كيف نحلل التأريخ و ننقده .. فتح القدس أنموذجا .
التأريخ ليس دينا .. هو مجموعة أحداث كتبها المؤرخون ( و هم قلة ) و أتى من بعدهم من بنى على كتاباتهم و القران الكريم وحده فقط من قصّ القصص ليس للتأريخ بل للعظة و العبرة و لكتابه التأريخ و البحث فيه منهج و هذا المنهج هو أسلوب بشري قلما يلتزم به المؤرخون بل إننا نرى التأريخ يُزوّر في أحداث حالية فكيف بنا لأحداث قديمة ! فالتزوير فيها بلا شك أمرا قد حدث !
التأريخ ليس دينا .. و القران الكريم هو رسالة الله الخالدة الأخيرة و هو الإنذار الأخير قبل أن تقوم الساعة و ما جاء فيه من قصص هي أحسن القصص و هي للعظة و العبرة و ما حدث من أحداث بعد اكتمال هذا القران تبقى أحداثا و ليست دينا و للحكم عليها و على من قام بتلك الأحداث فيجب الاحتكام للقران الكريم .
و لكن كيف لنا أن نصدق بصدقيه تلك الأحداث ؟ هنا يجب إتباع المنهج التأريخي للوصول إلى مستوى قريب من تلك الأحداث و تبقى ما يتوصل إليه الباحث – وجه نظر – خاضعة للنقد و حتى الإنكار .
من أسف أن مناهجنا الدراسية و ما بُني عليها و ما تم إنتاجه من أفلام و مسلسلات – تأريخية – كان المصدر الأساس فيها كتب تأريخية ذات مصدر و منبع واحد و هو المنتصر العربي !! لم تُعطى فرصة للطرف الآخر – المهزوم غالبا - لقراءة و بحث ما كتبه في تلك الأحداث .
هذه نقطة غاية في الأهمية و هنا تتجلى أمانة الباحث و إلا فقل لي من كتب عن معاناة الأسرى من بلاد فارس و شمال أفريقيا و أسيا الوسطى !! كيف تم نقلهم ؟ و كيف كانت تتم معاملتهم ؟ و ما مصير أسرهم ؟
تخيل أسرة آمنة في بيتها يهجم عليها الغزاة و يقتلون الأب و يأخذون الأم ( سبية ! ) و يفرقون الأبناء و يبيعونهم كالمتاع !!!
تخّيل أنت أيها القارئ واحدا من هؤلاء يأخذونك أسيرا و يفرقون بينك و بين زوجتك و أبنائك ثم تساق كالأنعام و ربما أسوا من موطنك الذي ولدت فيه إلى موطن غريب و يجبرونك على العمل في خدمتهم و أنت تقاسي الإمرار و ليس الأمرين !! و هنا على الباحث أن يقف وقفة مع نفسه ليسألها بكلمة لماذا ؟؟
لماذا كل هذا ؟ يأتيك الجواب : من أجل نشر الإسلام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أيا عجبا !! يقول الحق جل و علا : ( ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) هذه الآية وحدها تنسف و تبطل كل الإدعاءات بحجة ( الفتح ) و هناك العديد و العديد من آيات الله عز و جل تقف واضحة وضوح الشمس و تدحض كل الافتراءات و كل التسويغات و كل التبريرات التي ساقوها من أجل نشر الإسلام .
لنأخذ مثالا بسيط و ليس للحصر و هذا المقال ليس مقالا بحثيا دقيقا مفصلا و إنما هو سريعا ألفت النظر فيه إلى أهمية العدل في البحث التأريخي عن طريق أهمية الأخذ بكتب الطرفين و لنجعل القارئ يحكم بينها و القارئ المسلم دائما يحتكم إلى القران الكريم دون تقديس لأي شخصية بشرية .
فالمراجع العربية صورت لنا الفتح العربي للقدس على أنه فتحا و وجد ترحيبا من أهلها !! لكن صفرونيوس و هو بطريرك الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في القدس يقول : ( إن جيوش الفتح الإسلامي الذي لا يعرف الله، احتل بيت لحم المقدسة، وأصبحوا يحِدُّون مرورنا إلى هناك، حيث أننا نُهدد بالذبح والدمار إذا تركنا مدينتنا المقدسة (أورشليم)، إذا تجرأنا واقتربنا من بيت لحمنا الحبيبة المقدسة. )
الإسلام العظيم ليس فيه تقديس لشخصية بشرية و الحب كله لله عز و جل و قد قال سبحانه للنبي محمد عليه السلام أن يقول : ( قل إن كنتم تحبون الله ) و الجواب هو : ( فأتبعوني يحببكم الله ) ( و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم ) .
الأحداث التاريخية ليست دينا و الدين الحق هو الإسلام العظيم و مصدره ليست الكتب التأريخية المتعددة بل مصدره واحد و هو القران الكريم .
اجمالي القراءات
8573