لحظة موت الرئيس!

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٤ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً.


لحظة موت الرئيس!

 

لحظة موت الرئيس! ـ فراج إسماعيل

فراج إسماعيل (المصريون) : بتاريخ 25 - 10 - 2009
أتمنى من الرئيس مبارك وهو يخطو لمنتصف العقد التاسع (أي يقترب من الـ85 عاما) أن يفكر بعقل ومنطق من لم تعد الدنيا أكثر همه، فكلنا ميتون.
عندئذ سيتفهم أن إدارة البلد لا تكون أبدا بالتقارير الأمنية، وأن الذين حشروا واحدا مسالما أمينا على خدمة وطنه خلف الزنزانة الموصدة، لا لغرض سوى اشباع شهواتهم المريضة، لا يستحقون أبدا أن يمد يده إليهم، فقريبا جدا سيسئل عن هؤلاء المظلومين.
ما يجري للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح اساءة بالغة لسمعة مصر، فالرجل من المصلحين الرواد في الحركة الاسلامية، والزج به في غياهب السجن وتعريض حياته للخطر بناء على تقارير يكتبها حضرات الصولات أو من في مقامهم فكرا وتفكيرا ومعرفة بالمصالح العليا، يمثل للأسف الشديد عارا لحكم الرئيس مبارك في أمطاره الأخيرة!
هل ما زال الرئيس مبارك قادرا على قراءة ما يجري للوطن الذي هو أمانة في عنقه، أم أنه بالفعل ترك القراءة والقرار لنجله جمال مبارك، متفرغا لمطالعة التقارير اليومية التي ترفع إليه؟!
التحليل المنطقي للأحداث يضعنا في مواجهة حقيقة مريرة، فلا يعقل أن يقبل مبارك الأب بمنتهى السهولة فبركة قضايا وهمية لا أساس لها مثل قضية "التنظيم الدولي" التي سجن بسببها أبو الفتوح، ولا أن يكون صيدا ثمينا لمؤامرات حكومة نظيف ورجال أعمالها بتمثيل أزمات فجة تشغاله عن عظائم الأمور.
هنا أبرئ ساحة جمال، فالرئيس ترك له الحكم مع إدراكه أنه غض التجربة، أو صبيا بلغة إخواننا اللبنانيين. من السهل الضحك عليه وتدبيسه، فإذا كان هو وأبوه طامحين فعلا في بقاء كرسي الرئاسة للأسرة الحاكمة ممثلة في شخصه، فإن أسوأ ما يقدم به، هو حبس المظلومين الذين قطعت عنهم وعن أسرهم الأرزاق. فقد تم ايقاف راتب الدكتور أبو الفتوح كما قال أمس في مرافعته أمام محكمة جنايات شمال القاهرة التي مددت حبسه احتياطيا، وهاهو لا يملك 57 ألف جنيه يدفعها لمستشفى قصر العيني الجديد نظير علاجه من الأمراض التي هاجمته بسبب الزنزانة!
مبارك الأب سيموت مثلما سنموت جميعا، وبالتالي عليه أن يدرك أن هؤلاء الذين ينافقون ابنه وربما يعدونه بأنه الرئيس القادم لا محالة، لن يستطيعوا فعل شيء له، وستكون خطايا الحكم الحالية، المنصة التي سيطير من فوقها، ليصبح مصيره كمصير أبناء وأقارب الرؤساء من محمد نجيب إلى أنور السادات!
أتصور الآن لحظات موت الرئيس، متذكرا لحظات شبيهة عندما أعلن السادات وفاة عبدالناصر، وحسني مبارك وفاة السادات.
جمال مبارك الذي يتربع على صفحات الصحف الحكومية رجلا أول، وتفرد له المانشيتات حتى إذا زار قرية في أقاصي قنا كما حدث منذ يومين، لن يكون له محل من الاعراب حينها، ولن تقوى حاشيته من محمد كمال إلى أهم وزير ممن ربطوا أنفسهم بجولاته، إلى تقديمه للشعب كخليفة لوالده.
سيختفي زمنا وقد تخدمه الظروف برئيس جديد يسمح له برئاسة إحدى شبكات الهاتف المحمول مثل جمال السادات، وربما ربما نراه سائقا لتاكسي أجرة باحثا عن رزق يومه كما حدث لنجل محمد نجيب!
هذه مصر يا عبلة .. أقصد يا سيد جمال مبارك!
الخلاصة أنه لا فائدة من نفاق قائم على التنكيل بالمظلومين وفبركة التهم، ولن يقوى مركز مبارك الابن بتسمية "المحظورة" التي تطلقها الصحافة الحكومية على جماعة الاخوان. المنافقون سيغتسلون من غبار مشيهم وراءه بمجرد أن يفقد نفوذ البيت الرئاسي!
ليته يفهم ويدرك ذلك مبكرا ويتعلم الدرس ممن كانوا أبناء وأقارب ملوك أو رؤساء مصر في يوم من الأيام !!

 

اجمالي القراءات 1540
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق