وحشية الثورة السورية الملعونة
صديق عزيز يسأل كيف تحولت "الثورة السورية" إلى هذا الإجرام وتلك الوحشية؟
قلت: أن هذه "الثورة" كانت إعلامية قبل أن تكون شعبية، تم تزوير المقاطع وفبركة الصور واختراع المجازر الوهمية في تحوّل لطبائع الثورات في العالَم الجديد.
كانوا يجهلون قيمة الإعلام في الحشد والتوجيه فاعتقدوا أن كل ما تبثه قنوات الجزيرة والعربية وصفا ووصال هو حق، فصدقوها وشحنوا أنفسهم حتى كان هذا الانتقام البشع.
لم ينتقموا من خصومهم فقط بل انتقموا حتى من أنفسهم..
قتلوا أنفسهم وانشقوا إلى جماعات وأحزاب تُكفّر بعضها بعضا
النفس حين الغضب تنسى طبيعتها وتتجاوز كل الأعراف والأديان
تم استغلال العاطفة المركبة ضد الشيعة والمسيحيين والفرس أسوأ استغلال، لم يحدث هذا بالصدفة، بل تم تعيين خطباء ومرشدين إعلاميين يوجهونهم إلى حيث هلاكهم، وأشهر هؤلاء الخطباء هم عدنان العرعور ومحمد العريفي ويوسف القرضاوي، هذه الأسماء تتحمل جريمة تجنيد آلاف الشباب في مستنقعات الجهل والأمية المسمّاة بكتائب الجيش الحر وجبهة النصرة.
داعش كانت هي التطور الطبيعي لذروة الحرب السورية
لم ينشأوا فجأة كما قيل عنهم، بل لهم جذور في الجيش الحر وجبهة النصرة، داعش كانت مجرد جماعة صغيرة اسمها.."جماعة الدولة"..وبعد الهزائم المتكررة للحر والنصرة انضم المئات والآلاف منهم إلى داعش، وبعدها اختفى الجيش الحر إلى مجرد تجمعات صغيرة حول القرى بعد أن كان مسيطراً على مدن وأحياء بأكملها..
داعش كانت أوضح منهم في تمثيل المذهب السلفي الأموي، قطعوا وذبحوا ورجموا، فأغرى ذلك طالبي الخلافة ومخدوعي الشريعة ، الفارق أن الجيش الحر وجبهة النصرة كانوا يرون شرعية هذه الأشياء(الخلافة الشريعة الحدود) ولكن يؤجلونها، وبعد سيطرتهم على المدن والأحياء استعجل بعضهم التنفيذ ولم يجدوا جواباً فانشقوا..
وبعد تضخم داعش أغرى ذلك كل مخابرات العالَم ومافيا السلاح والمرتزقة فقاموا بتجنيد آلاف الشباب حول العالَم من راغبي الجهاد، وهذا سر قوة داعش، أن كيانها عقائدي يتجاوز الحدود، ولكن نفس هذه القوة كانت سبباً في هلاكهم عدة مرات في العراق، بعد أن رأى العراقيون داعش يقتلون أنفسهم لأسباب لغوية وثقافية، الشيشاني والأفغاني يقتلون العرب والأوربيين والعكس، والأوزبك يقتلون الآسيويين والعكس...هذا طبيعي لأن طبيعة التنظيم يحكمها أمراء الحرب، لا فكر ولا رؤية ولا قواعد واضحة يحتكمون إليها حين الخلاف.
كل هذه التطورات سببها خدعة بسيطة ..لكنها متعمدة
قاموا بتزوير الصور فأصبحت سوريا وباءً متفشياً للكذب
هذه عادة سلفية حين مواجهة الخصوم، قاموا بذلك في البحرين وفي بورما وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن...والآن يفعلونها في مصر، ولولا قوة الإعلام المصري وهيمنته الإقليمية لرأينا حشداً عربياً ضد مصر، لكن حتى الآن لم نرَ هذا الحشد إلا في الأوساط السلفية ، ويبدو أن الارتباط السلفي الإخواني في أوج قوته الآن، والتحالف بين الجماعات في عصره الذهبي، هذا طبيعي حين شعروا جميعهم بضياع الحلم الذي عاشوا من أجله عقود ، وخدعوا به أنفسهم تحت مسمى.."الصحوة الإسلامية"..بل هي .."صحوة إرهابية"..لا علاقة لها بالأديان ولا بالإنسان، ويكفي أن مُنتجهم الآن.."داعش"..يراه العالَم أجمع في أزهى صوره دون خديعة.
اجمالي القراءات
7568