التيار المعتدل يخوض حربًا "فائزة" ضد المتطرفين

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٦ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


التيار المعتدل يخوض حربًا "فائزة" ضد المتطرفين

التيار المعتدل يخوض حربًا "فائزة" ضد المتطرفين

أشرف أبو جلالة   


GMT 5:30:00 2010 الثلائاء 16 فبراير



تلفت مجلة النيوزويك الأميركية إلى واقع جديد في الحرب على الإرهاب يخوضه التيار الإسلامي المعتدل، خاصة بعد حادثة 11 أيلول حيث أن الحكومات في معظم الدول الإسلامية كانت مترددة بشأن تلك الظاهرة، مفترضين أن غضب الإسلاميين سيتركز على الولايات المتحدة وليس أنفسهم إضافة إلى تمكّن القاعدة على أثر عقول المسلمين وقلوبهم.

في تقرير تحت عنوان "الجهاد ضد الجهاديين... كيف شن القادة المسلمون المعتدلون حربًا ضد المتطرفين وفازوا بها"، تبرز مجلة النيوزويك الأميركية ما يتم بذله من جهود في معظم الدور الإسلامية للتصدي للأيديولوجية الجهادية، والتي ستعمل على تجنيب الغرب الدخول في دوامة غير متناهية من صدام الحضارات.

وفي مستهل حديثها، تقول المجلة إن أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر كانت مخيفة بما فيه الكفاية وفقًا لمضمونها، لكن بالنسبة إلى كثيرين منّا، كان الخوف الحقيقي مما سيحدث بعدها.

فلم تظهر القاعدة قدرتها على القيام بشن هجمات قاسية فحسب، بل كانت هناك مخاوف كذلك من أسرها لعقول وقلوب المسلمين. فالمجلة ترى أنه إذا ما أبدى المسلمون تعاطفًا مع قضية تنظيم القاعدة، فسيتعين على الغرب حينها الدخول في نضال شاق. ثم تمضي المجلة لتشير إلى أن أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر فتحت الستار عن عالم للإسلام الراديكالي العنيف الذي كان ملتهبًا في الأراضي العربية وتم تصديره إلى جميع أنحاء العالم، بدءًا من لندن وحتى جاكرتا.

ثم تمضي بعدها لتقول إنه وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن ثمانية أعوام على أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وتقديم المحللون أمثلة على التخلف والوحشية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لإبراز التهديد الخطير الذي يواجهه الغرب، إلا أن التضاريس الكاملة للحرب على الإرهاب قد تطورت في واقع الأمر بشكل كبير. لكن الأمر وببساطة، قد تحول الآن، حيث ترى المجلة أن التيار الذي يقوده معتدلون في الدول الإسلامية بدأ في مواجهة تيار التطرف الذي يمضي في طريقه نحو حالة من التراجع.

وهنا، تلفت المجلة إلى نجاح قادة معظم الدول الإسلامية في نشر الاستقرار بأنظمتهم ومجتمعاتهم وتمكنهم كذلك من عزل المتطرفين. وتقول – أنه وطبقًا لاستطلاعات الرأي والانتخابات والدراسات المتعمقة، فإن القوات الحديثة والعلمانية إلى حد ما تسيطر بصورة واضحة على مجريات الأمور وتحظى بتأييد واسع في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ثم تؤكد المجلة أن مخاوف الغرب غير منصبة الآن على حركة سياسية عريضة النطاق، بل على حفنة من المتعصبين المنتشرين حول العالم.

ثم تستهجن المجلة استمرار واشنطن في إنفاق عشرات المليارات من الدولارات في العراق وأفغانستان، في ظل النداءات التي تُطالب بإجراء المزيد في الصومال واليمن. وتمضي لتقول في سياق حديثها "علينا أن نفهم التغييرات في طبيعة الإسلام، إذا كنا سنحارب العدو بصورة فعالة في أرضية الميدان، بدلا ً من ذلك العدو المرسوم في خيالنا وعقولنا".

 ثم تنتقل بعد ذلك لتبرز الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية بعد تولي الملك عبد الله ( الذي وصفته برجل الحكمة والاعتدال ) مقاليد الحكم في المملكة بصفة رسمية عام 2005، ليعلن عن تدشين عملية سياسية وفكرية واسعة النطاق تهدف إلى إضعاف الصورة الخاصة بأيديولوجية الجهاد.

وينوه هنا كاتب التقرير لما سبق وأن قاله له قائد القيادة المركزية، الجنرال ديفيد بتريوس، عن أن " الدور السعودي في مكافحة تنظيم القاعدة، بالقوة وباستخدام أدوات تعليمية، ودينية، واجتماعية، وسياسية، يعد واحدًا من أهم التطورات في الحرب على الإرهاب".

ثم تقول المجلة من جانبها إن إندونيسيا، التي تعتبر أكثر الدول الإسلامية المأهولة بالسكان في العالم، ربما كانت الدولة الأكثر نجاحًا في مكافحة الجهاد. كما تشير إلى النداءات التي يوجهها المعلقون الغربيون منذ أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر إلى القادة المسلمين المعتدلين ليقوموا بإدانة الأيديولوجية الجهادية، وإصدار الفتاوى ضد الهجمات الانتحارية، وشجب تنظيم القاعدة.

كما تلفت المجلة في السياق ذاته إلى أن جامعة الأزهر بالقاهرة، أقدم وأعرق جامعة إسلامية، تقوم الآن بإدانة الجهادية بصورة روتينية. وتشير إلى أن "دار العلوم في ديوباند"، وهي من بين أكثر المؤسسات الدينية شهرة في الهند وتعتبر موطنا ً للراديكالية الأصلية التي أثرت على تنظيم القاعدة، تقوم هي الأخرى بإطلاق هجوم حاد على التفجيرات الانتحارية منذ عام 2008.

وتختم المجلة بقولها إن أيًّا من هؤلاء (الأشخاص أو الجماعات ) لم يسبق لهم وأن كانوا مناصرين لأميركا أو متحررين، لكنهم باتوا مضادين للجهادية. وتضرب هنا المثل بحالتي الشبان المسلمين الأميركيين الخمسة الذين ألقي القبض عليهم في باكستان العام الماضي، وكذلك الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، المتهم في محاولة تفجير طائرة أميركية خلال رحلة إلى ديترويت بالولايات المتحدة نهاية العام الماضي، بعد أن تم الإبلاغ عنهم من قبل أسرهم، في دليل واضح على تواجد التيار المعتدل، ودوره في التصدي لما يعرف بالتطرف الإسلامي.  

 

اجمالي القراءات 4015
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ١٦ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45805]

قراءة خاطئة للأحداث ..

هذه قراءة خاطئة للأحداث الجارية الهدف منها هو التضليل .. فالكثير منا يعلم مدى الأحترام الذي يحظى به بن لادن في الدول العربية والإسلامية .. وأن إدانة جميع المؤسسات مثل الأزهر وغيره القريبة للسلطة لا تغير في الأمر وذلك لأنها تقف على نفس الأرضية مع المنظمات المتطرفة الجهادية والتي تقسم العالم إلى دار كفار ودار مسلمين .. فهل يستطيع الأزهر إنكار حديث ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. ) التي يعتمد عليه الأرهابيين في حربهم المسلحة وقتلهم العشوائي للمدنيين على مستوى العالم .. هل يستطيع الأزهر ان يقول أن حديث ( لا تبنى كنيسة في الإسلام ... ) والتي ينسف أسس الحرية الدينية أنه حديث موضوع .. لهذا كله أرى أن مثل هذه الأخبار هي من قبيل تجميل الصورة المدفوعة الأجر مثل ما يفعله أحمد عز مع المديا الأمريكية لكي يثبت أن مصر هي واحة اليمقراطية في المنطقة ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق