الإخبار فى الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2024-12-28


الاخبار فى الإسلام
وردت مادة خبر فى كتاب الله مرات كثيرة من خلال كلمة خبير وكلمات أخرى من جذر خبر قليلة ولأن الكثرة هى كلمة خبير والخبير اقتصرنا على اثنين منها لأنها كلها تؤدى نفس المعنى
السؤال للخبير وهى :


قال تعالى :
"الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش فسئل به خبيرا "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى خلق أى أنشأ وما بينهما وهو الجو الذى بين السموات والأرض فى مدة قدرها ستة أيام أى ستة آلاف عام بحساب البشر ثم استوى على العرش والمراد وقد أوحى إلى الكون وقت خلقه له أنه ملك الكون الواجب طاعته وطلب منه أن يسأل عنه خبيرا والمراد إن يستفهم عن الله عالما بوحيه
الخبير بما يفعل الناس
قال تعالى
" إنه خبير بما تفعلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أنه خبير بما تفعلون والمراد أنه عليم بما تعملون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة المؤمنون "إنى بما تعملون خبير "
عدم الإحاطة بالخبر
قال تعالى:
"قال إنك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا "
هنا وضح الله لنبيه(ص)أن العبد الصالح(ص)قال موسى (ص)إنك لن تستطيع معى صبرا والمراد إنك لن تقدر معى على التحمل أى لن تقدر معى على طاعتى وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا والمراد كيف تتحمل الذى لم تعرف به علما ؟وهذا يعنى أن الإنسان لا يقدر على التحمل وهو عدم وجود رد فعل له على الحدث إذا كان جاهلا بحقيقة الأمر
الإحاطة بالخبر
قال تعالى
"ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا "
هنا وضح الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين (ص)أتبع سببا أى أطاع حكم الله بالجهاد فسار فى الأرض حتى إذا بلغ مطلع الشمس والمراد حتى إذا وصل مكانا وقت شروق الشمس وهو بداية النهار وجدها تطلع على قوم لم نجعل من دونها سترا والمراد لقاها تشرق على ناس لم يخلق لهم من قبلها لباسا وهذا يعنى أن القوم كانوا يعيشون عرايا دون أى لباس يوارى عورتهم سواء رجال أو نساء ،ويبين لنا أن كذلك والمراد أن ذا القرنين (ص)تصرف مع القوم حسبما قال مع القوم السابقين وهو عقاب من يكفر وإثابة من يسلم ،وقد أحاط الله بما لديه خبرا والمراد أن الله عرف بما فعله معرفة تامة لا نقص فيها
الإتيان بالخبر
قال تعالى
"إذ قال موسى لأهله إنى آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو أتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لأهله وهم أسرته من زوجة وأولاد :إنى آنست نارا والمراد إنى شاهدت وقودا مشتعلا سأتيكم منه بخبر أى سأجيئكم منه بنبأ والمراد خبر يجعلنا نبيت فى مكان آمن أو آتيكم بشهاب قبس أى جذوة من نار وهى قطعة نار لعلكم تصطلون أى تستدفئون بها مصداق لقوله بسورة القصص "لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "وهذا يعنى أنه يريد إما أن يبيتهم عند أصحاب النار أو يجلب لهم نار للدفء فى البرد
إتيان موسى(ص) بالخبر
قال تعالى
"فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إنى أنست نارا لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)لما قضى الأجل والمراد لما أمضى المدة وهى العشر سنوات من كرمه سار بأهله والمراد رحل بعائلته من مدين حتى وصل سيناء قرب جبل الطور فأنس من جانب الطور نارا والمراد فرأى من جوار جبل الطور لهبا مشتعلا فقال لأهله وهم عائلته وهو زوجته وعياله :امكثوا إنى أنست نارا والمراد ابقوا مكانكم هنا إنى رأيت لهبا مشتعلا وهذا يعنى فى ظنه وجود ناس عند النار وقال لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون والمراد لعلى أجيئكم من عندها بنبأ أى هدى أى خبر يسركم من الناس أو قطعة أى قبس من الوقود لعلكم تستدفئون مصداق لقوله تعالى بسورة طه"لعلى أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى "وهذا يعنى أنه سيذهب إما لجلب قطعة نار للإستدفاء وإما ليقول لهم خبر سار بالمبيت عند أهل النار كما يعنى أن رب العائلة مسئول عنها فى المهام الصعبة فى السفر مثل الاستطلاع وتقصى حقائق المكان
إنباء الله المسلمين أخبار المنافقين
قال تعالى
"يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا قد نبأنا الله من أخباركم "
هنا وضح الله للمؤمنين أن المنافقين الأغنياء يعتذرون لهم أى يتبررون أمامهم إذا رجعوا إليهم أى إذا عادوا إليهم فى المدينة والمراد يقولون لهم أسباب واهية ليرضوهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :لا تعتذروا أى لا تتبرروا والمراد لا تقولوا لنا كذبكم ،قد نبأنا الله من أخباركم والمراد قد عرفنا الله من حكاياتكم وهذا يعنى أن الله أنزل وحى أخبر فيه المسلمين بما فعله الأغنياء فى غيابهم
بلو الأخبار
قال تعالى
"ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم "
هنا وضح الله للمؤمنين أنه يبلوهم والمراد أنه يمتحنهم بحكمه حتى يعلم أى يميز المجاهدين وفسرهم بأنهم الصابرين وهم المطيعين لحكم الله من المخالفين لحكمه ويبين لهم أنه يبلوا أخبارهم والمراد أنه يعلم أعمالهم ويحاسبهم عليه
حديث أخبار القيامة
قال تعالى
"إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن إذا زلزلت الأرض زلزالها أى إذا رجت الأرض رجا والمراد إذا اهتزت الأرض اهتزازا وأخرجت الأرض أثقالها أى وألقت أحمالها وهى المخلوقات التى فيها وقال الإنسان وهو الكافر مالها أى ماذا حدث لها ؟ عند ذلك تحدث أخبارها والمراد تتكلم مخلوقات الأرض بأن ربك أوحى لها أى بأن خالقك أمرها بذلك
والخبر هو قول يحدثنا بشىء ما وهو بحسب الموضوع وقد بينت الموسوعة الفقهية الكويتية أن الفقهاء قسموه إلى أقسام كثيرة وهو ما يشير إليه التعريف التالى :
"التَّعْريفُ:
1 - الإْخْبَارُ في اللُّغَة مَصْدَرُ، أَخْبَرَهُ بكَذَا أَيْ نَبَّأَهُ وَالاسْمُ منْهُ الْخَبَرُ، وَهُوَ مَا يَحْتَمل الصّدْقَ وَالْكَذبَ لذَاته، مثْل: الْعلْمُ نُورٌ وَيُقَابلُهُ الإْنْشَاءُ، وَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذي لاَ يَحْتَمل الصّدْقَ وَالْكَذبَ لذَاته، كَاتَّق اللَّهَ وَالإْخْبَارُ لَهُ أَسْمَاءٌ مُخْتَلفَةٌ باعْتبَارَاتٍ مُتَعَدّدَةٍ:
فَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ حَقٍّ للْمُخْبر عَلَى الْغَيْر أَمَامَ الْقَضَاء فَيُسَمَّى: " دَعْوَى "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بحَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْمُخْبر نَفْسه فَهُوَ " إقْرَارٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بحَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْغَيْر أَمَامَ الْقَضَاء فَهُوَ " شَهَادَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بثُبُوت حَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْغَيْر منَ الْقَاضي عَلَى سَبيل الإْلْزَام فَهُوَ " قَضَاءٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ قَوْلٍ أَوْ فعْلٍ أَوْ صفَةٍ أَوْ تَقْرير مَنْسُوبٍ إلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَهُوَ:
" روَايَةٌ " أَوْ " حَديثٌ " أَوْ " أَثَرٌ " أَوْ " سُنَّةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ مَسَاوئ الشَّخْص فَهُوَ " غيبَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ كَلاَم الصَّديق لصَديقه الآْخَر عَلَى وَجْه الإْفْسَاد بَيْنَهُمَا فَهُوَ " نَميمَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ سرٍّ فَهُوَ " إفْشَاءٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَمَّا يَضُرُّ بالْمُسْلمينَ فَهُوَ " خيَانَةٌ " وَهَكَذَا"
فى القرآن طالبنا بالقول بشىء واحد يشمل الكل وهو :
وجوب العدل فى القول وهو السداد وهو البلاغ
وفى هذا قال تعالى :
" وإذا قلتم فاعدلوا "
وهذا فى القائل وهو المخبر وأما من يخبرهم فقد طالبهم الله بالتالى :
التثبت وهو تبين صحة القول من عدمه حتى لا يندموا على رد فعلهم على القول فقال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"
كما قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
والمخبر وهو قائل الخبر إن ترتب على قوله شىء ولو كان الخبر صادق وفى الغالب عند النميمة يعاقب مع من ارتكبوا الجريمة فهو واحد منهم فإن قتلوا أحد قتل معهم وإن جرحوا جرح معهم وإن كان الخبر كاذب وترتب عليه ارتكاب جريمة فيعاقب أولا بعقوبة شهادة الزور ثم يعاقب بالعقوبة الثانية التى يعاقب بها النادمون
وقد تحدثت الموسوعة عن قبول الخبر من العدل الواحد ورفضه من الفاسق فقالت :
"الْحُكْمُ الإْجْمَاليُّ:
2 - إذَا أَخْبَرَ الْعَدْل بخَبَرٍ وَجَبَ قَبُول خَبَره وَقَدْ يُكْتَفَى بالْعَدْل الْوَاحد، كَمَا في الإْخْبَار بالنَّجَاسَة، وَقَدْ يُشْتَرَطُ التَّعَدُّدُ كَمَا في الشَّهَادَة أَمَّا الْفَاسقُ إذَا أَخْبَرَ بخَبَرٍ فَلاَ يُقْبَل خَبَرُهُ في الدّيَانَات، فَإنْ كَانَ إخْبَارُهُ في الطَّهَارَات وَالْمُعَامَلاَت وَنَحْوهَا لَمْ يُقْبَل خَبَرُهُ أَيْضًا إلاَّ إنْ وَقَعَ في الْقَلْب صدْقُهُ"
الخبر يقبل من العدل الواحد ومن الفاسق إذا تاب من ذنب شهادة الزور لأنه بالتوبة يعود عدلا كما قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وأما قبول الخبر من واحد أو أى عدد فهذا منوط بما نص الله عليه فى الشهادات ففى الرمى بالزنى لابد من اربعة ولا يقبل خبر الواحد والاثنين والثلاثة كما قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً"
وفى الدين اثنين كما قال تعالى :
"وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى"
فالعملية ليست متروكة للناس يقبلون الخبر أو يرفضون من عدد معين طالما ارتبطت الأخبار بجرائم أو حقوق
وذكرت الموسوعة الأماكن التى تناول فيها الفقهاء وأهل الحديث الخبر فقالت :
"مَوَاطنُ الْبَحْث:
3 - يَفْصل الأْصُوليُّونَ أَحْكَامَ الإْخْبَار وَأَحْوَالَهُ في بَابٍ مُسْتَقلٍّ هُوَ بَابُ الإْخْبَار، أَوْ في بَحْث السُّنَّة وَيَتَعَرَّضُونَ لحُكْم روَايَة الْكَافر وَالْفَاسق وَخَبَر الآْحَاد إلَى غَيْر ذَلكَ أَمَّا الْفُقَهَاءُ فَيَتَعَرَّضُونَ لأحْكَام الإْخْبَار في الطَّهَارَات بمُنَاسَبَة مَا إذَا أَخْبَرَ الشَّخْصُ بنَجَاسَة الْمَاء أَو الإْنَاء وَفي اسْتقْبَال الْقبْلَة إذَا أَخْبَرَ بهَا، وَفي الشُّفْعَة حينَ الْكَلاَم عَلَى تَأْخير طَلَبهَا إذَا أَخْبَرَهُ بالْبَيْع فَاسقٌ، وَفي الذَّبَائح إذَا أَخْبَرَ الْفَاسقُ عَمَّنْ قَامَ بالذَّبْح، وَفي النّكَاح فيمَا إذَا أَخْبَرَ الْفَاسقُ برضَا الْمَرْأَة بالزَّوَاج، وَفي الْحَظْر وَالإْبَاحَة فيمَا إذَا أَخْبَرَ الصَّبيُّ عَن الْهَديَّة أَنَّهَا هَديَّةٌ، أَوْ أَخْبَرَ عَنْ إذْن صَاحب الْبَيْت وَبمَا أَنَّ الإْخْبَارَ تَتَنَوَّعُ أَحْكَامُهُ بحَسَب مَا يُضَافُ إلَيْه فَيُرْجَعُ في كُل بَحْثٍ إلَى مَوْضعه الْخَاصّ به "
وكما سبق القول الخبر مرتبط فى الجرائم بالعدد الذى حدده الله وكذلك فى الحقوق ومن ثم ما يقال عن خبر الواحد سواء فى الأحاديث المروية أو غيرها لا يتم قبوله فمن المصيبة حقا أن تقضى على حياة إنسان بخبر واحد كما هو الحال فى رجم الزناة من فئة الثيب فكلها أحاديث آحاد بينما الله أمر بأربعة شهود لاثبات الحكم فكيف يثبتون العقوبة بقول واحد فقط ؟
وكذلك الحال فى قطع السراق أو جرح الناس لا يمكن إثبات تلك العقوبات إلا بشهود متعددين وإلا كل من يكره واحد أو يريد أخذ مال منه يتهمه ويستشهد بنفسه أو بصديق له

اجمالي القراءات 235

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2658
اجمالي القراءات : 21,097,838
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt