كشفت خلية الإعلام الأمني في العراق هوية عبد الناصر قرداش المرشح المحتمل لخلافة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بعد أبو بكر البغدادي، والذي أعلنت المخابرات العراقية اعتقاله في بيان لها مساء الأربعاء.

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان نشر على حسابها على مواقع التواصل إنه تم القبض على حجي عبد الناصر قرداش من مواليد 1967 في مدينة تلعفر بمحافظة نينوى شمال العراق، ويسكن الموصل حي مشيرف، وكان آخر رئيس للجنة المفوضة في تنظيم الدولة قبل مقتل البغدادي على يد القوات الأميركية العام الماضي.

وأشارت إلى أنه بنك معلومات وشاهد على تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة منذ عام 2007، ومنذ زمن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي ، وتولى مناصب رفيعة في التنظيمين، أبرزها قيادته لمعارك التنظيم في شرق سوريا 2011- 2019، ومن بينها معارك الباغوز في دير الزور التي قادها بنفسه، وهو من التيار الأكثر تشددا داخل التنظيم.

وأوضحت أن قرداش انتمى لتنظيم القاعدة في محافظة نينوى عام 2007، وعمل بصفة إداري بولاية الجزيرة حتى نهاية العام، حيث شغل منصب والي الجزيرة وخلال فترة توليه المنصب قام بعدد من العمليات استهدفت القوات العراقية والمواطنين.

وفي بداية عام 2010 تم تكليفه من قبل والي الشمال في التنظيم بالعمل نائبا له، وبأمر من البغداي تم تكليفه بشغل منصب والي ولايات الشمال "جنوب الموصل والموصل والجزيرة وكركوك".

وفي نهاية عام 2011 التقى البغدادي في أطراف محافظة بغداد وكلفه بشغل منصب أمير التصنيع والتطوير، ثم كلف بعدها بالذهاب إلى سوريا وأنشأ مصانع أسلحة ومتفجرات وكواتم لتجهيز الولايات بها، حيث قابل البغداي أكثر من مئة مرة.

وأضافت خلية الإعلام الأمني في العراق أنه بعد حدوث انشقاقات بالتنظيم وانشقاق جبهة النصرة عن تنظيم الدولة كلف عبد الناصر قرداش بمنصب والي الشرقية "الحسكة ودير الزور والرقة"، ثم شغل نصب والي البركة وبعد إعلان الخلافة كلف بمنصب نائب أمير اللجنة المشرفة وبعدها أمير اللجنة ثم نائب أمير اللجنة المفوضة المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، وبعد مقتل العدناني أصبح أميرا للجنة ونائبا للبغدادي.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه كان المشرف الأول عن معركة كوباني ومعارك مدينة تدمر وحلب ودمشق ومعارك الباب، وكان له دور بارز في أغلب المفاوضات التي جرت بين التنظيم والفصائل والمجاميع الأخرى ، وكان المشرف على كافة المفاصل الإدارية ومفاصل التصنيع والتجهيز حينها.

إعلان الاعتقال
وكان جهاز المخابرات العراقي أعلن مساء الأربعاء اعتقال عبد الناصر قرداش، وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة، من دون الكشف عن مكان الاعتقال.

وكان البغدادي قُتل في عملية إنزال جوي أميركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في ريف محافظة إدلب (شمالي سوريا). ولاحقا، عيّن التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي قائدا له خلفا للبغدادي.

ويستخدم تنظيم الدولة -عادة- أسماء مستعارة لقادته وعناصره لحمايتهم من عمليات الملاحقة والاعتقال.

ويتزامن إعلان اعتقال المرشح المحتمل لخلافة البغدادي في تنظيم الدولة، مع تصاعد وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في انتمائهم للتنظيم، ولا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت".

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على التنظيم، بعد استعادة كامل الأراضي التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، والتي اجتاحها التنظيم صيف عام 2014.