على هامش قرارات محمد مُرسي: شذرات وعبرات
• كان ينبغي أن يحال طنطاوي وسامي عنان للتقاعد من زمن طويل، فأي مؤسسة هذه حتى لو مدنية تحتفظ بقياداتها كل هذه المدة؟.. لكن المخيف هو المعنى الذي قد يكون خلف هذا التقاعد المفاجئ، والذي لم يتم مثلاً عند تشكيل الوزارة التي جاء طنطاوي فيها وزيراً للدفاع. . هل بدأت السيطرة على الجيش؟!!
• عندما وصل إليه تحذير المخابرات المصرية والإسرائيلية تحير الرجل التقي الورع ماذا يفعل، هل يواجه أهله وعشيرته الحمساوية ويطالبهم بتسليم الأسماء التي وصلت إليه ويغلق الأنفاق، فيقع في حرج شديد مع أعز الناس على قلبه، والذين قد يغير غضبهم عليه قلوب من أوصلوه إلى ما لم يكن يحلم به، أم "يعمل ودن من طين وودن من عجين"، وإن شاء الله تعدي سليمة، وحتى لو ما عدتش "كام جندي مصري يموت"، ولا يزعل حد من الأهل والعشيرة؟!!.. لو قتلت المنظمات الفلسطينية المختلفة من القوات الإسرائيلية في مواجهات معها بقدر ما قتلت من بعضها البعض ومن مواطني الدول التي آوتهم ومدت لهم يد العون، ربما لكان وضع الشعب الفلسطيني الآن أفضل نسبياً.
• تلاشي الفكر الناصري العروبجي ورموزه من الشارع المصري هو المقدمة الضرورية لغروب شمس التيارات الدينية الظلامية، فالأولون هم من يحرثون التربة ويسمدونها لاستزراع أشواك الجهالة والكراهية الدينية. . كانوا يقولون لي رويدك عليهم، فهم في ذات الجبهة مع الليبرالين في مواجهة الرجعية الدينية، وأن اللياقة والحصافة السياسية تقتضي استمالتهم، أو على الأقل عدم استفزازهم واستعدائهم في هذه المرحلة الحرجة، لكن ها نحن قد رأينا مع من تحالفوا، وهل موقفهم الحقيقي مع الليبرالية والعلمانية، أم مع إخوتهم في دعوة الكراهية والعداء للعالم المتحضر؟!
• الإخوان المسلمون والسلفيون هم تجسيد كامل لفكر وثقافة الشعب المصري كله بمسلميه ومسيحييه، فنحن عندما نتحدث ونبدأ في الفلفسة (المسماة فلسفة) نردد ذات مقولاتهم، رغم أننا على مستوى الفعل والممارسة العملية للحياة نكون أفضل كثيراً، لكننا من الآن ستتطابق أفعالنا مع فلفساتنا (فلسفاتنا)، أو على الأقل نسير في هذا الاتجاه، وربما هذا هو الحل لندرك حقيقة ونتيجة الحياة بموجب أفكارنا المقدسة، تمهيداً للتطويح بها بعيداً، لتقبع هناك في غياهب الماضي المتحفي ليعلوها تراب النسيان.
• لا أفهم سر اعتداء ميليشيات الإخوان على الصحفي خالد صلاح، دا الراجل آخر حلاوة وحبيب الحكام طول عمره وصاحب مبادئ خاصة مبدأ "حش وارميله"!!. . ربما ليس مطلوباً من أمثال خالد صلاح ليعتمد رسمياً لدى مكتب التضليل من المحاسيب إلا أن يخفف بعض الشيء من احتياطات التقية، ولو صح هذا فإنه الإنذار لطابور طويل من الراقصين على كل الحبال، يتقدمه د. وحيد عبد المجيد ود. عمرو حمزاوي وحمدين الصباحي، وخلفهم مئات وربما آلاف على ذات الشاكلة، ممن يملأون الساحة شعارات تناقضها مواقف تذهل من يمتلك الحد الأدنى من احترام النفس. . ها قد هانت مصر وراحت في داهية، بحث صار "توفيق عكاشة" بطلاً قومياً بحق مش تريقة. . نعم قناة الفراعين فيها تحريض وسب، لكنها أولاً وأخيراً من قبيل الكوميديا، فماذا سيفعلون مع قنوات التحريض والسب الديني الطائفي، والتي هي لسان التنظيمات الإرهابية؟. . سؤال يحتاج إجابة واضحة قاطعة من الأجهزة الأمنية: هل لدى جماعة الإخوان المسلمين تشكيلات مسلحة أم لا؟
• "رئيس الوزراء د. هشام قنديل: ترشيد استخدام الكهرباء سيكون إجباريا في الصيف القادم". . هو إذن لا يعتمد على إمكانية زيادة قدرتنا على توليد الطاقة، وإنما توزيع الفقر فيها، عموماً ليس استخدام الكهرباء فقط الذي ينتوون جعله إجبارياً، فأخلاقنا أيضاً وعبادتنا وأكلنا وشربنا وملابسنا ستكون إجبارية. . نعم لترشيد استخدام الطاقة، لكن للترشيد علمه وإجراءاته وقواعده التي ليس من بينها كلام المصاطب والغرز يا سيادة دكتور مهندس هشام قنديل. . "قنديل: طرف ثالث مستفيد من انقطاع الكهرباء". . ما شاء الله عليك يا دكتور، علامات العبقرية والنبوغ واضحة تماماً، ربنا يحرسك ويحميك من شر عين الحسود. . "لماذا تفكر برأسك إذا كان هناك مكتب تضليل يفكر لأجلك ويصدر لك التعليمات بيضة مقشرة؟". هذا هو شعار رجال هذه المرحلة. . "الرئيس يناشد فاعلي الخير رعاية أطفال الشوارع". "هشام قنديل يدعو للتغلب على أزمة الكهرباء بالتجمع في غرفة واحدة وارتداء ملابس قطنية". " بعد تصريحاته حول قيادته للمعركة في سيناء.. يديعوت أحرونوت تسخر من مرسي بالكاريكاتير". . كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء دكتوراه في الهندسة من أمريكا، لكننا نسمع منهما العجائب، هل تأثير الفكر الإخواني بالغ إلى هذا الحد؟!
• ربما السر فيما نسمع تحت بند "أغرب الفتاوى والتصريحات" هو حبوب منع الفهم، والتي تزيل أي آثار للعلم الذي استخرعه الكفار، وتحول حتى الشهادات الدراسية إلى حجاب لزيادة القدرة الجنسية.. هناك فارق كبير من ما ينبغي أن تقوله إذا كنت مسؤولاً في أحد مؤسسات دولة، وما يمكن أن تقوله وأنت تحضر عقيقة، عموماً دمتم لنا لتأديبنا على اختيارنا، فكل ما يجري وما سوف يجري يتم وفق أسس الديموقراطية وتطبيقها المصري.
• ماذا يمكن أن نفعل إذا صح أن المجلس العسكري راغباً أو مرغماً يقوم بتمرير الكورة بينية أمام المرمى، ليضعها الإخوان في الجون، أو إذا كان المجلس هو الحكم الذي يتعامى عامداً متعمداً عن فاولات الإخوان وتسللاتهم؟!!. . كان جمال مبارك سيتولى حكمنا استناداً لسلطان أبيه، لكننا ثرنا ليتولانا مرسي استناداً للتهديد بحرق البلاد، واستعانة بشنط الزيت والسكر.
• مهما كانت سلبية واستضعاف المسيحيين، فبالتأكيد تطهير مصر والشرق الأوسط عموماً منهم خطوة كبيرة وضرورية في سبيل تحقيق حلم الخلافة الإسلامية، وأغلب الظن أنهم بسبيل إنجاز هذه المهمة في أقرب وقت توصلاً لهدفهم المقدس. . تقسيم مصر فكرة بلهاء غير قابلة للتطبيق، والحل هو في الهجرة الطوعية للمسيحيين لمن استطاع إليها سبيلاً.
• مجدي يعقوب وأحمد زويل وعصام حجي وأمثالهم هم مصريون من حيث الأصل فقط، لكنهم أبدعوا في العالم الغربي بالانخراط في نظمه التي نبتت وتترعرع بوحي من ثقافته، لذا فلا مبرر للافتخار بمثل هؤلاء، لأنهم ليسوا مصدر فخر بل إدانة لفشلنا وعجزنا.
• طعنة في صدري أن يفرج رئيس جمهوريتي عن قاتل د. فرج فودة. . بصراحة أكاد لا أجد أي جدوى أو مبرر لاستمراري في محاربة طواحين الهواء. . ربما كان الصمت أفضل وأدعى لاحترام الذات.
الولايات المتحدة- نيوجرسي
kghobrial@yahoo.com
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
اجمالي القراءات
8721
تناقض غريب ولابد له من وقفة
سبحان مغيّر الأحوال....!!!!
ألاحظ دائما أن نفس الأقلام القبطية التي كانت مع الثورة في مصر وتدافع عنها ، هي ذاتها التي تقول أن الثورة مؤامرة أمريكية هدفها تنصيب الأخوان المسلمين في السلطة...!!وهي ذاتها التي كانت تمتدح أمريكا لوقوفها الى جانب الشعب المصري في ثورته..!!شو عدا ما بدا؟ ليش كانت أمريكا منيحة لما وقفت مع الثورة وليش بطلّت منيحة بعد الانتخابات وصعود الاخوان للسلطة؟وشو دخل أمريكا بخيار الشع
ب المصري ؟ يعني امريكا يلي زورت نتائج الانتخابات مثلا، مشان تجيب الاخوان ؟ هل هم الأمريكيون الذين وزعوا الزيت والسكر والرشاوى على الناس لينتخبوا الأخوان المسلمين؟وما الذي كان مطلوبا من الولايات المتحدة حتى لا يصعد الأخوان إلى السلطة مثلا؟ هل كان عليهم احتلال مصر مثلا؟هل كان عليهم عدم الاعتراف بالنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات؟ كيف لها أن تفعل وهي التي تدعو منذ بعيد إلى آلية الانتخابات وإلى التداول السلمي على السلطة؟ لماذا يطالب الأمريكيون بمهمات هي من صلب مهام الشعب المصري؟
لا أدري كيف ولماذا تتحول امريكا بين عشية وضحاها من مناصرة لمطالب الشعوب بالديمقراطية كما تراها بعض الأقلام القبطية، إلى متآمرة على حقوق الشعوب؟
ما هو المطلوب حقا من امريكا كي تنال رضى الأقباط وغيرهم من الثورجيين.
أين الخطأ فعلا؟