عبد الحليم قنديل: إقالتى قرار رئاسى

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٨ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


عبد الحليم قنديل: إقالتى قرار رئاسى

عبد الحليم قنديل: إقالتى قرار رئاسى

الأربعاء، 18 مارس 2009 - 20:29

رئيس تحرير صوت الأمة المقال عبد الحليم قنديل

حاورته إيمان على

Bookmark and Share

بعد أيام من إقالته من رئاسة تحرير صوت الأمة، التقى اليوم السابع الدكتور عبد الحليم قنديل، فى حوار جرىء، أكد خلاله أن قرار إقالته جاء بعد تدخل من الحكومة ومؤسسة الرئاسة، وقال قنديل، الذى سبق وأن أقيل من رئاسة تحرير عدة صحف أخرى منها العربى الناصرى والكرامة، إن عزله من صوت الأمة جاء بسبب مقالته الأخيرة تحت عنوان "ممدوح إسماعيل جناية نظام".

قنديل أكد فى حواره أن انتقاله من جريدة لأخرى هو مطاردة من رئيس الجمهورية وأمن الدولة، وكشف عن خوف الحكومة، كما كشف كثيرا من المفاجآت.. فإلى نص الحوار:

عرف عنك كثرة انتقالك من جريدة لأخرى فى فترات وجيزة.. فما الأسباب وهل هى نفس أسباب تركك لصحيفة صوت الأمة مؤخرا؟
القضية فى أصحاب الجرائد فهى قضية طرف آخر ألا وهم أمن الدولة، فأستاذ عصام إسماعيل فهمى رئيس مجلس إدارة صوت الأمة والإخوة الآخرين بالجريدة هم عناوين بريد لتلقى ضغوط دولية وليسوا عناصر صاحبة قرار، والفكرة أننى لم انتقل من جريدة لأخرى ولكنى أصنع نفس الخط الذى أسير عليه من طبيعتى وأضفى على المكان تلك الطبيعة، والمعركة هى مطاردة من بيت الرئاسة ومباحث أمن الدولة والقرار الخاص بصوت الأمة باستبعادى أو إقالتى، فهذا قرار الرئيس حسنى مبارك والمسألة الواضحة أن هناك أدلة مرئية والمواجهة انتهت، فبعد أن خرج العدد الأخير من صوت الأمة أثناء رئاستى لها وذهب لمطابع الأهرام، وكان العدد يتضمن مقالا لى بعنوان "ممدوح إسماعيل جناية نظام" الذى يتعلق بزكريا عزمى والرئيس، ولكن فوجئت بحذفه ولم تكن هذه أول مرة لحذف مقالى، فسبق فى 16 فبراير تم حذف مقال لى "خطاب مفتوح للجيش" ذلك عقب صدور حكم المحكمة العسكرية للزميل أحمد حسين، وكذلك فى 5 يناير تم حذف مقال لى "نظام مبارك عار مصر" أثناء حرب غزة، فكيف حذفت المقالات فإذا كانت قد ألغيت هذه المقالات داخل أسوار الجريدة، فكان السبب استبعادها من رئيس التحرير أو رئيس مجلس الإدارة، ولكن عندما يحذف أثناء دخوله لمطابع الأهرام، فالقرار ليس قرار عصام إسماعيل فهو مجرد ريشة فى هواء، وهو يعانى من ظروف صحية فهو مضغوط من قبل طرفيين (الرئاسة وأمن الدولة) وأحد المواقع نشر هذه البيانات قبل أن أعلمها.

لماذا تركت جريدة العربى بالرغم من عدم منعك من أى شىء؟
أنا فى العربى ظللت رئيس تحرير مدة طويلة من مايو 2000 إلى فبراير 2006 فليست فترة قصيرة، ولكنى تركتها فى وقت كان عندى إحساس، ففى الجريدة ضياء الدين داود رئيس مجلس إدارة الجريدة وفى فترة عملى حدث فى حياتى الشخصية نقد الرئيس للصحافة المصرية وهو أول مرة يحدث وقمت بجمعه فى كتاب لى بعنوان "ضد الرئيس فى وقت كان الرئيس فيه إله، وكنت أول صحفى مصرى تكلم عن رأس الدولة.

وأذكر أن ضياء فى انتخابات مجلس الشعب 2005 نجح فى أول دورة وفى الإعادة منع أن يدلى بصوته فهذا مثير للاستنكار، وعندما سأل وزير الداخلية، فقال عشان قلنا لك أكثر من عشر مرات لاستبعاد قنديل ولم تستبعده، وأثناء ذلك لم يبلغنى ضياء بذلك، ولكن علمت من الأستاذ سامى شرف وأصدقائه، وفى هذا الوقت لم يحدث لى مضايقات فى العربى، وبعد بقائى 6 سنوات فى جريدة واحدة أحتاج لتجارب أخرى، فقابلت العرض الخاص برئاسة تحريرى لجريدة الكرامة 2006 إلى 2007، ثم تكرر السيناريو بالضغط على رئيس مجلس إدارة الجريدة للضغط عليه، وكان من أفضل رؤساء مجالس إدارة الجرائد ضياء الدين داود لصموده، ولكن فقد عضوية مجلس الشعب ولم أكن من هواية الانتقال من جريدة لجريدة، وفى عام 2004 فتح تحقيق اختطافى أمام النائب العام ماهر عبد الواحد وإلى الآن كل ما جرى وضع التحقيق فى الأدراج، وتم ترقية ماهر لرئيس المحكمة الدستورية العليا.

إذا كانت الحريات المتاحة فى الصحافة لم تعتمد الذى تكتبه فلماذا تستمر فى تلك التيار؟
أولا أنا كسبت سقف الحرية بالبلد، فكل واحد يكتب حرفا عن الرئيس فهو مدين لى لأنى أول من يكتب نقدا عن الرئيس، والاعتبار الثانى أنا مؤمن بشىء مختلف أن الحرية التى تكتسب هى التى تبقى وتدوم تقدم فيها تضحيات تستمر فى الأرض، وللأسف فإن نفوذ أغلب المسئولين ليس فى الصحف القومية فقط وإنما أيضاً فى الصحف المستقلة خاصة والمعارضة.. إنهم يعملون فى إطار جهاز مباحث أمن الدولة، وأنا خارج هذه الضوابط، فجهاز أمن الدولة دوره تعتيم الشعب المصرى فلا أوافق على أن أكتب ما يرضى أمن الدولة ولا أمشى فى الصف، فأنا حالة مفردة وأول من وضع الرئيس فى عين العاصمة، وأعتبر أن أى كاتب لم يكتب على نقد الرئيس فهو منافق.

هل ستظل كتاباتك توجه ضد الحكومة على الرغم من كل هذه الإطاحات الموجهة إليك؟
بالتأكيد فالخطورة أننى أمارس جهدين جهد الكتابة والتطبيق، فأنا مؤسس الكرامة والتضييق الذى جرى لى فى صحيفة أو أخرى، فهناك أكثر من وسيلة للاستمرار فى كتاباتى، سواء أكان بإصدار الكتب أو مقالات فى الصحف وعلى الشبكات الإلكترونية أو حتى على الحائط، فلا أستطيع أنظر خلفى وكل التجارب التى مررت بها أجعلها خلفى، وأقف فوق هذا الخطر وغير قابل على التراجع وهذا اختيارى منذ 20 سنة، وعلى المرء الذى يختار أن يدفع ضريبة اختياره بشجاعة واختيارى النهائى بلا تراجع وأى شىء يحدث لى فهو نعمة، ومؤمن عن حق أن هناك يد الله ترعى الذين يسلكون طرق صحيحة.

البعض يقول إنك تريد أن تكون بطلا؟
أنا أريد أن أكون إنسانا ولا أريد أن أكون حيوانا ولا مخبرا لأمن الدولة ولا فى ظل الرئيس.

لم يكن رأيك فى عصام فهمى قبل العمل معه هو نفسه الآن.. فلماذا تغير رأيك عنه؟
هذا الكلام غير صحيح، ففى مقال لى كتبته بعنوان "جريمة عصام إسماعيل فهمى" فى جريدة صوت الأمة بعد ذهابى للجريدة بـ3 أسابيع، فهذا المقال مسئول عنه قلت إن عصام ليس له اختيار سياسى معين ومهمته إصدار الجرائد وعوقب وليس مصادفة عقوبته فى صدورى كرئيس تحرير الجريدة، وأنه يتميز بالحرص وليس له أصول دمياطية ولا يوجد شخص لم أنافقه، فعصام من عامة الناس وليس شخصا مخيفا ولم أكن أعرفه قبل ذهابى لصوت الأمة، فأقول إنه لا حول له ولا قوة، ولكن بسبب الضغط عليه وأنا متعاطف فى محنته الصحية التى يمر بها، ولم أقل إنه ملاك وأصبح شيطانا فهو تعرض لضغط فادح من أجل إقالتى ولا أشعر بضغينة له، فعصام ليس عدوا لى.

على الرغم من أن إبراهيم عيسى يكتب الكثير من الموضوعات التى تجعله يشتبك مع الحكومة مثل قضية شائعة صحة الرئيس إلا أن عصام فهمى لم يقيله. فلماذا أصر عصام على إقالتك من رئاسة تحرير صوت الأمة؟
ليست قضية إصرار من عصام وأول ما تعرف بى، وبدأت العمل معه فقال إن مشكلة إبراهيم عيسى مشكلة فى التعاون مع الحكومة، ولكن تصور عصام أن الحكومة تخاف من إبراهيم، ولكن ثبت لى العكس بأن الحكومة تخاف منك أكثر، وأذكر فى بداية توليتى رئاسة صوت الأمة جاء رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى قبل قضيته إلى عصام فهمى وهو صديقه ليقول له إن الرئيس الجمهورية زعل منك قوى لأنك جيبت قنديل، ومن هنا أدرك عصام أن الحكومة تخاف منى أكثر من عيسى، وكذلك طلب حسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة وهو صديق عصام، منه أن التقى به، ولكن قلت مستحيل أن تمتد مصافحتى لهؤلاء فأصبح كافرا، فأنا لم أغير رأيى عن عصام، وأول ما توليت صوت الأمة قلت فى حديث لى على قناة الجزيرة إنى رئيس تحرير صوت الأمة حتى إشعار آخر، فهذا المكر بالنسبة للأستاذ إبراهيم عيسى، فعصام قال إن هناك فارقا هائلا مما يكتبه إبراهيم وقنديل.

اتجاهات قنديل بعد إقالته من منصب رئاسة صوت الأمة. فهل ستتولى رئاسة تحرير صحيفة أخرى؟
أولا إلى الآن لم أقرر شيئا محددا، فأنا فى وضع تفكير ولا أخطط فى حياتى ولا أسعى لعمل علاقات مع أحد فأنا لا أسعى لشىء بعينه، وإنما أترك الأمر للمقادير.

هناك شائعات حول توليتك منصب جريدة حكومية. ما تعقيبك؟
لم يعرض على أى شىء، ولكن إذا عرض على منصب رئاسة تحرير جريدة حكومية فسأقبل العرض فى حالة واحدة هى حالة اختفاء الرئيس مبارك، مؤكدا أن طبيعى وقتها الأهرام تعرض على.

اجمالي القراءات 4283
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق