يَذكر ذلك من يروي الخبر ولا يذكر علته، إما لكونه لا يعرفها، وإما لوضوحها عند أهل الحديث).
5 - ونقل ابن الجوزي رحمه الله في "الموضوعات" (1/199) عن ابن المنادي قوله: (جميع الأخبار في ذكر الخضر، واهية الصدر والأعجاز..)."
قطعا الكلمات المنقولة تغنى عن ذكر أى حديث في الخضر مهما كان الكتاب الذى ورد فيه
ونكتفى بايراد بعض أقوال ابن عربى في فصوص الحكم في براءة فرعون وإيمانه :
"وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام والإسلام يجب ما قبله وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، «فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الايمان "
وقال :
"" وأما حكمة سؤال فرعون عن الماهية الإلهية فلم يكن عن جهل، وانما كان عن اختبار حتى يرى جوابه مع دعواه الرسالة عن ربه- وقد علم فرعون مرتبة المرسلين في العلم- فيستدل بجوابه على صدق دعواه وسأل سؤال إيهام من أجل الحاضرين حتى يعرفهم من حيث لا يشعرون بما شعر هو في نفسه في سؤاله: فإذا أجابه جواب العلماء بالأمر أظهر فرعون- إبقاء لمنصبه- أن موسى ما أجابه على سؤاله، فيتبين عند الحاضرين- لقصور فهمهم- أن فرعون أعلم من موسى ولهذا لما قال له في الجواب ما ينبغي- وهو في الظاهر غير جواب ما سئل عنه، وقد علم فرعون أنه لا يجيبه إلا بذلك- فقال لأصحابه «إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون» أي مستور عنه علم ما سألته عنه، إذ لا يتصور أن يعلم أصلا فالسؤال صحيح، فإن السؤال عن الماهية سؤال عن حقيقة المطلوب، ولا بد أن يكون على حقيقة في نفسه ....أو بما ظهر فيه من صور العالم فكأنه قال في جواب قوله «وما رب العالمين»- قال- الذي يظهر فيه صور العالمين من علو- وهو السماء- وسفل وهو الأرض: «إن كنتم موقنين»، أو يظهر هو بها فلما قال فرعون لأصحابه «إنه لمجنون» كما قلنا في معنى كونه مجنونا، زاد موسى في البيان ليعلم فرعون رتبته في العلم الإلهي لعلمه بأن فرعون يعلم ذلك: فقال: «رب المشرق والمغرب» فجاء بما يظهر ويستر، وهو الظاهر والباطن، وما بينهما وهو قوله «بكل شيء عليم» «إن كنتم تعقلون» : أي إن كنتم أصحاب تقييد، فإن العقل يقيد فالجواب الأول جواب الموقنين وهم أهل الكشف والوجود .....فلما جعل موسى المسئول عنه عين العالم، خاطبه فرعون بهذا اللسان والقوم لا يشعرون فقال له «لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين» والسين في «السجن» من حروف الزوائد: أي لأسترنك: فإنك أجبت بما أيدتني به أن أقول لك مثل هذا القول فإن قلت لي: فقد جهلت يا فرعون بوعيدك إياي، والعين واحدة، فكيف فرقت، فيقول فرعون إنما فرقت المراتب العين، ما تفرقت العين ولا انقسمت في ذاتها ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل، وانا أنت بالعين وغيرك بالرتبة فلما فهم ذلك موسى منه أعطاه حقه في كونه يقول له لا تقدر على ذلك، والرتبة تشهد له بالقدرة عليه واظهار الأثر فيه: لأن الحق في رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحكم على الرتبة التي كان فيها ظهور موسى في ذلك المجلس فقال له، يظهر له المانع من تعديه عليه، «أ و لو جئتك بشيء مبين» فلم يسع فرعون إلا أن يقول له «فأت به إن كنت من الصادقين» حتى لا يظهر فرعون عند الضعفاء الرأي من قومه بعدم الإنصاف فكانوا يرتابون فيه، وهي الطائفة التي استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم كانوا قوما فاسقين»: أي خارجين عما تعطيه العقول الصحيحة من إنكار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهرفي العقل،....فإن له حدا يقف عنده إذا جاوزه صاحب الكشف واليقين ولهذا جاء موسى في الجواب بما يقبله الموقن والعاقل خاصة «فألقى عصاه»، وهي صورة ما عصى به فرعون موسى في إبائه عن إجابة دعوته، «فإذا هي ثعبان مبين» أي حية ظاهرة فانقلبت المعصية التي هي السيئة طاعة أي حسنة ....فالتقم أمثاله من الحيات من كونها حية والعصي من كونها عصا فظهرت حجة موسى على حجج فرعون في صورة عصي وحيات وحبال، فكانت للسحرة الحبال ولم يكن لموسى حبل والحبل التل الصغير: أي مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال من الجبال الشامخة فلما رأت السحرة ذلك علموا رتبة موسى في العلم، وان الذي رأوه ليس من مقدور البشر ....فاقض ما أنت قاض فالدولة لك فصح قوله «أنا ربكم الأعلى » وان كان عين الحق فالصورة لفرعون فقطع الأيدي والأرجل وصلب بعين حق في صورة باطل لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل فإن الأسباب لا سبيل إلى تعطيلها لأن الأعيان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر في الوجود إلا بصورة ما هي عليه في الثبوت إذ لا تبديل لكلمات الله وليست كلمات الله سوى أعيان الموجودات ، ..... والرحمن لا يأتي إلا يأتي إلا بالرحمة ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذي هو عدم الرحمة ....وأما قوله «فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده» إلا قوم يونس، فلم يدل ذلك على أنه لا ينفعهم في الآخرة لقوله في الاستثناء إلا قوم يونس، فأراد أن ذلك لا يرفع عنهم الأخذ في الدنيا، فلذلك أخذ فرعون مع وجود الإيمان منه ....هذا إن كان أمره أمر من تيقن بالانتقال في تلك الساعة وقرينة الحال تعطي أنه ما كان على يقين من الانتقال، لأنه عاين المؤمنين يمشون في الطريق اليبس الذي ظهر بضرب موسى بعصاه البحر فلم يتيقن فرعون بالهلاك إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا يلحق به فآمن بالذي آمنت به بنو اسرائيل على التيقن بالنجاة، فكان كما تيقن لكن على غير الصورة التي أراد فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه، ونجى بدنه كما قال تعالى «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب فظهر بالصورة المعهودة ميتا ليعلم أنه هو فقد عمته النجاة حسا ومعنى ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخروي لا يؤمن ولو جاءته كل آية حتى يروا العذاب الأليم، أي يذوقوا العذاب الأخروي فخرج فرعون من هذا الصنف هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن "
وكل ما قاله يناقض دخول فرعون النار في القيامة وفى الدنيا كما قال سبحانه :

" وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ"
وقال :
" وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ"

اجمالي القراءات 32

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2665
اجمالي القراءات : 21,128,661
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt