1 / 5 / ب 3 : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور Ýí 2024-09-02


 1 / 5 /  ب 3 : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم

كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )

 الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم

الفصل الأول (  5 )  ب 3 : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم

مقدمة

جاءت تفصيلات القرآن الكريم على علم . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الأعراف ) ، فالقرآن الكريم بتفصيلاته ومترادفاته هو: ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود ). لم يلتفت النحويون لهذا الإبداع القرآنى فى التفصيل وفى الإيجاز بالحذف . ونعطى هنا وجهة نظر عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم .

أولا : الايجاز يالاختصار فى القصص .

1 ـ هناك تكرار فى القصص القرآنى عن الأنبياء وأقوامهم ، وهذا قمّة فى الإعجاز . فى الكتابةة البشرية لا ينجو التكرار من التناقض والاختلاف . وهذا ما تنزّه عنه القرآن الكريم . هذا موضوع شرحه يطول .

2 ـ  فى موضوعنا عن الايجاز بالحذف فى القصص القرآنى نكتفى بما جاء عن موسى عليه السلام . قال جل وعلا : ( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ( 38 ) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ( 39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ( 40) ( طه ). مجموع الكلمات 63 . مجموع الحروف 460 . تفصيلات هذا جاء فى سورة القصص ( 2 : 30 ). من قوله جل وعلا : (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ   ) حتى (  فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ  ) :  522 كلمة ، 3722 حرفا . .

أهم موضوعات الايجاز بالحذف :

( حذف الصفة ) فى موضوع العمل الصالح للمشرك والذى سيتم إحباطه :  

1 ـ يأتى الناس يوم القيامة بإيمان وعمل . قد يكون إيمانا صحيحا أو كفرا وشركا. وكل كافر  لا يخلو من عمل صالح ، والذى يحدد قبول العمل هو الايمان . المؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له يغفر الله جل وعلا أعماله السيئة فلا يبقى إلا عمله الصالح الذى يضاعفه له ربه فيدخل الجنة . الذى يؤمن بالله جل وعلا ويقدس البشر والحجر له عمل سيىء وعمل صالح . ولأن الله تعالى لا يغفر جريمة الشرك لمن يموت مشركا ولأن الله جل وعلا يحبط أى يضيع ثمرة الأعمال الصالحة التى عملها ذلك المشرك فى الدنيا ، فلا يبقى للمشرك فى ميزان أعماله سوى السيئات ، وتكون تلك السيئات هى أساس تعذيبه يوم القيامة ، تعذيبا ماديا ، أما تعذيبه المعنوى فمنه الخزى و منه الحسرة. وتتجلى حسرة المشرك فى النار وهو يرى أعماله التى كانت صالحة فى الدنيا وقد ضاعت ، وتحولت الى حسرة أبدية له تزيد من آلامه وهو يتقلب فى عذاب السعير .

2 ـ ومن إعجاز الإيجاز فى القرآن الكريم حذف صفة ( الصلاح ) لعمل المشرك فى الآخرة    . يقول جل وعلا :

2 / 1 : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( الزمر 65 ). أى هو وحى تكرر فى كل الرسالات لكل الأنبياء أن من يقع منهم أو من بقية البشر فى الشرك ويموت عليه فان الله جل وعلا سيحبط عمله الصالح ، وسيكون فى الاخرة من الخاسرين ، فطالما ضاعت أعماله الصالحة فلن يبقى له سوى أعماله السيئة فيخسر ويستحق جهنم. قوله جل وعلا (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) مفصود به ( ليحبطن عملك الصالح ) ولكن حذف الوصف ( الصالح ) لأنه مفهوم من السياق .   .

2 / 2 : (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) ( البقرة 167 ). المحذوف إيجازا هنا هو ( الصالحة ) أى ( كذلك يريهم الله أعمالهم الصالحة حسرات عليهم ). ولنتخيل المشرك وهو يتقلب فى النار وهو يتذكر ما قدمه فى الدنيا من أعمال خير  ، ولكن  ضاع ثمرتها فى الآخرة ، ولم يبق له فيها سوى الحسرة . .

2 / 3 :  (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ( الفرقان 23 ). السياق العادى يقتضى أن يقال ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل صالح فجعلناه هباءا منثورا ) .  كلمة ( صالح ) محذوفة .  

2 / 4 : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 39 ) وْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ( 40) ( النور ) . السياق العادى يقتضى أن يقال ( والذين كفروا أعمالهم الصالحة ) . الإشارة معجزة هنا فى التشبيه بالظلمات ، فالسيئات التى تتبقى للكافر المشرك يتحول بها وجهه الى سواد مظلم يصير به معذبا ووقودا فى النار، بينما يتحول وجه المؤمن الفائز الى نور (يصلح ) به لنعيم الجنة . إقرأ قوله جل وعلا : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ( 106 )وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (  107آل عمران  )

2 / 5 : (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) (  ابراهيم  18 ). السياق العادى يقتضى أن يقال ( مثل الذين كفروا بريهم أعمالهم الصالحة ..). ولكن تم حذف الصفة ( الصالحة ) . هنا تشبيه تصويرى تمثيلى آخر يصور الله جل وعلا  العمل الصالح للمشرك وقد تحول الى رماد أضاعه الريح العاصف بحيث لا يستطيع المشرك الامساك به .

2 / 6 : بنفس الطريقة نرجو تدبر الآيات الكريمة التالية فى حذف صفة الصلاح ، فى سياقاتها المتنوعة :

( أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ) (19) الأحزاب ) ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة ) ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) (22) آل عمران ) ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) المائدة ) ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) الانعام ) ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ) (147) الاعراف ) ( أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة ) ( أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (69) التوبة  ) (  أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ) ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) الكهف ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) محمد )( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) محمد ) ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) محمد )

فى موضوع البرزخ :

1 ـ خلق الله جل وعلا الأنفس البشرية وصورها قبل خلق آدم والأمر بالسجود له : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) البقرة ) هذا فى البرزخ . ثم لكل نفس موعد تدخل الجنين الخاص بها ، وتخرج بجسدها تسعى فى الدنيا ، ثم تموت وتعود للبرزخ الذى أتت منه .  فى البرزخ  نوعان من الأنفس : أنفس  لم يأت دورها بعدُ لتدخل فى  إختبار الحياة الدنيا ، وأنفس دخلته وماتت  .  وفى كل الأحوال فالبرزخ  لا زمن فيه ولا إحساس . وعليه  ، فبعد أن يتم  إختبار البشر جميعا  سيتم تدمير هذا الكون بقيام  الساعة ، ويأتى البعث  .  وتستيقظ َّ الأنفس تظن أنها نامت ساعة أو يوما أو بعض يوم . قال جل وعلا :  

1 / 1 : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات ) .

1 / 2 : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ).

2 ـ آخر إحساس للفرد هو لحظة الإحتضار وأول إحساس له سيكون عند البعث وبينهما برزخ لا إحساس فيه  . ولهذا يأتى حذف فترة البرزخ فى قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الانعام ) . آخر إحساس هنا هو لحظة الاحتضار والكلام مع ملائكة الموت ، بعده سيقال لهم إنهم جاءوا فرادى بلا أموال ولا شفعاء .

3 ـ وقال جل وعلا : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق ). ما بين سكرة الموت ونفخ الصور والبعث برزخ لا إحساس فيه .

معلوم أن هذا لا يسرى على من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا ، فهم أحياء فى البرزخ ، ولا يسرى على فرعون وقومه وقوم نوح فهم معذبون فى البرزخ .

مختارات متنوعة للإيجاز بالحذف .

فى حذف الموصوف والاتيان بالصفة قال جل وعلا  عن :

1 ـ ملائكة كتابة الأعمال :

1 / 1 ـ ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق )

1 / 2  ـ (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ   ) ( الرعد 11 )

 1 / 3  ـ ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11)  الانفطار )

2 ـ فى الحور العين :

2 / 1 : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)  الصافات ).

2 / 2 : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)  ص )

2 / 3 : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) الرحمن )

  3 ـ الغلمان المخلدون فى الجنة : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ  ) ( الرحمن 54 ) أى غلام دان قريب .

صفة البينات للكتب الإلاهية .

نكتفى بما جاء وصفا للقرآن الكريم فى سورة البقرة : (  فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) .

نماذج أخرى :

1 ـ (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) ( الكهف  79 ) : أى كل سفينة سليمة .

2 ـ حذف (كان ) واسمها : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) ( الانسان 3 ) أى إن كان شاكرا أو إن كان كفورا .

3 ـ حذف المفعول :

3 / 1 : (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) ( يوسف 82 ). يعنى ( أهل القرية ) و ( أهل العير ). القافلة .

3 / 2 : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) ( الأنبياء 23 ) أى عما يفعلون

4 ـ  حذف المبتدأ :(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ  ) ( الرحمن 24 ). يعنى السفن الجاريات فى البحر .

5 ـ حذف الخبر  

1 ـ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا  ) ( الرعد  31 ). هنا خبر إنّ .

2 ـ (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ) ( الرعد 35 ). أى ( وظلها دائم ).  

 حذف نائب الفاعل :

(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ) ( الأنبياء 96 )، أى فُتحت أبواب يأجوج ومأجوج .

حذف التمييز :

( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) (24)  يوسف ) أى همّت به رغبة وشهوة ، وهمّ بها رغبة وشهوة حذف الفعل :.

( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) (43) ،  ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) (46) يوسف ). حذف الفعل ( يأكلهن )

 ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ) (48) ابراهيم ) . أى ( تُبدّل السماوات )

ثم :

( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14) النبأ ) أى سبع سماوات ، وشمسا سراجا ، وسحبا معصرات ومطرا منهمرا ثجّاجا . 

اجمالي القراءات 1410

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95489]

رؤية أخرى لآية سورة الرحمن


أستاذنا مالقرينة التى جعلتك تفترض ورود الغلام فى الآية؟معنى كلمة جنى أى ثمر فيكون معمى الآية وثمر الجنتين قريب

2   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الثلاثاء ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95490]

وجهة نظر


وجهة نظر



لقد جاء في المقال أن الشرك يحبط العمل الصالح، وأن ""حبطت أعمالهم" تعني "حبطت أعمالهم الصالحة". لنرى ما جاء في الآية 147 من سورة الأعراف:



وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿الأعراف: ١٤٧﴾‏. إذا افترضنا أن هؤلاء المكذبين ستحبط أعمالهم (الصالحة)، فكيف تستوي الجملة الثانية؟



جملة "هل يجزون إلا ما كانوا يعملون" هي للتأكيد وتقرير الجزاء على ما كانوا يعملون، ولا أظن أن الجزاء هنا على ما كانوا يعملون (صالحًا)، فالتركيز هنا على عمل وجزاء، والجزاء يتبع العمل، ويكون بمثله. بذلك يجب أن يكون المقصود هو أعمال سيئة، وأعتقد أن الآية في الجملة الاولى تقصد نفس الأعمال المذكورة في الجملة الأخيرة. هذه الأعمال ستحبط.  


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95491]

شكرا د مصطفى وشكرا استاذ بن ليفانت ، أكرمكما الله جل وعلا . أقول :


1 ـ كلمة ( جنى ) فعل ماضى ، من جنى المحصول والثمار . والمفهوم ان الذين يقومون بهذا هم الغلمان المخلدون خدم أهل الجنة . قال جل وعلا :

1 / 1 :(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) الواقعة )

1 / 2 : ( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19) الانسان ).

2 ـ القاعدة الأساس فى الآخرة إن الله جل وعلا لا يظلم أحدا ، وأن بالعمل نفسه يكون الجزاء . العمل الصالح الصادر عن إيمان صحيح يتحول الى نعيم لصاحبه . والعمل السىء الصادر عن كفر يتحول الى عذاب يحيق بصاحبه ويضيّع أى يحبط ما صدر منه من أعمال صالحة فيخسر . الآيات فى ذلك كثيرة . نكتفى منها بقوله جل وعلا : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) الجاثية )

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,870,607
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي