الشيخ احمد درامى Ýí 2016-12-14
مؤسسة إسلامية منسية
" الاعتراف بالذنوب أمام الإمام للتوبة" = laconfession
كان من المؤسسات الإسلامية {ولا يزال} الاعتراف بالذنوب بين يدي إمام للتوبة إلى الله سبحانه وتعالى. شرعه الله سبحانه وتعالى مخرجا ومتابا للمنافقين ولغيرهم، ممن اقترفوا الكبائر بعد الإيمان. وقال تعالى:{وممن حولكم من الاعراب منافقون؛ ومن اهل المدينة؛ مردوا على النفاق. لا تعلمهم نحن نعلمهم. سنعذبهم مرتين، ثم يردون الى عذاب عظيم.!} [التوبة: 101]
{ واخرون اعترفوا بذنوبهم: خلطوا عملا صالحا، واخر سيئا. عسى الله ان يتوب عليهم؛ ان الله غفور
رحيم.}
أي جاءوا إلى النبي ص. واعترفوا أمامه بأنهم كانوا منافقين، خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. والآن
أرادوا التوبة. واعترفوا له بحقيقة أمرهم بغية التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ويستغفر لهم الرسول.
فوعدهم الله مغفرة شريطة أن يخرجوا صدقة وأن يستقيموا في سلوكهم. أي أن المغفرة مرهونة على صلاح أعمالهم بعد التوبة. فأمر الله سبحانه وتعالى النبي أن يأخذ من أموالهم صدقة " صدقة التوبة المطهِّرة" {بكسر الهاء}، ثم يدعو لهم. وأمرهم هم بالإصلاح والاستقامة في السلوك. فقال تعالى: { خذ من اموالهم (أموال الذين جاءوك معترفين بذنوبهم)صدقة تطهرهم وتزكيهم بها؛ وصل عليهم. ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم.} [التوبة:103]
وهذه الصدقة ليست زكاة كما يفهمها البعض وإنما هي " صدقة التوبة " الغرض منها تطهير المذنبالتائب. وهي مقرونة بالتوبة دعما وضمانا لها. لذا قال تعالى:الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم [التوبة:104 ]فمرتكب كبائر أو كبيرة، يتوب إلى الله ثم يخرج صدقة (الصدقة المطهرة). أي (بالتعبير القرآني) يقدم بين يدي توبته صدقة. وذلك أطهر له.
فهناك فوج آخر من المنافقين لم يأتوا الرسول حياء منهم أو فقرا أو انهم أشفقوا أن يقدموا بين يدي توبتهم صدقات. لكنهم انسلخوا من النفاق أو من الكبائر وآمنوا، ( ولا يخفى عليكم أن الخوارج كانوا يعتبرون إتيان الكبائر كفرا وخروجا عن الإسلام. فيتعين منه إعادة التوبة). فأولئك(أي الذين لم يأتوا حياء) مرجون لأمر الله. قال تعالى: { واخرون مرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم والله عليم حكيم}
الاستغفار من الذنوب، يستوجب، الاعتراف به أولا أمام المظلوم. ألا ترون أُخوة يوسف قد اعترفوا بذنبهم لأخيهم يوسف وهو عزيز مصر.فاستغفر لهم الله؛ قائلا: "يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين"(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ! قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ.يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.) (92 يوسف)، ثم اعترفوا لأبيهم (النبي)ن طالبين منه أن يستغفر لهم الله:(قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ.) (97 يوسف). واعترف يوسف هو كذلك لما برأته النسوة وامرأة العزيز، قائلا بارتياح:(ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ! وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ!) (52) ثم استدرك وخفف في قوله (ليعلم {العزيز}أني لم أخنهبالغيب)، معترفا بذنبه لله من همه، في النهاية، بامرأة العزيز واعترف قائلا:(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ. إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.) (53) يوسف).
و" صدقة التوبة المطهِّرة" هذه هي المشارة إليها في سورة المجادلة. كانت الصحابة قد نهوا عن مناجاة رسول الله. فكانوا لا يناجون الرسول؛ بل كانوا يطرحون أسئلتهم علنا أمام الجميع، ليتعظ منها الجميع ويتعلمون من الأجوبة. لكن إذا تعلق الأمر على لاعتراف بكبيرة للتوبة، فحينئذ يجوز لهم مناجاة الرسول حوله حفظا للحياء. وقال تعالى:{يا ايها الذين امنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر! فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم.} [المجادلة:12]فالصدقةهنا للتوبة (سبب المناجاة). وليست للمناجاة نفسها. وهذه الصدقة ليست للنبي وما كانت أجرة للمناجاة كما زعم بعض المفسرون من أنها فرضت لذلك ثم ألغيت.
"وجاء في تفسير ابن كثير:"م قال تعالى: (ءَأَشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات؟) أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، (فإذ لم تفعلوا وتاب عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون.) فنسخ وجوب ذلك عنهم. وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه. قال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى يتصدقوا. فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب. قدم ديناراً صدقة تصدق به، ثم ناجى النبي صلى اللّه عليه وسلم."
وذلك غلط. إنها صدقة سارية المفعول إلى يومنا هذا. يقدمها التائب أمام أي إمام، للفقراء. فتوسّع على جماعة من الفقراء والمساكين؛ فبفرحهم ودعائهم يغفر الله، جل وعلا، الذنوب؛ ولو كانت مثل زبد البحر، إذا كان التائب صادقا مع الله في خلجان نفسه!
ولكونها صدقة التطهير، قيل: (ذلك خير لكم وأطهر) أي أن التوبة المصحوبة بالصدقة خير وأطهرللذنوب. ثم قال مستغربا: {ءأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات؟ فاذ لم تفعلوا؛ وتاب الله عليكم، فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله. والله خبير بما تعملون.} [المجادلة:13]. أي فلما تقاعستم عن إخراجها، ليتوب الله عليكم، فالحل البديل هو أن أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله... أي استقيموا واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم.} [الزمر:53]
ثم جاءت آية البقرة فتوّجت لما سبق؛ فأعلن سبحانه وتعالى: {وما ارسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله. ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول؛ لوجدوا الله توابا رحيما.} [النساء:64]. وإذا فعلوا، فخذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. ثم صل عليهم (أي ثم ادع لهم الله واستغفر لهم).
وهذه الصدقة مقدمة على استغفار الرسول (أو إمام عادل)ودعائه للتائب. أي خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها أولا، ثم صل عليهم. ولذلك قال في آية الممتحنة (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة).
و" صدقة التوبة" هذه مؤسسة إسلامية أصيلة (بمعنى العام للإسلام) نجدها عند المسيحيين واليهود. وهي ما عاب بها المسلمون على المسيحيين فيما اصطلحوا عليها ب "صكوك الغفران". أي صدقة الغفران. وما هي في الحقيقة إلا " صدقة التوبة " هذه. وقد شرعت في القرآن الكريم نصا، فغفل عنها مسلمون اليوم. بعد ما كانت معروفة في زمن النبي ص.
والله س.ت. أعلم.
الدين ينتشر غالبا خلف حركات سياسية أو اقتصادية
(وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات فأتمهن…)
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.
دعوة للتبرع
صديق فرنسى: صديق فرنسي مثقف جدا و على اهثما م كبير...
كاتب عاص : قرأت أغلب مقالا تك في جميع الموا ضيع ...
القصاص: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...
أخلاق القردة: يستخد م الأفا رقة حيلة عجيبة في صيد...
ابراهيم وعيد الأضحى: تعلمن ا غن رؤيا ابراه يم عليه السلا م بذبح...
more