الزواج من أهل الكتاب إسلاميا : طبقا للاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-04-29



الزواج من أهل الكتاب إسلاميا : طبقا للاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن

أولا : فى الاسلام القلبى :

أهل الكتاب  :

 لهم تقسيم ثلاثى : السابقون والمقتصدون والفاسقون .

 اقرأ قوله جل وعلا فى التنزيل المكى :

سورة الاسراء : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109)  
المزيد مثل هذا المقال :


سورة القصص : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) القصص )  

وفى التنزيل المدنى :

1 ـ  سورة آل عمران :

1 / 1 : ( وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران )

1 / 2 :ـ (  لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)  آل عمران )

1 / 3 : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) )

2 ـ سورة النساء : ( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (161) لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162) .

3 ـ سورة المائدة :

3 / 1 :  (  وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)

3 / 2 : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85). ( اليهود ) هو المصطلح القرآنى عن عُصاة بنى إسرائيل.

الصحابة :

نفس التقسيم الثلاثى جاء عنهم :

منهم السابقون ، ومنهم مقتصدون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وجاء وعظهم بالتوبة ، ومنهم الفاسقون والمنافقون الصرحاء ومنافقون مردوا على النفاق . وسورة التوبة جاء فيها : ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103).

ونفس التقسيم الثلاثى عنّا

 أنبأ الله جل وعلا بسريانه علينا ممّن ورث القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر )

ونفس التقسيم الثلاثى عن البشر حين الاحتضار

 قال جل وعلا : ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) الواقعة ).

طبقا لهذا المعيار الالهى فأولياء الله المفلحون الذين تبشرهم ملائكة الموت بالجنة هم من آمن سلوكيا واتقى وعمل صالحا . قال جل وعلا  عن كل الطوائف :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة  )

2 ـ (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة ).

وعن كل البشر : ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة )  

وسيكون حال البشر يوم القيامة ؛ صنفان فى الجنة وصنف فى النار . قال جل وعلا : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) الواقعة ) .

ثانيا : أهل الكتاب وغيرهم طبقا للاسلام السلوكى بمعنى الأمن والأمان

1 ـ التعبير الذى يأتى فى موضوع الزواج هو الايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان مع إشارة الى أن الايمان القلبى مرجعه لله جل وعلا . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ  )(25) النساء ) . هنا تعبير ( المؤمنات ) جاء مرتين بمعنى الايمان الظاهرى بالأمن والأمان . وجاء بعدها الاشارة بأن الايمان القلبى يعلمه الله جل وعلا وحده .

2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ) (10) الممتحنة ) . هنا لفظا ( المؤمنات ) ( مؤمنات ) بمعنى الأمن والأمان . أما قوله جل وعلا ( اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ) فهو الايمان القلبى ، والله جل وعلا هو الأعلم به .

3 ـ وفى أواخر ما نزل من القرآن الكريم قبيل موت النبى محمد عليه السلام دخل الناس فى دين الله أفواجا . قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) النصر ). النبى محمد عليه السلام لم ير ما فى قلوب الناس لأنه لا يعلم الغيب ، ولم يكن يعلم أقرب الناس اليه ممّن مرد على النفاق : (  وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ). أى إن الناس دخلوا أفواجا فى دين الله ، أى الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، حين كفّ العرب عن ثقافتهم السائدة فى الغارات وما كان معروفا بأيام العرب .

4 ـ حينها ضمّت الدولة الاسلامية مواطنين مختلفى الانتماءات الدينية ولكن يجمعهم الاسلام السلوكى بمعنى السلام والايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان . وجاء فى هذا الآية الخامسة من سورة المائدة ، وهى من أواخر ما نزل قوله جل وعلا عن أهل الكتاب والمؤمنين .

نلاحظ الآتى :

4 / 1 : بدأت السورة بالتذكير بتشريعات سابقة مع تفصيلات المحرم من الطعام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوامِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)) .

2 ـ ثم عن طعام أهل الكتاب وحلّ الزواج منهم قال جل وعلا : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) المائدة :5 ) ومفهوم منها :

2 / 1 : إنها تخاطب المؤمنين وأهل الكتاب معاً من موقع المساواة القائمة بينهم ، لذلك فالطيبات في الطعام حلٌ للجميع ، وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ للمؤمنين ، وطعام المؤمنين حلٌ لأهل الكتاب ، وكذلك الحكم بالنسبة للنساء ، المحصنات المؤمنات والمحصنات المؤمنات الكتابيات حلّ الجميع من مؤمنين وأهل كتاب ، طالما كان ذلك في زواج صحيح بمهر أو صداق وبدون سفاح او اتخاذ عشيقات .

2 / 2 : من يكفر بمفهوم هذا الإيمان (الذي يعني في التعامل البشري الأمن والأمان) فقد أضاع عمله وخسر مستقبله في الآخرة. هذا هو مفهوم الآية في سياقها القرآني .

2 / 3 : وهو نفس المفهوم في السياق الفصاحى فى اللسان العربى، فالعطف للنساء على الطعام في موضوع الحلال يفيد الاشتراك في الحكم ، فإذا كان الشطر الأول يحل طعام المسلمين لأهل الكتاب ويحل طعام أهل الكتاب للمسلمين ، فإن العطف بالنساء يفيد حل زواج الكتابية من المسلم وحل زواج المسلمة من الكتابي ، طالما كان زواجا صحيحاً .

2 / 4 : ثم يتأكد هذا المفهوم الواضح بتذييل الآية بقول تعالى محذراً (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) لماذا حبط عمله ؟

2 / 4 / 1 : لأنه يتدخل فى غيب القلوب ، إذ أننا طالما نسير في تشريع بشري فإن إطاره الحكم بالظواهر وليس بالعقائد القلبية التي مرجعها لله سبحانه وتعالى .

2 / 4 / 2 : بالاسلام السلوكى ( السلام والأمن والأمان ) تكون المواطنة المتساوية للجميع فى الدولة الاسلامية ، وهى مؤسّسة على العدل والقسط . من يكفر بهذا العدل والقسط يخسر إيمانه القلبى . يكفى قوله جل وعلا عن المقصد من كل الرسالات الالهية : (  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)  الحديد ).

3 ـ الأساس هنا هو الحرية الدينية المطلقة فى الاعتقاد والعبادات ودور العبادة .

مع التمسك بالحرية الدينية ينكمش سلطان الديانات الأرضية ، إذ أنه بالنقاش الحُرّ ينهزمون ، وتتضاءل قدسيتهم ومكانة أئمتهم . خصوصا عندما يصل هذا النقاش الى مستوى الزوجين وأولادهما ، إذا كان من أديان مختلفة . تصل أصداء مناقشتهما الى أسماع الأطفال ، فيتعرفون على هذا وذاك ، ثم يختارون بمشيئتهم ما سيكونون مسئولين عنه يوم القيامة .  

أخيرا

قام ( العضل ) فى الدين السُنّى بتحريم كلى أو جزئى فى هذا ، سنتعرض له لاحقا .
اجمالي القراءات 1747

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   د. عبد الرزاق علي     في   السبت ٢٩ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94294]

الدين السنى يحرم زواج المسلمه من كتابى تبعا لشرعهم الذكورى


الدين السنى يحرم زواج المسلمه من كتابى تبعا لشرعهم الذكورى لأنهم بغباءهم يعتقدون أن الأبناء سيكونون مسلمين فى حالة الزوج المسلم مع الزوجه الكتابيه اما فى حالة الزوجه المسلمه مع الزوج الكتابى فستكون الأبناء غير مسلمين وهذا مايتعارض جملة وتفصيلا مع الواقع وعلم الوراثه، اذ ان الأبناء يكتسبون صفاتهم وسلوكياتهم من الام اكثر من الاب كما ان كمية الماده الوراثيه التى تورثها الأم للابناء هى أكبر بكثير من تلك التى ياخذها الأبناء من الاب وكما يقول الشاعر الام مدرسه اذا اعددتها اعدت شعبا طيب الاعراق 



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٣٠ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94297]

جزاك الله جل وعلا خيرا أخى الشقيق د عبد الرزاق منصور ، واقول :


شكرا على هذه الاضافة العلمية ، واقول : 

  الحرية الدينية المطلقة فى الاسلام والزواج بين مختلفى الأديان فى ظل الاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن والأمان تجعل الطفل يسمع نقاشات ، وربما يذهب للمسجد والكنيسة ، تتعدد أمامه تنوعات دينية ، وعندما يبلغ أشده يكون قد إختار الدين الذى يبتغيه سواء وافق الوالدين أو أحدهما . المهم إنه عن إعتناق ذاتى شاء دينه وسيكون مسئولا عن هذا الاختيار يوم الدين .

خلافا لهذه الحرية الدينية يكون التقليد الدينى وسيطرة رجال الدين خدم   المستبدين . ولهذا ننادى باصلاح دينى يؤكد على اصلاح سياسى . بالاصلاح الدينى تسقط هيبة السلطة الدينية التى يركبها المستبد ، وحين تسقط السلطة الدينية يقع المستبد الذى يزعم ضمنا أنه الزعيم الملهم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . 

3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ٣٠ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94298]

الإسلام السلوكي


 عما جاء في مقالكم: " ـ وفى أواخر ما نزل من القرآن الكريم قبيل موت النبى محمد عليه السلام دخل الناس فى دين الله أفواجا . قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) النصر ). النبى محمد عليه السلام لم ير ما فى قلوب الناس لأنه لا يعلم الغيب ، ولم يكن يعلم أقرب الناس اليه ممّن مرد على.... أى إن الناس دخلوا أفواجا فى دين الله ، أى الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، حين كفّ العرب عن ثقافتهم السائدة فى الغارات وما كان معروفا بأيام العرب."



عندما دخلت أفواج الناس في دين الله، فمنهم من آمن قلبيًا بالاسلام، ومنهم من تظاهر بالإسلام (هؤلاء كانوا يدعون الاسلام ويقومون بما يفرضه الإسلام مثل الصلاة وآيتاء الزكاة رياءً أو لخوف). لكن هناك أناس من مكة لم يدخلوا هذا الدين، بقوا مشركين وكانت بينهم وبين المسلمين عهود، وهذا نفهمه من سورة التوبة الآية 4 " إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا"، بما يعني أنهم بقوا مشركين لكنهم لم يعتدوا على المسلمين – كانوا مسالمين. أفهم من هذا كله أن هناك: مشرك مسالم، مشرك معتدي، وان هناك مسلم ظاهريًا (ومسالم)، وهناك مسلم ظاهريًا يدبر المكائد، كما جاء في سورة التوبة عن "مسلمي" قريش. الإسلام يفرض المسالمة وعدم الإعتداء، وأي مسلم يعتدي فقد كفر بتعديه على حدود الله. لكن هناك من هو ليس مسلمًا، مشركًا أو كافرًا، لكنه مسالم ولا يعتدي.



أنا أعلم أننا نختلف في وجهة النظر بما يخص هذا الأمر، وسنعلم إن شاء الله الحقيقة في العالم الآخر.





 


4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٣٠ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94299]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول


ليس بيننا خلاف فى الدين . هى وجهات نظر فى داخله ، إختلافات ضئيلة فى فهم بعض الآيات . وأنا مُمتنُّ لصبرك علينا وإهتمامك بالتعليق ، وفى تعليقاتك فائدة لى حتى لو إختلفت معها .

هذا الموقع مدرسة فكرية ، وأنت من أعمدتها .

أكرمك الله جل وعلا . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,872,501
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي