تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: محكمة استئناف أمريكية تبطل مرسوما لترامب يقيّد حق المواطنة بالولادة | خبر: فرنسا تعلن أنها ستعترف بفلسطين كدولة، وواشنطن تقول إنَّ ردَّ حماس يشي بعدم رغبتها في وقف إطلاق الن | خبر: وول ستريت تحت ضغط هادئ وأجور الأميركيين في مأزق | خبر: الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة | خبر: شكرا جزيلا لحضرتك على المُشاركة فى النشر .. أكرمكم الله وحفظكم . | خبر: الزلزال.. قرار إعلاني لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية | خبر: المشاريع الصغيرة في الصومال... نافدة أمل للفقراء | خبر: الخرطوم منزوعة الحياة.. هدوء بالأسواق وفراغ إداري | خبر: جدل بالعراق بعد رد محافظ البصرة على مواطن: سمحنا لك تتكلم معنا دون إساءة | خبر: وول ستريت جورنال: هل يحكم الذكاء الاصطناعي اقتصاد العالم؟ | خبر: الأرض بدل الغرامات... قرارات جديدة لتوفيق أوضاع الأراضي في مصر | خبر: السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار البلاد تقدّر بـ700 مليار دولار | خبر: مصر: محكمة جنايات القاهرة تشطب اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الكيانات الإرهابية | خبر: شبكات إجرامية تُشغّل متسوّلين أجانب في العراق | خبر: 6 أشهر على قانون العفو العام في العراق: مماطلة وبطء في التنفيذ |
السخرية من الطاغية مضيعة للوقت:
الديكتاتور يشكر الساخرين منه!

محمد عبد المجيد Ýí 2020-10-10


الديكتاتور يشكر الساخرين منه!
إذا أردت أن تطيل عُمْرَ ديكتاتور في الحُكـْم فاجعل الفواجعَ كوميديا، وحَرِّض الرعيةَ المُضْطـهَــَدة علىَ استخراجِ الضحك من البكاء، واجعل المُعَذَبين يرشقون القصرَ بالنُكـَتِ، وحوِّل الدموعَ إلىَ قهقهاتِ حشّاشين؛ حينئذٍ تضمن حذاءَ الطاغيةِ فوق رأسِك سنينَ عددا!
الكوميديا لادخال البهجة إلىَ النفسِ؛ أما الشعوب التي يختبيء الألمُ خلف خوفــِـها فيجعلها تحارب طاغيتــَها بالسخريةِ منه لن تحرّك ساكناً، بل لديَّ شبه يقين أنها تهدي قفاها أو ظـَهْرَها لمن يركبه!
لم تهتز أوتادُ خيمة طوال 42 عاما من حُكم العقيد مُعمر القذافي لأنَّ سيفَ النُكــْـتة اللاذعة لا يذبح دجاجة، ومئات الآلاف من الحكايات الحقيقية أو المُفبرَكة عن قائد الجماهيرية العظمىَ جعلته أكثر ثباتاً في الأرض و.. في الصدر.
السخريةُ تنفيسٌ ليس نفيساً، وزفيرٌ بدون شهيقٍ، وطواحين هواء لا تُحَرّكها أنفاسُ الغاضبين المُسالمين!
والتهكمُ علىَ تنصيبِ جان بيدل بوكاسا نفسه إمبراطوراً علىَ الفقراءِ من أموال قرضٍ فرنسي لم يمنع بابا الفاتيكان من استقبالــِــه استقبالَ الأبطال، وهو المُتهَم بأكل لحوم تلاميذ المدارس الثانوية الذين احتجوا على ديكتاتوريته في بانجي عاصمة أفقر بلاد القارة السمراء.. جمهورية أفريقيا الوسطى!
عبقرية الرعب في حشــْر التهريج في ألسنة مُعارضي الديكتاتور ، ويمكن جمع ما يملأ موسوعاتٍ من السُخرية عن دراكيولا أيّ وطن، لكن أنيابــَه تظل مُتعطشةً لأعناق رعيته، فالسادات اعتبر سخرية شعبه منه مركز قوة له، فاستمر رغم السخرية حتى قُتــِلَ في احتفال العبور و.. هو بين جنوده وفي حمايتهم.
كان عيدي أمين دادا يجابه التهكم عليه بمثله، وكان عاشقا للتقليل من شأن الرجل الأبيض فيرسل لمَلــِكَة بريطانيا عارضاً طعاماً على البريطانيين الجائعين، ويحمله على أكتافهم بريطانيون في كامبالا، ويطرد عشرات الآلاف من الآسيويين المقيمين في أوغندا، ويطلب من الرئيس السادات الموافقة أن يأتيه عيدي أمين سابحا في النيل بين التماسيح! أسقطته قوىَ خارجية واكتفىَ الأوغنديون بمناهضته بالنُكتة!
الديكتاتور يبحث دائما عن الذي يضحك عليه، وعن انشغال شعبه بالسهر وهم يقُصّون حكاياتٍ كوميديةً عنه، فلا يطيل في عُمْر أيّ طاغية أكثر من شيئين: انشغال رعيته بالحوارات الدينية، ومحاربته الوهمية بالسخرية.
كانوا يقولون عن حسني مبارك أنه البقرة الضاحكة، فاقنعهم أنه قائدُ الضربة الجوية الأولى؛ فظل بها ثلاثين عاما صانعاً الفشل في كل شيء، وشاغلاً الشعب بالسخرية الخفيـّة منه.
لم يضحك شعبٌ على زعيم كما ضحك الايطاليون على موسوليني، وظل متربعاً بغطرسته على عرش روما، ومتحدياً قوة الكنيسة الكاثوليكية:( كم دبــّــابة يملك البابا، كما قال ساخرًا؟)، وسقط فقط حين هُزِمَتْ ايطاليا في الحرب العالمية الثانية.
السخرية من المستبد والديكتاتور والطاغية لا تجعله يُفرج عن المعتقلين الأبرياء، ولا يضع نهاية للتعذيب، ولا يتوقف عن نهب خيرات الشعب، فالغضب فقط هو المقدمة الأولى لحرية أي شعب، والشعب الذي يستبدل بالغضب ضحكاً، وبالاحتجاج همساتٍ لاذعةً من وراءِ ظهرِ سُكّان قَصْر الحُكــْم، لن يُحَرّك شَعْرة غير مرئية من رأس رجل أمن مريض يقف بسلاح قديم عاطل يخيف به العبيد.
طوال أكثر من مئتي عام كان الأمريكيون من أصولٍ أفريقية يسخرون من أسيادِهم الاقطاعيين القُساة، وكانوا ينتصرون من وراء الظــَهْر وهم يرتعشون، إلى أنْ جاء الوقتُ الذي تغيـّرتْ الظروفُ العالميةُ وانتفضتْ حركات مناهضةٌ للعبودية وللتمييز العنصري وصرخ حُلـْم مارتن لوثر كينج .
الاستخفاف الهامس بعيدًا عن عيون الحاكم الديكتاتور لا يضرّه في شيء، ويمكن للرعيته برُمتها أنْ تبصق علىَ أيّ طاغيةٍ فور مغادرتــِه المكان، لكنه لن يتأثر، بل إنَّ هذا ما يطلبه تماماً، أيّ امتصاص غضبٍ لم يتكوّر ويتكوّن ويضغط علىَ أعصاب المهضومة حقوقُهم قبل أنْ ينفجروا.
الآن يمكنك أنْ تدير مؤشرَ التلفزيون أو فارة الكمبيوتر فيأتيك اليوتيوب بما يبهجك من كل صور الاستهزاء بأي إرهابي أو طاغية أو سجّان أو ديكتاتور، لكن آلافــاً من البرامج والحوارات الشديدة التهكم والسخرية والاستخفاف لا تحرّك مُجرما إرهابياً وطاغيةً من مكانه شبراً واحداً، إنما الغضب الثائر والهادر والجماعي هو القادر على اختصار عبوديتك وخوفك ثم اخراجك من زنزانة الوطن إلى أرض الله الواسعة.
برامج وأفلام وحوارات تسخر من ديكتاتور هي حرْبُ الضعفاء أمام مرآة ضخمة يرىَ كلُ ساخر فيها نفسه ضاحكــاً في موضع البكاء.
لا تفرحوا كثيراً فالحاكم القاسي والغليظ والسفّاح والديكتاتور مستعدٌ ليسمع أحدث نُكتــة عنه؛ ويضحك عليها!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 10 أكتوبر 2020  
 
 
 
     
اجمالي القراءات 3405

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,682,783
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway