عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-03-01
المقدمة:
بمناسبة تعيين مجرم وتاجر الحروب مصاص الدماء الجنرال / علي محسن الأحمر، نائبا للقائد العام للقوات المسلحة اليمنية، والذي يتزامن مع احتفال الحوثيين بمناسبة الذكرى السنوية لأسبوع ما يسمى بالشهيد، وقد أرعبني الكم الهائل للقتلى الحوثيين الذين تم تزيين شوارع العاصمة والمدن الرئيسية بصورهم، وهو عدد لا يقل عن عدد قتلى الجيش اليمني في الحروب الست، وقتلى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمدنيين منذ بداية عاصفة الحزم.
أولاً- الراقصان على رؤوس الثعابين:
1- عفاش ومحسن جسدان بروح واحدة هي روح العمالة والخيانة والفساد والبغي والإرهاب والإجرام، ومهما حدث فلا يمكن أن يصطدما لأنهما خطان متوازيان وكل منهما يكمل الآخر. في الحكم تولى عفاش شؤون البلد الخارجية، وتولى محسن الشؤون الداخلية. ومع ثورات الربيع العربي تولى محسن ضرب الإخوان، وتولى عفاش ضرب الحوثيين، ومن قبل تولى الرجلان مهمة ذبح الناصريين ثم الاشتراكيين، وقد نجح الرجلان في مهامهما بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
2- عفاش هو الذي أوصله آل سعود للحكم ودعموه طوال فترة حكمه، وانقذوه من طوفان ثورة الربيع العربي، بل وانقذوه من الموت المحقق بعد ما أصابه في حادث النهدين، وأعادوه للحياة وللعمل السياسي محصنا من المحاسبة القانونية وله نصف الحكومة. ولا نتصور أن ينقلب عفاش على أسياده بعد كل ما فعلوه من أجله، خاصة وأبناءه رهائن لديهم وأمواله في خزائنهم، وما خفي كان أعظم.
3- علي محسن لعفاش بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا زعيم بعد عفاش، هو أخاه ووزيره وباب مدينة بغيه وإجرامه وفساده، هو يده التي تبطش، والعقل الذي يخطط ويدبر به، هو العين التي يرى بها والأذن التي يسمع بها، والرجل التي يمشي بها. محسن هو عفاش وعفاش هو محسن، أنهما الجبت والطاغوت، هما المنكر والبغي، هما الخبث والخبائث، ولن أصدق أنهما مختلفان حتى لو رأيت أحدهما يقتل الآخر.
4- الهدف من تعيين علي محسن نائبا للقائد العام للقوات المسلحة هو إطالة أمد الحرب وليس حسمها كما يعتقد البلهاء؛ والسبب هو أن هذه الحرب من أساسها هي حرب استنزاف، الغرض منها هو ضرب الحوثيين والإخوان المسلمين والشعب اليمني بحجر واحد. وقد وعى الإخوان المسلمون الأمر وتجنبوه قدر الإمكان فهم أخطر مخلوقات الله، أما الحوثيون وهم في المقابل أغبى مخلوقات الله فقد ساروا ضد التيار وقرروا الانتحار.
5- عفاش ومحسن ينفذان أجندة سعودية هدفها قتل وافقار وتجهيل الشعب اليمني، واجتثاث الشيعة والصوفية وكل من يخالف الوهابية إن أمكن ذلك.
ثانياً- السعودية منبع الشر والإرهاب:
1- قتل الشيعة خاصة والمخالف للوهابية الحنبلية الدموية هي الهواية واللعبة المفضلة لملوك وأمراء وفقهاء وعامة الشعوب الوهابية البدوية الصحراوية. وطالما ونحن في عصر الحريات وحقوق الإنسان فقد كان من الصعب التوجه لاجتثاث المخالف للوهابية عسكريا بصورة مباشر، لذا لجأت المملكة الإرهابية إلى الطرق الغير المباشرة.
2- جميع اليمنيون يعرفون جيدا أن آل سعود هم سبب الويل والفقر والخراب والإرهاب، ليس في اليمن وحسب بل وفي العالم بأسره، حتى البهائم والدواب تعرف ذلك جيدا. حتى أولئك الجبناء المرتزقة الذين باعوا أرضهم وعرضهم في فنادق الرياض يعرفون ذلك جيدا، غير أن الحوثيين بغبائهم الحيدري الجئوهم إلى الارتماء في أحضان آل سعود، فكانوا كمستجير من الرمضاء بالنار. ومن ينكر هذا فقد حق عليه قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان : 44] .
3- منح الحوثي بغبائه الحيدري السعوديين الفرصة لاجتثاث الشيعة في اليمن برفعه لشعار الخميني المناهض للولايات المتحدة الأمريكية، وخروجه على قوانين وسلطة الدولة، وتحريضه ضد المملكة السعودية؛ وهكذا اندلعت الحروب الست وهي حروب لم تكن عبثية كما يتصور البعض، بل كانت مدروسة على أرقى المستويات.
4- حروب لم يكن هدفها ضرب الحوثيين في صعدة والسلام، وإنما ضرب الشيعة وإلى جانبهم الصوفية في كل ربوع اليمن. وهكذا فقد لزم الأمر تقوية الحوثيين ونفخهم وإيهامهم بأنهم يحرزون انتصارات إلهية، بتسليم سلاح الدولة لهم بعد معارك تمثيلية قصيرة، كي يلتحق بالحوثيين بقية من يزعمون أنهم هاشميون، حتى تستوي الطبخة على نار ليست بهادئة.
5- وهكذا تم نفخ الجماعة كما ينفخ البالون، فدخلت في نكران للذات، وحملت نفسها ما لا طاقة لها به، حين قفزت إلى الحكم مقصيه الجميع. ورغم هول امكانيات دول التحالف، ورغم تكاتف معظم القوى اليمنية ضد الحوثيين، الأمر الذي يجعل من القضاء على قوتهم العسكرية أمرا سهلا، إلا أن مهندس هذه الحرب يريد لها أن تطول؛ بهدف استنزاف الجماعة بشريا، وارهاق الشعب ماديا وتدمير بنية الوطن، والجماعة الحوثية في جهلها سادرة تخوض غمار الانتحار بكل فخار.
6- لم تقف المملكة الإرهابية الوهابية عند هذا الحد، بل تقوم باستفزاز الصوفية من خلال الإعتداء السافر والممنهج على المقدسات الصوفية (الأوثان والأنصاب) الشركية المقدسة لدى أبناء الجنوب الصوفيين المسالمين. حيث تقوم الجماعات السلفية الوهابية التابعة للاستخبارات السعودية المسماة قاعدة، بتدمير القباب والمساجد الأثرية التابعة للطائفة، كما تقوم بأعمال عنف من قتل واختطاف وتعذيب وسرقة في جنوب البلاد؛ وهكذا يتم توريط الصوفية بإجبارهم على التحالف مع الحوثيين في معركة البقاء.
7- لن تتركنا السعودية وشأننا، ولن يرى العالم الاستقرار؛ طالما أن هناك مملكة وهابية إرهابية، تعبث بأمن واستقرار وخيرات ومقدرات الأمة، ومن يعتقد أن من وراء المملكة الإرهابية خير، فعليه عن يعرض نفسه على طبيب بيطري اخصائي حمير.
ثالثاً- الغباء الحيدري:
1- كل شيء في هذا العالم يتقدم ويتطور إلا العقلية السلفية الماضوية سنية كانت أم شيعية، العالم يسير إلى الأمام، والسلفيين يسيرون إلى الإمام، الإمام الذي مات قبل الف عام، فسحقا لهم من نيام. الحوثيون بعقليتهم المعفنة لم يستوعبوا بعد أن الزمن يسير إلى الأمام، وأن عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الوراء. وعليه فقد قرروا أن يتقدموا إلى الخلف مهما كلفهم الثمن، وهذا هو خيارهم الاستراتيجي الذي اختاروه لأنفسهم، ولن يتراجعوا عنه أبدا.
2- المشكلة أن الحوثيين وهم حركة فتية كانوا ولا يزالون قاصري الوعي السياسي، ويفتقرون للقيادة الحكيمة، وتنعدم لديهم البصيرة القرآنية، وإلا لما تحالفوا مع المجرم السفاح عفاش ولما اتخذوه عضدا، وهو الذي زين لهم أعمالهم من البداية، وقال لهم: لا غالب لكم اليوم من الناس، وإني جار لكم؛ فلما استدعته أمريكا نكص على عقبيه، وقال: إني بريء منكم إني أخاف أمريكا. تحالفوا معه وهو الذي شن الحروب الظالمة ضدهم، وهو الذي باع وطنه وعرضه لآل سعود وسمح لهم بأن يضربوا بطائراتهم الأراضي والقرى اليمنية في الحرب السادسة 2009م.
3- وبدلا من أن يركز الحوثيين على العمل الثقافي التعليمي - خاصة اثناء وبعد الربيع العربي - أهتموا بالجانب العسكري أكثر من اللزوم، وبدلا من أن يطوروا ويحدثوا المنهج الفكري الخاص بالجماعة فعلوا العكس، ووقفوا عند فكر ومؤلفات آباءهم الأولين. وكان بالإمكان تطوير فكر الجماعة واعتبار ملازم الأخ حسين بدرالدين فرشة قرآنية أولية لها ما بعدها، وكان بالإمكان أن تتجه الجماعة نحو القرآنية الخالصة تلقائيا، لولا قلة عقل المخدوع عبدالملك بدرالدين، وتحجر كهنة الهادوية، الذين أجمعوا على أن حسين بدر الدين ليس حجة عليهم، وأن حجتهم هو الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي، حسب زعمهم.
4- وهكذا ضاعت تلك الكلمات القليلة عن القرآن والمنهج القرآني والثقافة والنظرة القرآنية، التي استخدمها حسين بدرالدين شكليا، في مشروعه الفكري الذي يهدف إلى شد الناس إلى القرآن من خلال العترة، أو بالأصح شد الناس إلى العترة من خلال القرآن. ضاع كل ذلك في غمرة الجهل الهادوي المقدس، ومال المخدوع عبدالملك بالمسيرة عن نهج أخيه المنحرف أصلا.
5- وأخيرا باع المخدوع المجاهدين للمخلوع بثمن بخس دولارات معدودة، وكان فيهم من الزاهدين، وخاض بالمجاهدين حروب عبثية مع الجميع. وتوسعت رقعة الأرض التي يسيطر عليها الحوثيون عسكريا، وهو توسع عسكري سياسي يذكرني بالحروب العربية الإستعمارية المسماة فتوحات، إنه توسع أجوف يفتقر للعمل الثقافي، توسع يُقتل فيه المخلصون في الجبهات، ويبقى المنافقون يعيثون في الأرض الفساد باسم الله تعالى.
أخيرا:
أوقفوا عملية التطهير العرقي التي تستهدف الشيعة .. أوقفوا عملية الانتحار الجماعي التي تخوضها جماعة الحوثي .. دعوا الصوفية وشأنهم .. أوقفوا آل سعود الإرهابيين عند حدهم.
أشكرك كثيرا أخي محمد حسن
دعوة للتبرع
آه ,, من السيسى .!: دكتور احمد لا انكر اعجاب ى بكل ماتكت ب فيما...
زوج بلا قلب: عشت مع زوجى 29 سنة كلها مرار بسبب سوء أخلاق ه ...
حنيفا: ما معنى كلمة حنيفا التى تكررت فى القرآ ن ...
هل أسكت ؟: انا شاكر الله تعالى عل اخراج ي من دين اتباع...
إبنى مراهق: كيف يمكن التعا مل مع احد ابنائ ي في سن...
more
أعجبت بمقالك الرائع .
ودائما يحتاج الناس لتوعية من هذه النوعية من المقالات ومساعدة الضحايا الشيعة وكذلك الصوفية في اليمن وغير اليمن بالنصح والتوعية والوقوف معهم ضد الطغاة والظالمين .
وبالنسبة لصالح ومحسن فقد إنتهوا وكل محاولاتهم ستبؤ بالفشل لأنهم سقطوا وما يهلكون إلا انفسهم وما يشعرون .
بورك فيك استاذنا العزيز عبدالوهاب النواري