أحمد سليم Ýí 2012-08-25
1 ـ هؤلاء الأشرار عادوا مرة أخرى "
ميتافيزيقيا التفوق العنصرى الصهيونى
البنية الكامنة للعقلية الإجرامية الصهيونية
المسكوت عنه فى موسوعة "عصور فى فوضى"
أحمد عزت سليم
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو آتيليه القاهرة للفنانين والكتاب
aehs2020_20@hotmail.com
أثارت موسوعة عصور فى فوضى لإيمانويل فلايكوفسكى والتى أصدرتها دار العروبة للدراسات والأبحاث مترجمة فى مجلد ضخم ضم الأجزاء الأربعة التى تشملها الموسوعة ،وجماعة حور الثقافية بالقاهرة ، جدلاً واسعاً فى الأوساط الثقافية والتاريخية والأثرية فى مصر والعالم العربى. ولعل الغائب فى هذه القضية أو المسكوت عنه هو الوصول إلى طبيعة البنى الكامنة والعميقة للعقلية الصهيونية الإسرائيلية ، تلك البنى التى تقف حاضرة بخصائصها الدينامية وراء التصرفات الإجرامية الصهيونية ولا تنفك عن الإنتاجية بكونها طاقة فاعلة وأداة تتجذر فيها ميتافيزيقيا التفوق العنصرى ، هذا المنهج وهذا الحلم الذى يراود هذه العقلية ليحقق بها وفيها وحشيته الموروثة ضمن مشروع كبير معادى للإنسانية لا يضع للقيم الإنسانية ولا لحق الآخرين فى الحياة أدنى اعتبار ، لأن وجودهم مجرد وجودهم نفى له ، تلك الميتافيزيقا العنصرية التى يتجذر حولها النظام العالمى الجديد وخاصة الغرب الأمريكى.
من منطلق رؤية إيمانويل فلايكوفسكى فإن اليهود هم الشعب الوحيد الذى تعرض لظلم البشر وقسوة الطبيعة ، البشر هم المصريون وقسوة الطبيعة هى الكوارث الكونية التى نتجت عن اختلال حركة الكون ونزلت على الشعب الكنز منذ الطوفان إلى قمة الدرامة المأسوية لحظة الخروج من مصر ، ففى أثناء هذه الكوارث الكونية استطاع الشعب اليهوى رغم ما تعرض له من مخاطر أن يرد عن المصريين الهكسوس العماليق العرب ، فما كان من المصريين بعد سنوات وفى عصر تحتمس الثالث إلا أن ردوا الجميل بتدمير الحضارة اليهودية وسرقة كافة إنجازاتها ونسبها لأنفسهم على واجهات المعابد !! هذا هو المجمل والخلاصة الظاهرية للخطاب الذى تحتويه موسوعة عصور فى فوضى ، ثم هو يستنفذ كافة الطرق البحثية ليقفز على الحقائق فى نموذج فريد من "الاحتيال العلمى" وتتمثل أهم العناصر المسكوت عنها فى خطاب هذه الموسوعة فيما يلى :
أولاً : تقوم الموسوعة بإيجاد البعد التاريخى للمسألة اليهودية التى تعنى أن ثمة صيرورة اضطهادية يستوجب معها رد الاعتبار التاريخى والنفسى لهذا الشعب الكنز المختار المقدس ، وخاصة وأن الموسوعة كتبت مع المشهد الأخير للانقضاض على فلسطين ، والاختيار الذى يطرحه فلايكوفسكى ليس اختياراً إلهياً وإنما اختياراً كونياً ، دارت فيه النجوم واصطدمت كوكبها ومذنباتها من أجله ، وبالتالى فإن تشكيل الجوهر اليهودى كان نتاج التاريخ الكونى الكارثى مع التاريخ البشرى ، خروج وعودة كونية وإلهية ، اضطهاد كونى وبشرى ، وإقامة كونية وإلهية ، مما يجعل لليهود جوهراً متميزاً خالصاً وثابتاً !! عبر تاريخ الخروج والعودة منذ العبرانيين القدامى الأول وحتى ميز إله العبرانيين مواشى الإسرائيليين عن مواشى المصريين فى الخروج 11 وبالتالى فإن قانون العودة وإزاحة السكان الأصليين هو آلية كونية فإذا أضفنا إلى ذلك اعتماد فلايكوفسكى على الصور الإسطورية التى وردت فى التوراة والتلمود والمدراشيم والأجاداه ، تكون العودة وإزاحة السكان الأصليين ليست بعداً كونياً فحسب وإنما هى بعد إلهى ومطلباً فلكلورياً. هنا قانون العودة فى الدولة الصهيونية ممثل لهذه الميتافيزيقا العنصرية فيمنح حق العودة بشكل آلى لكل يهود العالم بينما يحرم العودة على الفلسطينى الذى ولد أجداده من قبل داود ويعقوب بمئات مئات السنين فى فلسطين. وهذه الإشكالية تبرر قدسية الاعتداء على الآخرين ، فالسعادة والغبطة يعبر عنها الرب وشعبه بقتل وسرقة الأغيار. ولعلنا نلحظ الخطاب العسكرى الإسرائيلى الذى يسمى الخطط العسكرية الإجرامية لقتل الفلسطينين بأسماء دينية ، كما نلحظ نهب إجرامى لبنوك السلطة الفلسطينية. ونلحظ أن الجدار العازل هو نفسه أسوار أورشاليم التى أثاروا بها الشعوب سابقاً.
ثانيـاً :عقلية الحذف والإضافة بإعادة ترتيب التاريخ البشرى وإعادة ترتيب أحداث الطبيعة مع أحداث الشعب الإسرائيلى كأفراد وجماعات وخاصة الخروج ، إعمالاً لعالمية محورية مزعومة وبدأة تاريخية من هذا الشعب الكنز ، وعلى الأحرى من هذه الجماعة القبلية البدوية ، تفسيراً على الذكرى المعرفية للشعوب وربط كافة الموروثات الفلكلورية بالقصص التوارتى والمدراشيم والأجاداه وتلك الأخيرة تمثل 30٪ من التلمود. فتدور أحداث الكون والبشر حول هذه الجماعة ، فكما يتدخل الإله لصالحها فإن الطبيعة أيضاً تعمل مع الإله من أجلها ، فتتشكل المعارف العلمية وتنساب وتتدفق منها فى ذكريات الشعوب دون التساؤل ولو لمرة واحدة عن إمكانية أن يكون العكس هو الصحيح ، بمعنى أن هذه القبائل البدوية والجماعة البشرية هى التى استوعبت حضارات الشعوب الأخرى من خلال الحضارات البابلية والكنعانية والوثنية والفرعونية واليونانية والمسيحية والإسلامية ، وسطت من خلال التدوين المتعمد والذى تم على مراحل بعيدة زمنياً لكل من التوراة والتلمود ، على الإنجاز المعرفى لهذه الحضارات والتى احتكت بشعوب العالم وكانت تطوراً معرفياً طبيعياً لما قبلها ، ونسبت إنجازات هذه الشعوب والحضارات لنفسها .
وفى إطار ذلك اجتذبت الديانة الكنعانية اليهود بسهولة ودخل " بعل" كتركيبة فى الأسماء الإسرائيلية حتى سُمى أحد القضاة يرعبل واسم ابن الملك شاول إشار بعل وعُبد البعليم وعشتار وآلهة صيدون وبنى عمون والفلسطينين وتركوا الرب ولم يعبدوه ، وزوجوه من عشتار وصارت "عنات بعل" تعبيراً عن ذلك ، وجعلوا الرب يغضب عليهم يبددكم الرب فى الشعوب فتبقون عدداً قليلاً بين الأمم التى يسوقكم الرب إليها (تثنية 4/25 ، 26 ، 27) "وأبددهم فى أمم لا يعرفوها هم ولا آباءهم ، وأطلق وراءهم السيف حتى أفنيهم (أرميا 9/13-16) وهذه الآيات تنفى العودة المزعومة ، وكذلك كانت معجزات يشوع التى ارتكز فلايكوفسكى عليها ليست إلا أنشودة مديح منقولة حرفياً بما فيها الشمس التى أوقفها من كتاب لقبائل عبرانية موغلة فى القدم ويُعرف باسم العادل وهو عبارة عن مجمع لأناشيد وملاحم شعرية قديمة منقولة عن الحضارات التى كانوا يتنقلون بينها للمرعى. وهذا ينسف التاريخ الزمنى الذى ارتكن عليه فلايكوفسكى فى تفسير أحداث الخروج ، وبالإضافة على سرقة تشريعات شعوب أخرى كتشريعات حمورابى والحيثيين والآشوريين والكنعانيين واكتشف جوزيبى ريتشيونى أن للوصايا العشر قرائن مؤكدة فى كتاب الأموات الفرعونى وفى النص البابلى شوربو ، لم تكون إذن الأصوات الكونية التى صاحبت الوصايا إلا اصواتاً مسروقة من الحضارات الراقية .
كما أن العهد القديم لم يدون إلا بعد مئات السنين وعلى مراحل مختلفة وما أكثر ما وجده الخدم فى الأقبية من أسفار ليعلن الكهنة الذين وضعوها خفية ظهور سفراً جديداً ، كما لم تعد النسخة القانونية منه إلا بعد ظهور السيد المسيح ، فالسرد الخطابى للموسوعة "سرداً إحلالياً" هو الآخر كسرد التوراة والتلمود وهذا خصيصة مسكوت عنها فى الموسوعة وهى خصيصة أخرى للبنى الكامنة والتحتية للعقلية الصهيونية الإسرائيلية وهى توفر الميتافيزيقا التى تؤكد التفوق العنصرى وتخلق الراحة الأخلاقية للممارسات العنصرية. ونضيف إلى ذلك جهل فلايكوفسكى بالديانة الإسلامية وما صاحب ذلك من إدعاءات كاذبة حاول أن يضعها فى إطار تفسيره الكونى للخروج مثل أن الرسول (صلعم) قد ذكر أن حجارة السماء التى تسقط على قبائل الكفار منقوش عليها من ستصيب تلك الأحجار ، ثم ينسب للمسلمين عبادة الأحجار ، وفى إشارات ذكية تتبع المترجم الأستاذ الدكتور رفعت السيد على ردوده على هذه الأكاذيب فى هوامش الموسوعة فعلق على إدعاء فلايكوفسكى بأن الأمة اليهودية اختيرت لنقل رسالة البشر إلى كل شعوب العالم من بين إمبراطوريتين طاغيتين فى آشور ومصر قائلاً : أن اليهود لم يتألفوا عبر التاريخ بأجمعه مع أى شعب دون البشر وأن الأغيار ليسوا ببشر – كما أسلفنا – وأن ما يذكره فلايكوفسكى عن هذه الإخوة من قبيل الرياء والمخاتلة أو أنه يتمسكن حتى يتمكن كعهدهم دائماً !!
وبدلا من احترام الحقائق التاريخية يؤصل فليكوفسكى نفسه للتناقض التاريخى المتعمد فقد أكد أن : "اللغة المستخدمة فى قصائد رأس شمرا من جهة وأصولها وتركيبها فى جمل مماثلة (تشبه) بطريقة مذهلة اللغة وأصل كلمات وتركيبات جمل التوراة ، العبارة السابقة مقتطعة من سياق لن يتم إلا بعد عدة سطور عندما يؤكد المؤلف أن هناك تماثلاً يفوق الحصر بين ما جاء بألواح رأس شمرا وبين العهد القديم من الكلمات والشكل الشعرى ، ورغم أن هذه الملاحظات تجعل التفكير يتجه بصورة منطقية إلى أن العناصر الاجتماعية والدينية والحضارية والأدبية فى التوراة تأثرت بمثيلاتها فى الحضارات القديمة ومن بينها الكنعانية بحكم الترتيب التاريخى فإن فليكوفسكى يخرج بنتيجة مغايرة تماماً لم تكن لتتحقق له لولا تلك القرون الستة السحرية التى يتلاعب بها كيفما شاء. وبدلاً من التعاطى مع الحقائق التاريخية كما هى فإنه يجد أن الأكثر سهولة وفائدة بالنسبة له هو مراجعة التعاقب الزمنى : "إن مراجعة التعاقب الزمنى تتطلب إعادة تقدير الزمن الذى ترجع إليه محتويات رأس شمرا (المستوى الأول من سطح الأرض) ومقارنته بعصر ملوك يهوذا حتى يهو شافات" ، هذه المراجعة اقتضت منه نفى وجود أمم وربط لغات ببعضها. فقد عمد فليكوفسكى لتغيير المتعارف عليه باستخدام قرونة الستة فى عدة أماكن معاً هى مصر وسوريا وكريت واليونان ليدعم فرضيته القائمة على قص التاريخ وإعادة لصقه حسبما يشاء.
ثالثـاً :ولكل ما سبق تظهر خصيصة ثالثة وهى تبرير الآثام والخطايا بل ما هو أكثر من ذلك وهو "نقل الخطايا" فالرب كما يعلن هوشع يحب بنى إسرائيل مهما ارتكبوا من خطايا وآثام وضرب هوشع مثلاً غريباً لذلك وهو أنه تزوج من إمرأة عاهرة ورغم سوء أخلاقها فقد احتفظ بها كزوجة ، وأراد بزواجه هذا أن يرمز للعلاقة بين الرب وإسرائيل ، فإسرائيل هى هذه المرأة العاهرة التى لا تتوب رغم أن الحياة الشريفة أتيحت لها. وهو ذات المنطق الذى يشكل خصيصة بنائية للصهيونية الإسرائيلية وتتجلى فى العصر الحديث فى التمويل اليهودى للنازى فى تمويل شراء معدات لوجستية لغزو روسيا ، وقيام الاتحاد الصهيونى بشجب القوى المعادية لهلتر والنازى ، ولعل أدق العبارات التى تصف هذه العلاقة ما ورد على لسان الشاعر حاييم بباليك : أنا أيضاً مثل هتلر أؤمن بفكرة الدم ، وعبر وايزمان عام 1937 عن هذه الخصيصة على طريقة داود قائلاً : إن العجائز سيموتون ، فهم تراب وسيتحملون مصيرهم ، وينبغى عليهم أن يفعلوا ذلك ، ولذا قبلت المجالس اليهودية الألمانية... إبادة جزء من اليهود على أمل إنقاذ الجزء الآخر ، ورأى روبنشتاين أن هذه المجالس وضعت اليهود فى براثن النازى ، فكل الخطايا مبررة والرب ينقلها عنهم ـ كما نقل الرب من داود خطيئته ـ !!
ومن ناحية أخرى فإن الكوارث الكونية كانت سبباً فى ارتكاب الخطايا والآثام ، فلا ذنب لبنى إسرائيل فيها إنما المسئولية تقع على الكون على حد رؤية فلايكوفسكى وعلى الرب ولذا فليس غريباً أن يهدد حاخام الرب بالصعود إليه والتشاجر معه والاجتراء عليه والإمساك بخناقة والصراخ فى وجهه وضربه إن أمكن... والصياح لماذا كل هذا العذاب!! ، وما لهذه الخصيصة من دور عنصرى مقدس فى تشكيل البنى الكامنة العميقة والتحتية للعقلية الصهيونية الإسرائيلية ، تتمثل فى نفعية تصرفاتهم وسرقة الأغيار وقتلهم واقتلاعهم وكما ورد فى التلمود الذى يعتمد عليه فلايكوفسكى فى تفسيره : "اقتل أفضل الأغيار ، اسحق رأس أنبل الأفاعى" ، "كل الهيود مقدسون وكل اليهود أمراء ، والإله خلق الأغيار على هيئة إنسان كى يكونوا لائقين بخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم فليس من الملائم أن يقوم حيوان على خدمة الأمير وهو على هذه الصورة" ، كما "أن هؤلاء العبيد تم استبعادهم بصورة قانونية وليست بهم أى علامة إنسانية." !! وهذه الخصيصة التقى فيها اليمين الإسرائيلى المتطرف كما نراه فى تصريحات الحاخام العنصرى يوسف عوفادياً الذى طالب بقتل "الأفاعى العرب" مع اليسار الإسرائيلى كما نرى فى تصريحات المفكر اليسارى الشهير بنى موريس : أن العرب برابرة العصر الحديث لا ينتمون إلى الجنس البشرى وأنهم حيوانات متوحشة يجب اعتقالها واعدامها ، وقتلها هو الواجب البطولى والعمل الإنسانى العادل وأن الاستعمار الاقتلاعى هو الطريقة المثلى للتخلص منها.
رابعاً :يستخدم فلايكوفسكى عمليات التثبيت لنماذج نمطية ترجع إلى المراحل الأولى بهدف إزاحة الحقيقة كحيلة دفاعية ، فعلى الرغم من التناقضات التاريخية الموجودة بالتوراة ، والتى أقرها البحث العلمى المقارن ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : كيف استطاع موسى أن يصف موته ؟ وكيف يمكن لأشعيا الذى عاش بين 760 – 700 ق.م أن يعرف قورش ويسميه باسمه مرتين ؟ ، وقورش هو مؤسس الإمبراطورية الفارسية وجد بعد ذلك بقرنين وسفر يشوع الذى كُتب بعد موته بعدة مئات من السنين يبين التخليط الذى وضعه مؤلفوا التوراة حول هذه الشخصية المزدوجة فتارة هو يدمر أورشاليم وفى إصحاح تالى فإنها مسكونة بقوم ليس بينهم أحد من بنى إسرائيل ، ونجد الحديث حول شخص واحد باسمين مختلفين فأدونى صادق الذى يقتل بناء على أوامر يشوع ثم يقتل باسم أدونى بازق عندما يأسره سبط يهوذا ، إلى آخر الانتصارات المتضاربة التى تلقى بسؤال هام يقوض نظرية فلايكوفسكى هو : هل صحيح أن يشوع شخصاً واحداً أم أنه تركيب لشخصيات كثيرة استلب قصصها مؤلفوا التوراة ؟ وقد دحض علماء الآثار والتاريخيون هذه المزاعم ، واستطاعوا إثبات أن آثار الحريق والتدمير فى أريحا وأغلب المدن التى ذكرها المؤلفون فى التوراة ترجع إلى فترة حضارية و زمنية كبيرة قبل يشوع بن نون والخروج وأن أريحا ذاتها سقطت قبل مائة عام على الأقل من ظهور إسرائيلى فى أرض كنعان .
فإذا أضفنا إلى ذلك أن معجزات يشوع ذاته نقلت حرفياً – كما قلنا – فإن الإجابة على السؤال السابق تكون : أننا أمام صورة إحلالية رُكبت لأشخاص آخرين من أجل بيان الأسلوب الأمثل والأسطورى فى ذات الوقت للإبادة ، وكذلك تكرار حكاية تظاهر إبراهيم عندما اجتاز مع زوجته مملكة ملكها مولع بالنساء فادعى أنها أخته وتكرر ذلك مع اسحق فى نفس المكان ونفس الملك ، بالإضافة إلى التعابير المأخوذة من الآرامية والتى دخلت العبرية فى حوالى 950 ق.م وهذا لا يمكن تصوره فلم تكون هذه التعابير قد وجدت بعد ، كما أن هناك انقطاعاً مؤكداً للتاريخ الإسرائيلى فى التوراة ذاتها يصل إلى 400 عام من وفاة يوسف إلى الحوادث المتعلقة بشخصية موسى لم يفسره لنا فلايكوفسكى ، وبدلاً من نقد هذا التكرار والتناقض والانقطاع التاريخى التوراتى لجأ إلى حذف 600 عاماً من التاريخ الفرعونى لتوافق التوراة ، وهذه العملية وإن بدت تاريخية فى مسوح علمية إلا أنها تمثل "الرسوخ الشاذ" الذى يفسر استمرار نمط من السلوك كأنماط جامدة توحى باستمرار الشخصة اليهودية وتميزها ، وذلك على الرغم من أن نقاد التوراة أثبتوا أنها تحمل الطابع النفعى لمؤلفيها وجامعيها ، فضلاً أن فترات الانقطاع كانت فترات قاسية فى التاريخ الإسرائيلى وقعوا فيها تحت تأثير الحضارة الفرعونية تماماً ، وقال يشوع : "انزعوا الألهة الذين عبدهم آباؤكم فى عبر النهر وفى مصر" (تثنية اصحاح 24/112) لكنهم لم يستطعوا ذلك فظل تأثرهم بالحضارة الفرعونية كبيراً حتى أن ملابس الكهنة كانت ملابس مصرية كما وصفت التوراة وأدى ذلك كله إلى وجود عدة صيغ لتاريخ إسرائيل القديم بتناقضات فاضحة وأن أقدم الوثائق التوراتية تبدأ مع التكوين وكُتبت فى المنفى بعد تثنية الاشتراع بقرنين تقريباً وكُتبت تثنية الاشتراع فى القرن السابع قبل الميلاد ، بالإضافة إلى الحاق "شرائع" عديدة بموسى وضعت بعده بكثير من السنوات ، ونسبت إلى داود العديد من المزامير لا يمكن تصورها فى عصره وفى سفره التكوين يخلق الرب فى اليوم السادس الرجل والمرأة فى وقت واحد وهذا يتناقض مع قصص أخرى فى نفس السفر تنتهى بخلق المرأة من ضلع الرجل ، إننا أمام مصدرين مختلفين إذن ، ويرى التلمود أن الله خلق آدم ذا وجهين رجلاً من ناحية وامرأة من ناحية أخرى ثم قطعة نصفين ، نحن إذن أمام مصادر مختلفة ، ودون الخوض فى نقاط الضعف التى تلازم عملية التآليف التاريخى للتوارة والمثبتة علمياً ، فإن فلايكوفسكى حاول حلها على حساب التاريخى الفرعونى من خلال تثبيت نماذج قديمة تخدم الأفكار الصهيونية وتعوض عن خطأ الإله والحاخام.
خامساً :تتفق أحلام اليهودى الصهيونى مع أحلام اليهودى غير الصهيونى وتلتقى حول العودة إلى الأرض المقدمة وكلاهما يستخدم الفلكور ويعتمد على الكتب المقدمة فى إثبات الحق الإلهى والتاريخى المزعوم فى الوصول إلى "الوطن القومى" الذى أعطاه لهم "الإله القومى" ، رغم أن الإله لغضبه شتتهم ونفى بذلك حق العودة المزعوم ، وما قدمه فلايكوفسكى من خلال "التحايل العلمى" يشكل تجلياً دعائياً للمشروع الصهيونى الاقتلاعى الإحلالى للدرجة التى يعلن فيها فلايكوفسكى فى الجزء الخاص الذى يحمل اسم "عوالم فى تصادم" أنه سيحاول فى المستقبل اثبات التاريخ التوراتى وروايته حول الطوفان من خلال التحليل الكونى ظناً منه أنه نجح فى استخدام هذا المنهج فى تفسيره الخروج الكارثى. وهو يستهدف هنا كما تستهدف الصهيونية فى خلق وطن للشعب اليهودى وبالأحرى للجماعات اليهودية بفلسطين وعلى طريقته الاحتيالية ، قررته الكوارث وصراع الكواكب كما ورد فى النصوص المقدسة التى فسرها ويعتمد عليها فى عملية تثبيت الهوية المزعومة وحماية الذات وبالأدق هو "جيتو من التحايل العلمى" يخلق ديناميات تحركه وتوجهه نحو الهدف من خلال الأنماط الجامدة التى يشكل استمرارها نوعاً من "شذوذ السلوك الإنسانى" وهذا فى إجماله خصيصه بنائية عميقة وكامنة فى عقلية الصهيونى جعلت من إسرائيل الدولة الوحيد فى العالم التى تقوم قوانينها على هذا الأساس العنصرى الذى يرتب حقوق المواطنة الكاملة على هذه الفلسفة متخذاً من دم الأم معياراً لاكتساب الجنسية وبما يفوق القوانين النازية نفسها.
سادساً :القفز فوق الحقائق العلمية ، فالحقائق العلمية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ثبات حركة الكون على وضعها الحالى منذ مئات الآف من السنين ، وكذلك ندرة حدوث الزلازل فى هذه الأرض العصور الحديثة ، وتعارض هذه الحقيقة مع تعظيم دور الزلازل فى نصوص الخطاب المقدس ، حتى طالب البعض بالبحث عن الجبل الذى تجلى عليه الرب لموسى فى مكان آخر غير سيناء ، وتعارضها مع صفات حدوثها العلمية المؤكدة حيث استعارت هذه النصوص أوصاف الثورات البركانية ، وكذلك بالنسبة للنافاثا "النفط" فقد ملأ الأرض النفط النازل من السماء واختزنته وهذا متعارض مع التكوين العلمى المعروف للنفط تماماً ، ثم يستهين بعقلية القارئ ويثبت ذلك من خلال احتراق هواء مقبرة مجهولة !! لأول مرة عند الدخول إليها بمصباح ويدلل على ذلك بوجود النفط السماوى !! وبالاستهانة ذاتها فإن هذا الحريق لا يترك أثراً على وجوده !! هكذا !! ولعله يستهدف من ذلك أن يكون لليهود الحق فى بترول العرب مستقبلاً !! ، وكانت معجزة يشوع الأولى ناتجة عن انهيار الجدران الصخرية للوادى مما أدى إلى توقف مسيل النهر بسبب الصخور المنهارة من جدران الوادى وأغفل مؤلفوا التوراة سبب ذلك وأحالوه إلى قصص أخرى ظهرت فى قصة دبورة النبية.. "الأرض ارتعدت" ، "الجبال قفزت" .
وفضلاً عن الجانب الاستعارى المنقول فى قصة تحول مياه النيل إلى دم من تحول مياه نهر النيل إلى اللون البنى المائل للحمرة بسبب طمى الفيضان وما يصاحبه من تكاثر البعوض والحشرات خلال الفيضان وهجوم الجراد بأسراب تصل طولها إلى عشرات الكيلومترات نتيجة إعصار الرياح الجنوبية الشرقية ومصاحبة هذا الإعصار الذى يحمل سحباً رملية كبيرة جداً وهذا كله يحجب الشمس ، ونحن مازلنا فى مصر إلى اليوم نرى هذه الأوصاف فى الأعوام التى تشتد فيها هذه الرياح ، كما تقوم الحكومة المصرية بمقاومة أسراب الجراد بالطائرات ، كما أن المن قد تكون على أشجار الآثل الزيتية (العبل) التى تفرز سائلاً حلوا يتجمد بسرعة فى الهواء على شكل كرات بيضاء تشبه حبات البرد وهذه الأشجار مازالت موجودة فى سيناء إلى اليوم ، والمياه التى تفجرت من الصخور من مياه الأمطار التى تتجمع عند سفوح الرمل والكلس الهشة ، ومازال البدو إلى يومنا هذا يحلون هذه المياه بواسطة أغصان نبتة برية فى المنطقة يحتوى سائلها على نسبة كبيرة من حامض الإكساليك الذى يرسب كبريتات الكالسيوم التى تسبب مرارة المياه فإلقاء عصا من هذا النوع يحلى المياه حيث تترسب كبريتات الكالسيوم فى القاع ، وبالنسبة لطيور السلوى فهى تهاجر من السودان نحو أوربا وتحلق فوق سيناء وتحط رحلها متعبة جائعة فيسهل إمساكها باليد واتفق زنون كوسيدوفسكى مع ابن منظور وابن كثير والقرطبى فالمن والسلوى مصدر يعم جميع ما من الله به على عباده ومما خلق الله لهم فى التيه من طل على الشجر وطيور ، وكما قال الإمام القشيرى : وعن تكلف التكسى أغناهم ، ولكن لم يرضوا بحسن اختيار الله فزلوا إلى ما جرت عليه عاداتهم من أكل الخسيس من الطعام والرضا بالدون من الحال. وأثبت الفحص الطبى لمومياء مرنفتاح الموصوف بفرعون الخروج أنه مات بطريقة طبيعية على سريره فى قصره وليست هناك أية آثار لمياه البحر عليه.
سابعا : أنإيمانويل فلايكوفسكى يأخذ طريقا تحريفيا مناقضا للحقائق التى توصل إليها الباحثون والعلماء من قبل ، من أمثال بريستد وسميث وفريزرمحاولا الرد عليهم ونفى ما توصلوا إليه من حقائق تفند التوراة وتنهى مزاعمها العنصرية والإلهية ، ومحاولا بتفسيره الأحداث التوراتية على أساس الأحداث الطبيعية الكونية ، أن ينفى أن العبرانيين كانوا يتعبدون لقوى الطبيعة الشمس والقمر والكواكب والأشجار والأحجار ، وأنهم عبدوا " عنات " ملكة السماوات وهى آلهة سامية قديمة ، كما عبدوا " أشيما " ملك النار وإله النار والأوبئة عند البابليين ، وقد كان يهوه أيضا إلها للنار ، وذلك ماجعله يتراءى لموسى فى شجرة مشتعلة ، كماكان إلها للأوبئة ، وكان يهوه فى أول أمره من آلهة الطبيعة وقد اشتقت عقائده فى الأزمنة قبل موسى من اتحاده مع ظواهر الطبيعة مثل البرق والعواصف والزلازل والنار ، وقد ظهر للإسرائيليين قبل البركان على هيئة عمود من نار ليلا وعمود من السحاب نهارا ، وأبان نفسه لإبراهام كشعلة متوهجة وكمصباح نار ، وامتلأ معبد أورشليم بالدخان عندما أحضر إليه تابوت العهد إلى داخله فى عهد سليمان ، وكان الرعد هو صوت يهوه وموكبه تكتنفه السحب السوداء وأفرغ حمولته من البرد وبقايا النار من جمر ، وقد أظهر إله سيناء يهوه المحلى هذا ـ كما فسر هنرى بريستد ـ لموسى لهيب نار فى وسط عليقة تتوقد نارا ، وكان ليهوه نارا ذات إشراقة مذهلة فى فترات من سحابة عاصفة تخفيه وأحيانا كان يبدو وكأن النار تحيط به وكأنها تكون جسد الرب ، وذلك كله كعقيدة وثنية حاول إيمانويل فلايكوفسكى أن ينفيها بتفسيراته للأحداث التوراتية على أساس الأحداث الطبيعية الكونية ، ولكن أحداث التوراة لا تسعفه فسرعان ما وقع " الجميع " فى عبادة الآلهة الوثنية بكل تعدداتها كما بينا فى الفصول السابقة .
ثامناً :السؤال الذى لم يبدر إلى الذهن إذا كان ما حدث وامتلأت الأرض باضطرابات كونية وكارثية وثورات بركانية واحترقت الأرض بالنفط النازل من السماء فى شكل زخارف حارقة للحياة على الأرض والمياه النارية النازلة على مصر كلها والشحنات الكهربية عالية الطاقة واشتعال الهواء وتزحزح الجبال.. الجبال فلماذا لم تتزحزح الأهرامات ولماذا لم تتأثر العمارة المدنية المصرية بحصونها العملاقة وقلاعها الكبيرة ومعابدها الضخمة ، ولم يلحظ أى أثر من آثار هذه الصراعات الكونية الكارثية ولم يلوح ولا يلون وجه "ابا الهول" سوداً أو هباباً !! ولكن بقيت الأهرامات والعمارة المصرية الفرعونية فى وجه التفكير الاقتلاعى الاحتلالى لأمثال فلايكوفسكى ناسفة الاختيار الانتقائى والتبرير الانتقائى لصالح الشعب الكنز المقدس المختار ، ولننظر كيف لهذه الكوارث بمثل هذا الحجم أن تميز وتختار بين اليهود وبين الأغيار فلا تصيب إلا الأعداء ، علماً وحسب الرواية الكهنوتية كانوا يحملون خيمة ضخمة جداً جداً فى حجم الهيكل !! ينتقلون بها ولم تتأثر هى الأخرى !!، ولم يعجب فلايكوفسكى رفض موسى بن ميمون ووصفه بالحمق والعمى لكل من يأخذ بهذه الوقائع التصويرية ، ولا رأى سبينوزا فى أن الوقائع الرمزية التخيلية فى النصوص المقدسة كان هدفه التأثير على القارئ والمستمع عن طريق الأوصاف المثيرة .
لكن السؤال المضاف إلى السؤال السابق هو لماذا بعد كل ما حدث من الكوارث بقى البشر من غير اليهود وتناسلوا فى مصر بعد أن قضى الإلة على ذكورهم وذكور حيواناتهم ؟ إن ذلك يكشف "الابتزاز العلمى" من أجل تدفق الأموال والمعونات ومن بعد التعويضات ، وهذه هى خصيصة أخرى مضافة .
تاسعـاً : وأخيرا ادعى فلايكوفسكى وحاول إثبات أن تحتمس الثالث قضى على حضارة شعب إسرائيل الراقية حاملة محور العلوم البشرية ، حضارة دولة سليمان ، ونهب جنوده كل كنوز هذه الدولة للدرجة التى أصبح فيها معبد الكرنك معبداً يهودياً مسروقاً ، ونسب الفراعنة إنجازات هذه الحضارة لأنفسهم ، ونسى فلايكوفسكى أن التوراة ـ صراحة دون خجل ـ تعترف بالأمر الإلهى لليهود بسرقة المصريين فى ليلة الخروج.. الذهب والفضة والأمتعة والثياب (خروج – الاصحاح الثالث – 21/22) رغم أنهم كانوا جالسين عند قدور اللحم يأكلون الخبز للشبع باعتراف التوراة وأنهم حضروا لمصر قبائل بدوية لسد الجوع ، وصفهم الحراس الفراعنة بأن الأشرار قد عادوا مرة أخرى... وهو يحاول نفى كون اليهود كانوا مخلصين للهكسوس والمنفذين لأوامرهم فى تدمير الحضارة الفرعونية وسرقة كنوزها. لكنه ارتكز على القاعدة التلمودية التى تقول : أنه إذا سرق أولاد نوح شيئاً ولو كان تافهاً فإنهم يستحقون الموت لأنهم خالفوا الوصية أما اليهودى فمسموح له أن يضر الغير. هكذا فعل فلايكوفسكى
العدو الحقيقي داخلي , وقوة العدو الخارجي في نذالة العدو الداخلي الذي يظلم الناس أكثر من العدو الخارجي
نظرية المؤامرة إتضح أنها (الظلم والإستبداد الداخلي ) واللوم علينا , إذا عالجنا مشاكلنا الداخلية , المشاكل الخارجية سهلة
وقضية فلسطين إستغلها الجميع للمتاجرة بها ,والكتاب يغامرون ويبالغون في شرح هذه النظرية ويخوفوا الناس فيعطون المستبد عذرا ومبررا للإفساد ومخرجا من اللوم والمحاسبة من الشعب .
وأصبح تحميل إسرائيل اللوم ممل , كان المفروض أن يتعلم العرب من النظام الديمقراطي الناجح في إسرائيل . بدلا من أن يفشلوا ويحملوا إسرائيل مسؤلية فشلهم وظلمهم وقمعهم وتجويعهم لشعوبهم .
تساقط الحكام العرب وهم بين شعوبهم واهلهم وارضهم بينما إسرائيل التي تعيش كدخيل بين العرب لم يهزها شئ حتى من الفلسطينيين الذين يعيشون في أحشائها
ستبقى مصر وسوريا والعراق رغم الطغاة والغزو الدفاع عن البنية تحت ظروف الغزو والاحتلال
لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية ـ 5
5 ـ لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية
دعوة للتبرع
المسيح الدجال : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته، وشكرا...
ألاية 50 من الأحزاب: أريد منكم أن تزودو ني بتفسي ر الآية 50 من سورة...
تكفير غفران : ما هو الفرق بين الغفر ان وتكفي ر الذنب...
خطأ فى مقال : اخوان ي الكرم اء إن موقعك م في غاية الروع ة ...
المحمديون منافقون: الايه 1 سورة المنا فقون هل تنطبق علي...
more
أرجو أن تتقبل منى هذه النصيحة التى أدركتها بعد أن بلغت الخمسين من العمر .
إسرائيل عدو مبين لمصر والمصريين ، هذا لا شكّ فيه ولا جدال .
ولكنها عدو ظاهر ومعروف ، ونتحسّب منه.
لذا فهى ليست العدوّ الأكبر لمصر والمصريين والعرب والمسلمين .
العدو الأكبر لمصر والمصريين هو الاستبداد وملحقاته من الفساد والقهر والسلب والنهب والتعذيب. العدو الأكبر لمصر والمصريين هو مبارك وطغمته الذين بددوا اربعة تريليون دولار ، بالسرقة والتخريب ، والذين عذّبوا ملايين المصريين ونزلوا بمكانة مصر الى الحضيض . إعلام مبارك قام بتعبئة المصريين بالكراهية لاسرائيل وأمريكا ليوجّه غضب المصريين وإحباطاتهم بعيدا عنه وليشغلهم بفكر المؤامرة الخارجية من الغرب واسرائيل وأمريكا فى الوقت الذى ينبطح فيه هو لاسرائيل وأمريكا والغرب وينهب و يهرّب سرقاته الى بنوكهم .
وعلى نفس طريق مبارك يسعى الاخوان المسلمون خطوة خطوة فى الاستئثار بالسلطة والاستحواذ على الثروة.
من هنا فالتركيز على عدو خارجى معروف يعنى نسيان العدو الأخطر الذى يعيش داخلنا وقهرنا وأذلّنا فى الماضى القريب ، ويشغلنا عن عدو آخر يسعى حثيثا ليفعل بنا أكثر وأكثر.
هناك سرطان فى داخلنا هو ذلك الاستبداد ونظام حكمه ، يجب أن نتخلص منه أولا . أما الذئب المفترس الذى يقبع أمامنا فيكفى الاحتراز منه والاستعداد له لو هاجمنا . أما أن ننشغل عن السرطان بهذا الذئب فالمعنى أن نسقط موتى فريسة لهذا الذئب .
أرجو أن تتفهم قصدى.
وأريد لعقلك الراجح وقلمك النابه أن يتوجه الى العدو الحقيقى . مع خالص المنى
أحمد