النساء في غزة يواجهن تصاعدا في الانتهاكات

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


النساء في غزة يواجهن تصاعدا في الانتهاكات

بين الركام المتناثر في حي الزيتون شمالي غزة تجمعت مجموعة من النسوة: انهن يجلس على الأرض، حيث كانت تقوم منازلهن يوما ما، الحجاب على رؤوسهن وأطفالهن حفاة الأقدام يتراكضون حولهن.

هذا ليس تجمعا عفويا للأمهات، بل اجتماع نظمه "برنامج الصحة النفسية في غزة" الذي ينشد مساعدة النساء اللواتي يحاولن تربية أطفالهن في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.



النساء يتحدثن بصراحة عن ظروف البؤس التي يعشن وسطها: تدمير منازلهن، فقدان الأحبة الذين يحملن صورهم أينما ذهبن ويرينها لكل من يصادفهن، الصدمة التي واجهها أطفالهن جراء الرعب الذي شهدوه.

ولكن الأصعب بالنسبة لأولئك النسوة هو مناقشة العنف الأسري المتزايد.

ويقول صندوق الأمم المتحدة للنساء إن العنف الأسري قد ازداد منذ العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة بشكل خاص وبشكل عام منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل ما يقرب من سنتين.

وتحاول منظمات مدنية البحث عن سبل للحيلولة دون أن يتفجر الإحباط الذي يعاني منه الرجال في القطاع بسبب الحصار عنفا موجها ضد أسرهم.

مجتمع محافظ

أثناء تجوالنا في شوارع بيت لاهيا التي تركت الحرب الأخيرة دمارا فيها التقينا ثلاثة أجيال من النساء من عائلة العطار.

انشراح واحدة من خمس أخوات. قالت لنا ان زوجها فقد كل شيء: العمل والمنزل، وأنه بالكاد يستطيع الحديث الى أي شخص، وان إحباطه يتحول الى نوبات عصبية تنتهي بأن ينفجر في زوجته أو أطفاله.

"ولكننا نسامحه" تقول انشراح، وتضيف ان العائلة تدرك ما يمر به.

المجتمع الغزاوي مجتمع محافظ، ذكوري السيادة.

المنظمات غير الحكومية بدأت بتنظيم ورشات عمل حول العنف بمشاركة الرجال.

أبو فادي كان يمارس العنف الأسري سابقا، وهو الآن قد تحول الى مستشار في هذا الموضوع.

يقول أبو فادي: "حربنا تبدأ بعد أن تنتهي الحرب: مطلوب من الرجل في العائلة أن يؤمن احتياجات عائلته، ولكن كيف السبيل الى ذلك ونحن نعاني من الحصار وغياب فرص العمل وتدمير المنازل ؟".

ويرى أبو فادي أن إحباط الرجال يجعلهم يمارسون العنف ولا يجدون أمامهم سوى الزوجة مما يجعلها هدفا لانفجارهم.

ولكن لا توجد ملاجئ للنساء في غزة، بل عيادات يحصلن فيها على الأدوية المضادة للاكتئاب، ودون معرفة أزواجهن في معظم الحالات.

الأخصائية النفسية سهى موسى تقول إن من يريد معالجة العنف الأسري عليه أن يدرس الظروف الاجتماعية التي تؤدي إليه.

"شدت من شعرها"

من الصعب التدخل بين افراد العائلة الواحدة، تقول سهى، فاذا طلق الرجل زوجته أو اذا هي غادرته الى بيت أهلها فإنها تفقد امكانية رؤية أطفالها.

لهذا بقيت إيمان الى جانب زوجها بالرغم من تعرضها للعنف، كما قالت لي.

تعرضت إيمان للضرب المبرح، ويقوم زوجها بشدها من شعرها الطويل قبل أن يبدا بضربها، وهي تعاني من مشاكل في عينيها وآلام في في كتفها وأسنانها، ولا يسلم الأطفال من معاملته الفظة.

أصبح الزوج بهذا العنف بعد أن فقد عمله.

خلال العملية العسكرية الإسرائيلية لجأت إيمان مع أطفالها الى مدارس الوكالة أما الزوج فبقي في البيت.

تقول إيمان إن أطفالها أرادوا البقاء في مدرسة الوكالة حتى بعد انتهاء العملية العسكرية وانسحاب القوات الاسرائيلية، فقد كانوا يحصلون على الطعام هناك، وهو شيء ليس مؤمنا دائما في المنزل، كذلك كانوا بعيدين عن عنف والدهم.

تقول نعيمة الرواغ مديرة برنامج الصحة النفسية في غزة ان التعليم هي الوسيلة الوحيدة لمقاومة العنف. عيادتها تنظم محاضرات للشباب والفتيات غير المتزوجين، ويتجول خبراؤها النفسيون في أنحاء غزة لتوعية النساء بحقوقهن.

وتقول نعيمة ان من الضروري اشراك كبار العائلات في العملية، فهم الوحيدون الذي يستطيعون التأثير على مجريات الأمور في العائلات.

اجمالي القراءات 1963
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق