(أين جريمة هجر القرآن ؟ من فعل حرق المصحف ببلاد السويد) ؟
تساؤل ووجهة نظر للتأمل :
(أين جريمة هجر القرآن ؟ من فعل حرق المصحف ببلاد السويد) ؟
*)- إن حادثة إقدام أحدهم على فعل إضرام النار على مصحف القرآن العظيم بالسويد، أثار ما أثاره من استنكار، وأقام الدنيا. وهو عمل شنيع منحط وبغيض حقا، وإن كان ذلك الفعل مجرد إضرام النار على كمية من أوراق تحمل ذلك الوحي المنزل من لدنه سبحانه وتعالى، وذلك ما أثار الدنيا وأقعدها من الغيورين الذين يحسبون أنهم من أهل ذلك الحديث المنزل في ليلة القدر وما أدراك ما هي.
*)- ولكن هناك تساؤل من شأنه أن يقيم الدنيا ويقعدها عندما يكون المسلمون المؤمنون، مسليمن حقا ومؤمنين، ألا وهو التساؤل الشجاع المحدق في الأمر مباشرة، وهو أن ينصف المسلمون المؤمنون أنفسهم بإثارة هذا التساؤل الكبير المصيري، الآن وعلى ظهر هذه الدنيا، وقبل فوات الأوان، وأن ينفضوا عنهم غبار الغفلة وينظفوا القلوب اللاهية من ذلك الدرن العالق بها، ويتذكر أولئك الغيورون المستنكرون لجريمة الاعتداء على مصحف القرآن، ذلك الفعل المقيت، ويتيقنوا جازمين أنه محكوم عليهم لا محالة، وأمام المحكمة العليا الربانية، محكوم عليهم مواجهة تلك الشهادة التي سيدلي بها ذلك الشاهد الذي سيستدعى لا محالة وهو محمد بن عبد الله رسول الله، والتساؤل العظيم هو كيف يا ترى يواجه أولئك المسلمون المؤمنون الغيورون على حرق المصحف، كيف يواجهون تلك الشهادة التي سيتلفظ بها رسول الله قائلا : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) – الفرقان رقم 30. ؟ هنا مربط الفرس وهذا هو التساؤل العظيم، وعظمته تكمن في كون الذين فعلوا قمة الأفعال المقيتة، التي يقر فاعلها في بلاد السويد، ويقر لسان حاله ولسان فعله أنه ليس من أهل القرآن ولا من قوم محمد النبيّ عليه الصلاة والتسليم.
*)- وأما عن أولئك الذين كان موقفهم مستخفا بما جاء به رسول الله فهو الهجران ذلك الفعل الذي لا فعل أعظم منه من حيث العصيان.
**************
اجمالي القراءات
1528
شكرا أستاذ يحي فوزي على هذا التذكير المصيري،
مع الأسف الشديد أكثر المسلمين لا يؤمنون بالقرءان وحده، بل هجروا القرءان واتبعوا السبل ولهو الحديث الذي كتبته أيدي البشر، أما أحسن الحديث كتابا فقد جعلوه للتبرك بحفظه وقراءته في مناسبات عدة، منها قراءة القرءان على الموتى، رغم أن الله تعالى أنزل القرءان ذكرا وبشيرا ونذيرا للأحياء، يقول سبحانه: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ* لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ. 69/70 يس. لينذر ( القرءان) من كان حيا.
أما الذي أحرق كتاب القرءان فقد فعل فعلته الشنيعة تلك لجهله بعظمة حديث الرحمان، وأمره إلى الله، أما المسلم الذي لم يدخل الإيمان قلبه وهجر القرءان فسوف يتبرأ الرسول منه يوم الفرقان، لقد أخبرنا الله تعالى فقال: قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. الحجرات 14/15. صدق الله العظيم.