أنا من مرجعية صوفية مُحبة وروحانية للغاية..أمنت كذلك بالخزعبلات الصوفية الكثيرة..وهذا ما شدني لإكتب اليوم عن تجربتي في إجبار عقلي على تبني أشياء ليست سليمة أو لا تنتمي لعالم الحق والحقيقة بشيء!
نبدأ منذ طفولتنا بتلقي كم هائل من المعتقدات التي يجب أن نؤمن بها دون أن نفهم لماذا..ومن أهم هذه المعتقدات..أن تؤمن أنك تحب ولي من أولياء الله المتوفين منذ قرون أوشبخ طريقة أو مذهب وصولاَ إلى الصحابة والنبي نفسه!
مجرد أن أقنع عقلي أني أستطيع أن أحب أحد من الناس مهما علت أو دنت رتبته بين الناس وأنا لم التقيه قط ولم ألقى أحد التقاه قط ولم القى أحد التقى بمن التقاه قط..هنا عقلي يدخل في حالة من الإنفصام عن الواقع، هذا الواقع الذي يفرض أن لا تحصل المحبة إلا باللقاء والمعاشرة أو على أقل تقدير حُب من أول نظرة كما في منهج الرومانسيين..ولكن على الأقل أنا نظرت لإنسان كائن حق حقيقي أمامي..وهنا عقلي سيفهم مباشرة منطقية وصلي لحبال من قلبي إلى قلب هذا المحبوب! أما أن أصل هذه الحبال إلى المجهول عن شخصية تاريخية أو افتراضية!! هنا عقلي سيقوم بإعادة برمجة كل كياني بناءاَ على هذه المعطيات ”الهمايونية“ الخيالية…وبعدها تنفتح بوابة الإيمان بالخزعبلات واحداَ تلو الآخر..وتستمر في هذه الحلقة تبني كل ما تؤمن فيه على هذه الخيالات!

حب الأنبياء غير مفروض..المفروض أن نفهم نماذجهم ومواقفهم ورسالتهم ونعتبر بهم ونتعظ!

الصحابة والتابعين والحواريين والصالحين والحكماء وأصحاب الكهف والأنبياء جميعاَ والملائكة والملأ الأعلى..كل هؤلاء لا نراهم ولا ندركهم..فقط نتعلم من قصصهم ورسالتهم…ولا وجود للعاطفة إطلاقاَ في هذا الجانب.

واحد أحد هو الذي يجب التعرف على محبته وترك القلب له..لإنه مشهود في كل شيئ ومعلوم من كل شيئ ومعروف لكل شيئ! ونقدر كذلك أن نحب الأناس والحيوانات والنباتات والأشياء المحيطة بنا في حياتنا في عالم الواقع! وما عدا هذا ليس إلا....خزعبلات.

مُعِز الرماح.