القاموس القرآنى : اليقين ( 1 من 2 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-01-11


 القاموس القرآنى : اليقين ( 1 من 2 )

أولا : اليقين مصدره رب العالمين جل وعلا :

1 ـ  لأنه الشهيد على كل شىء . قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ﴿٣٣﴾ النساء )  ( إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١٧﴾ الحج )

2 ـ ولأنه جل وعلا الذى أحاط بكل شىء علما فى السبع سماوات والسبع أرضين . قال جل وعلا : :( اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾ الطلاق )( وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا ﴿١٢٦﴾ النساء )

3 ـ ولأنه جل وعلا عالم الغيب والشهادة

3 / 1 ـ (عالم الغيب والشهادة ) يأتى ضمن اسماء الله الحسنى . قال جل وعلا :(  عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾ التغابن) (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾ الحشر).

3 / 2 ـ ولأنه ضمن أسمائه الحسنى فهو مرتبط بكونه جل وعلا خالق السماوات والأرض. 3 / 2 / 1 : الذى يعلم السّر والعلن فى القول وفى الفعل . قال جل وعلا :(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴿٩﴾ سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴿١٠﴾ الرعد )

3 / 2 / 2 : الذى لا يغيب عنه أقل من ذرة فى السماوات والأرض ، وكل شىء مسجل ومكتوب. قال جل وعلا :

3 / 2 / 2 / 1 :( عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴿٣﴾ سبأ )

3 / 2/ 2 / 2 : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾ الانعام )

3 / 2 / 3 : ولذا فهو وحده جل وعلا الذى يحكم بين البشر يوم الدين بما ينفى الإكراه فى الدين وما يسمى بحد الردة . قال جل وعلا : (قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾  الزمر  )

3 / 2 / 4 : وهو جل وعلا الذى يقول الحق المطلق ( اليقينى ) . قال جل وعلا :  (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚعَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿٧٣﴾ الانعام )

3 / 2 / 5 : قال جل وعلا عن القرآن الكريم الحق المطلق الذى لا ريب فيه : ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٣﴾ السجدة ). بعده قال جل وعلا عن ذاته : ( اللَّـهُالَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥﴾ السجدة ) بعده قال جل وعلا :( ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٦﴾ السجدة ) .

ثانيا : من علمه أنزل جل وعلا القرآن الكريم الحق اليقينى الذى لا ريب فيه .

1 ـ لذا يأتى وصفا للقرآن الكريم الذى لا ريب فيه بأنه الحق اليقين . قال جل وعلا  :

1 / 1 :  ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ الواقعة )

1 / 2 : ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴿٥١﴾ الحاقة )

2 ـ ولأن دين الله جل وعلا حق يقينى مطلق فهو قضية إيمانية مطلقة لا مجال فيها للتوسط أو التردد أو الشك أو الظن . هذا يشمل :

2 / 1 : ( لا إله إلا الله ) . قال جل وعلا : ( فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾ يونس ) (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٣٠﴾ لقمان  ) .

2 / 2 : القرآن الكريم .إذ لا إيمان بحديث غير حديثه جل وعلا فى القرآن الكريم قال جل وعلا : ( الأعراف 185 ،المرسلات 50 ، الجاثية 6 ).

2 / 3 :  ولا دين يقبله الله جل وعلا إلا دينه الاسلام قال جل وعلا : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ آل عمران )

3 ـ  وقوله جل وعلا هو اليقين حتى فى التفصيلات. ومثلا يقول جل وعلا : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿١٥٧﴾ النساء ). هم فى شك ، وهم يتبعون الظن. والله جل وعلا أنزل اليقين بأنهم ما قتلوه .

ثالثا  ـ لا يمكن للبشر الوصول الي هذا اليقين الحق فى حياتهم الدنيا . لماذا ؟

1 ـ لأنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ :

1 / 1 ، فالنفس البشرية قد خلقها رب العزة تقبل الفجور والتقوى ، قال جل وعلا : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾الشمس ) .

1 / 2  ـ المفلح يوم الدين هو الذى ينهى النفس عن الهوى . قال جل وعلا : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾  فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾ النازعات ).

1 / 3  ـ وهذا المفلح لم يكن فى حياته الدنيا معصوما ، فالبشر جميعا سيحاسبون يوم الحساب حيث ستأتى كل نفس تجادل عن نفسها ، قال جل وعلا : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١﴾ النحل  ).

1 / 4  ـ  كل البشر مخطئون ، ولو يؤاخذهم ربهم بذنوبهم ما ترك على الأرض من دابة ، قال جل وعلا :

1 /4  / 1 :(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٦١﴾ النحل )

1 / 4 / 2 (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴿٤٥﴾ فاطر )

1 / 5 ـ ما سبق كله يشمل الأنبياء .

2 ـ لأن الايمان يزداد وينقص حسب المواقف وحسب العمل .

2 / 1 : المنافقون يتأرجحون بين الايمان والكفر حسب المواقف ، قال جل وعلا عن موقفهم فى رفض القتال الدفاعى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ) ﴿١٦٧﴾  ال عمران ). كانوا الى الكفر أقرب منهم الى الإيمان فى هذا الموقف وذاك الوقت.

2 / 2 : بينما فى موقف شدة آخر إزداد بعض المؤمنين إيمانا ، قال جل وعلا عنهم فى نفس السياق : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ آل عمران )

2 / 3 : وفى كل الأحوال يزداد المؤمنون إيمانا حين يتلى عليهم القرآن بينما يزداد الكافرون كفرا كراهية فى القرآن . قال جل وعلا :

2 / 3 / 1 :(  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾ الانفال )

2 / 3 / 2 ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴿١٢٥﴾ التوبة )

2 / 3 / 3 : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا )المائدة 64 ، 68 ) 

3 ـ قد يكون الشخص مؤمنا بأنه ( لا إله إلا الله ) ولكن يدمن السيئات فتجعله سيئاته يقع فى تكذيب القرآن الكريم والاستهزاء بها ، قال جل وعلا : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾ الروم ) .

رابعا : المتقون أصحاب الجنة لا يصلون فى حياتهم الدنيا الى اليقين الايمانى

1 ـ لن يدخل الجنة إلا المتقون ، قال جل وعلا :

1 / 1 :(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾ مريم  )

1 / 2 : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ) الزمر 71 ) ۖ  ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ ) ﴿٧٣﴾ الزمر  )

2 ـ هؤلاء المتقون سيكونون فى الجنة درجتين : السابقون المقربون واصحاب اليمين. ( الواقعة 7 ــ ) . وهذا التفاوت مبعثه أن المتقين ليسوا معصومين .

3 ـ بل قد يرتكبون اسوأ الأعمال ، قال جل وعلا عن المتقين : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ الزمر ) أى يشمل المتقون الأنبياء الذين جاءوا بالصدق ومن آمن بهذا الصدق . والصدق هنا هو الكتاب الالهى الذى هو حق لا ريب فيه ، وهو الحق اليقينى المطلق. يقول جل وعلا عن جزائهم يوم القيامة :( لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾ الزمر ) . ومع أنهم آمنوا بالحق اليقينى فقد إقترفوا أسوأ الأعمال ، ولكن تابوا توبة نصوحا فإستحقوا الغفران ، قال جل وعلا : ( لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٥﴾الزمر )

4 ـ وعن وقوع المتقين فى الفاحشة والظلم ثم التوبة منها قال جل وعلا عن المتقين : (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 ) أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚوَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿١٣٦)  آل عمران )

5 ـ حين يكون الانسان متقيا يقترب وقتها من اليقين الإيمانى أى ( يوقن ) أو ( يستيقن ) ، وهذه حالة عرضية وقتية . ولأنه ليس معصوما فقد يقع فى المعصية فيختلف وضعه.  يستحيل أن يصل الانسان الى اليقين وأن يتمسك به طيلة حياته. هذا لأن الانسان لا يمكن أن يشهد اليقين فى حياته الدنيا . هذا موضوع آخر .

اجمالي القراءات 4259

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,884,278
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي