تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: الخُلد و المُلك الذي لا يبلى . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: هذا تقديم لكتاب: أين القرآن وكفى من هدي المصطفى. بقلم الشيخ الحاج محمد أيوب صدقي. | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: هل تكفي السنة لتقضي على القرآن؟ رسالة إلى الشيخ أيوب صدقي. تعليق من الذكاء الاصطناعي. | خبر: حلّ الاتحاد العام للشغل أو تجميد دوره.. سيناريوهات الصدام غير المسبوق بين قيس سعيّد وأكبر منظمة نقاب | خبر: العثور على مدينة قبطية عمرها 1500 عام في موقع عين العرب | خبر: مقتنياتك تكاد تخنقك.. فما السبب الكامن الذي يمنعك من التخلّص منها؟ | خبر: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر | خبر: أزمة قمح تلوح في الأفق: توتر مصري – أوكراني بسبب واردات من “أراضٍ محتلة | خبر: هجوم عربي عنيف على نتنياهو بعد تصريحاته عن إسرائيل الكبرى وقضم أراض من مصر و3 دول عربية | خبر: اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية.. ولادة متأخرة ونمو بطيء | خبر: رسوم ترامب تضرب الأردن.. 25% من صادرات عَمان على المحك | خبر: 10 تخصصات مربحة لا تحتاج شهادة جامعية والراتب قد يفاجئك | خبر: السودان: منظمة الصحة العالمية تعلن تسجيل قرابة 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام | خبر: الجفاف يطال 52% من أراضي أوروبا وسواحل المتوسط | خبر: مصادر: تخفيف “غير معلن” لأحمال الكهرباء في مصر.. “تفرقة” في المعاملة بين المناطق الشعبية والراقية، و | خبر: دراسة: جفاف قاري غير مسبوق يقلص المياه العذبة عالميا | خبر: قانون ترامب الضريبي الجديد يترك 10 ملايين أميركي بلا تأمين صحي خلال عقد | خبر: انهيار شبه تام بمنظومة الكهرباء في معظم محافظات العراق |
المقال السابع:
المغترب و .. الدين!

محمد عبد المجيد Ýí 2014-02-11


يأخذ، أحياناً، المغترب معه دينه ويترك في بلده إيمانه، فالدين تستخدمه وفق هواك، أما الإيمان، فهو ما وقر في القلب وصدَّقه العمل.
بعض المغتربين يذهب بهم الظن إلى أن الهجرة لا تعني أن الله هنا هو الله هناك، وأن الضمير الديني سيغمض عينيه فور أن تطأ قدماه أرض مهجر غربي أو أمريكي أو كندي، ومن هنا تبدأ الازدواجية في السلوك والتفكير، ويقوم المغترب بتقسيم الدين إلى أجزاء، منها ما هو سهل ويعطي إشارة للعقيدة، مثل عدم أكل لحم الخنزير، ومنها ما هو متاح ويصعب رفضه، كالخمر وصويحباتها!
أتذكر أنني عندما كنت أعمل في نهاية السبعينيات بمدينة الطلاب في أوسلو أن ألتقيت بشاب مهذب ولطيف، ودعوته لتناول الغداء معي في كانتين مدينة الطلاب.
طلبت أنا مياه غازية وطلب هو بيرة، ثم سألني: لماذا لا تشرب؟ هل أنت خجل مني لأنني قادم من مكة المكرمة ولا تريد أن تشرب أمامي؟ قلت له: أنا لم ولن أرتشف الخمر طوال عمري، وأظن أن الله في أوسلو هو الله في السعودية وفي مصر!
طبعا لم يصدّقني، وتبادلنا حديثا عاديا ووديا ما بقي من وقت الغداء.
المغترب القبطي أيضا لا يفهم أن هناك خصوصية في الأرثوذوكسية، فهو قادم من عالم مختلف، يختلط فيه المسلم والمسيحي والتاريخ القبطي والفنون وحتى النضال ضد قوى الاستعمار والاحتلال، ودخول كنيسة في شيكاجو أو أوكلاند أو مونتريال أو فيكتوريا لا يعني أنك ستشعر بنفس الأحاسيس أمام تمثال العذراء أو المسيح ، فالرهبة هنا تختلف عن الرهبة في كنيستك بشبرا أو أسيوط أو الاسكندرية أو أثينا أو أديس أبابا.
الدين لا يهاجر معك في كل الأحوال، فهو يمدك بالايمان من مكانه، وإيمانك يستعين به بدون تغريب أو هجرة أو خلط مع مشاعر الغربة.
أما إذا أخذت الدين واستخدمته في التكبر على أصحاب دين آخر من أبناء بلدك فقد أحكمت للكراهية عقدة لا حل لها، ووضعت في القلب بقعة سوداء لا تزيلها كل منظفات الدنيا.
بعض المغتربين يحجبون فشلهم في التمسك بقشور الدين ، ويظنون أنهم دعاة مع أموال من الضمان الاجتماعي، وأنهم مصلحون في المهجر رغم فشلهم في كل العلاقات الاجتماعية.
في سوبر ماركت بالعاصمة البريطانية شاهدت امرأة منقبة تستوقف زوجتي وتسألها: هل أنت مصرية؟ نعم! لماذا لا ترتدين النقاب فهو حماية للمرأة. زوجها الأهبل يقف قريباً منها وابنهما الصغير في عربته يبكي، والرجل سعيد لأن زوجته المتخلفة تجمع حسنات في السوبر ماركت ليوم القيامة، وتتدخل في خصوصيات الناس، وتتحدث مع امرأة لا تعرفها، وتطلب منها تغطية وجهها حتى تدخل الجنة.
هذا نموذج للعفن الفكري الذي أفرزته فتاوى نتنة خارجة من بالوعات التاريخ ولا علاقة لها بالاسلام.
في صلاة عيد الفطر في العام الماضي كان هناك رجل يقف على يسار ابني ناصر( 14 عاما آنئذ)وأنا على اليمين. والرجل اثيوبي يتحدث بعض العربية، وقد أمسك بقدم ابني يريد أن يلصق الاصبع الأيسر منه بالاصبع الأيمن من قدمه اليُمنى حتى يمنع مرور الشيطان. بعد الصلاة لقنته درسا في أصول الوقوف أمام الله، وقدَّم اعتذاره بعد أن أفزع ناصر وسرَّب إلى نفسه الخوف من هؤلاء الغوغاء.
الغربة طريق إلى التحضر فالايمان لا يتعارض معه، ولكن إذا ظننت أن الدين أيضا يهاجر معك بغض النظر عن فحوى الايمان به أو خلوه منه، فثق أن طريقك إلى جهنم مفروش في المهجر كما كان سهلا في وطنك.
كثير من المتدينين يلعبون دورا أشد خطرا على دينهم من أعدائه، ولعل المسلم النرويجي( باكستاني الأصل ) الذي كان يحصل على مرتب شهري من الضمان الاجتماعي ثم سافر للجهاد في أفغانستان هو الأكثر وضوحا أمامنا، فقد أرسل يطلب وقف مرتبه لأنه لا يأخذ أموالا من الكفار، بعدما تضخم جيبه من أموال مجاهدين وطالبان.
تمسَّك بدينك إذا أردت، لكن لا تلعب دور المصلح أمامنا، والغربة عمل وشقاء وشرف.
لا تُقدم لنا بنفسك مع دينك، ولكن دع إيمانك يتحدث عنك، وسلوكك يفتح لك أبواب قلوب كانت مغلقة قبل ذلك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 23 يناير 2014
اجمالي القراءات 11104

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,717,518
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway