( هيئة للتدقيق في استخدامات الأحاديث النبوية ) بداية الطريق لو صدقوا و اتقوا !!
ليس عيبا مراجعة التأريخ و ليس خطأ الاعتراف بالخطأ و العيب كل العيب و الخطأ كل الخطأ في الاستمرار فيه و تبريره .. جاء الأمر الملكي بإنشاء هيئة للتدقيق في استخدامات الأحاديث النبوية في المملكة السعودية من أجل ( تنقية ) الأحاديث التي شاعت و أصبحت مرتكزا لتنفيذ العمليات الإرهابية و جاء هذا الأمر في ظل تغيرات هائلة و متسارعة في السعودية حيث جاء الأمر الملكي السابق لها بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة و هو ما لم يكن مستساغا في مجتمع يسمى بالمجتمعات المحافظة !
ها هو هذا المجتمع يبرر للأمر الملكي إيجابيات القرار من الناحية – الاقتصادية – و هذا خطأ !! كان المفروض تبريره من الناحية الشرعية و تحديدا من منطلق قراني بحت فالحرية هي أساس الدين و المرأة كانت حرة في ظل دولة الإسلام الحقيقية التي اختفت بموت خاتم النبيين عليه السلام الذي رفع من مكانة المرأة بالقران الكريم في ظروف غاية في التعقيد و الجهل !! ألم تخرج المرأة من مكة مبايعة للنبي عليه السلام ألم تملك المؤمنة زمام أمرها و تهاجر في سبيل الله خوفا على دينها دين الحرية و العدل .
جاء الخطاب بالذين آمنوا و بـ يا أيها الناس شاملا الرجال و النساء كقاعدة للمساواة و نقلة حضارية للبشرية و دولة النبي محمد عليه السلام هي أرقى الدول في تطبيق الإسلام الحقيقي و المساواة و العدل و الإنصاف و الحرية الكاملة .
أما آن الأوان لدراسة حقيقية قرآنية لدولة النبي عليه السلام من القران الكريم و كيف كان عليه السلام يدير دولة تحفها المخاطر في الداخل ( المنافقين و المنافقات ) و في الخارج الأعراب الذين هم أشد كفرا و نفاقا ناهيك عن مشركي قريش و بقية القبائل .
كيف نجح عليه الصلاة و السلام في إرساء قواعد الدولة الناجحة حيث لا ظلم و لا استبداد و لا مصادرة للحرية بل العدل ديدنها و القسط سنامها و الحرية متنفسها إنه بكل بساطة القران الكريم .
هذا الكتاب العظيم هو الحل و لأنه محفوظ من لدن الحق جل و علا فهو صالح لكل زمان و مكان ففيه الحل لكل مشاكل الحياة و علاقة الإنسان بالإنسان و قبلها علاقة الإنسان بالخالق جل و علا .
هجره – المسلمون – فماذا كانت النتيجة !! حروب طويلة و جهل و تخلف و ساد الظلم و الاستبداد ، تحررت أوروبا بعد تحييد دور الكنيسة و انطلقت تكتشف العالم و تنمي العقل ليبتكر و يخترع أشياء سهلت الحياة و بسطتها في ظروف معقدة و أصبحت اختراعات تلك الدول تغزو العالم بأسره بينما تقوقعت الدول – العربية – تحديدا في دائرة الحلال و الحرام و صبت جام جهدها في الجبت و الطاغوت و تقمصت شخصية الكنيسة في دور متقدم غبي و متخلف !!
بصدور هذا القرار آن الأوان للعودة للقران الكريم بعد هجره مئات السنين هذا القرار يجب أن يتطور إلى البحث في القران الكريم و ليس لتنقيه الأحاديث كما هو مسمى الهيئة فالقران الكريم بحر و الجميع مازال على ساحله .
أنكبوا على تدبره و استخراج أوامر الله جل و علا فالحديث هو حديث الله عز و جل بلسان خاتم أنبيائه عليه و عليهم السلام و ما قاله النبي الخاتم موجود فيه ( كلمة قل ) و هناك من أنبرى مجاهدا لصدع به و ليس أكفأ من الدكتور أحمد صبحي منصور باحثا حقيقيا مجاهدا اقرأوا كتبه و مقالاته ففيها عصارة فكر و خبرات السنين و فيها دستور أرقى ما يكون هو دستور أهل القران لو أخذت به المملكة لنجحت و تفوقت و قدمت إسلاما حقيقيا حيث الحرية و السلام و الأمن و الأمان .
ليس عيبا مراجعة التاريخ و الاعتراف بالخطأ و ليس عيبا تصحيح الخطأ و الخطأ كل الخطأ هو الاستمرار في الخطأ و المكابرة و الرقص على السلم لن يجدي و لن يفيد فالقران الكريم ليس بالهزل و هو – أي القران الكريم – فصله الحق جل و علا و هو هدى و رحمة لقوم يؤمنون يقول جل و علا : ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ) و هو الصراط المستقيم المفصل آياته لقوم يذكرون حيث يقول جل و علا : ( وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون ) .
القران و كفى هو الحل لمن أراد أن يتمسك بطريقة النبي عليه السلام في إدارة دولة الحرية و السلام .
اللهم هل بلغت .. اللهم فأشهد .
اجمالي القراءات
9445
مقال رائع استاذ سعيد .وتعقيبك على مقال استاذنا الدكتور -منصور -ممتاز ربنا يبارك فيك وينطبق على كل المجتمعات الإسلامية. ولكن السعودية تحديدا لما فيها من قمع وكبت ومحاربة للحريات بكل انواعها .نقبل منها هذه الخطوة وعلينا أن نُشجعها عليها ... فانا اراها كمن قرر أن يبنى محطة لتنقية الصرف الصحى فى قرية غارقة فيه منذ 1400 سنة ، فبالتأكيد سيأتى إلى خطوة تحلية المياه بعد ذلك حتى ولو بعد 20 سنه ، وبعدها سيرفض أن يشرب إلا مياه عذبة بعد ذلك ، وعندما يصل لهذه المرحلة سيُساعد بشكل كبير وضخم فى القضاء على كل الميكروبات والملوثات فى القرى المجاورة لأنه كان مصدرا رئيسيا للتلوث .
فالمصريون قريبا سيقضون على الأزهر ، والسعوديون بمساعدة المستنيرين فى العالم سيقضون على الوهابية .وسيعودون جميعا إلى القرآن الكريم وحده إن شاء الله .