نقد كتاب حكم المهرجانات الغنائية
نقد كتاب حكم المهرجانات الغنائية
الكتيب عبارة عن جمع ثلاث فتاوى فى موضوع المهرجانات الغنائية التى تقوم جهات مختلفة بتنظيمها بتصاريح من دول المنطقة المتخلفة وأحيانا بدون تصاريح فطالما الأمر ليس تظاهر ضد النظام فليس مهما أن يخالف الدين
والفتوى الأولى هى :
"فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
رقم 20856 في 15/ 3/ 1420هـ
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن :
حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب ودعوة المغنين والمغنيات والشعراء والممثلين وإنفاق الأموال الطائلة في ذلك وإلهاء الناس عما ينفعهم في دينهم ودنياهم وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها ؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه :
يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ، للأدلة الشرعية الكثيرة الدالة على تحريم هذه الأمور وأنها من أسباب الوقوع فيما حرم الله من الفواحش والفجور ، وقد توعد الله عز وجل من أحب شيوع الفاحشة بين المؤمنين ودعا إلى ذلك وأعان عليه بالعذاب الأليم فقال سبحانه : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } وإذا تقرر أن إقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضا لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه . ومن التعاون على الإثم والعدوان . والله تعالى يقول : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } وفي الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله وسلم كان ينهى عن إضاعة المال .
وبالله التوفيق . وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"
والفتوى سليمة المنطق ‘لا أن تكون تلك المهرجانات لا تتضمن ما يخالف أحكام الله فإذا كانت مهرجانات للتعليم والوعظ عن طريق الغناء دون مقابل لأحد غير الراتب الوظيفى وحاضريها رجال والقائمين عليها رجال والمكان مغلق عليهم فهى مباحة وإن كان حاضراتها نساء والقائمات عليها نساء والمكان مغلق عليهن فهى الأخرى مباحة
ومن ثم فليس كل أنواع المهرجانات محرمة
والفتوى الثانية هى:
"فتوى محمد بن صالح بن عثيمين:
وسئل محمد بن صالح بن عثيمين السؤال التالي :
عما انتشر في الآونة الأخيرة من إقامة الأمسيات والمهرجانات الغنائية في بعض المصائف والتي يكثر اجتماع الناس عليها من الداخل والخارج ويفد إليها العديد من المغنين والمغنيات وما يحصل فيها من اختلاط عند الدخول للأمسيات النسائية والخروج منها ، وبذل الأموال في الدخول إلى هذه المسارح .
فنأمل من فضيلتكم تبيين الحكم في هذا ونسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء
الجواب : لا يجوز حضور المهرجانات التي يكون فيها أغاني ومغنيين أو أغاني ومغنيات أو اختلاط بين الرجال والنساء ، وبذل الأموال في الوصول إلى ذلك حرام لأن ذلك إضاعة للمال وبذل له فيما لا يرضي الله تعالى ، ونسأل الله العافية وأن يعصمنا وإخواننا المسلمين من أسباب سخطه وعقوبته وأن يجعل ما رزقنا عونا لنا على طاعته لا على معصيته إنه سميع مجيب "
وأما الفتوى الثالثة وهى ألأكثر تفصيلا فهى:
"فتوى عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين :
كما سئل عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين السؤال التالي :
عما أشيع في بعض المدن والمناطق من إقامة الحفلات الغنائية ، والسهرات على سماع الأغاني ، والأهازيج الوطنية ، وغير الوطنية ، وإقامة المسلسلات والتمثيليات في مسارح بعض الأندية الأدبية . ويدعي لها المطربون والمغنون والممثلون من كل مكان وأحيانا يكون الدخول فيها عن طريق تذاكر تباع وأحيانا يكون الدخول مجانا وبدون مقابل والسؤال يا فضيلة الشيخ : ما حكم إقامة هذه الحفلات والأمسيات ، وما حكم حضورها ومشاهدتها لأجل الترفيه عن النفس والترويح عنها ، وهل يجوز لي أن أشارك معهم في هذه الأغاني والأناشيد الوطنية ؟ أفتونا مأجورين حيث أن الأمر مشكل ؛ فمن الناس من يقول إن هذا لا بأس به وهو من قبيل الاستجمام والترويح ، ومنهم من يقول بل هو محرم لا يجوز ، بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ... آمين .
الجواب : ينبغي على جميع أن يتقوا الله وأن يراقبوه في سرهم وعلانيتهم ويعلموا أنه مطلع عليهم ولا يخفى عليه منهم شيء في الأرض ولا في السماء قال الله تعالى : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب } أي : يا أصحاب العقول الواعية والقلوب الحية اتقوا الله واعملوا على إرضائه بالذي يعود عليكم نفعه في الدنيا والآخرة وأما ما سوى أولوا الألباب فهم الذين صرفوا هممهم وعقولهم إلى ما يغضب الله تعالى .
وما سأل عنه السائل من إقامة حفلات وسهرات غنائية يدعى إليها مطربون ومغنون وممثلون من كل مكان والدخول لها مجانا أو بثمن ، وحضور هذه الحفلات ومشاهدتها ، أو المشاركة فيها أو دعمها أو تأييدها ، كل ذلك حرام لا يجوز لأن الله تعالى يقول : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } .
وكان ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه يقسم بأن المراد به الغناء ، وهو بلا شك ولا ريب إضلال عن سبيل الله وبعد عنه بقتل الأوقات وضياعها ، وعن أبي عامر وابن مالك الأشعري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) رواه البخاري .
( يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) أن الأصل فيها التحريم وكلمة ( ليكونن ) تفيد ما سيكون في المستقبل والمعنى " أنه سياتي أناس يستحلون ويبيحون لأنفسهم ما كان محرما من حر وحرير وخمر ومعازف وعن أنس رضي الله عنه وأرضاه مرفوعا ( ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ) رواه الترمذي ."
والروايات لا تصح فمن عصى الله فقد خرج من الأمة فهو ليس من الأمة كما فى روايات مثل" من غشنا فليس منا"ومن ثم إثبات الروايات كون العصاة وهم الكفار من الأمة خطا فادح كما أن الأمة ليست أمة محمد(ص) وإنما أمة الله أو أمة المسلمين كما قال تعالى:
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة"
ولم يقل الله فى القرآن مرة واحدة عن المسلمين أمة محمد(ص) أو غيره
والخطأ أيضا علم النبى (ص) بالغيب الممثل بالحادث فى المستقبل كالمسخ والخسف وهو ما يخالف قوله تعالى:
"لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
فالله وحده من يعلم الغيب
والخطأ أيضا استحلال الحرير فالحرير حتى طبقا للروايات حلال للنساء ومن ثم تعميم القول باستحلاله يناقض روايات تحليله للنساء وفى القرآن كل اللباس حلال فلم يحرم الله فيه الحرير أو غيره وتوجد روايات تحله للرجال مقيدة وغير مقيدة
"وقال الجبرين:
ولا شك أن ما يجلب هذه العقوبات محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وقد نص العلماء المتقدمون كالإمام أحمد رحمه الله على تحريم آلات اللهو والعزف كالعود والطنبور والشباب والرباب ، فمن باب أولى آلات اللهو في هذا الزمان والتي هي أشد فتنة مما كان عندهم رحمهم الله .
وعليه يحرم إقامة مثل هذه الحفلات الغنائية وليتقي الله القائمون على ذلك وليتقي الله أولياء الأمور في أخذ أولادهم وأسرهم إلى هذه الأماكن وليعلموا أنهم آثمون بذلك وسيسألون غدا عما فعلوه وليعلموا أن الترفيه والترويح عن النفس يكون في طاعة الله من حفظ لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والصيام وزيارة الحرمين والجهاد في سبيل الله ونشر دين الله والدعوة إليه وغير ذلك من أعمال الخير والبر ، كما يحصل ذلك بالترفيه عن النفس بالأمور المباحة كتعلم السباحة والرمي وركوب الخيل بالإضافة إلى ركوب البحر والذهاب إلى الحدائق والمنتزهات ونحوها مع مراعاة الآداب الإسلامية وتمثل الأخلاق الفاضلة ، وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد وجنبنا أسباب سخطه وأليم عقابه والله أعلم .."
والجامع بين الروايات هو :
اتفاقها على حرمة الحفلات الغنائية كلها وهو أمر كما سبق القول يتعارض مع احلال الله الكلام الطيب بقوله تعالى:
" وقولوا للناس حسنا"
واحلال تواجد الرجال مع بعضهم وكذلك مع النساء حرصا على غض البصر كما قال تعالى:
" وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقال:
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
واما التمثيل فمثل الغناء فطالما التزم بالقول الحسن وكون من يمثلون رجال والحاضرين رجال أو كون من يمثلن نساء والحاضرات نساء وما يحدث يكون فى مغلق او مقصور على فريق منهم فهو مباح
واما الندوات الشعرية فمثلهم هى الأخرى طالما التزم الناس بأحكام الله وكذلك المسرحيات وغيرها من أنواع الفنون
اجمالي القراءات
2660