آحمد صبحي منصور Ýí 2016-08-19
رسالة ( أخرى ) من شاب مسلم ..شاذ جنسيا ( الجزء الاخير : علاج هذا الشاب )
أولا : نتعرف على هذا الشاب :
1 ـ هو ( شاب ) لا يزال فى مقابل العمر ، لم يقع ـ بعدُ ـ فى الزنا ، وقع مرة فى الشذوذ السلبى ثم لم يكررها ، ثم وقع فى ( الاستمناء ) وأدمنه ، ومع ذلك فلديه قابلية للتوبة ، وهو يحسُّ بالخطأ ويرجو العلاج . التوبة فى مثل حالته ممكنة وواردة ـ عكس ذلك الذى أفنى عمره فى الضلال والظلم ، من الصعب علييه أن يتوب فقد إسودّ (قلبه / نفسه / فؤاده ) . فالكبائر بتواليها والادمان عليها تجعل صاحبها كما قال جل وعلا : (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) المطففين ) ، تتالى وتوالى الصدأ على القلب فإسودّ ، وفى نهاية العمر لا يوجد متسع لتنظيف هذا القلب الأسود . تستلزم التوبة وقتا يتم فيه إرجاع الحقوق والاعتراف بالذنب وتكثيف الأعمال الصالحة كى تغطى الأعمال السيئة ، وكى تمحوها ، وكى تجعل القلب الأسود أكثر بياضا . من حُسن حظ هذا الشاب أن صحا ضميره مبكرا وبدأ يبحث عن الهداية .
2 ـ هو ( شاب ) ميسور ماليا ، ربما ينتمى للشريحة العليا من الطبقة المتوسطة ، فله حجرة يخلو فيها بنفسه حيث لا يعكّر صفوه أحد . وأبوه مشغول عنه ، وهو لديه وقت من الفراغ . والصحة والفراغ من أهم النعم الدنيوية التى يُساء إستغلالهما . لو كان فقيرا لازدحمت به وبأخوته حجرة نوم واحدة ، ولكانت لقمة العيش تؤرقه وتجعله يقضى وقته فى الكدح بحيث لا يجد متسعا لأن يُصاب بالاكتئاب . الاكتئاب لا يصيب الفقراء الكادحين المهمومين بالبقاء على قيد الحياة . الاكتئاب يصيب المترفين والاغنياء الميسورين الذين لا تشكل لهم ضرورات الحياة مشكلة . ابناء الطبقة الوسطى يطمعون فى المزيد من كماليات الكماليات ، وعندما لا يحصلون عليها يلحقهم الاكتئاب. المترفون يصيبهم الاكتئاب من الزهق ومن الضجر ومن إنعدام الأمل ، فكل آمالهم محققة ، ولا يوجد شىء يتمنونه ، ولا يوجد شىء له مذاق أو طعم ، وحيث لا أمل ولا هدف فالإكتئاب هو سيد الموقف ، وقد يصل بالمترف الناعم الى الانتحار .
3 ، هذا الشاب الميسور الحال الذى لم يقع فى الزنا ـ حتى الآن ـ وقع فى (اللمم ) ، أى الاستمناء . وهو من السيئات الصغائر . الشاب الفقير يمارس الاستمناء ليفرغ المشحون فى خصيتيه تفريجا على نفسه ـ هذا لو كان قد أشبع معدته من الطعام . هذا الشاب الميسور تحول الاستمناء عنده الى إدمان .
4 ـ وقلنا إن الشيطان يدخل للإنسان من ناحية ضعفه ، ومما يهواه ، إذا كان يحب النبى جعله الشيطان يتطرف فى حب النبى فيتحول الحب الى تقديس وتأليه ، وإذا كان يحب الصلاة جعله يبالغ فى الصلاة الى أن يجعلها هدفا ، ثم يُقنعه أنه طالما يُصلى فلا عليه بعدها إن وقع فى الكبائر . وإن كان يحب ثروته جعله الشيطان يتطرف فى هذا الحب الى درجة الكفر ، مثل صاحب الجنتين فى سورة الكهف ( 32 : 43 ).
فى حالة هذا الشاب فإن الشيطان زيّن له الادمان فى العادة السرية ، وحيث لديه الفراغ والصحة ، ولا يجد من أهله من يراقبه وينصحه ويرعاه ، فقد مرت عليه سنوات فتفاقمت حالته الى أسفل . إن العادة السرية اساسها التخيل وأحلام اليقظة ، بدأ يتخيل نفسه مع إمرأة ، ثم اصابه الملل من تخيل نفسه مع إمرأة ، وهو يريد تجديدا يزيد فى النشوة والانتصاب ، فأخذه خياله الشيطانى لأن يتخيل نفسه إمرأة ..وتغلب عليه هذا الشعور فوقع فى المزيد ، من ممارسة الشذوذ السلبى ، الى الشذوذ مع الحيوانات ، ومع النجاسات . هنا وقع فى إمتهان نفسه ، كما وقع فى خلط وإضطراب نفسى ، فقد سيطرت عليه خيالاته طالما هو يسارع بتحقيق ما يطرأ على خياله . وحيث أنه لا تزال فيه لمحات تطهر ونقاء فقد وقع فى صراع أمرضه ، وهذا الصراع الذى أمرضه جعله يبحث عن العلاج . وفى بحثه عن العلاج تلفت حوله فوجد الشيوخ السلفيين ، ثم تعرف الينا . ونقول له العلاج القرآنى .
ثانيا : العلاج القرآنى :
1 ـ المصارحة مع النفس : يقول جل وعلا : ( بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) القيامة ). بداية العلاج المصارحة مع النفس . وكل إنسان يستطيع مواجهة نفسه ، وهو بصير بعيوبه ومزاياه. قد يُرائى وينافق ويكذيب ويتظاهر بما ليس فيه ـ خداعا للناس وخداها للذات . ولكن الاصلاح / العلاج يستلزم مواجهة صريحة مع الذات . إجلس أمام المرآة وتكلم مع نفسك . لا أقصد مرآة الحائط ، بل مرآة نفسك . إقفز الى غياهب نفسك وتجول فى دهاليزها طلبا للإصلاح / العلاج .
2 ـ التصميم : هذه المصارحة تستلزم تصميما وعزيمةماضية على العلاج / الاصلاح. لا بد أن تصاحبك حتى ينتهى علاجك ، وبعد أن ينتهى العلاج .
3 ـ الضمير : هذا التصميم يعنى أنك علوت ورفعت نفسك فوق نفسك ، أى تكون لديك ما يسمى بالأنا العليا أو ( الضمير ) الذى يمنعك من الوقوع فى الخطأ ، وإذا وقعت فى خطأ أخذ يلهبك بسياط الندم . هذا الضمير هو الذى يجعلك قادرا على تحقيق شيئين :
3 / 1 : ( القدرة على الاستغناء ) : فكل شىء يمكن أن تستغنى عنه طالما لا تزال قادرا على التنفس . تستغنى عن السيجارة وعن العلاقات المريبة وعن اى شخص وعن أى شىء . هذه القدرة على الاستغناء تجعلك حُرّا فعلا ، فلا يوجد إدمان لعادة أو تقليد أو لمراضاة الناس . وهذه القدرة على الاستغناء تجعلك أقوى الناس ، فليست فى داخلك نقطة ضعف يمكن أن يستغلها المستبد الشرقى أو المنتج الغربى . أنت فوقهم جميعا وأقوى منهم جميعا
3 / 2 : ( هذا لا يليق ) ، يعنى أن هناك أشياء ( لا يليق بك ) أن تفعلها حتى لو فعلها معظم البشر . هذا هو ( إحترام الذات ). ليس هذا غرورا وليس هذا تكبرا ، بل هو إرتفاع بالنفس أخلاقيا فوق مستوى الآخرين ، ومثلا ، فإذا اساء اليك أحد فلا يليق بك أن تكون مثله . ولا ينبغى لمثلك أن يتعامل مع الناس بالعدل بل بالاحسان والغفران ، أن تتعامل مع الناس ليس بما يفعلون معك بل بمستوى النُّبل عندك .
4 ـ ( المشيئة البشرية ) : كل ذلك تجمعه كلمة واحدة ( المشيئة البشرية فى الاصلاح الفردى والاصلاح العام ). 4 / 1 : هناك مشيئة إلاهية ، وهى تتنوع ، ومنها مشيئة الخلق ، فمشيئة الخالق جل وعلا هى التى خلقت كل فردمتميزا عن الآخر ، فبمشيئة الرحمن جاء تركيبك الجسدى فى الصورة التى شاءها لك الرحمن جل وعلا :(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) الانفطار). وبمشيئته جل وعلا كان تصويرنا فى الأرحام : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6))آل عمران ) . وبمشيئته جل وعلا يقول للشىء كن فيكون : ( كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) آل عمران ).
4 / 2 : وهناك مشيئة بشرية خارج حتميات الميلاد والوفاة والرزق والمصائب . أنت لا خيار لك فى كونك أسود أو أبيض أو طويلا أو قصيرا ، ولكنك لك المشيئة المطلقة فى أن تدخل الجنة إذا شئت الايمان الصادق وعملت العمل الصالح . ستدخل الجنة لأن الله جل وعلا وعد من يؤمن إيمانا صادقا ويعمل عملا صالحا بدخول الجنة ، وهو جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد . وتخيل شخصا أسود اللون يتمنى لو كان أشقر . هو لا يستطيع أن يغيّر هذا فى جسده الدنيوى المؤقت فى هذه الدنيا ، ولكنه إذا شاء فيستطيع أن يعيش بوجه أبيض فى الجنة خالدا مخلدا ، يقول جل وعلا عن نوعى الناس يوم القيامة : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) آل عمران ).
4 / 3 : مشيئة البشر هى الحاكمة فى الايمان أو الكفر ، فى الطاعة أو المعصية ، وتأتى مشيئة الرحمن تالية ومؤكدة لمشيئة الفرد بهذا أو ذاك .
عن مشيئة البشر فى الهداية يقول جل وعلا : (فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) النبأ ) ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19) المزمل ) ،
وعن مشيئة البشر فى هذا أو ذاك يقول جل وعلا : ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (29) الكهف ).
عن مجىء مشيئة الرحمن تعزز مشيئة البشر فى الهداية يقول جل وعلا : (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) الانسان ) (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) التكوير ), أى بمجرد أن يشاء الفرد الهداية تأتى مشيئة الرحمن له بالهداية . وهنا نفهم قوله جل وعلا : ( يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) البقرة )، أى من يشاء الهداية يهديه الله جل وعلا الى صراط مستقيم . ونفس الحال فيمن يشاء الضلال يشاء رب العزة جل وعلا الضلال الذى إختاره لنفسه. يقول جل وعلا عن الحالتين : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر )، أى من يشاء الضلال يضله الله جل وعلا ، ومن يشاء الهداية يهديه الله جل وعلا ، ويقول جل وعلا أيضا : (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) (76) مريم )
5 ـ بهذه المشيئة البشرية الحاكمة يتحكم الفرد فى نفسه . لقد خلق الله جل وعلا لنفس البشرية وألهمها الفجور والتقوى ، وجعل للفرد على نفسه إمكانية التحكم فى نفسه بأن يزكيها إذا شاء فيفلح ، أو أن يطيع هواه وغرائزه إذا أراد فيخسر ، يقول جل وعلا : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس ).
المفلح هو صاحب المشيئة القوية فى الاصلاح . هو الذى ينهى نفسه عن الهوى فيكون من أهل الجنة : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ( 41 ) النازعات ).
6 ـ بهذه المشيئة البشرية الحاكمة يستيقظ ( الضمير ) ولا يخجل الفرد من الاعتراف بخطئه على رءوس الأشهاد ، وهذا ما فعلته إمرأة مصرية إرستقراطية ، هى إمرأة العزيز التى إعترفت أمام الملك والحاشية بأنها هى التى راودت يوسف عن نفسه ، وأنه كان عفيفا صادقا : (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف ).
أخيرا :
المطلوب من هذا الشاب : وهو فى بداية الطريق ـ أن يعالج نفسه بنفسه بمشيئة حديدية مؤمنة . ولكى تتأسس هذه المشيئة علي توبة حقيقية وإيمان صادق عليه أن يستعين بالصبر والصلاة ، يقول جل وعلا (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة ).
.. مُشكلتك ابسط مما تتخيل وعلاجها يحتاج إلى فعل شيئين ...
الأول منهما . التمسك بالجانب الإيمانى المُستمسك والمُعتصم بالقرآن الكريم . كما شرح لنا ولك استاذنا الدكتور منصور ...
والثانى ... قتل وقت فراغك ،وإنهاك قواك الجسدية فى عمل يدوى يجعلك تشتهى نصف ساعة من يومك لتنام فيها نوما عميقا ولا تجدها ، لدرجة انك تنام قبل ان تضع جسدك ورأسك على مخدة السرير ... وذلك بالآتى . لقد فهمنا من رسالتك انك شاب ميسور الحال . وهذا يعنى أنك ربما تستطيع ان تُشارك احد من اصدقاءك على فتح مشروع تجارى صغير او متوسط لكما معا ، بشرط أن تعمل فيه بنفسك وتتواجد فيه 18 ساعه فى اليوم . وتستغنى عن العمالة المُساعدة وتقوم انت بالعمل بدلا منها (يعنى مش مدير قاعد على مكتب او قاعد على درج الفلوس ) ...
. او تروح تشتغل كعامل فى مصنع إنتاج (كنوع من العلاج الجسدى ) .
او تشتغل سائق تاكسى لمدة 18 ساعه فى اليوم ....
وبعد 3 شهور إبقى تعالى قابلنى وقل لى انت لسه فاكر إسمك ولا نسيته ؟؟.
بعد الإرهاق وإنهاك الجسد فى العمل وشغل (النفس ) بالتفكير فى الجانب الإيمانى ، ومشاكل إدارة تجارتك . ستُصبح إنسانا مُختلفا 100% وستسخر مما كُنت فيه من قبل ، وربما تندم على ما أهدرته من وقت وانت تعتقد انك فى مُشكلة عويصه .
.. وإلى أن تقوم بهذا .
. دائما تكون خارج البيت مع الأصدقاء اطول فترة ممكنة من اليوم .او إنخرط فى العمل العام ،فى ندوات المجتمع المدنى ، فى الأحزاب ، فى الرياضه ، فى السياسه ،فى أى شىء يجعلك خارج المنزل .
وعندما تعود للبيت لا تدخل غرفتك إلا للنوم فقط (يعنى وانت نايم على نفسك ) وعندما تستيقظ فى الصباح أو فى أى وقت اخرج منها سريعا .واجلس فى الصالة او خارج المنزل .....ويا ريت ويا حبذا لو فكرت فى الزواج ..
وبعد أن تتخلص وتتعافى من مُشكلتك نهائيا ب6 شهور على الأقل .. ممكن ترجع لوظيفتك او لعملك الأصلى . وانت مُعاف وسليم وصحيح نفسيا وجسديا 100% ....أو تستمر فى التجارة ... المهم ساعتها حتقدر تعيش حياتك بالشكل الذى تريده دون خوف من أى شىء ،وبعيدا عن الماضى اللعين .
وختاما لك الف سلام .
اولا اود ان اشكر الدكتور احمد على مقالاته المدرسة ، اود فقط ان أقول رأيى كطبيب في مسالة الاكتئاب ، أنا يا سيدي او بالأحرى الطب لا يوافقكم الرأي بان الاكتئاب له علاقة بالغنى و توفر الوقت و امتلاءالمعدة ، و ان الفقراء لحاجتهم لا يصابون به ، الاكتئاب يا سيدي مرض بعينه و له اسبابه الجينية و الفيزيوباثولجية المتعلقة باضطرابات في بعض افرازات الجهاز العصبي ، و يصاب به الفقير و الغني و زيارة بسيطة لأقرب مستشفى أمراض نفسية سوف توكد ذالك . باختصار الاكتئاب نوعان ، أوله الاكتئاب الحاد او الخارجي و الذي يكون عادة نتيجة لصدمة عصبيه شديدة ( موت احد الأقرب ، صدمة عاطفية ، خيانة زوجية ...الخ ) ، اما الثاني و هو المزمن و الاخطرو المسمى بالداخلي او الباطني psychose endogene و الذي يحدث عند المريض المصاب أصلا بمرض انفصام الشخصية او السكيزوفرينيا schizophrenia ، و يأتي الاكتئاب كتطور حاد و خطير لما تواكبه من أفكار الانتحار suicide idea ، ثم محاولة الانتحار . هذ ا النوع من الاكتئاب يمكن ان يكون مصاحبا لاعلى انواع الإبداع و في شتي المجالات و أشهر المكتئبين الرسام الهولندي فان كوخ الذي أنهى حياته منتحرا ، فقيرا .
ما الود ان أقوله يا أستاذ ان العلاج لا يمكن الاستغناء على الطب و الدواء و ان نكتفي فقط بالنصح حتي و لو كان الناصح هو الدكتور احمد ، مع كامل احترامي لعلمكم و فضلكم .
العلاج النفسي جاء للشفاء من المرض النفسي و مع كامل الاحترام و التقدير للأطباء النفسيين و هو مجال واسع و له أطباءه و أبحاثه و نتائجه و أدويته أقول : فهم القران الكريم من خلال التدبر تاتي كلمة ( شاء ) هذه الكلمة أعتقد أنها مفتاح من مفاتيح العلاج و أول خيط يمسكه المريض لعلاج نفسه ! مستعينا بعد ذلك بالصبر و الصلاة .
طبيعي جدا أن لا يشعر بالنار الا من أحترقته ! و لا بوخز الالم الا من يتألم و شتان بين من يصف الدواء و من يتناوله في جزئية ( الإحساس بالالم ) ! عندما يمسك المريض بأول طرف خيط في الشفاء وهي ( مشيئته هو ) أي قراره هو في البدء بمرحلة التغيير فان الحق جل و عَل يساعده و ( يهديه ) و ( يوفقه ) الى المشيئة التي إختارها هو لنفسه .
بعد ( المشيئة ) أو القرار يأتي العمل لتحقيق تلك المشيئة أو العمل لتحقيق القرار و العمل يحتاج ( لصبر و صلاة ) كوسائل معينة و مساعدة للوصول للهدف و هو هدف المشيئة التي شاء أن يصلها و يحققها .
هذا بشكل عام أما فيما يخص موضوع السائل و الذي أتمنى أن يقرا هذه المقالات التي خصه بها الدكتور أحمد أتمنى ان يقرأها مرة و اخرى و ثالثة و رابعة و لا يكتفي بقرأتها بل يكتبها بقلمه و يقف عند جزئيات ( المشيئة ) و آياتها و يفكر و يزيد في التفكير و يتأمل و يدرك ان المشيئة بيده هو ! ثم تاتي إعانه الله جل و علا وهذه قمة الأخذ باليد و بداية تصحيح المسار للوصول للهدف و هو التقوى .
راي أخي الدكتور عثمان العملي ممتاز فبالعمل نقضي على الفراغ و بقضائنا على الفراغ لم يعد هناك متسعا من الوقت لدخول وسوسه الشيطان !! المهم أيها السائل قرارك و مشيئتك بيدك و الله جل و علا هو المعين و هو المستعان .
شكرا يا أستاذي من جديد على هذه النصائح التي يجد كل منا حسابه فيها.
ثم أقول: ليس سهلا! الانسلاخ من آفة بعد الإدمان. لا بد من الاستغاثة بالمغيث. لذا أنصح السائل ألا يجف شفتاه بالأدعية التالية، مصداقا لقوله جل وعلا "قل: ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم..."!!! [فرقان:77]:
الدعاء الأول: " رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب" من الآية: (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب.)؛
الدعاء الثاني:" يا الله يا مقلّب القلوب * قلّب قلوبنا عن العيوب." بيت من شيخ صوفي عندنا. أنا لست صوفيا ولكني من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه. " الحكمة ضالة البشر يأخذها أنى يجدها." ولا أبالي أهذا من "أديباتهم"، أم حكمة من الحكم.
الدعاء الثالث:"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب؛ ونقّني من خطاياي كما يُنقّى الثوبُ الأبيض من الدنس؛ واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد". لا أعرف أصله. غير أنني أستحسنه وأدعو به.
الدعاء، والاستجارة إلى الله، والاستعانة به جل وعلا من نزعات الشيطان، بات أهم قوة من قوى المؤمن. وهو ناقع جدا إذا توفرت شروطه؛ أو شرطاه: فليستجيبوا لي ؛ وليؤمنوا بي!
(1-الإيمانبالله جل وعلا أولا، ثم2-الاستجابةله سبحانه وتعالى بالامتثال والاجتناب). لقوله:
(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم: لا تقنطوا من رحمة الله! إن الله يغفر الذنوب جميعا!..) (... لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى!). ومعنى (وآمن) في الآية هو (to be serious)؛ أي التوبة مع "الجدية" فيها.
فلندع جميعا ونقول:
"يا الحي يا القيوم ! برحمتك نستغيث ، ومن شرور أنفسنا ومن الشيطان نستجير؛ فلا تكِلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك ! وأصلح لنا شئوننا كلها بما أصلحت الصالحين."
مواجهه النفس شئ ضروري ولابد منه ،كي يستطيع الانسان التعرف علي عيوبه ، وبالتالي يعرف كيف يتعامل معها ويعدلها . ولاشك ان الله غفور رحيم ولكن مع التوبه والأستقامه فلا يكون الشخص ضعيف أمام رغباته فيحيد عن الطريق الصحيح فيضيع نفسه بهذا الضعف ويغضب ربه ، وكثره المعاصي تقسي القلب وتبعده عن ذكر الله وبالتالي يكون بعيدآ عن رحمته جل وعلا .
أسأل الله لهذا الشاب الهدايه والصلاح وأن يرزقه الله تعالي توبه نصوحه.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,872,274 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
الزخرف 18: ما هو المقص ود بقول الله سبحان ه وتعال ى (...
ميراث الخالة: هل للخال ة نصيب فى المير اث ؟...
شفاعة الدنيا: قوله جل وعلا ( مَنْ يَشْف َعْ شَفَا عَةً ...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى ( وَهَد َيْنَ اهُ ...
الرسول والرسالة: سؤالي هو حول قوله تعالى ما غنمتم من شيء فان لله...
more
سلمت يمينك ،وبارك الله فيك وفى علمك وعُمرك استاذنا الدكتور منصور .وشكرا لكم على هذه الوجبة الدسمة من العلاج النفسى من خلال التأسى بالقرآن الكريم شفاءا لصدور المُطهرين المُتبعين لحقائق القرآن العظيم .
وليسمح لى الأخ السائل بأن أهمس فى أُذنه . وأقول --- أحمد ربنا أن حل مُشكلتك فى متناول يدك ،ومتوقف عليك انت ولا يبعد عنك نصف متر .. فليست مُشكلة مادية ضرورية عويصة لا تستطع لها حلا ، ولا هى دين مطلوب منك سداده يؤرقك ويطارد ليل نهار ، ولا مرض جسدى مُزمن عُضال لا أمل فى الشفاء منه ، ومعها مسئولية بيت واسرة واطفال عاجز أن تُلبى لهم أدنى متطلبات حياتهم ....ولا أنت مسجون أو مُعتقل حُكم عليك بلا اى ذنب ولا أى سبب بأن تقضى ما تبقى من عُمرك بين حدران حُجرة قاحلة مُظلمة فى غياهب سجون طاغية مُستبد ..