قراءة في النكبة وذكراها!:
مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!

محمد عبد المجيد Ýí 2018-05-14


مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!

تجهل أمةٌ تاريخَها فيتبرع الأوغادُ بكتابتِه لها، ويتولى المحتــّـلُ تدريسَ أبنائِها إياه عن طريق الحُكم الوطني حتى يبدو كأنه خارجٌ من رحم النضال المهزوم.
لذا لم يكن للحكومات العربية التي تتلقىَ التوجيهات والأسلحة الفاسدة والخطط الفاشلة أن تنتصر على بعوضة فما فوقها ، فلندن وباريس تدعمان احتلال فلسطين حتى لو صدرت عشرات من بيانات الإدانة.

 

 

طوال مئات السنوات؛ والغربُ يضطهد اليهودَ. وصمتتْ الكنيسة الكاثوليكية والبروتستنتية، ولحق الاضطهادُ والظلم والتصفية بقمة العار الإنساني بوصول العنصري النازي أدولف هتلر إلى رأس الحُكم في ألمانيا.
تحوّل تاريخ البشرية إلى مذبحة استمرت عدة سنوات انتهت بأكثر من خمسين أو ستين أو سبعين مليون قتيل في حرب مجنونة فضلا عن عدة ملايين يهودي في أم المحارق.

ودفع المسلمون والمسيحيون الشرقيون الثمن غاليا، وقطع مضطهِدو اليهود من الأرض العربية قلبــَـها.. فلسطين، فنزعوها من المسلمين والمسيحيين الأرثوذوكس( ثلاثة من كل أربعة فلسطينيين ينتمون إلى الإسلام، وواحد إلى المسيحية الشرقية الأرثوذكسية).
للمرة الثانية يدفع المسلمون ثمن الكراهية والعنصرية؛ الأولى في الأندلس مع أولاد العم .. اليهود، والثانية في فلسطين مع المسيحيين العرب الأرثوذوكس.. شركائهم في الأرض العربية .

ونجح تقسيم فلسطين، فأكثر الدول العربية كانت واقعة تحت الاحتلال الغربي الذي اعتذر لليهود، وكأفأهم أو اعتذر لهم في أرض غيرهم، ولا مانع من قراءة صحف موسى بعيون الاحتلال، وتفسير التوراة من خلال رؤية المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وهم أنفسهم الذين اضطهدوا اليهود حيث لم يكن لهم ملجأ آمن غير أحضان العرب، من المغرب إلى اليمن.

وقام الغرب بتخدير ضميره حتى يقرأ التوراة بعيون عبرية ويفهم التلمود بضمير غائب؛ فيمنح أرضَ فلسطين للمهاجرين الهاربين خوفا من تكرار الهولوكوست.
اليوم يحتفل الشياطين بسبعين سنة على غياب الضمير الإنساني، ويلوم العربُ أشقاءهم الفلسطينييين لأنهم وضعوا ثقتهم فينا.
اليوم تحتفل خمسون عائلة فلسطينية باستشهاد زهورٍ تفتحت في أرض أجدادهم، فداست عليها الأقدام الهمجية.

اليوم يصبح الحَمَل ذئبا في عيد ميلاده السبعين الذي يوافق نكبتــَــنا السبعين، ويرفع ترامب بأموالنا الستار عن النُصب التذكاري لإبليس.
لو احتضن الغربُ أولاد عمومتنا اليهود قبل أن يحرق هتلر خمسة ملايين منهم، وكل الدلائل كانت تشير إلى ذلك من خلال كتابه ( كفاحي) لما كانت هناك حجة لاحتلال أرضنا وجعلها أرض الميعاد.
اليوم انشغل العالم العربي بجمال إيفانكا وهي تحدّثهم عن أرض السلام وسماحة الإسرائيليين وتصويب بندقية الجندي الصهيوني في صدر أطفال وشباب أكبرهم أصغر من عُمر شجرة زيتون.

اليوم ندفن شهداءَنا؛ وتلفزيوناتنا تبث مسلسلات وأغنيات ورقصات، لكنها لا تنس كيل المديح في زعيم عربي يدعو المغول الجدد أن لا يضربوا أطفالنا بقسوة مفرطة!
اليوم جاوز الظالمون المدىَ، فدعونا نغني، ونصفق، وننتظر مسلسلات شهر رمضان، ونكفر بقولنا بأن الحجر هو الذي اعتدى على الرصاص.
اللهم ألعن كل عربي لا يقاطع إسرائيل حتى لو اشترى برتقالة يافاوية واحدة سيشتري بها جيشُ الدفاع (!) الصهيوني رصاصة تصيب قلبَ ابنٍ لأحدنا.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 14 مايو 2018

اجمالي القراءات 5010

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١٤ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88636]

رحم الله بورقيبة والسادات .


 تحياتى  لحضرتك استاذ محمد عبدالمجيد -عاشق الحرية - وداعية العدل والسلام . واسمح لى بتعقيب على موضوع القضية الفلسطينية بوجه عام  وليس على  مضمون المقال تحديدا .



بالتأكيد موضوع فلسطين  موضوع صعب وشائك ومتداخل ومُحزن على المستوى الإنسانى . ولا اريد ان ادخل فى أصوله وماضية ، ولكن العرب اصحاب الفرص الضائعة دائما ضيع قادتهم فرصتين للسلام الدائم والعيش المشترك او للعيش بحُسن الجوار مع إسرائيل . الأولى عندما عرض (بورقيبة ) إختيار التقسيم والسلام على عبدالناصر قبل 67 ،فرفضه  وتهجم عليه وفتح عليه الأبواق الحنجورية من خلال صوت العرب وصحافة احمد سعيد وأمثاله . ثم ضاعت بعدها فلسطين كاملة ومعها اجزاء من مصر وسوريا ولبنان والأردن وكرامة العرب جميعا .



والثانية  عندما ضيعوا الفرصة الذهبية للسلام وعودة الأرض على حدود 67 التى قدمها لهم السادات فى 78 على طبق من ذهب ،وكان العالم كله آنذاك ينشد السلام ،ومُستعدا للمساهة فيه وفى عودة التنمية والإستقرار لفلسطين وللمنطقة كلها ، ولكن كالعادة خرج عليه وعلى مصر خصيان العرب وقادتهم ،ورفضوا  السلام وقادوا جبهة رفض ومقاطعة ضد  مصر وإتهموه وإتهموها بالخيانة وخذلان القضية العربية والفلسطينية والإنسحاب منها !!!!!!!! 



فاليوم ليس من حقهم أن يبكوا أو ان يتباكوا على ما ضيعوه من بين ايديهم سابقا  ،ولا سبيل امامهم الآن  إلا الموافقة على السلام والعيش المشترك كدولة واحدة  تضم الفلسطينين والإسرائيليين على اساس المواطنة  الكاملة ، ثم الدخول بعدها فى مفاوضات مباشرة لمناقشة  حق عودة اللاجئين  من 48 وما بعدها  فى سوريا والاردن ولبنان ومصر والعراق ، ثم فى مرحلة تالية  مناقشة حق عودة  المهاجرين  فى اوروبا وامريكا الشمالية .



التراخى ورفض الدولة الواحدة الآن   سيكون بمثابة  قطع ونزع  انابيب التنفس الصناعى  والتغذية عن جسد القضية الفلسطينية الميت اكلينيكيا ، فلا سبيل  إلا القبول بقُبلة الحياة والدخول فى مفاوضات جادة ومباشرة بحل الدولة الواحدة ،وإلا  فالرضا بالموت التام  لجسد القضية الفلسطينية شكلا وموضوعا ومضمونا .



اللهم بلغت اللهم فأشهد .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,915,809
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway