خالد منتصر Ýí 2009-01-31
ذكرنى مشهد معرض كتاب القاهرة الدولى لهذا العام بمشهد السلطة، فالمعرض إختزال حى ومرئى لما يدور فى تلافيف مخ السلطة فى الخفاء، فالأمن خارج معرض الكتاب وعلى الأبواب الخارجية غاية فى الدقة والإنضباط والحرص والتوجس والتربص وتوقع الخطر وشم رائحته من على بعد الآف الأميال والتنبؤ بزلازل وبراكين المؤامرات التى تحاك فى الظلام والأيدى الخفية التى تدعبس فى دهاليز الأمن القومى، رادار أمنى منضبط لايترك شاردة أو واردة إلا وأحصاها وقاسها وعرف ماضيها و&Iacutحاضرها و مستقبلها، كل باب عليه ضباط من الرجال من كافة الرتب من الملازم وحتى اللواء لتفتيش الرجال، وأيضاً ضابطات من الجنس اللطيف لتفتيش النساء، وصدرت الأوامر منذ بداية المعرض بأن يوم الجمعة الماضى إستثناء يفتتح فيه المعرض الثانية بعد الظهر حنى لاتحدث المظاهرات الروتينية المعتادة بعد صلاة الجمعة، يعنى المكان محاصر ومنضبط وأمان وزى الفل، ولكن السؤال هل مايفعله الأمن هو الأمان الحقيقى؟، وهل الأمن المركزى يغنى عن الأمن الفكرى والثقافى؟، وهل الحل فى يد وزارة الداخلية أم وزارة الثقافة أم المجتمع بأكمله؟، وهل أبواب المعرض الخارجية هى المهمة والجديرة بالحراسة أم أن مايحدث فى داخل المعرض وبعد إجتياز البوابات هو الأهم؟!!!!!.
عند دخولك الى أجنحة ودروب معرض الكتاب ستلمح مشهداً يلخص لك ماهو حال الثقافة الحقيقية، وسيجيب عن السؤال الحقيقى، ماهو المطلوب حراسته فعلاً؟، هل هو بوابة معرض الكتاب أم عقل مصر؟، ستلمح تيار التتار ينتشر كالجراد باللحى والجلاليب القصيرة فى حركة منتظمة، كراتين وأجولة تحمل أطناناً من كتب التراث الصفراء من عينة زواج الإنس من الجن وعذاب القبر والشجاع الأقرع وفرض النقاب وتكفير البشر....إلى آخر هذه القائمة، والمدهش هو أسعارها الزهيدة بالرغم من طباعتها الفاخرة وتجليدها المذهب وحجمها الضخم!!، أنا لاأطالب بمصادرة، فأنا ضد المصادرة على طول الخط، وإنما أطالب بمعركة متكافئة على الأقل، فأى كتاب من كتب التنوير والعقل فى سراى ألمانيا القاطن فى منطقة نائية فى نهاية معرض الكتاب والذى يضم دور النشر المصرية واللبنانية والسورية........التى تكتب فى المسكوت عنه من التراث بطريقة نقدية، وتتحدث عن العلم والعقل، هذه الكتب أقل سعر لأى كتاب منها يتجاوز المائة جنيه، أى مايعادل نصف مرتب كامل لموظف مصرى فى بداية السلم.
أهل التنوير فى معركة خاسرة، يحاربون بسيف خشبى هزيل أمام ترسانة من القنابل النووية الإعلامية من كتب رخيصة وفضائيات سلفية منتشرة تصرخ وتزيف الوعى وتغسل الأدمغة بفتاويها المتخلفة، أما الدولة فهى مشغولة بحراسة بوابات معرض الكتاب حتى لاتحدث هتافات مضادة للنظام، وبعد إغلاق الأبواب تنام قريرة العين مطمئنة البال أن كل شئ تمام والأمن مستتب.
ما يفعله الأمن المركزي هو بمثابة المسكنات الوقتية. والتي تزيد بالطبع بزيادة الحاجة إليها في كل يوم عن اليوم السابق. وسيأتي اليوم الذي لا تجدي معه أي مسكنات وذلك لتفشي المرض وانتشاره في كل مكان بالجسم ،وهذ ما يحدث فعلا .. في ظل غياب الوعي الثقافي أو الأمن الثقافي على حد تعبير كاتب المقال
الليبرالي الكبير الأستاذ خالد منتصر ، والذي يخلص للبراليته على طول الخط ، ولم يقع في فخاخ السلطة مثلما فعل أشباه الليبراليين ،والذين يؤيدون سلطة الاستبداد خوفا من القادم الجديد أبوذقن .إن النظام الحالي متخبط وأصبح يحاول أن يتعلق في قشة .ولذلك فإنهم غير قادرين على أحداث تغيير حقيقي حتى ولو كانو مقتنعين بإن الحل الوحيد لبقائهم هو التغيير ، هم الآن مثل المريض الذي دخل غرفة الانعاش وفي أنتظار أعلان خبر موته ،والأموات تجوز عليهم الرحمة ولا تجوز عليهم النصائح .لذلك فهم لا يتقبلون النصائح .
الأستاذ الكبير خالد منتصر ، بالطبع ليس خافي على أحد ما تقوم به أموال النفط السوداء لدعم الأفكار السوداء الوهابية والتي عفا عليها الزمن ، لذلك ستجد الكتب التراثية والتي تخاصم العقل سعرها بسيط ورمزي لأنها تحظى بالتمويل من الوهابيين ، أما الكتب التي تتكلم عن المسكوت في التراث الاسلامي فإنها لو اجتازت ملف الرقيب فإن الناشر عادة لا يهتم بتوزيعها ، وإذ أهتم بتوزيعها فإن سعرها المرتفع يقف أمام توزيعها ، لكل هذا يجب أن نشكر الله على نعمة النت .
دعوة للتبرع
التكقير من تانى : أری ;د أن أتمنّ ی منکم أن لا تکفّر وا ...
أردوغان: ارغب بسؤال ك عن رأيك بأردو غان . أعلم انه...
السعودية: مارأي كم فى السعو دية ؟ وهل تكره السعو دية ؟ ...
الفطرة: اذ كانت فطرة الانس ان هي الاسل ام ، لماذا تجد...
رغبة فى المشاركة: ارغب في المشا ركة بكتاب اتي في موقعك م ، فما...
more
الكاتب الكبير/ خالد منتصر كلامك واقعي فعلاً ولمسناه من خلال زيارتنا لمعرض الكتاب هذا العام ، والملاحظ فعلاً أن الكتب المليئة بالخرافات والتي تدعوا إلى التخلف والإرهاب في متناول يد الجميع، والمضحك هو ما كان في جناح السعودية جناح في منتهى الضخامة تشعر فيه بتكلفه باهظه،أكثر من ثلاثين مكان للعرض وفي المقابل لا يوجد سوى بعض الكتيبات التي تتحدث عن إنجازات العائلة الحاكمة في مجال الثقافة ونشر الدعوة في المعارض الدولية الأخرى، ولا يلفت النظر وجود أي كتاب به ثقافة وعلم حقيقي في هذا الجناح الضخم،حتي من بين هذه الكتب الهزيلة مكتوب عليها للعرض فقط وليست للبيع!!