مطب هوائـي

اننا وكبشر غير معصومين معرضين للجهل والظلم لأنفسنا بشعور او بغير شعور وهذا الظلم والجهالة هو فعليا خروج عن مسار الكوكب الدري الذي ستكون فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة. فما الوسائل التي تفاعل معها الذين انعم الله عليهم حين مواجهتهم لهذه المطبات خلال تلك الرحلة.

و ربنا سبحانه وتعالى الرحيم بنا يستخدم معنا وسيلة التدبر في كتابه ليوقد بها عقولنا من شجرته المباركة للوصول للكوكب الدري فينير به هذا الكون فنرى نوره سبحانه قد غطى السماوات والارض.

اثناء تدبري للصلاة أسست على هذه الآية

فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء/103}

هنا التأسيس يأتي من الآية ذاتها فهي كلمات فأقيموا فعل امر لنا المؤمنين والمؤمنون هنا تشمل الذكور والاناث وكلمة الصلاة. وربنا ليوقد عقولنا يغير التأسيس كل مرة فليس هناك نمط ثابت للتدبر ولكن علينا استنباطها من الآية المراد النظر فيها. وأرى حكمة ربنا لنا بالتدبر انها تزيل الانطفاء لهذا العقل الذي مرت عليه عقود وهو منطفأ فلا يرى نور هذا الكوكب الا من خلال وسيلة ربنا لنا بالتدبر.

وفي التفاعل مع الآية نبحث عن استجابة المؤمنين في يقيمون فعل مضارع أي تنفيذ للأمر وفي المؤمنين وفي الصلاة. ووجدتها ذكرت في خمسة مواقع بعدد الصلوات الخمس فقط تشمل المؤمنين والمؤمنات

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {البقرة/3}

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {المائدة/55}

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {الأنفال/3}

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {النمل/3}

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {لقمان/4}

ومطباتي الهوائية في حياتي كثيرة اسأل الله  التوبة والمغفرة ولكنها هنا رأيتها في أول آية من الايات اعلاه ( بالغيب ) .

 فالله سبحانه وتعالى قد ذكر في محكم كتابه عن الصلاة

}إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي {طه/14}

وقال سبحانه عن الذكر اجمالا

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر/9}

والصلاة هي من اساس الذكر المحفوظ من الله سبحانه الذي حفظ كتابه بعشرة قراءات بحروفها.

ومن جهالتي وظلم مسألتي تتبعتها الى ان وصلت للمطب الذي نزل فيه ابونا نوح فاعتلى الموج عن السفينة فحال بينه وبين ابنه, والمطب الذي اهبط بأبونا ادم وزوجه  من الجنة ولم يخرجني من شعور الظلم والعزلة سوى دعائهم الذي اشتركوا فيه جميعا

قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {هود/47}

وإن منكم الا ويبتلى بهذه المطبات في جميع مسالك حياته وربنا الرحمن الرحيم بنا يسر لنا كتابه فيه دليلنا للعودة لمسار كوكبه الذي سنرى نوره من خلاله. اذكر بأن المخرج منها متى ما شعرنا بالعزلة عنه سبحانه ما ذكره ربنا فعلمنا اياه ب قل ومن ادعية الذين انعم الله عليهم في كتابه المنير ليستقيم بنا المسار الى كوكبه الدري.

 قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {هود/48}

والحمد لله رب العالمين.