مقال إفتراضى : النبى محمد فى حوار مع ال سى إن إن حول حبّه لأعدائه

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-10-08


مقال إفتراضى : النبى محمد فى حوار مع ال سى إن إن حول حبّه لأعدائه

أولا : إستكمال الحوار السابق

1 ـ توقف المذيع متأثرا ، ثم تكلم وهو يكتم إنفعاله : يعنى أنك ترد على اذاهم بالصفح عنهم منتظرا يوم الدين ، وفى نفس الوقت تحزن بسببهم حين يسارع بعضهم بالكفر . هل معنى هذا أنك تحبهم ؟

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ قال النبى محمد عليه السلام : نعم أحبهم  .

قال المذيع : إسمح لى .. ما هى نوعية هذا الحب ؟ هناك حب الرجل للمرأة وحب الصديق لصديقه ، وحب الأقارب ، وحب الوالدين للأولاد وحب الأولاد للآباء ، وهناك حبُّ الشهرة وحب الشهوة وحب المال وحب الجاه وحب الدنيا ..الخ .

قال النبى محمد عليه السلام : هو حبُّ من نوع خاص ، أقوى أنواع الحب ، وهو الاهتمام بمن تحب ( To care about them)، وهذا يعنى الحرص على هدايتهم خوفا عليهم من الخلود فى النار وأملا فى أن يتمتعوا بالخلود فى نعيم الجنة .

قال المذيع : وهل كنت تحرص على هدايتهم ؟ والى أى مدى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قد كنت أحرص على هدايتهم ـ وهم رافضون للهداية ـ الى درجة أن قال لى ربى جل وعلا : (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ )37 )النحل ).

قال المذيع : هذا يذكرنى بالحب  الحقيقى الذى يشعر به الوالدان لاولادهم . هو حبُّ مبنى على الاهتمام والرعاية والحرص على ما فيه مصلحتهم . الروعة فيه أنه حبّ بلا مقابل ، هو عطاء بلا مقابل . الأروع أنك تحب أعداءك الذين يؤذونك .. أليس كذلك ؟

 قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

قال المذيع: هل كان حبك لهم يظهر فى حوارك معهم ؟ بمعنى : هل كنت تتحبب لهم بالقول ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كل نبى كان محبّا لقومه يخاف عليهم ، وبهذا كان يخاطبهم . يقول لهم ( يا قومى ) يعنى  (يا أهلى  ) .  نوح عليه السلام قالها لقومه :( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) الاعراف 59 )، والنبى هود عليه السلام قالها لقومه عاد : ( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ   ) 135 ) الشعراء ).

قال المذيع: من هو (هود ) ومن هم (عاد ) ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ربى جل وعلا قصّ فى القرآن قصص أنبياء لم يذكرهم فى الكتاب الذى أنزله على موسى عليه السلام .

قال المذيع: هل منهم النبى هود وقومه عاد ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، ومنهم النبى صالح وقومه ثمود ، والنبى شعيب وقومه مدين .

قال المذيع : واضح من أسمائهم أنهم كانوا من العرب القدماء ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . والنبى شعيب قال لقومه  يدعوهم الى الايمان برب العزة جل وعلا وحده وخوفا عليهم من عذاب الآخرة : (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ  ) 84 هود ).

قال المذيع : وماذا عن مصيرهم ؟ اعلم أن قوم نوح الكافرين أغرقهم الله بالطوفان . ؟

قال النبى محمد عليه السلام : عاندوا فأهلكهم الله جل وعلا . أهلك الله جل وعلا قوم ثمود ، فوقف النبى صالح عليه السلام حزينا عليهم ويرى جثثهم ويتأسّف على حالهم . يقول ربى جل وعلا عنه وعنهم : (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )79 )الاعراف ). ونفس الحال مع النبى شعيب عليه السلام بعد إهلاك قومه مدين ، وقف يرثيهم . يقول ربى جل وعلا عنه وعنهم : ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ  )( 93 ) الاعراف ). هذا حبُّ هائل ..

قال المذيع : نعرف من العهد القديم قصة ابراهيم . فهل هى مذكورة فى القرآن الكريم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ذكرها ربى جل وعلا عدة مرات .

قال المذيع : هل كان محبا لقومه ايضا ؟.

قال النبى محمد عليه السلام : فى دعوته لأبيه الكافر كان رفيقا لينا ، قال لأبيه : ( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ) 45 ) مريم )، وردّ عليه أبوه بغلظة يهدده بالرجم : (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) مريم ) وردّ عليه ابراهيم عليه السلام بالسلام : ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا )  مريم ) وظل يستغفر لأبيه حتى تبين له أن أباه عدو لله لا فائدة فيه . وقد وصف ربى جل وعلا  ابراهيم عليه السلام بالحلم ، فقال : (  وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) 114 ) التوبة  ).  وعندما جاءت الملائكة فى هيئة بشر لتبشره وزوجه بميلاد إسحاق ثم يعقوب ، ثم لتخبره أنهم ذاهبون لاهلاك المعاندين من قوم لوط  عليه السلام ، ظل ابراهيم عليه السلام يجادلهم خوفا على قوم لوط عليه السلام ، فجاءه العتاب من رب العزة جل وعلا : ( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ  ) 74 : 76 ) هود ).  

قال المذيع : نعود اليك . ونطرح نفس السؤال : هل كان حبك لهم يظهر فى حوارك معهم ؟ بمعنى : هل كنت تتحبب لهم بالقول ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قلت لقومى نفس الكلام . قلت لهم : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) 3  ) هود  ). هو نفس الخوف عليهم من عذاب يوم كبير .

قال المذيع : وكيف كان رد فعلهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يستخفون منى ، وكانوا يضعون ثيابهم على وجوههم حتى لا يرون مشاعر الحب فى وجهى . وصف هذا ربى جل وعلا فقال عنهم : ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) 5 ) هود ).

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كنتُ إذا تلوت عليهم القرآن ظهرت على وجوههم الكراهية الهائلة لى وللقرآن الكريم . قال لى ربى جل وعلا : (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ  ) 51 )  القلم ).

قال المذيع : وكيف كنت تتغلب على كراهيتهم لك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : بالتحبب اليهم ، بتذكيرهم أننى صاحبهم الذى صحبوه وعرفوا صدقه وأمانته ، وبالتالى  بعد نزول القرآن الكريم لا يمكن ان يكون كذابا أو مجنونا كما يزعمون . وهذا هو الذى أمرنى رب العزة جل وعلا أن اقوله لهم : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ) 46 ) سبأ ). يعنى أعظهم بشىء واحد ؛ أن يقوموا ويتفكروا فى موضوعية وتجرّد فى أن صاحبهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذى عرفوا صدقه وعقله ونزاهته لا يمكن أن يكون مجنونا ، بل هو نذير لهم من عذاب الآخرة .

قال المذيع : وهل أوقعك حرصك على هدايتهم فى مشاكل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

قال  المذيع : مثلا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  كانوا يصممون على أن آتيهم بمعجزة حسية مادية مثل معجزات موسى وعيسى . وكان هذا ممنوعا إكتفاءا بمعجزة القرآن العقلية المتجددة الى نهاية الزمان . وبين غصرارهم على أن آتيهم بمعجزة حسية وإستحالة تحقيق هذا المطلب كنت أحزن ، فقال لى ربى جل وعلا :  ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) ، يعنى إنهم يطلبون هذه المعجزة على سبيل العناد مع أنهم فى حقيقة الأمر يعرفون أننى هلى حق ولكنهم يجحدون هذا الحق ، وبالتالى فلن تُجدى المعجزة الحسية المادية فى هدايتهم . ثم قال لى ربى جل وعلا يأمرنى بالصبر على الأذى والتكذيب كما صبر الرسل السابقون : ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ  ). ثم قال لى ربى جل وعلا :  ( وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ  ) يعنى إذا كنتُ مصمما على الاتيان لهم بمعجزة حسية مادية ممّا يطلبون فعلىّ إذن أن أتصرف بنفسى ، ابحث لهم بنفسى عن آية ، أحفر فى نفق تحت الأرض أو اصعد بسُلّم الى السماء .

قال المذيع : هل هناك أمثلة أخرى .؟
قال النبى محمد عليه السلام : نعم . ظللت أستغفر لأقاربى الكفار حتى نزل العتاب من رب العزة . قال ربى جل وعلا : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ  ) 113 ) التوبة ) .

قال المذيع : أمثلة أخرى ؟

قال النبى عليه السلام :  كان حبى لهم وحرصى على هدايتهم يجعلنى أحيانا أطيعهم ، وقد كان بعضهم يستميلنى بالناعم من القول وبالمداهنة فأستجيب له ، فنزل قول رب العزة لى ينهانى : ( فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) 8 : 16  ) القلم )

ثانيا :

أمام شاشة التليفزيون جلسالشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى أمامهم ما لذّ وطاب من الطعام ، وهم ساهمون .. واضح انهم فيما سمعوا وفيما رأوا مشغولون .   

صرخ فيهم الشيخ بهلول :  إما نقول الكلام ده ونخسر كل حاجة ، وإما نكفر بالكلام ده وما نخسرش حاجة . تنهد الشيخ مندور الشيعى وقال : We are already losers. We are prisoners, idiot !! . 

اجمالي القراءات 7260

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,303,866
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي