الرفق فى الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-01-05


الرفق فى الإسلام
الرفق فى القرآن
تهيئة المرفق لأهل الكهف :
بين الله أن أحد الفتية قال لهم :وإذ اعتزلتموهم أى وإذا تركتم المعيشة مع أهلكم وتركتم ما يعبدون أى الذى يطيعون إلا الله فأووا إلى الكهف والمراد فأقيموا فى الغار وهذا يعنى أن الفتية تركوا الحياة مع قومهم كما تركوا عبادة آلهتهم ما عدا الله الذى يطيعون دينه وقد طلب منهم صاحبهم أن يقيموا فى الكهف ثم بين لهم سبب ذلك بقوله ينشر لكم ربكم من رحمته أى يعطى لكم إلهكم من نفعه وفسر ذلك فقال ويهيىء لكم من أمركم مرفقا أى ويمهد لكم فى شأنكم سبيلا والمراد ويعطى لكم فى شأنكم رشدا أى نفعا وهذا يعنى أن الله سييسر لهم الحياة فى الكهف حتى لا يؤذيهم قومهم .


وفى هذا قال تعالى :
"وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيىء لكم من أمركم مرفقا "
المرتفق السوء:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :الحق من ربكم أى القرآن هو العدل من خالقكم فمن شاء فليؤمن أى فمن أراد فليصدق ومن شاء فليكفر أى ومن أراد فليكذب وهذا يعنى حرية التصرف إيمانا وكفرا ،إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرداقها والمراد إن جهزنا للكافرين عذابا حف بهم سوره مصداق لقوله بسورة النساء"وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا" وهذا يعنى أن سور جهنم يحيط بالكافرين ويمنعهم من الخروج وهم إن يستغيثوا أى يطلبوا النجدة يغاثوا أى ينجدوا بماء يشبه المهل وهو الزيت المغلى وهو يشوى الوجوه أى يؤلم النفوس ويبين له أن هذا الماء بئس الشراب أى قبح السائل المسقى وساءت مرتفقا أى وقبحت مقاما مصداق لقوله بسورة الفرقان"إنها ساءت مستقرا ومقاما".
وفى هذا قال تعالى :
"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا"
المرتفق الحسن :
بين الله للناس أن الذين آمنوا أى صدقوا بوحى الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات لهم جنات عدن والمراد لهم نعيم مقيم تجرى من تحتهم الأنهار والمراد تسير فى أسفل أرضهم العيون ذات الأشربة اللذيذة وهم يحلون فيها من أساور من ذهب والمراد يزينون فى الجنة من حلى من ذهب وهم يلبسون ثيابا خضرا والمراد يرتدون ملابسا خضراء اللون من سندس أى حرير ناعم واستبرق وهو نسيج له بريق وهم متكئين فيها على الأرائك والمراد راقدين متقابلين فى الجنة على الأسرة مصداق لقوله بسورة الصافات"فى جنات النعيم على سرر متقابلين" وهذا هو نعم الثواب أى حسن دار المتقين مصداق لقوله بسورة آل عمران"ولنعم دار المتقين"وهى حسنت مرتفقا أى نعمت مستقرا أى مقاما مصداق لقوله بسورة الفرقان"حسنت مستقرا ومقاما"ويبين أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا والمراد أنه لا يخسر ثواب من أصلح صنعا مصداق لقوله بسورة الأعراف"إنا لا نضيع أجر المصلحين "وهذا يعنى أنه يدخلهم الجنة
وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا "
غسل الأيدى للمرافق:
بين الله للذين أمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله أنهم إذا قاموا إلى الصلاة والمراد إذا رغبوا فى أداء الصلاة فعليهم بالتالى :
غسل أى تطهير وجوههم،وغسل أى تطهير أيديهم إلى المرافق وهى أذرعهم حتى الكوعين وهو منتصف الذراعين،ومسح الرءوس وهو تطهير الشعور،وغسل أى تطهير أرجلهم إلى الكعبين والمراد وتطهير أقدامهم إلى العظمتين البارزتين فى أسفل الرجلين والتطهير يتم بالماء ،ويبين لهم أنهم إن كانوا جنبا فعليهم أن يطهروا والمراد إن كانوا قاذفين للمنى فى جماع أو غيره عليهم أن يغتسلوا بالماء مصداق لقوله بسورة النساء"ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا"وأما إذا كانوا مرضى أى مصابين بالأوجاع أو على سفر أى على ترحال أى فى انتقال من بلد لبلد أخر طوال النهار فلا غسل عليهم إن كانوا جنبا حتى يعودوا لصحتهم أو يصلوا لبلد به ماء كافى وإما إذا جاء أحد منهم من الغائط والمراد إذا خرج أحدهم من الكنيف وهو مكان التبول والتبرز متبولا أو متبرزا أو مفسيا أو مضرطا أى مخرج صوت من الشرج أو لامس النساء والمراد مس جلده جلد الإناث البالغات فالواجب هو الوضوء فإذا لم يجدوا أى إذا فقدوا الماء الكافى للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يضعوا ترابا جافا فيمسحوا والمراد فيضعوه على وجوههم وأيديهم ثم يصلوا حتى يحضر الماء ،وبين لهم أنه لا يريد بهم الحرج أى لا يفرض عليهم الأذى وهو العسر وإنما يفرض اليسر مصداق لقوله بسورة البقرة "يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "ويفسر هذا بأنه يريد أن يطهرهم أى يزكيهم أى يتوب عليهم مصداق لقوله بسورة النساء"والله يريد أن يتوب عليكم"والمراد أن يرحمهم ويبين لهم أنه سيتم نعمته عليهم لعلهم يشكرون والمراد سيكمل لهم نزول أحكامه لعلهم يطيعونها أى يستسلمون لها مصداق لقوله بسورة النحل"كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون "
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم فى الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"
حسن الرفيق :
بين الله لنا أن من يطع الله ورسوله (ص)والمراد من يتبع حكم الله المنزل على نبيه(ص)يدخله الله الجنة مع الذين أنعم عليهم أى رحمهم الله وهم النبيين أى الرسل (ص)والصديقين وهو المؤمنين وفسرهم بأنهم الشهداء أى الحاكمين بالحق وفسرهم بأنهم الصالحين أى العاملين للحسنات وحسن أولئك رفيقا والمراد ونعم أولئك وفدا إلى جنة الله ،ويبين له أنه كفى به عليما أى خبيرا بكل شىء سيحاسب عليه .
وفى هذا قال تعالى :
"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما"
الرفق فى الفقه :
اخترع الفقهاء معنى أخر غير ما فى القرآن للارتفاق متعلق بال****ات وهى الدور سواء دور السكن أو الدور ذات المنفعة وقد قالوا كما قالت الموسوعة الفقهية الكويتية:
"وفي الاصطلاح: عرفه الحنفية بأنه حق مقرر على العقار لمنفعة عقار آخر. وعرفه المالكية بأنه تحصيل منافع تتعلق بالعقار ، فالارتفاق عندهم أعم منه عند الحنفية، لأنه يشمل انتفاع الشخص بالعقار* فضلا عن انتفاع العقار بالعقار."
وحكمه الارتفاق عندهم الاباحة كما قالت الموسوعة :
"صفته (الحكم التكليفي) :
5 - الحكم الأصلي للارتفاق الإباحة، ما لم يكن على المرتفق ضرر، أو ما لم يتعين لدفع ضرر، أما الإرفاق فهو مندوب لحضه عليه الصلاة والسلام عليه، حيث قال: لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره وقال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه.
وتحدث الفقهاء عن كون المرفق محدد المدة أو مدته مفتوحة فقالت الموسوعة نقلا عنهم : :
"أنواعه من حيث قابلية رجوع المرفق:
6 - الإرفاق إما أن يكون محدودا بزمن كسنة، أو عشر سنين، أو إلى الأبد فإن كان كذلك اتبع، وكان لازما للمرفق، ليس له الرجوع قبل المدة المحددة، وإما أن يكون الإرفاق مطلقا غير مقيد بأجل"
قطعا كل ما كان من باب الرحمة وهو منفعة الناس هو مفتوح ليس له مدة لقوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى "

وفى أبواب المرافق تحدث الفقهاء عن أمور كثيرة وهى ما نسميه المرافق العامة والخاصة واختصارا :
المرفق الخاص وهو البيت المسكون محكوم بقواعد وهى أحكام الوحى من عدم كشف العورة أو إحداث ضرر أخر ومن ثم لا يباح فتح شباك على بيت الأخر لعدم كشف العورات ولا يباح غرز خشبة فى جدار تؤدى لسقوط الجدار
قطعا يجب على المجتمع تنظيم البيوت على غير ما هى عليه حاليا حيث يجب ابعاد البيوت عن التلاصق منعا لكشف العورات ومنعا لحكاية الغرز وما شابه من أمور وعدم التلاصق هو ضرورة أمنية لأن التلاصق وتعلية البيوت أمر سوء فى الحرب حيث يؤدى لزيادة عدد القتلى والجرحة بينما تفرقة البيوت على بعد عدة أذرع يقى من هذه الكثرة هو وعدم التعلية عند دورين أو ثلاثة كأقصى حد
وأما المرافق العامة كالسبيل وهى أماكن وجود الماء للشرب وكالقعود فيها كالمكتبات والشوارع فكلها محكوم بأحكام الوحى
كمثال الشارع:
لابد من غض النظر اتباعا لقوله تعالى :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
وقوله :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
البعد عن ارتكاب أى منكر فى الطريق سواء كان وضع القمامة فى وسط الشارع أو القيام بجريمة كالزنى علنا وهو ما استنكره الله على قوم لوط(ص) حيث قال :
" أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر"
لابد من لبس الملابس المغطية للعورة المخفاة كما قال تعالى :
" وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "
قطعا مما اخترعه القوم وجود الوقف ومنه الأسبلة التى يقيمها البعض والتكايا وغيرها وهذه أماكن لا يملكها أفراد لأن ملكية الأرض للمسلمين جميعا لا يجوز لأحد تملكها وإنما هى أماكن تابعة للمسلمين ككل لينتفعوا بها هموم نفى ذمتهم كما قال تعالى :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
والرفق عموما ليس مطلوبا كله وهو الرحمة فهو مطلوب حيث أمر الله وفى مواضع محرم كما نهى الله عنه ومن ذلك قوله تعالى :
"جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم "

اجمالي القراءات 152

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2662
اجمالي القراءات : 21,117,968
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt