رضا البطاوى البطاوى Ýí 2016-12-31
الموت فرحة أم حزن للميت ؟
يظن كثير من البشر أن الموت عند الميت حادث يتسبب فى حزنه وغمه والحق هو أن الموت يكون سبب فى حزن الميت إذا كان كافرا لأنه يتسبب – أى الموت – فى دخوله العذاب المهين وهذا العذاب يسبب الآلام والأحزان وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
" ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون "
والموت يكون سبب فى فرح الميت إذا كان مسلما لأنه يتسبب –أى الموت – فى دخوله الجنة حيث الملذات والمتع الدائمة والدليل قوله تعالى بسورة الفجر:
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
فالله يرضى المسلم عند الموت بإدخاله فى زمرة عباده الذين فى الجنة والدليل قوله تعالى بسورة آل عمران :
"ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ويستبشرون بنعمة من الله وفضل "
لاحظ العبارات "فرحين بما أتاهم الله "و "يستبشرون "مرتين و"ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون "تجد أنها كلها تدل على أن الميت المسلم يكون فى حالة فرح .
نظرات فى خطبة صناديق النذور بريئة
نظرات فى مقال رد علي مذهب أهل السنة ؟
دعوة للتبرع
جسد المسيح : في مارس 2007 عرضت مجموع ة من الباح ثين و...
الجاهلون المتكبرون : ما معنى ( لا تصعر خدك للناس ) فى سورة لقمان ؟...
التبرع بالأعضاء بعد : هل يجوز التبر ع بالاع ضاء (القل , العين , ...
القرآن للعالمين: هناك وجهة نظر مثيرة استوق فتني بخصوص...
السجدة 13: ما هو معنى الاية 13من سورة السجد ة( وَلَو ْ ...
more
السلام عليكم و رحمة الله ،
مقال جميل ، فقط ما أود الاشارة اليه هو استدلالكم بقوله تعالى :
"ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون "
هذا الاستدلال أظن و الله أعلم في غير محله ، إذ المقصود ب" اليوم " في الاية الكريمة هو" يوم القيامة "و " بعد الحساب " من رب العالمين .. إذ هو اليوم الذي يسوق فيه الملائكة المكلفين كل إلى مآله النهائي :
1- الجنة للفائزين :
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [سورة الزمر:73-74].
2- و النار للظالمين أنفسهم :
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ {71-الزمر }.
و هو اليوم الذي يكون فيه الظالمون أنفسهم في غمرات الموت حيث لا يموتون فيها و لا يحيون . "إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ " (74)سورة طه . و هو وصف بغمرات الموت لأنه كما في مفهوم الغمرات جمع غمرة و كل شئ كثرته و معظمه ، وأصله الشئ الذي يغمر الأشياء فيغطيها .. و لا يكون التكرار لغمرة الموت إلا يوم القيامة .. أما قبظ الروح فهو غمرة واحدة عند الظالم نفسه و الله أعلم
كما أن القرآن لا يقرر مخاطبة الناس بواسطة الملائكة في الحياة الدنيا إلا في "حالات الرسل " الذين خاطبهم الله تعالى بواسطة الملائكة ، و بصـــورة استثنائية مريم ابنة عمران.
قد يكون هناك تبشير إو إنذار ساعة قبظ الروح ، أما الجزاء فلا يكون في ساعة الموت التي تفارق فيه الروح الجسد ، و إنما يوم القيامة : (كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة )
كما أود الاشارة أنه عدم التدبر العميق في هذه الاية هو ما أدى بالاكثرية للاعتقاد في عذاب القبر .
هذا رأيي و الله أعلم ، فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فمن فضل ربي .