هلموا لتأسيس حزب ليبرالي
لطالما ظل نظام الحكم المصري قوياً منذ تاريخ الثالث من يوليو 2013، وحتى بداية الـ عام 2024.
نظام يسير بثبات، غير مهتم بالنقد الكاشف، واللاذع ضده، من المعارضين بالخارج.
إن المعادلة لازالت تسير في صالح النظام، خاصة بعد أن دخل الرعب قلوب المعارضين المقيمين بمصر، من ردة فعل النظام.
فلم تجد المعارضة متنفسُ، إلا خارج الأراضي المصرية، فهناك مأمن في ظل شل يد النظام عن العبث معهم في أي أرض أجنبية.
ومع ان المعارضة قد كشفت العديد والعديد من عورات النظام، إلا أنها أيضاً قد سلطت الضوء على قوة بطشه، فإنتشر الخوف كذلك بين العامة الغاضبة، والذين رحلت عنهم كل قيادات المعارضة الليبرالية، إما بالسفر خارج البلاد، أو انهم قد عزفوا عن المشاركة السياسية.
أما المعارضين اليساريين بكل اطيافهم الناصريين، والقوميين، والشيوعيين .. إلخ، فقد إستبدلوا مقاعدهم في المعارضة، بمقاعد أخرى مؤيدة للنظام بقوة، ولم تعد في مصر الآن قوى معارضة حقيقة.
صحيح أن سقف المعارضة من الخارج مفتوح، لكنه لم يؤتي بثمار أبداً، لأن القياس يكون بالداخل، وليس بالخارج، من خلال إستبيان مدى حرية الرأي، والتعبير، عبر التظاهرات أو الإعتصامات السلمية، الشرعية، والقانونية طبقاً للقانون الداخلي، والدولي، ولا يهم نجاح فعاليات المعارضة، بقدر ما يهم إستمرار بث الروح فيها، وهذا ما تفتقده مصر الآن.
وطالما ان سقف الحرية في الخارج مفتوح، ولازال الوضع مستتب للنظام بالداخل، لأكثر من عشر سنوات، فقد أصبحت إذاً كل قوى المعارضة في الخارج ضعيفة الضغط، والتأثير.
فلا قائد بالداخل يجمع المعارضين ويكون قادر على تشكيل جبهة سياسية تواجه نظام الحكم.
إن لعبة السياسة تدار من الداخل، وليس من الخارج.
فـمن داخل مصر فقط يرتقي مقعد المعارضة ليجاور مقعد السلطة رأسُ برأس، في أي مسألة جوهرية داخلية، أم خارجية.
خاصة وأن مصر قد فقدت قيمتها وتأثيرها الدولي السابق، وازدادت تبعيتها من بعد أن كانت متبوعة من دول عربية، وأفريقية.
إن العالم الآن جله يعلم بأن كافة الأحزاب في مصر الآن باتت كرتونية، لا تسمن ولا تغني من جوع، في ظل مياه السياسة الراكدة.
والأهم أنه لا يوجد (حزب ليبرالي حقيقي)، قادر على تجميع القوى الليبرالية القادرة على إحداث تغيير ملموس في الحياة السياسية، بل وتغيير المشهد ككل، لأن النظام قد قضى على كل الأحزاب الليبرالية القديمة.
في النهاية :
لابد من حزب جديد تحت مظلة ليبرالية،
حتى وإن دفع هذا الحزب الجديد ثمن باهظ فـ ذاك أمر طبيعي لأن : (الحرية تكتسب ولا توهب).
فلابد إذاً من حزب ليبرالي، يستمد قوته من قيادات ليبرالية موجودة بالفعل، منها من هم بالداخل، ومنها من هم بالخارج أيضاً، قيادات تحمل معها رؤى قادرة على إحداث التغيير السياسي المطلوب.
فلا تغيير أو حرية إذاً بدون العمل السياسي داخل مصر، من خلال تجميع الداخل الليبرالي تحت مظلة (حزبية ليبرالية) حقيقية، وهذا أمر ليس بصعب، وخاصة في عام 2024.
فالليبراليون وحدهم، هم القادرون على جعل المعادلة تسير بشكل طبيعي، وجعل الدائرة تدور مع الطبيعة، أما اليساريون فهم دوماً رعاة لحكم العسكر، والإسلامييون مع كل يوم يمر تشوه فيه سمعتهم أكثر، بما يكفي لإبعادهم عن المشهد السياسي.
حان الوقت الآن : بأن يجنب الليبراليون مصالحهم الشخصية، ليكون الشأن العام همهم وشاغلهم الأول.
إن مصر لن تنهض إلا بمناخ صحي، تقف فيه المعارضة رأس برأس مع النظام، فبدون معارضة حقيقية ستكون النتائج وخيمة.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#هلموا_لتأسيس_حزب_ليبرالي
#شادي_طلعت
اجمالي القراءات
1210