آحمد صبحي منصور Ýí 2015-11-10
القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : رابعا :( شهادة الكافرين يوم القيامة )
هى شهادة خاصة بهم وبمعتقداتهم ، ونعرض لها سريعا :
شهادة الشيطان بالتبرؤ من أتباعه وهو معهم فى الجحيم .
1 ـ أصحاب النار ينقسمون الى أتباع من العوام المستضعفين ، والملأ من الآلهة والأئمة والعلماء الفقهاء ، والشيطان مع الجميع . المستضعفون سيطلبون من كبارهم أن يتحملوا عنهم نصيبا من النار فيرفض المستكبرون ، يعطون شهادتهم ، يقول جل وعلا : (وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ جَمِيعًۭا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًۭا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍۢ ۚ قَالُوا۟ لَوْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَـٰكُمْ ۖ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍۢ ﴿٢١﴾ ابراهيم ) ويتجهون الى الشيطان فيتبرأ منهم جميعا ، شاهدا على نفسه أن الله جل وعلا وعدهم الحق ، وهو وعدهم بالباطل ، واخلف موعده ، ولكن لم يكن له عليهم سلطان ، ولم يقم بإكراههم وإجبارهم ، هو فقط دعاهم وهم بمحض إختيارهم إستجابوا له ، فلا داعى للصراخ إستنجادا به: ( وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا۟ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿٢٢﴾ ابراهيم )
شهادة الجوارح للكافرين الظالمين :
1 ـ هذه شهادة خاصة بالظالمين الكافرين . إقترفوا الظُّلم بأيديهم وأرجلهم وألسنتهم وسمعهم وبصرهم وجلودهم . وستكون كلها شاهدة تنطق عليهم .
2 ـ فى البداية سيحتوى كتاب الأعمال بالصوت والصورة على كل ما فعله الظالمون ، يرونه رأى العين شاهدا عليهم ، يقول جل وعلا : (وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةًۭ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا ۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرًۭا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًۭا ﴿٤٩﴾ الكهف ).
3 ــ ثم سيستحضر رب العزة أجسادهم التى بليت لتشهد عليهم . يقول جل وعلا : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) يس )، أى بعد سماع دفاع الفرد الكافر يُجبر على الصمت لتنطق جوارحه شاهدة عليه .
ويقول جل وعلا عنهم : ( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) فصلت ) وسيسألون جوارحهم ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ) وترد عليهم بأن الله جل وعلا الذى أنطق كل شىء قد أنطقهم : ( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) ) ، ويقال لهم تأنيبا إنكم كنتم فى الدنيا تتباهون وتفخرون بالعصيان وما كنتم تستترون منه تظنون أن الله جل وعلا لا يعلم ما تعملون : ( وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) فصلت )
ويقول جل وعلا عمّن يقذف المحصنات العفيفات بالزنا ظلما وعدوانا : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) النور )، أى عليهم اللعنة ، وستشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
4 ـ فما يعمله الفرد لا يفنى ويراه :
4 / 1 : عند البعث بأدق تفصيلاته من الذرة فأقل منها : (وْمَئِذٍۢ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتًۭا لِّيُرَوْا۟ أَعْمَـٰلَهُمْ ﴿٦﴾فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًۭا يَرَهُۥ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍۢ شَرًّۭا يَرَهُۥ ﴿٨﴾ الزلزلة ).
4 / 2 : وعند العرض أمام الرحمن جل وعلا حيث لا تخفى منا خافية (يَوْمَئِذٍۢ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌۭ ﴿١٨﴾ الحاقة ).
4 / 3 : غاية ما هناك أنه أن الغفران يكون للتائبين صادقى التوبة عند الحساب ( ابراهيم 41 ). والغفران ليس محو الذنوب نهائيا ، بل هو تغطيتها ، لأن ( غفر ) بمعنى غطّى . وبتغطية سيئاته أو بغفرانها يكون المؤمن صالحا لدخول الجنة . أما الكافر والذى مات فاسقا بلا توبة صادقة مقبوله فإن أعماله الصالحة تكون ( مُحبطة ) أى بلا قيمة . ولا يتم غفران ذنوبه ، فيكون بها تعذيبه فى النار ، وقبل تعذيبه بها تشهد عليه جوارحه بما عمل بها من فسوق .
شهادة الكافرين على أنفسهم
1 ـ عند الموت سيسأل ملائكة الموت مروجى الأحاديث الضالة والخرافات ( المقدسة ) عن أوليائهم وأئمتهم المقدسين ، وهل ينفعونهم الآن عند الموت ، يقول جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) سيردون بأن يشهدوا على أنفسهم بالكفر :( قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) الاعراف )
2 ـ عند لقاء الرحمن يوم القيامة سيقول جل وعلا لهم : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) سيردون يشهدون على أنفسهم بالكفر : ( قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) الانعام )
3 ـ ومنهم أولئك المجرمون الذين أحرقوا المؤمنين فى الأخدود ، وسيكونون بأنفسهم شهودا على أنفسهم بما إرتكبوه من جُرم . يقول جل وعلا : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) البروج )
4 ـ ومنهم ذلك الذى آتاه الله جل وعلا المال والبنين فطمع فى المزيد واتهم القرآن بالسحر ، سيأتى أولاده شهودا عليه ، يقول جل وعلا : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) المدثر )
5 ــ ومنهم المشركون المعتدون المسيطرون على البيت الحرام يزعمون أنهم القائمون على رعايته وخدمته ( خادم الحرمين ) وهم كافرون ظالمون يصدون عن سبيل الله جل وعلا من آمن ويبغونها عوجا . هى حالة من الفساد والظلم ، كانت تفعلها قريش ، ويفعلها اليوم آل سعود . والله جل وعلا يجعلها قضية عامة قابلة للحدوث فى كل زمان ،وانهم بما يفعلون شاهدون على أنفسهم بالكفر ، أى أن أعمالهم شاهدة على كفرهم ناطقة بظلمهم ، يقول جل وعلا : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة )
شهادة الأتباع فى النار بالتبرؤ من آلهتهم الكفرة
1 ــ هذه نوعية خاصة من الشهادة يوم القيامة . هناك بشر دعوا الناس لتأليههم ، مثل أولياء التصوف وأئمة الأديان الأرضية ومروجيها . سيكونون مع أتباعهم فى جهنم ، ويبدأ الأمر بحشرهم معا فى الطريق بهم الى جهنم يقول جل وعلا : (ٱحْشُرُوا۟ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ وَأَزْوَ ٰجَهُمْ وَمَا كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾ الصافات ) ثم يوقفون للمساءلة تبكيتا : ( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْـُٔولُونَ ﴿٢٤﴾) ، إذ كانوا فى الدنيا يتخذون أولئك البشر شفعاء وناصرين لهم يوم الدين ، لذا سيقال لهم تعنيفا :( مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ﴿٢٥﴾ بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴿٢٦﴾ الصافات ) ، ثم يقوم الأتباع بتقريع من إتخذوهم آلهة : ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ يَتَسَآءَلُونَ ﴿٢٧﴾ قَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ ﴿٢٨﴾ الشعراء ) ويتبرأ منهم آلهتهم يشهدون عليهم : ( قَالُوا۟ بَل لَّمْ تَكُونُوا۟ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٩﴾وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍۭ ۖ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًۭا طَـٰغِينَ ﴿٣٠﴾ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ ۖ إِنَّا لَذَآئِقُونَ ﴿٣١﴾ فَأَغْوَيْنَـٰكُمْ إِنَّا كُنَّا غَـٰوِينَ ﴿٣٢﴾ الصافات ) ويقول جل وعلا عنهم جميعا : ( فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍۢ فِى ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٣﴾ الصافات )
2 ـ ويدخلون جهنم معا ، يقول جل وعلا :(إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَ ٰرِدُونَ ﴿٩٨﴾ لَوْ كَانَ هَـٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةًۭ مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّۭ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿٩٩﴾ الأنبياء ) : ( واردون ) أى داخلون ، (يردونها ) أى يدخلونها خالدين فيها مع بعضهم ومعهم أئمتهم وعلماؤهم .
2 ـ ويُلقى بهم جميعا فى جهنم ، أو بالتعبير القرآنى : (كُبْكِبُوا۟ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُۥنَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ الشعراء ) .
في حمأة العذاب فى جهنم سيشهد الأتباع على أنفسهم بالضلال وهم يختصمون مع من إتخذوهم آلهة من البشر يرفعونهم الى مقام رب العالمين ويجعلونهم مساوين لرب العالمين :(قَالُوا۟ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴿٩٦﴾ تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴿٩٨﴾ الشعراء ) ثم يلتفتون الى فقهائهم وعلمائهم وأئمتهم وشيوخهم المجرمين الذين أضلوهم فيقولون : ( وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ الشعراء ) وحيث كان فقهاؤهم المجرمون يضلونهم بالشفاعات الكاذبة ، وحيث لن توجد هذه الشفاعات ، فإن الأتباع سيندمون قائلين : ( فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍۢ ﴿١٠١﴾ الشعراء ) وسيتمنون الرجوع فى الدنيا ليكونوا مؤمنين:( فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةًۭ فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ ( الشعراء ) .
تبرؤ المؤمنين من المشركين الذين إتخذوهم أولياء وآلهة
1 ـ هذه أيضا نوعية خاصة من الشهادة يوم القيامة . هناك أشخاص مؤمنون ماتوا وإشتهروا بالصلاح وحازوا بعد موتهم على التقدير ، فتدخل الشيطان ، وقام بتحويل هذا التقدير الى تـقديس . فإفترى بعض شياطين الانس شخصيات وهمية إلاهية تحمل أسماء هؤلاء المؤمنين ، وأصبح أولئك المؤمنين آلهة رغم أنوفهم وبدون علمهم .
2 ـ ويوم القيامة عندما يرى المشركون أولئك المؤمنين المقدسين لديهم سينادون ربهم : ( وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ) ويرد عليهم المؤمنون بالتبرؤ منهم ( فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمْ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وبالتسليم لرب العزة جل وعلا : ( وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ )وينتهى الافتراء الى لا شىء : ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) النحل )
3 ــ ومثل الأنبياء ومنهم عيسى ومحمد عليهم السلام يوم القيامة ، سيتعرض أولئك المؤمنون الى المُساءلة : هل دعوا الناس الى تقديسهم ، يقول جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)، وسيشهدون بالتبرؤ من أولئك المشركين ( قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18) الفرقان ) عندها سيقال للمشركين : ( فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً (19)) الفرقان ). وسيستشهد أولئك المؤمنون برب العزة جل وعلا أنهم لا شأن لهم بأولئك المشركين وضلالهم وعبادتهم : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) يونس ).
4 ـ وكانت العرب تعبد الملائكة وتزعم أنها بنات الله ، تعالى عن ذلك رب العزة علوا كبيرا. ويوم القيامة سيقف الملائكة أيضا صفا واحد للحساب لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا ، يقول جل وعلا : ( رَّبِّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًۭا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ صَفًّۭا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًۭا ﴿٣٨﴾ النبأ). وفى يوم القيامة سيسأل رب العزة الملائكة عن عبادة المشركين لهم ، وستقول الملائكة شهادتها بالتبرؤ منهم ، يقول جل وعلا : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًۭا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا۟ سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ سبأ ) ويقال للمشركين :( فَٱلْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍۢ نَّفْعًۭا وَلَا ضَرًّۭا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾ سبأ )
أخيرا :
1 ــ كل ما سبق سيشهده المحمديون ، وسينطبق على المعتقدين فى الشفاعات البشرية والمقدسين للبشر والحجر والمكذبين للقرآن الكريم والمؤمنين بحديث آخر غير القرآن الكريم . يقول رب العزة:( وَيْلٌۭ يَوْمَئِذٍۢ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَهُۥ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ المرسلات ) ، ويعظهم رب العزة مقدما بألا يؤمنوا بحديث آخر غير القرآن قبل الموت وإقتراب الأجل فيقول لهم : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا۟ فِى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍۢ وَأَنْ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَهُۥ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ الأعراف ) .
2 ــ آه من يوم الدين .!!
أشكر الله العزيز القدير الذي عرفني على كتاباتك وأنا في فترة البعد عن أمريكا سنة 2005 يا استاذي الحبيب حيث وجدت فيها الأجوبه على كل التساؤلات التي دارت في عقلي عندما تبينت الخلاف العميق بين القرآن وأحكامه وبين مايسمى كتب الحديث.
كانت البداية مع عقوبة الرجم المزعومه وتناقضها مع القرآن.
أول ماقرأت لك كان كتاب الإسناد الذي بعثه لي خالي الراحل الدكتور/ محمود علي مراد ثم دلني على كتاب القرآن وكفي على الإنترنت ثم أكذوبة عذاب القبر وباقي الكتب.
كان يوم المني لما قابلتك سنة 2011 حيث علمتني صحيح الشهادة وصحيح الصلاة ومن وقتها أحسست أنني أخيرا وصلت لمعرفة الدين الحقيقة واتضحت معالم الحياه ويسر لي المولى عز وجل أموري حتى وصلت للإقامه الدائمة في أمريكا.
ماكرست حياتك له من تعليم الناس الدين الحقيقي من واقع القرآن وحده هو اسمى رساله في هذا الوجود وكما أنار الله جل وعلا به حياتي فإن ماأقوم به هو جهدي المتواضع في نشر كلمة الحق فقد خان المسلمون الرسول وافتروا عليه ونحن ندافع عنه وعن القرآن حتى يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
ختاما فإن الشكر لك أخي ومعلمي وصديقي الحبيب فما أفعله هو رد لجزء صغير من جميلك علي.
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
نظراً لعدم تقبل العقل العربي فكرة القران و كفى !! أقول العقل العربي المريض بوهم : الشفاعة و عدم الخلود في النار و تمتم بكلمات و سيغفر الله لك ذنوبك و لوكانت مثل زبد البحر - برغم الإيمان الكامل بأنه جل و علا غفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا - العقل العربي و بفعل التأثير الواضح من المدارس و ما يتم تعليمهم فيها من كتب و المساجد و ما يتم تلقينهم و تخويفهم من قصص و إفتراءات أصبحت شخصية النبي عليه السلام رمز للتأليه !! و صحابته كالنجوم بأيهم إهديتهم إقتديتهم !! أقول كل ذلك لأن المسلم في الغرب مازال لم يتم - تدجينه - ليرقد على كتب التراث !! فيفرخ عادات و ممارسات و أقوال تجعله لا يتقبل فكرة القران و كفى إلا من هداه الله جل و علا .
حفظكم الله أستاذ أمين و للدكتور أحمد فضل و جميل في هذا الجيل و الأجيال القادمة بإذن الله .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,054,398 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
ضد الاكتئاب : ربما تتذكر نى ، أنا الآن مدرس على المعا ش ،...
عجل أبيس: لماذا لايكو ن هو العجل المرم وز لة بالثو ر ...
الصلاة فى السيارة: هل إذا صليت فى السيا رة يجب علىّ أن أعيده ا فى...
نعرفة الاسلام: برجاء التوا صل معى معرفه ماهو الاسل ام ...
هل الرحمة لنا فقط: 1. (وَا كْتُب ْ لَنَا فِي هَذِه ِ ...
more
هو الجندى المجهول العامل فى الاصلاح تطوعا. يقوم بإنشاء مواقع على الانترنت لنشر كتاباتى : وأنشر هنا تنويها بأعماله :
دعوة الراغبين في تحميل كتب أحمد صبحى منصور
/https://www.facebook.com/groups/AhmedSubhyMansourBooks
دعوة الراغبين فى قراءة مقالات أحمد صبحى منصور :
صفحة المركز القرآني الدولي
/https://www.facebook.com/internationalquraniccenter
دعوة الراغبين فى قراءة مقالات أحمد صبحى منصور بالانجليزية
International Quranic Center
/https://www.facebook.com/The-International-Quranic-Center-IQC-Established-to-defend-Quran-201294979914305
وشكرا للأخ الحبيب استاذ أمين رفعت