كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثالث : الدولة الاسلامية وحقوق المواطن :
الحق فى الأمن بين المجتمع والفرد

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-12-09


الحق فى الأمن بين المجتمع والفرد

كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثالث : الدولة الاسلامية وحقوق المواطن 

الفصل الخامس  :  الحق فى الأمن بين المجتمع والفرد  

أولا :القاعدة الأساس : ( الأمن المطلق يعنى الخوف المطلق )

  تجربة شخصية :

1 ـ فى أوائل نوفمبر 1987 وقبيل الفجر جاء جيش من الأمن المركزى توقف فى أول شارع المعاهدة بالمطرية بالقاهرة وحتى آخر الشارع عند كوبرى مسطرد . والغرض هو عمارة قرب كوبرى مسطرد ، يسكن فى الشقة الأرضية بها كاتب مسالم لا يملك سوى قلمه ، فى حياته لم يلمس بيده مسدسا أو رصاصة . إحتل الجنود العمارة ، ووقف أمام كل شقة مجموعة يحذرون سكانها من الخروج . إقتحم بعضهم شقتى ومدافعهم الرشاشة فى وجهى ، ووجهوها الى أولادى الصغار النائمين ، عبثوا بمكتبتى وأوراقى وأخذوا منها عشوائيا ما أرادوا . واصطحبونى الى المجهول . كانت سيارة الأمن المركزى التى أركبها تسبقها سيارات وبعدها سيارات . كان الفرعون حسنى مبارك يحكم بمنطق الأمن المطلق . يملك الجيش وأجهزة المخابرات والشرطة ويحتكر السلاح وإستعماله . أورثه هذا الأمن المطلق الخوف المطلق ، بحيث إنه إرتعب من كاتب مثلى مسالم قليل الحيلة يدعو بكل أدب الى الاصلاح . رأى حسنى مبارك دعوة الاصلاح خطرا محققا على أمنه المطلق . لأن الخوف المطلق قرين إحتكار الأمن مطلقا . وأنا فى سيارة الترحيل للسجن كنت أستعين ضد الخوف بقوله جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام ) .

2 ـ خرجت من السجن لأجد حملة صحفية تدعو لقتلى ، بدأت قبل السجن وإستمرت ضارية بعده . هربت بحياتى الى أمريكا ، ولبثت فيها تائها عشرة أشهر ، ثم عدت عارفا بأنهم سيقبضون علىّ فى المطار . لم يخيبوا ظنى . ورأيت نفسى فى سيارة الترحيلات للسجن الأسوا فى ( أمن الدولة ) ، موكب من السيارات قبل وخلف السيارة التى أركبها . قلت لنفسى ضاحكا : نفس ( التشريفة ) . مثل موكب حسنى مبارك وحراسته . أنا سجين وهو أيضا سجين . إحتكاره للأمن المطلق جعله سجين الخوف المطلق . ولأنى كنت أتوقع السجن فكنت    وأنا فى سيارة الترحيل أستعين ضد الخوف بقوله جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام ) .

فرعون موسى إمام المستبدين

1 ـ هو النموذج الكلاسيكى للمستبد الذى يحتكر الأمن المطلق لنفسه والملأ التابع له ، وأورثه هذا خوفا مطلقا . أجبر بنى إسرائيل على عبادته ( الشعراء 22 )، ومع ذلك لم يثق فيهم ، وخافهم وهم عبيد سلطانه وتحت قهره ، أو كما قال له الملأ ( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف ). قبلها ووقت مولد موسى كان هذا الفرعون يذبح الأطفال الذكور من بنى إسرائيل ، جواسيسه يرقبون أى مولود ، وزبانيته يذبحونه . إمتلاكه الأمن المطلق جعله فى خوف مطلق على سلطانه وخوف مطلق من طرده من البلد الذى يملكه ، وعندما رأى وقومه معجزة موسى كان تفسيرهم أنه : ( يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) الاعراف ) (  قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى (63) طه ). وقالها له فرعون : (  أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)  طه ). هنا التناغم بين فرعون والملأ .

وحين آمن السحرة إعتبر فرعون هذا تآمرا ، وعاقبهم أفظع عقوبة : ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) الأعراف ).

أوصله خوفه المطلق الى أنه رفض السماح لهم بمغادرة مصر ، وطاردهم وهم يهربون . وغرق وقومه نتيجة الخوف المطلق الذى جاء نتيجة إحتكاره الأمن المطلق .

2 ـ كوكب المحمديين ملىء بفراعنة لا شك أنهم يعرفون ما جاء فى القرآن عن فرعون موسى ، ولكنهم يكفرون بالقرآن ، ولا عذر لهم . هناك مستبدون لا علم لهم بالقرآن فى كوريا الشمالية والصين وروسيا .. ولكن ماذا عمّن يزعم الاسلام والايمان بالقرآن ؟

فى الديمقراطية الرأسمالية

لأنها ديمقراطية نسبية فليس فيها أمن مطلق للحكام ، بل أمن نسبى ، لهذا فالعدالة نسبية وكذا الأمن والسلام . والشعار الأمريكى للمتظاهرين المحتجين هو (   No justice , no peace). أى حيث لا توجد عدالة فلا وجود للسلام . وهى حكمة بليغة لو كنتم تفقهون .!

فى الديمقراطية الاجتماعية

1 ـ هذه توجد فى شمال أوربا وشمالها الغربى ( إسكندنافيا ). حيث :

1 / 1ـ الجمع بين الديموقراطية وأكبر قدر من العدالة الاجتماعية فى مجتمعات متماسكة من عرق وإثنية واحدة .

1 / 2 ـ لا تعرف إسم الحاكم ، لأن الحاكم هو الشعب . والمسئول يسير آمنا فى الشارع ، يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ، ويركب المواصلات العامة بلا حراسة .

1 / 3  ـ قلة السجون والمساجين مع ضخامة الانتاج بالنسبة لعدد الأفراد .  

2 ـ إختلف الحال فيها بعد كثرة هجرة المحمديين الى هذه البلاد ، وهم يحملون أوزار أديانهم الأرضية . ومع ذلك تبقى هذه الدول الأقرب الى الدولة الاسلامية .

ثانيا : فى الدولة الاسلامية :

   1 ـ الوظيفة الأساس للدولة الإسلامية نحو أفرادها هى إقامة القسط وضمان حرية العقيدة وحمايتهم داخليا وخارجيا بتوفير الأمن الداخلى والخارجى. الأمن ضد الخطر الخارجى يعنى أن يكون للمجتمع جيش قوى يرهب الأعداء من الاعتداء عليه . نتذكر قوله جل وعلا : ﴿وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللّهِ وَعَدُوّكُمْ﴾ (الأنفال 60) وهذا الاستعداد لإرهاب العدو يعنى ردعه عن التفكير فى الاعتداء وبالتالى حقن الدماء ـ دماء العدو ودماء أبناء الدولة الاسلامية ـ وهذا يقع ضمن مشروعية القتال فى الدولة الإسلامية. انها دولة تعتنق السلام كفريضة دينية فى تعاملها الدولى، اذ لا مجال فى شريعة الاسلام للاعتداء على أحد بل مجرد رد العدوان بمثله. وشان الدولة المسالمة أن يتشجع المعتدون على الاعتداء عليها اذا اقترن السلام عندها بالضعف، ولذا كان لا بد من أن يقترن السلام بالقوة الحربية لتخويف المعتدين وردعهم. وبذلك فان القرآن الكريم فى تشريعاته قد سبق سياسة الردع النووى التى استعملها المعسكران الغربى والشيوعى فى النصف الثانى من القرن السابق. و العدل والقسط هما أساس التعامل مع العدو الخارجى ويكون بتكوين دولة قوية بجيشها وأهلها، لتؤكد حق المجتمع المطلق فى الأمن.

2 ـ كما أن من حق الأفراد أن يعيش كل منهم آمناً وعلى أساس التساوى وبحيث لا يستأثر فرد واحد بالحماية دون الآخر، حتى لو كان ذلك الفرد هو رئيس الدولة، وفى الدولة الدينية والدولة المستبدة العلمانية والعسكرية ، وحتى فى الدولة الديمقراطية التمثيلية نرى نصيب الحاكم فى الأمن يفوق ما للفرد العادى من الحماية. بل ان الدول المستبدة ـ علمانية أو دينية ـ تنفق على الأمن السياسى الذى يعنى أمن الفرد الحاكم وزمرته أضعاف ما تنفق على الأمن الجنائى الذى يحمى المجتمع كله.

3 ـ ان الأمن هو مقياس لمدى ما يتمتع به الحاكم من سلطات. فى دول الديمقراطية المباشرة يكون الحاكم أجيرا حقيقيا للمجتمع لا يتميز عن الشخص العادى بشىء ، وهكذا كان النبى محمد عليه السلام فى حياته فى مكة والمدينة ، يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق بدون حراسة، شأن كل شخص عادى. وكانت بيوته مفتوحة للضيوف بدون حراسة ، يأتون يأكلون بلا إستئذان ويتكلمون مع زوجاته بلا تكلف ، وكان يستحى من منعهم فنزل قوله جل وعلا لهم : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53)  الأحزاب ) . وكان الأعراب من خارج المدينة يأتون الى بيوته يدقون الأبواب وينادونه لا ينتظرون خروجه لهم ، فقال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) الحجرات ).

ثالثا :

بإيجاز :

1 ـ عندما يزداد نفوذ الحاكم فى الديمقراطية التمثيلية  يكون ذلك على حساب الشعب الذى تنازل عن جزء من سلطته للحاكم وأعوانه، وبالتالى يحتاج الى حماية أمنية وحراسة بوليسية ظاهرة ومستترة تتساوى وما أخذه من حقوق الناس بالرضا أو بالظلم.

2 ـ اذا وصلنا الى الحاكم المستبد الذى يسرق حقوق شعبه الاقتصادية والسياسية والانسانية نجده فى حالة رعب من الناس اعترافا منه بما ارتكبه فى حقهم . لا بد له من ارهابهم وتعذيبهم ليسكتوا عن المطالبة بحقوقهم خوفا من هيبة الدولة التى هى هيبة الحاكم الفرد نفسه. وبزيادة الظلم والتعذيب يزداد خوف الحاكم أكثر من انتقام قادم لا محالة وتطارده صرخات ضحاياه ، فيحاول التخلص من تلك الكوابيس بالمزيد من اجراءات الأمن فيزداد الارهاب على المواطنين ويزداد بالتالى هلع الحاكم من انتقام أفظع على أعتاب بابه ، وهكذا يدور المستبد فى حلقة مفرغة متزايدة من الظلم والارهاب والخوف من الانتقام القادم أو احتمال الثورة بحيث لا تكفى قوى الجيش والبوليس وأجهزة الأمن المختلفة فى أن تجعل المستبد المذعور الملعون يحس بالأمن.

ولو أنصف لأعطى الناس حقوقهم بالعدل والمساواة وتمتع معهم بالأمن والحرية ، وعاش حياته  بين الناس متنمتعا بالحب والاحترام أثناء فترة عمله رئيسا وبعد تركه العمل يعيش آمنا بين الناس متمتعا بحبهم وإحترامهم ، شأن كل خادم للشعب أو حاكم فى نظام الديمقراطية المباشرة حيث لا يمتاز عن غيره من المواطنين فى الحراسة والأمن.

أخيرا :

نرجو تدبر قوله جل وعلا :

1 ـ ( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)  آل عمران )

2 ـ ( إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 1851

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   السبت ٠٩ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94917]

أكرمك الله جل وعلا وبارك بعمرك وعلمك دكتورنا المحترم.


كالعادة دكتورنا الغالي تتحفنا بهذا الموضوع باب حقوق المواطن في الأمن بين المجتمع والفرد , خاصة عندما تطرقت في موضوع ماتعرضت له من إضطهاد أنت وأسرتكم الكريمه والمعانات النفسية التي تضاهي الجسديه وخاصه الأبناء ومن تهجير قسري مع سلب جميع الحقوق الاجتماعيه والماديه بلا رحمه من حكم قائم على الاستبداد ولازالت أسرتكم هناك تعاني الاضطهاد تحت حكم العسكر الذي يعيش كما تفضلت مرتعبا من شعبة لأنه يعلم إنه ظالم ومستبد، الشعوب دكتور أحمد هي السبب الضعف والخوف من المستبد سمة هذه الشعوب التي تعلي الحاكم إلى مرتبة الإلوهيه في دستور دولتي( الذات الأميرية مصانة ) وأعتقد هذه المادة موجوده في أغلب دساتير كوكب المحمديين. ما أعظم هذه الآية الكريمة (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام ) حفظكم الله جل وعلا من كل سوء. 



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١٠ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94919]

اكرمك الله جل وعلا استاذ حمد وجزاك خيرا ..وأقول :


مع  هذا فإنى فى أحيان كثيرة أتعاطف مع المستبد لأنه يعيش فى رعب وذعر فى حياته تطارده أشباح ضحايه ، ويتوقع الغدر من أقرب الناس اليه ، ثم يوم القيامة سيكون خالدا فى النار ، حيث لا وقت لديه فى حياته الدنيا ليكفر عن جرائمه ويتوب توبة مقبولة. يعنى هو خاسر للدنيا والآخرة برغم المواكب والثروات والسلطة . كل نعيم الدنيا لا يساوى لحظة نعيم فى الجنة الخالد ، وكل عذابات الدنيا لا تعدل لحظة عذاب فى جهنم وهو خالد .

اللهم جل وعلا لك الحمد على نعمة الهداية . 

3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ١٠ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94922]

وجهة نظر


وجهة نظر



معالجة المشاكل تبدأ دائمًا بحلول نظرية، ثم يجري اختبارها ضمن الواقع، ويتم تعديلها حتى تتناسب معه ويكتب لها النجاح. الإصرار على العلاج طبقًا للنظريات مكتوب له الفشل، ولتجنب الفشل تجري تعديلات وتغييرات اضطرارية غير مدروسة، فقط لتهدئة الوضع وليس لعلاج المشكلة.



ماذا يمكن أن نفهم تحت مصطلح "الواقع"؟ من أهم العوامل التي تفرض الواقع هو طبيعة الإنسان بشكل عام – الإنسان يعني هنا النفس البشرية. الآيات من 7 إلى 10 من سورة الشمس تقول: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾‏ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾‏ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾‏ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾‏. هذا يعني أن كل شخص وبلا استثناء يمتلك الفجور والتقوى. هذا يعني أيضًا عدم وجود أشخاص فاجرين فقط أو أتقياء فقط. النتيجة عند الفرد تتعلق بمدى تعامله مع هذه القوى الموجودة في نفسه. نتيجة التعامل مع النفس ليست دائمًا ثابتة، فهي تتعلق بكل ما يدور حول الفرد. هذه المقدمة تبين لنا أن البشر ليسوا شياطين وليسوا ملائكة ولهذا فقراراتهم لا يمكن اعتبارها دائمًا صحيحة، وأن النفوس يمكن أن تتأثر بوضع ما وتصريحات ما لتتشكل إغليبة يمكن أن تفضي إلى كارثة، لو كان لها القرار النهائي والمباشر.



4   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ١٠ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94923]

تابع


لقد فكر الغرب، أو بالأحرى فرضت عليه ملايين القتلى أن يفكر في هذا الأمر ويصل إلى ما وصل إليه الآن. برأيي ليست الديموقراطية بكل ماتحتويه هو الحاسم في الأنظمة الغربية، وإنما تعدد القوى التي لها كلمة في اتخاذ القرار، وكل منها يقف بالمرصاد للقوى الأخرى التي تناقضها. في ألمانيا على سبيل المثال هناك الحكومة (السلطة التنفيذية)، البرلمان (السلطة التشريعية)، السلطة القضائية، الإعلام بتعدداته، الأحزاب (ليس فقط حزبان كما في أمريكا)، الجمعيات التي تشتهر ألمانيا بكثرتها وقوتها، النقابات القوية التي تقوم دائمًا بالتفاوض مع أرباب العمل، الكنيسة ووو. هذه الجهات تستمد وزنها وقوتها من عدد المنتسبين لها ومن الإمكانات المعرفية لديها، وهذه القوة متواجدة دائمًا، بينما يكون تأثير الفرد محدودًا بشخصه. هذه القوى تستطيع أن تجند طاقاتها (العددية والمعرفية) لكي تؤثر فى السياسة لخدمة أفرادها وبطبيعة الحال بشكل غير مباشر، إذ يفوض أعضاؤها من ينوب عنهم في اتخاذ القرار – هذه الإمكانية وبهذه الكثافة ليست موجودة عند الفرد كفرد. المهم  في الأمر وجود توازن بين هذه القوى وأن لا تستفرد إحداها بالرأي. عند حدوث ذلك تستنفر القوى الاخرى طاقاتها.




كل هذا يبين لنا أن الديموقراطية بما تفترضه من عدل ومساوات وحرية إلخ تبقى نسبية، ولا يوجد شيء من هذا مطلق لأن تركيبة البشر لا تسمح بذلك، وبرأيي، من يريد أن يجعل من البشر ملائكة لن يصل إلى مأربه، بل ربما يجعل منهم شياطين الإنس.




5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ١١ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94924]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول


1 ـ فعلا . النفس البشرية ألهمها خالقها جل وعلا الفجور والتقوى . وللانسان أن يسمو بنفسه الى التقوى أو يهبط بها الفجور . ولهذا كتبنا بأن تخاطب فى عدوك جانب الخير فيه ليكون مثل ولى حميم . ولكن موضوع التوبة المقبولة له شروط حتى يأتى الغفران يوم القيامة . وهذه الشروط لا تتأتى لمستبد قتل وعذّب خلال حكمه آلافا وملايين ، وسرق البلايين ، كيف له من وقت يحياه ليرد المظالم ـ على فرض أنه يريد التوبة فعلا .

2 ـ الديمقراطية نضال ومعاناة . ليست الحل السحرى ، ولكنها الحل الممكن . العداء بين أبناء آدم هبط مع أبيهم آدم لهذه الأرض ، والشيطان لهم بالمرصاد ، والتنافس والصراع بينهم على حطام الدنيا مستقر ومستمر ، خصوصا مع عدم الايمان بالآخرة التى هى خير وأبقى. فى هذا المناخ تكون الديمقراطية الحل الأنجح .وبها يتحقق الأمن حتى جزئيا . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,871,029
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي