خالد منتصر Ýí 2018-10-24
من الممكن أن أتفهم نشر جريدة إخوانية فتوى تؤيد ختان البنات، ومن الطبيعى أن أقرأ فى نشرة حزب النور أو الجماعة السلفية دعوة إلى نشر العفة عبر تلك الجريمة البربرية التى يطلقون عليها صفة الطهارة، وهى فى الأصل جزارة!، لكن أن تنشر جريدة قومية متخصّصة فى الشأن الدينى وتخضع للدولة ولقوانين الدولة، التى تجرم ختان البنات، وتسهم الضرائب التى ندفعها نحن المواطنين الخاضعين لتلك القوانين، فى الصرف عليها، تنشر كلاماً عكس تلك القوانين يدعو ويحرض وبقوة على تلك العادة القبيحة المهينة المخجلة، بل فى نهايته دعوة صريحة لولى الأمر بقتال من يقاوم الختان ويرفضه!، نشرت جريدة «اللواء الإسلامى» التى تخصّصها الدولة كخط دفاع ضد الإرهاب والتطرف، والمفروض أنها نموذج لتجديد الخطاب الدينى، فى عددها الأخير، مقالاً للشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، المقال قديم بالطبع، وقد تم بذل جهد كبير للنبش عنه وإخراجه إلى الوجود، وتقديمه إلى القراء كهدية وكنز ومفاجأة عظيمة ينتظرها القاصى والدانى، لماذا فى هذا التوقيت يتم نشر مثل هذا المقال وموقف الشيخ جاد الحق بالذات معروف من تلك القضية؟، ما الغرض بالضبط؟، هل لم يجد رئيس التحرير مقالاً للشيخ إلا هذا المقال التاريخى المعجزة؟!، ماذا يقول شيخ الأزهر الأسبق فى مقاله الذى أتحفتنا به الجريدة الموقرة؟، يقول مدافعاً عن حديث أم عطية «أشمى ولا تنهكى»، وهو حديث من ضمن عدة أحاديث، وصفها شيخ الأزهر الذى تولى بعد الشيخ جاد الحق، وهو د. محمد سيد طنطاوى بالضعف، وبأنه لا يوجد ما يُعتد به فيها، يقول الشيخ جاد: «هذه الروايات وغيرها تحمل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى ختان النساء، ونهيه عن الاستئصال، وقد علل هذا فى إيجاز وإعجاز، حيث أوتى جوامع الكلم، فقال إنه أشرق للوجه، أحظى للزوج، وهذا التوجيه النبوى إنما هو لضبط ميزان الحس الجنسى عند الفتاة، فأمر بخفض الجزء الذى يعلو البول، لضبط الاشتهاء، مع الإبقاء على لذات النساء». ويبشرنا الشيخ جاد الحق بأنه «لم يعدم مصدر الاستمتاع، وفى نفس الوقت لم يبقها دون خفض، فيدفعها إلى الاستهتار، وعدم القدرة على التحكم فى نفسها عند الإثارة»!!، وليعذرنى وليسامحنى الشيخ جاد الحق، رحمه الله، فى وصف كل استنتاجاته بأنها استنتاجات لا تمت إلى علوم الطب بصلة من قريب أو من بعيد، فمسألة ضبط ميزان الحس الجنسى التى تشغل بال رجال الدين بشكل هستيرى ليس الثرموستات الذى يضبطها هو البظر، لكنه المخ للأسف، وهو عضو لا يمكن بتره أو استئصاله!، والمرأة التى تملك هذا العضو الذى تعتبرونه جسم الجريمة، ليست مريضة مجنونة مستهترة لا تتحكم فى نفسها، كما تصفها فضيلتك، ليست الغانية «إيرما لادوس»، التى تتصيد الرجال، وهى تقف أسفل عمود النور!، ثم يواصل الشيخ، قائلاً بأنه «لا يوجد قول بمنع الختان للرجال أو النساء، أو عدم جوازه أو إضراره بالأنثى»، ووصفه بأنه «أمر محمود»، ولا أعرف حتى هذه اللحظة من هو هذا المحمود؟، وكله كوم ونهاية المقال كوم آخر، فهو بمثابة اللغم الذرى والحزام الناسف لأى مجهود مجتمعى تمارسه وتؤيده الدولة منذ أكثر من ربع القرن دعماً لمحاربة الختان، يقول شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله، خاتماً مقاله البديع «أنه لو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم الإمام (ولى الأمر)، لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه»!.
أعرف أن الصحفى الكبير المستنير ياسر رزق لا يوافق على مثل تلك الآراء، وسيحاسب المخطئ.
وفى الختام، أسأل مجرد سؤال ساذج، هل نحن نعيش فى دولة واحدة لها قانون واحد ودستور واحد أم نعيش فى دولتين؟!.
دعوة للتبرع
أطرديه وتزوجى : انا عربية أعيش فى امريك ا من حوالى 30 سنة . فشلت...
كلا .. لا يرث : مات ابى ونحن اربعة اخوة ، ومنا الأخ الاكب ر ...
سؤالان : السؤ ال الأول : هل النبي واصحا به ...
لماذا 4 شهور و10 يوم: وأيضا : ما هى الحكم ة فى عدة الأرم لة ( أربعة...
أول المسلمين : إبراه يم عليه السلا م ومن آمن به كانوا...
more