عن ملك اليمين ( 3 من 6 ): ردُّ إجمالى على تعليقات الأحبة على المقال السابق :

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-07-27


عن ملك اليمين ( 3 من 6 ): ردُّ إجمالى على تعليقات الأحبة على المقال السابق :

مقدمة :

1 ـ أعتز بالمدرسة القرآنية ـ أحبتى فى موقع أهل القرآن ـ الذين يترصدون ما أكتب فيتبارون فى التعليق والنقاش والنقد . سعادتى بهم لا يعادله سوى إمتنانى لهم ، لأنهم يؤسسون قاعدة أساس فى ديننا الاسلامى ، أنه لا مجال لبشر أن يزعم إمتلاك الحقيقة ، وأن كل بشر مهما بلغ علمه فما يقوله هو مجرد وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب ، وهو نفسه قد يتخلى عنها . هذا يتناقض تماما مع أئمة الأديان الأرضية الذين يحتكر كل منهم لنفسه ( رأى الدين ) . أيضا فتاوينا فى الموقع مفتوحة للنقاش . وهذا أملا فى تحطيم الكهنوت الدينى لدى السنيين والشيعة والصوفية . وفى أولى مقالاتى فى صحيفة الأخبار القاهرية دعوت لأن نكون جيل الحوار ليكون أبناؤنا جيل الاختيار . والمقال منشور هنا . وقد مضى عليه أكثر من ربع قرن ـ ولا تزال الدعوة قائمة ، وتتحقق فى موقع ( أهل القرآن ) .

2 ـ أعتز ـ ثانيا ـ بالمدرسة القرآنية فى موقعنا ، ولا أتذكر كل الأسماء ، وأذكر منهم هنا : د عثمان محمد على ،داليا سامى ، نهاد حداد ، أبو أيوب الكويتى ، سعيد على ، اسامة قفيشة ، بن ليفانت ، محمد شعلان ، عائشة عبد الرحمن ،  د رضا عامر ، شكرى الساقى ، عبد الرحمن اسماعيل ، دنيا الفرات ، مكتب حاسوب ، عبد الله امين ، مروة احمد مصطفى ، د. صلاح الدين كرفة ، صلاح عامر النجار ، مراد الخولى ، مهدى مالك . وقد إنضم الى هذه الكتيبة الشيخ أحمد الدرامى . جزاهم الله جل وعلا خيرا .

3 ـ وهنا ردُّ إجمالى على تعقيبات حول المقال السابق : التشريع الاسلامى فى ملك اليمين ، سيعقبه رد تفصيلى حسبما يقتضلى الحال .

4 ـ حقيقة الأمر أن لى قصة خاصة فى موضوع ( ملك اليمين ) ، بدأت وأنا طالب فى الاعدادى والثانوى الأزهرى حيث تمتلىء كتب الفقه عن تفصيلات عن أحكام الرقيق ، وكنت أستهجنها ، وعندما كنت أقرأ إستشهاداتهم بالقرآن أحتار ، وكنت أقول لو كان هذا صحيحا سأخرج من الاسلام ( مثل ذلك الشخص الذى إعتنق الدين السُّنّى ثم خرج منه ) . لكن إيمانى بأن ربى جل وعلا أرسل رسوله رحمة بالعالمين وأنه جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين دفعنى من وقتها للبحث عن الحقيقة ، وبدأت رحلة البحث القرآنى طلبا للهداية .

واذكر أننى توقفت ثائرا مع آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَيْكَ... الأحزاب: ٥٠) ورأيتها صريحة فى أنه كان للنبى ملك يمين . ثم هدأت وبحثت بروية فعرفت أنه لم يمتلكها بالحرب ، بل جاءت اليه هبة من الخارج ، أى ليس فى دولة الاسلام إسترقاق وسبى ، ولكن يوجد هذا خارجها ، ولقد بعث اليه بعضهم ( المقوقس ) هدية مملوكة له فتزوجها النبى ، فأى خطأ فى هذا ؟ كانت مستعبدة هناك فأصبحت زوجة لنبى عظيم !؟

وتوقفت مع قوله جل وعلا : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء ) ، ووجدتها تبيح التعدد الذى كان موجودا بالفعل ولكن تقوم بترشيده فى ان يكون فى رعاية اليتيم لينشأ اليتيم فى رعاية أسرة بالحض على التزوج من الأرامل ، مع إشتراط العدل ، مع التوضيح بأن مراعاة العدل متعذرة بقوله جل وعلا : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً (130) النساء )  ، أو أن يكون الحل بزواج ملك اليمين ، ثم تشير آية 4 من سورة النساء على فرضية الصداق على الزوج للنساء حرة كانت أم مملوكة : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) النساء ).

بدأت مع عام 1977 بقراءة القرآن قراءة علمية بحثية موضوعية ، وانتهى الأمر بإتهامى أننى أدعو لدين جديد . والواقع أنه دين الاسلام الحق الذى جاء فى القرآن ، ذلك القرآن الذى إتخذوه مهجورا 14 قرنا من الزمان .!.

5 ـ فى الثمانينيات كنت قد أعددت مقالين عن ملك اليمين فى الاسلام ، وبدأت بحثا شاقا عن النقيض فى كتب الفقه والحديث ، وقمت بتجميع مادة بخط اليد ـ قبل ظهور نعمة الانترنت ، ولا تزال تلك المادة العلمية عندى تنتظر إخراجها فى كتاب أسوة بعشرات غيرها من مشروعات الكتب . وفى عام 1995 طلبت منى  مجلة روز اليوسف ـ التى كنت أكتب فيها ـ مقالا عن ( وما ملكت أيمانكم ) ونشرته ورز اليوسف بتاريخ 6/3/1995  تحت عنوان ( ماذا يعني تعبير" ماملكت أيمانكم " ؟ لمحة عن الاسلام والاسترقاق.)، وأعدت نشره هنا بعنوان ( الاسلام والرق :(1) مدخل :ماملكت أيمانكم ). وأظن أننى كتبت مقالا آخر ، ثم أخذتنى موضوعات أخرى . توالت نفس الأسئلة عن ( ملك اليمين ) فأعدت الكتابة فى هذا الموضوع راجيا الانتهاء منه لأكمل مقالات كتابين ، أحدهما عن ( شيطان التفصيلات : فى الهجص السنى ) و الاخر عن ( مسلسل الدم فى تاريخ الخلفاء ) . وكالعادة توالت اسئلة أخرى عما نشرته فى مقالات (  عن ملك اليمين ــ للمرة الأخيرة )، بما يستوجب الرد . 

أولا :   إضافة فى ( التشريع الاسلامى فى ملك اليمين ):

  الملاحظ  فى هذا المقال الاكثار من الآيات دون توقف معها بالتحليل ، لأنه سبق تحليل أكثرها فى موضوعات أخرى . المشكلة أننى عندما أكتب أبنى على كتبته سابقا ، أملا فى أن يكون الأحبة قد قرءوا ما فات . خصوصا وأن الموضوعات الاسلامية القرآنية متشابكة متداخلة . وأحزن لاضطرارى لإعادة ما قلت أو للتذكير به أو لرجاء السائل أن يقرأ ما سبق . هنا أُذكّر بمقالات كتاب ( وظيفة القضاء بين الاسلام والمسلمين ) والمنشور هنا .  يهمنا فيه الفصل الثالث من الباب الأول عن التشريع الذى يحكم به القاضى . وفيه حق الدولة الاسلامية فى سنّ تشريعات إضافية أو تطبيقية ( مثل المذكرة التفسيرية ) فى ضوء المقاصد الكبرى للتشريع الاسلامى ( العدل وحرية الانسان وكرامته وحفظ حقوقه). وهناك أيضا مقالات كتاب عن ( مبادىء الشريعة الاسلامية السبع وكيفية تطبيقها(  .

وفيما يخص موضوعنا عن ملك اليمين من الناحية التطبيقية فالمجال متسع للاجتهاد لى وللأحبة من أهل القرآن . ونعطى أمثلة  :

  1 :  يقول جل وعلا : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة ). الدولة هى التى تجمع الصدقات عن طريق ( العاملين عليها ) ولهم أجرهم منها ، وفى الآية الكريمة مصارف الصدقة للفقراء والمساكين والمؤلفة قلوبهم وفى تحرير الرقيق وفى الدعوة الى الاسلام وفى رعاية ابن السبيل. هذه ( فريضة من الله ) جل وعلا . تطبيق هذه الفريضة يستلزم قوانين تحدد معنى الفقر ( الفقر بمعنى الاحتياج الى الطعام والعلاج والايواء والملابس ) وشرائح الفقراء والمساكين ، أى مستوي الفقر ، ومستوى الأشد فقرا ( المساكين ). ونصيب كل منهم ، والمؤلفة قلوبهم ـ وتطبيقها الآن فى المعونات الخارجية التى تقدمها الدولة الاسلامية تحببا ونشرا للسلام ، وهو ما تفعله الآن الدول الغربية ومنظماتها . هنا يوضع القانون الذى يحدد المواصفات والمقدار . وهكذا فى الغارمين وفى الدعوة الى الاسلام وفى رعاية القادمين للدولة من الغرباء ( ابناء السبيل ) . وبعد صدور التشريعات يتم التطبيق بإقامة الملاجىء والمستشفيات ودور الرعاية للمرضى وأطفال الشوارع والمسنين والأرامل، ، وتدعيم السلع بالبطاقات التموينية للمحتاجين ، ومطاعم مجانية للمساكين تنفيذا للأمر المتكرر بإطعام المساكين . وبيوت الضيافة لأبناء السبيل..الخ . 

ومسئولية الدولة الاسلامية فى تحرير الرقاب فى هذه الآية الكريمة لا يعنى أن تشنّ حربا ضد الدول التى تبيح السبى وتصدره وتتاجر فيه ، لأن القتال فى الاسلام دفاعى فقط إذا تعرضت الدولة الاسلامية لهجوم حربى . أتصور تطبيق هذا البند (وَفِي الرِّقَابِ ) متداخلا مع البند الآخر السابق له (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ). أى   بالعمل على إستجلاب هذا السبى بالشراء وتحريره . هذا يستدعى قوانين تطبيقية فى تحديد الأولويات ، من هم الأولى بالتحرر من الرق ، وأهمية الجمع بين العائلات التى شتتها الاسترقاق ، بين الأم وأولادها والزوجة وزوجها ، ثم رعاية الأطفال والمرضى بعد الاتيان بهم .

 هنا نشير الى أمور غاية فى الأهمية :

1 / 1 : أنه تحرير كامل للرقيق .

1 / 2 : أن مستحقى الصدقات من الرقيق والفقراء والمساكين وابناء السبيل والغارمين والمؤلفة قلوبهم لا يُشترط أن يكونوا مسلمين . فالفقير مستحق لكونه فقيرا ، وكذا المسكين والغارم . بل بعضهم يغلب عليه ألا يكون مسلما مثل ابناء السبيل والرقيق والمؤلفة قلوبهم .

1 / 3 : إن هذه التشريعات يتم سنُّها فى دولة اسلامية ديمقراطية ، وفيها برلمان مهمته صياغة التشريعات التى تنفع الناس .

2 ــ ومن الممكن للدولة الاسلامية فى تشريعاتها التى تسترشد بالعدل والاحسان أن تسنّ قوانين فى عقوبات أو ( كفارات ) يكون منها عتق الرقيق .  هناك أخطاء وخطايا وجرائم ليست لها عقوبة قرآنية مثل الخمر والمخدرات والقمار والاحتكار والتطفيف فى الميزان وغش السلع والتزوير والتدليس وأكل مال اليتيم . ومتروك للدولة الاسلامية تحديد عقوبة لها بما لايصل الى الاعدام . وهناك جرائم منصوص على عقوبتها ، مثل جرائم الزنا والقذف وقطع الطريق والسرقة والقتل . وفى كل الأحوال باب التوبة مفتوح . وهناك توبة قلبية حقيقية مرجع الحكم فيها للخالق جل وعلا يوم القيامة ينجو صاحبها من الخلود فى النار ، وهناك توبة علنية أمام المجتمع تسقط بها العقوبة . وبالتالى يمكن سنُّ تشريع يجعل من قبول التوبة عتق الرقيق .

3 ـ ومن الممكن للدولة الاسلامية فى تشريعاتها التى تسترشد بالعدل والاحسان أن تسنّ قوانين تشجع الأفراد على عتق الرقيق ، وتسترشد بالآيات الكريمة التى تجعل من صفات المتقين تحرير العبيد : (البلد 13 : 16 ). (البقرة 177). وفى التشجيع على مكاتبة الرقيق ومساعدته على شراء حريته (  النور 33). 

4 ـ مسئولية المرأة ملك اليمين تقع أساسا فى عنق الدولة الاسلامية . بما فى ذلك زواجها أو تزويجها . ونتدبر قول رب العزة جل وعلا :  (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ ) النساء 25  ) . يبدو فى الظاهر هنا تناقض كيف تكون ملك يمين ثم ينكحها مالكها بإذن ( أهلها ) ــ مع إفتراض أن الولى هو الذى يملكها ؟ ثم كيف يملكها ويدفع له صداقها إذا كان مالكها هو ( أهلها )؟ ثم هو  ليس ( أهلها ) لأنها فارقت أهلها بالاسترقاق ؟ ثم اذا كان الذى يريد نكاحها شخصا آخر فكيف له أن يتعرف على أهلها وكيف يذهب اليهم يأخذ إذنهم ؟ . إذن الأهل هنا هو الدولة الاسلامية ، أى القائمون عليها ، والذين تكون مهمتهم تطبيق العدل والاحسان .

5 ـ وتطبيق القواعد التشريعية هنا بأن تكون الدولة أهل تلك المرأة ، إذا كانت متزوجة وإنقطعت الصلة وتباعدت المسافة بينها وبين زوجها ، فالمتصور جمع شملها بزوجها ، وإلا فعن رغبتها وبرضاها تتزوج من آخر يدفع لها صداقا ، لا فرق أن يكون مالكها أو غيره . ويكون هذا بإذن ( أهلها ) أى أولى الأمر أى اصحاب الشأن المختص بهذا الأمر . هذا هو المنتظر من مجتمع إسلامى يؤمن بقول رب العزة جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ).

أخيرا :

1 ـ المسيح عليه السلام خانه بعض رفاقه ، وأنكره وتخلى عنه البعض الآخر . عاش المسيح فى  مجتمع يخضع للسلطة الرومانية . خاتم الأنبياء عاش فى مجتمع محارب ، قبائل متحاربة تكتسب قوتها بالسلب والنهب والسبى ، ولا ترى عارا أن تُغير أو يُغار عليها ، ولا أن تسلب الآخر أ أن يسلبها الآخر ، ولا ترى غضاضة أن تتحارب سنوات بسبب تافه مثل حرب البسوس التى صارت من ( أيام العرب )، ولا ترى بأسا فى سبى النساء ، نساؤها أو نساء الغير ، فالمرأة سلعة للمتعة . خاتم الأنبياء عاش فى قلب هذه الثقافة ، فى قريش زعيمة العرب والقائمة على كهنوتهم وعلى الكعبة وشعيرة الحج . وإذا كان الحواريون إنقلبوا على المسيح عليه السلام وفق ثقافتهم بمجرد الخيانة دون رفع السلاح ، فإن الأمر إختلف مع العرب والقرشيين المحاربين ، فقد إرتبط الرفض بحمل السلاح الذين لا يعرفون غيره وسيلة للتفاهم . وبدأت قريش مسيرة العُنف مع النبى وأصحابة حتى أخرجتهم من مكة ثم تابعوا حربهم ، وبموقفهم هذا كانوا السبب فى أن النبى أقام دولة وجيشا ليدافع عن نفسه ورفاقه ، ونزلت تشريعات هذه الدولة التى أصبحت يوتوبيا فى صحراء العرب . والقرآن الكريم بفصاحته جذب القبائل العربية الى دعوته السلمية فدخلوا أفواجا فى دين الله السلام ( والسلام من اسماء الله الحسنى ) ، وكما حاربت قريش الاسلام حرصا على زعامتها فقد أُضطرت الى دخوله قبيل موت النبى ـ ايضا ـ حرصا على مكانتها . وبمجرد موت النبى أخرجوا العرب من حالة السلام المؤقتة التى أعاشهم فيها الاسلام ــ الى ما إعتاده العرب من ثقافتهم الأصيلة وهى الحرب والسلب والنهب والسبى . أعطت  قريش للعرب مبررا دينيا للحرب والسلب والنهب والسبى . فالآخرون كفار يجب قتالهم وسلبهم ونهبهم وسبى ذرياتهم ونسائهم .

2 ـ كان منتظرا ـ فى أحلام اليقظة ، أن يقوم الصحابة بعد موت النبى محمد عليه السلام  برعاية الدولة الاسلامية ، وأن يواصلوا الطريق بسنٌّ تشريعات مستجدة . ولكن حدث العكس تماما . عادت الجاهلية العربية سلوكا فيما أجرمه الخلفاء القرشيون ، ثم جاء الأئمة العرب ( مالك من الأنصار ، والشافعى من قريش و غيرهم ) فأرسوا إجرام الخلفاء فى تشريعات فقهية أسّست الدين الأرضى السُّنّى ، وجاء غيرهم من أبناء الأمم المفتوحة فى العصر العباسى ( ابن حنبل ، البخارى ، مسلم ، الترمذى ، الخ ) فأكملوا المسيرة الشيطانية .

3 ـ وفى عصرنا البائس ظهرت الوهابية تعيد أسوا مذهب سنى ــ المذهب الحنبلى ــ وتنشره بالدولار على أنه الاسلام . وتوالد من الوهابية تنظيمات شتى ، نجحت منها داعش فى إقامة دولة ارهابية متحركة مؤقتة . ولم تتوان داعش عن إعادة التاريخ الأسود للخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، فى موضوع السبى والقتل والسلب والنهب .

4 ـ كل هذا والقرآن الكريم محجوب مهجور . أتينا للقرآن نحتكم اليه فأتهمونا بأننا ندعو الى دين جديد ، وفى نظرهم أنه ليس الاسلام ، لأن الاسلاميين عندهم هم داعش والاخوان والأزهر وشيوخ الوهابية .

5 ـ حسنا ..موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .

اجمالي القراءات 9854

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (14)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82605]

حسناً ... موعدنا يوم الدين ليحكم مالك يوم الدين فيما نحن فيه مختلفون


كما تعلمنا منك أيها الأب الحنون و المفكر الجميل .. كم يحمل قلبا من ألم .. و لكن نتذكر قول الحق جل و علا : و بشر الصابرين .. لقد صبرت أبي العزيز صبر المفكر .. صبر الباحث الحقيقي المجتهد .. صبرت على ما تراه و تقارنه بما أستنتجت في بحثك .. تكاد كل عبارة من عباراتك تصرخ .. تكاد كل عبارة من عباراتك تأخذ ( ميكرفونا ) لتقول : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالم ألا تقرأون !! ألا تتدبرون !! .



الإسلام الحقيقي لن نجده إلا في كتاب العزيز الحكيم .. حفظم الله جل و علا .



2   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82607]

ملك اليمين ثم ملك اليمين


السلام عليكم

الموضوع والتعليقات توحي بصورة واضحة أن موضوع "ملك اليمين" لازال الغموض يحيط به. رب أحد يقول أن هذا الموضوع لم يعد موجودا اليوم، وليس من الحكمة إضاعة الوقت عليه. هذا الرأي صحيح من خلال هذا المنظور (الحاضر). لكن موضوعنا ليس هو هذا، وإنما هو فهم ما جاء في القرآن في موضوع ما بشكل واضح تماما، وان يكون عند الانسان فكرة واضحة وحجج متماسكة للدفاع عن الفكرة التي يتبناها (بغض النظر عن ماهية الفكرة).



هناك عدة مواضيع في القرآن (وخاصة هذه التي يتعارض مفهومها الارثي مع الفكر الانساني الحديث) شديدة الحساسية، كثير منها هو السبب في هذا الصراع الدائر بين الاسلام والغرب. لذا أرى من الواجب علينا أن نتوصل ألى شيء ما. نحن لن نتفق على كل شيء، لكننا نستطيع بلورة ما نتفق عليه حتى يكون واضحا لا يقبل النقاش.



أحب هنا أن اذكر بعض النقاط الهامة (حسب تصوري)



أولا: نزل القرآن في وقت كان فيه الاسترقاق من الاشياء المتعارف عليها.



ثانيا: بعد نزول القرآن واكتمال الرسالة كان الاسلام (القرآن) متواجدا في مجتمعات تتداول الاسترقاق ويتعالمل مع الرق بشكل طبيعي.



ثالثا: الاسترقاق هو منبع الرق الاصلي ومنبع "ملك اليمين". حتى لو أُهدِيَ الرسول فتاة (أفاء الله)، فهذه الفتاة قد جرى استرقاقها قبل ذلك.



رابعا: القرآن كان مليئا بما يحض على عتق الرقيق.



خامسا: ورد في القرآن طلب رسمي في مكاتبة الرقيق: ... وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿النور: ٣٣﴾. هذه طريقة مثلى لتأهيل الرقيق بأن يستطيع الاعتماد على نفسه عندما يصبح حرا. تحرير العبيد في امريكا لم يحل مشاكلهم، فكثير منهم لم يستطيعوأ التكيف مع الواقع الجديد.



سادسا: القرآن لم يحتوي على منع "ملك اليمين" بصورة مباشرة، وذلك حسب رأيي لسببين: أولا منعه في ذلك الوقت (لو منع لوجب تطبيق المنع توا) فيه ظلم لمن كان قد اشترى رقا، فهو سيخسر ماله بين يوم وليلة، ثانيا: تطبيق المنع في ذلك الوقت لن يكون واقعيا، فهو سيصطدم بالواقع المتواجد آنذاك، خاصة وأن هذا الامر لم يكن امرا شخصيا، وإنما مبنيا على علاقة البشر والمجتمعات والدول مع بعضها. الاوثان والشرك كان شيئا شخصيا، لذلك كان منعه شيء شخصي، أما الحج الذي كانت قريش تستفيد منه عبر الاوثان، وكان بيت القصيد في دين قريش، فبقي وأخذ فقط شكلا آخر.



سابعا: لهذا الارث السيء نزلت في القرآن قواعد، فالقرآن كان يعترف بوجود هذه الآفة، ولا يريد اصلاحها بالمنع المباشر، فحاول تهذيب التعامل معها، إلى أن تنتهي في يوم من الايام.



ثامنا وأخيرا: هناك لازال عندي اشكالية في الآية: ... فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق.



3   تعليق بواسطة   داليا سامي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82608]

ملك اليمين 3 من 6


قضية ملك اليمين قضية عرف اجتماعي وليس ديني مثل تقاليد واعراف كثيرة حاول الاسلام ضبطها وترك المنع مع التطور الطبيعي للمجتمعات .. لم يمنعها مرة واحدة كما لم يؤيدها ولكن بطريقة غير مباشرة اخذ فى الغائها بتشريعات الجزاء على بعض الذنوب مثل الحلف والايلاء كما جعلها الله من العمل الصالح كالصدقة والانفاق والجهاد فجعل تحرير الرقبة والعتق وهذا دليل قوي على موقف الاسلام منها .. اما تنظيم العمل مع الموجود من الرق جعل البر والاحسان والعدل لذوي القربي كما لملك اليمين على حد سواء كانهم اصبحوا من اهل البيت لا فرق ويظهر جليا فى عدم ابداء النساء من زينة الا على اشد المقربين من المحارم كالزوج والاب والاخ وكذلك ما ملكة ايمانهن !!  .. 



التعامل مع ملكة اليمين يكون بالزواج الشرعي الرسمي تمام .. ولها ما للحرة وعليها من واجبات ما على الزوجه ولكن فى حالة الزنا عليها نصف ما على المحصنات من العذاب او العقوبة واتفهم ذلك لانها حديثة عهد بكونها زوجه وان الحرة نالت من التربية ما يجعل العقوبة عليها اكبر والتكليف اعظم 



السؤال لماذا فرق الله سبحانه وتعالي بين الزوجه الحرة وما ملكت اليمين فى التسمية حتي بعد الزواج (الا على ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانهم غير ملومين) 



وشكرا جزيلا دكتور احمد 



4   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82609]

هناك مربط الفرس


أشكرك  الأستاذ  :    داليا  سامي ،  عن  تساؤلك   الذي  أعتبره   تساؤلا   بمثابة   ( مربط  الفرس  )  كما يقال :  نعم : 



لماذا  فرق  الله سبحانه  وتعالى  بين  الزوجة  الحرة  وما  ملكت  اليمين  في  التسمية  حتى  بعد  الزواج  ؟



فلنفرض  أن  الآية  القرآنية  جاءت  كما يلي (  ....  إلا  على  أزواجهم  فهم  غير  ملومين )  .  نعم   لا  يمكن  أن  يختلف  فهم  اثنين  هنا .



أما  ( ... إلا  على أزواجهم  أو  ما  ملكت  أيمانهم  فإنهم  غير ملومين )  -  فإن  هذه  الآية  هنا  لا  -  محالة -  ستثير  تساؤلات ؟  



ولك  الشكر  على  وضع  مثل  هذه  التساؤلات   والتحديق  فيها ...



5   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82610]

ليس بالضرورة هو تفريق وتمييز !


القران العظيم حين كان يعالج ظلم الانسان لاخيه الانسان في السبي كان يخاطب المؤمنين في عصر محمد عليه السلام وفي عصر محمد عليه السلام كان المجتمع ذات نفسه يفهم هذه اللغة فهو يميز بين الحرة والامة ! فقد جاء القران العظيم ليخاطب المجتمع بلغته بالرغم من تميز القران العظيم بمصطلحاته الفريدة الخاصة به وهذا ماتعلمناه من الدكتور احمد ، إذا لو خاطب رب العزة المؤمنين وقال إلاّ على أزواجهم فقط فسيفهم من هذا الحرائر فقط دون الإماء لان الأمة لايتزوجها سيدها قبل التشريع الرباني القراني العظيم وإنما كانت تعتبر سلعة للمتعة يتمتع بها سيدها بلا زواج ،،، لكن الأسلوب الرباني الفريد يؤكد على ان ليس للرجل ان يزني بأمته ولكن له ان ينكحها بزواج رسمي حالها في هذا الشأن حال الحرة ،،، فحين يقول رب العزة إلاّ على أزواجهم او ما ملكت ايمانهم فهو سبحانه لا يفرق وحاشاه وإنما يخاطب المؤمنين ليشرع لهم بان النكاح بالزواج يكون للأمة والحرة على قدم المساواة ولو لم يقل ذلك لفهم ان الزواج يكون للحرائر فقط دون الإماء وحاشاه ربي ان يريد ظلما للعالمين لكنه سبحانه قد ساوى بينهما في الحق في الزواج بالرغم من الاختلاف الظاهري بلفظ الآية لكنه تاكيد من رب العزة على حق الأمة في الزواج  وهذا تشريع رحيم من ملك عليم عزيز لمعالجة امر كائن وسائد في تلك العصور وإنما جاء الاختلاف الظاهري بالنسبة لنا في هذا العصر عصر حقوق الانسان وتحريم الاتجار بالبشر ،،، وأعطي مثالا رياضيا واعتذر عن عدم ورود مثال اخر لفكري لاني أحب ان اتابع كرة القدم فلو قلنا ان لاعبوا كرة القدم لهم مكافأة من وزير الرياضة للابداع الرياضي لعام 2016 فسيفهم من هذا القول ان المكافئة سوف تكون فقط لفريق كرة القدم الكلاسيكي المتعارف للجميع عليه الذي فيه 11 لاعب بالرغم من ان كرة قدم الصالات التي تلعب بستة او خمسة لاعبين فقط ايضا تعتبر كرة قدم فحين اخاطب الرياضيين وأقول ان لاعبي كرة القدم او لاعبي كرة قدم الصالات يمكنهم الحصول على مكافأة من وزير الرياضة للابداع الرياضي لسنة 2016 فهنا مساواة بينهم بأحقية الحصول على الجائزة وكل حسب اجتهاده لتتاح له الفرصة بالتساوي مع المنافس للفوز بالجائزة بالرغم من ان الظاهر للمستمع هو التفريق لكن المقصد التشريعي هنا هو العدل في اتاحة الفرصة للجميع في سبيل الفوز بالجائزة ..... هذا والله جل في علاه اهدى وأعلى واعلم ،،،، انت مظلوم ياربي وشريعتك مظلومة اشهد لك انت لم تشرع السبي انت اكبر من هكذا ظلم ياقدوس ،،،، لا اله الا الله



6   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82611]

سؤال قديم اعيده


بعد السلام



الكلام في سورة المعراج ابتداء من الآية 19 موجه إلى الانسان (ذكر أو انثى): سؤالي يتعلق بالآيتين (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)). هل للنساء أحقية الرجال في ما ملكت ايمانهم ، فهذا ما تقوله الآية، والنساء كان لأيمانهن ملك أيضا؟



7   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82612]

سبب آخر للتشريع ب ((أو))


 1- قول رب العزة إلا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم تعبير عبقري لأنه ليس بالضرورة أن يستطيع المؤمن أن ينكح المؤمنات الحرائر فلهذا ((أو)) قد وضعت من لايستطيع الزواج من الحرائر بالحسبان في ذلك العصر الذي كان يوجد به رق ليتسنى له الزواج أيضا 



2- قول رب العزة إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فيه بلاغة غاية في الروعة لأن الخطاب بأو هنا يخطاب المؤمنين في عصرين مختلفين , العصر الأول هو عصر دولة النبي والعصر الثاني هو عصر حقوق الانسان وتحريم الاتجار بالبشر وفي هذا الخطاب الالهي اعجاز غيبي لما سوف يقع بالمستقبل من تحريم الرق في عصرنا الراهن ... 



(أو) هنا فتحت باب اجتهادات لتبيان عظمة المشرع الله رب العالمين ومدى علمه المحيط فبأو خطاب لعصرين مختلفين وخطاب للمؤمنين فيما يخص زوجتين مختلفتين اجتماعيا (حرائر وامات) ولكن متساويين تشريعيا في الزواج ... ولو اني لست بعالم لغه لكن هذا ما أعتقد وممكن أن يكون كل كلامي هجصن ! هذا والله أعلم 



تحياتي 



8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82613]

رائع أحبتى ..جزاكم ربى جل وعلا خير الجزاء


  كنت قد أعددت مقالا عن تحرير الرقيق فى أمريكا ومقارنته بالحل الاسلامى فى تحرير الرقيق . ولكن طال الحديث فى شرح الحل الاسلامى فحولته الى مقال منفصل هو الذى تم نشره أمس ، وسأكتب مقال التجربة الأمريكية بعدئذ . مناقشاتكم الرائعة تتنبأ أحيانا بما أكتبه قبل نشره ، وهذا رائع لأنه دليل على أننا على نفس الموجة فى التفكير وفى طلب الهداية من رب العزة جل وعلا بالقرآن الكريم .

أعجبنى رد ابنى الغالى أبى ايوب الكويتى كما أعجبتنى ردوده من قبل هو ود عثمان والشيخ الدرامى . وتعجبنى بوجه خاص تساؤلات وتعليقات ابنتى الغالية داليا سامى وهذا الرائع بن ليفانت واتمنى أن يكتب إسمه الحقيقى لنعطيه ما يستحق ، فالذى نكتبه هنا سيكون سجلا ناصعا للأجيال القادمة ، فنحن أحبتى أول من يكتشف الاسلام الحق بعد أن جرى تغييبه منذ الفتوحات العربية . سؤال ابنتى داليا سأجيب عليه كما سأجيب على تساؤل أخى بن ليفانت والاسئلة الأخرى، ربما فى مقال قادم . حسنا ليطول موضوع ملك اليمين ما شئتم له ، ولنرجع بعده الى شيطان التفصيلات وهجص الدين السنى ثم مسلسل الدم فى تاريخ الخلفاء . 

محبتى وإمتنانى .

9   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82614]



أعتقد شخصيا أن المشكلة ليست معقدة، على شرط أن لا يحكم الإنسان على الوضع السائد قديما بمنطلقاته الثقافية العصرية لأنها مختلفة

معلوم و معروف أنه كانت توجد طبقتين إجتماعيتين، الأحرار و العبيد، معلوم و معروف كذلك أن حقوق و واجبات كل طبقة كانت متمايزة عن الأخرى

إذا أقرينا بهذين الأمرين، و هي من البديهيات في الزمن الماضي، تصير الرؤية واضحة

كان هناك نكاحان

نكاح كان يجري بين المنتمين لنفس الطبقة، بحيث تتطابق الحقوق و الواجبات بين المتعاقدين في عقد الزواج، هذا التطابق بين الطرفين أعطى معادلة التزاوج، من خان غيره نال نفس العقوبة "100 جلدة" (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ)

و كان هناك نكاح آخر يجري بين ناس منتمين لطبقتين متباينتين، يفرق بينهم الوضع القانوني، الإجتماعي، الإقتصادي، المهني إلخ أي أننا امام خلل أدى في النهاية لوضعية عدم تساوي بين الناس "و الكلام هنا عن الواقع الحقيقي و ليس عن التمني"،  هذا الخلل أدى في النهاية لتمييز هذا النكاح عن النكاح الأول المتطابق "الزواج"، بحيث أعفى القران، داخل هذا العقد، للطبقة المتدنية  من نصف العقوبة كتعويض  "50 جلدة" (أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)

من حيث الشكل لا يوجد إختلاف بين النكاحين (العرض و القبول، إذن الأهل، المهر، إلخ) و لكن يوجد إختلاف في الوضعية القانونية لأحد الزوجين و الذي أدى لإختلاف في العقوبة في حالة الخيانة الزوجية

مع الإشارة أن النص القراني إستعمل حرف "أو" توصيفا بين من إختار هذا النوع من النكاح أو إختار ذاك، و في الغالب كان سبب الإخيار الفقة أو العوز

"فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"

"إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ"

"وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ"

و بالطبع حث القران مجتمع الأحرار بالتخالط مع المجتمع المملوك عن طريق التزاوج و العتق

للتقريب و ليس للتبرير يمكن للإنسان أن يتصور التعقيدات في الإجراءات التي تفرضها الدول عند التزاوج مع  من هم بدون وثائف رسمية و هي كذلك طبقة إجتماعية غير محصنة أو مستضعفة "vulnerable"

و الله أعلم



10   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82615]



لا أظن أنه توجد علاقة بين الإسترقاق و موضوع المعاملة بالمثل في الإعتداء، الرق كان سائدا في المجتمعات حتى بلا حروب، و السبي لم يكن يمثل إلا نسبة في مصادر الرق، فالرقيق في الغالب كانوا يرثون وضعهم الإجتماعي أبا عن جد

فحتى لو طبق تحريم السبي بدءا فلم يكن هذا ليضع حد للإستعباد

مرة أخرى الإستعباد مرتبط بحاجة إقتصادية ملحة و هي توفير يد عاملة منتجة بأقل تكلفة، و من دون هذا لم تكن الحضارة لتولد أساسا، و إذا أُزيح هذا المفهوم عن الإستعباد فلن نستطيع إجاد له مبرر، فقبل ولادة الحضارات لم يكن يعرف المجتمع الشري الإستعباد و بعد ظهور الآلة الأتوماتيكية إختفى الإستعباد. لما ينظر الإنسان في ماهية تكلفة إستغلال الخلق في أيامنا هذه في تجربة تطور الصين، رغم و جود الآلة، لا يسعه أن يقول شيئا. و الله أعلم.



11   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82616]

إحترامي سيد Ben Levante وسيد مكتب حاسوب لقد أجاب على هذا السؤال المفكر عدنان الرفاعي


احترامي لكم سادتي .... ردا على ماقاله الاستاذ المحترم بن ليفانت: 



ثامنا وأخيرا: هناك لازال عندي اشكالية في الآية: ... فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ يمكننا أن نفهم هنا أنه إذا حصل استرقاق من العدو للمسلمين، فللمسلمين الحق بالاسترقاق.



أحب أن أعلمكم بأن المفكر السوري الجميل عدنان الرفاعي قد أجاب على هذا السؤال بالذات حين طرحه عليه مقدم البرنامج ... يمكنكم متابعة رد الاستاذ عدنان الرفاعي لو كان لديكم فيس بوك على هذه الصفحة : 



https://www.facebook.com/adnanrefaei/?fref=ts



عنوان الفيديو هو: 





لا سبي في منهج الله تعالى .. والقصاص يؤخذ من الفاعل ذاته ، فدماء الناس وأعراضهم وأموالهم مصانة .. وكل الروايات والفتاوى التي تقول بغير ذلك ، مكذوبة ..



 



تحياتي وشكرا جزيلا 




12   تعليق بواسطة   مكتب حاسوب     في   الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82617]



لا أظن أنه يمكن مقارنة موضوع الرق مع موضوع زنا المحارم، فالقران نزل على قوم "ليس الكل" فيهم بدوا، و هؤلاء لم يتوصلوا حين ذاك لهذه  القيم و المفاهيم في تحريم الزواج من المحارم، بينما في المناطق المتحضرة في ذلك المزمان كانت هذه الأمور من البديهيات، فالقران في هذه الحالة أخذ بيد قوم ليضعهم في حالة أكثر تطورا



في حين مشكلة الرق كانت بالعكس تماما، فالرق كان شائعا في الامم المتحضرة، فما العمل؟



حول العلاقة بين ما هو "متخلف" و ما هو  "متطور"؟



الكل يعرف قصة إبني آدم، الصياد الذي قتل المزارع و لكنه إنتهى بدفنه في الأرض و منه صار مزارعا بدوره



فالإنسان المزارع المقيم كان يزدري الإنسان الصياد المتنقل، و الصياد المتنقل كان يرى في الإنسان المزارع شخص خائف ضعيف و في نفس الوقت كان يحسده على ممتلكاته و وفرة غذائه و سهولة عيشه



ثم لما جاء الإنسان الحضري "ساكن المدينة" صار بدوه يزدري الإنسان المزارع الريفي،  بينما هذا الأخير صار يرى الإنسان الحضري خائف ضعيف و في ان واحد يحسده على ممتلكاته و وفرة غذائه و سهولة عيشه



و هكذا دواليك، فدائما نمط العيش المعتبر "متخلف" هو المعرض للإختفاء لصالح نمط عيش المعتبر أكثر "تطورا"، مع ما تحويحه هذه النطرة من إزدراء في القيم بين هذا و ذاك



ما أريد قوله، حتى نحن نقارن قيم الماضي "المتخلفة حسبنا" بقيم الحاضر التي نراها أكثر تطورا، و كمثال تجد كثير من الناس يجعل في تعليقاته ما يسميه القيم الغربية ليزن بها قيم الامم الأخرى التي يراها متخلفة، و هذه الإشكالات قد تساعد على الإستهجان و لكنها حتما لا تفيد كثيرا على الفهم

 



13   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82625]

إلى الأستاذة نهاد مع التحية .


كل أنت جريئه في إعتراضك لا سيما في قضايا المرأة و هذا شئ جميل و رائع و بعد قراءه مداخلتك قلت : عندك الحق ، و بعد رد الدكتور أحمد قلت : عنده الحق .



و فعلا كم هو قاس أن تخطف المرأة المتزوجة - هذا ليس معناه أنه لا قساوه لخطف و سبي غير المتزوجة - فالظلم واحد .. الظلم لا يرضى به العدل جل و علا .



كم أتمنى أن يكتب الدكتور أحمد - دراما لهذا المشهد - كما أتمنى أن تخرج هذه الأفكار و هذا التحليل في صورة مشهد تمثيلي محترف جدا بحيث يستفيق العقل العربي و يعيي العقل الغربي لحقيقة الإسلام المخطوف .



سلاما و تحية .



14   تعليق بواسطة   مروة احمد مصطفى     في   الأربعاء ٠٣ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82669]

أتشرف بأنتمائي للمدرسة القرآنيه


لدينا كتاب عظيم وهو القرآن لو عاد إليه المسلمون وقرؤه بتدبر لأختلفت حياه المسلمين أختلافآجذريآ للأفضل ولحلت كل مشاكلنا المتعلقة بالعقيدة التي هي نتيجته الفهم الخاطئ للدين والذي توارثناه من الروايات والأحاديث المنسوبة ظلمآ للرسول الكريم .



فالقرآن عندما تقرأه بقلبك ستصل معانيه بسهوله لعقلك وستفهم الكثير من الأشياء التي لن تفهمها ولو قرأت العشرات بل المئات من كتب الروايات والحكايات .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4979
اجمالي القراءات : 53,300,963
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي