طموحات خامنئي وإردوغان.. قطبا الإسلام السياسي للهيمنة على المنطقة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٧ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الحرة


طموحات خامنئي وإردوغان.. قطبا الإسلام السياسي للهيمنة على المنطقة

يستغل كل من إيران وتركيا الإسلام السياسي وشعاراته من أجل التجييش والتحشيد لمصالح سياسية شخصية بحتة، على حساب الدول العربية وأمنها وتطلعات شعوبها.

ويبذل كل من المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، جهودا مكثفة للظهور بمظهر المنقذ للأمة الإسلامية والمدافع عن رسالتها الدينية.

يريد المرشد الإيراني السيطرة على العراق ولبنان وسوريا ولبنان، في حين يعمل الرئيس التركي على توسيع نفوذه في الشمال سوريا، ومؤخرا تمددت طموحاته إلى شمال أفريقيا من خلال التدخل في ليبيا، وكان قد سعى سابقا للتدخل في السودان بحجة حماية السنة في البلد.

ويشير محللون إلى أن كلا من خامنئي وإردوغان يعمل وفق مفهوم مختلف للإسلام السياسي، مع ذلك فإن أهدافهما متشابهة من حيث المبدأ، إذ يسعى كل منهما إلى فرض السيطرة على مناطق ودول أخرى، وكل منهما يبحث عن تعظيم مصالحه بطريقة أو بأخرى؛ وذلك تحت مظلة الإسلام وشعاراته.

ورغم اختلاف الشعارات المستخدمة، يدعي كل منهما العمل على حماية المسلمين في مواجهة "أعداء الإسلام"، ولهذا تلتقي مصالحهم أحيانا، وغالبا ما تكون هناك صفقات تعقد في الخفاء.

وترتكز التجربة الإسلامية الإيرانية المعاصرة على نظرية "ولاية الفقيه" التي تميز النظام السياسي الحاكم عن غيره من النظم السياسية في العالم، وتعد "آخر الأشكال التي طورها الإسلام السياسي الشيعي الساعي للوصول إلى السلطة"، وفق تقرير نشره موقع "إرفع صوتك".

يقول المحلل المتخصص بشؤون الشرق الأوسط حسين عبدالحسين "إن النموذجين الإيراني والتركي في استخدام الإسلام السياسي لتحقيق المنفعة الذاتية يتشابهان إلى حد كبير، رغم اختلافهما في الشكل".

ويضيف في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" أنه بعيدا عما يحكى عن الثورة الإيرانية والتي صبغت بأنها إسلامية إلا أنها استخدمت أساليب مؤسس حركة الإخوان المسلمين حسن البنا "حتى إن البعض يقول إن الخميني ترجم كتاب البنا إلى الفارسية ليفهمه جيدا ويطبقه".

ويشير عبدالحسين إلى أن خامنئي يستغل الدين وما يتبعه من غيبيات بطريقة تصل إلى حد "السخافة والإسفاف"، والصورة التي نشرها عن استقبال الحسين لقاسم سليماني وهو يعانقه في السماء دليل واضح على هذا الأمر.

وأوضح أن إيران تستخدم "ولاية الفقيه" وتتعامل كأنها المرجعية العليا للمسلمين الشيعة، لكن في حقيقة الأمر أن العديد من الشيعة لا يتبعونها، ويتبعون فروعا لم تستخدم الدين كغطاء للسياسة.

وحول إردوغان، يرى عبد الحسين أن الرئيس التركي يقدم نفسه كحام للمسلمين السنة، في الوقت الذي لا تتجاوز خطاباته الاستهلاك المحلي. ففي الوقت الذي يهاجم فيها تصرفات بعض الدول، يجري معها صفقات تجارية وعسكرية في الخفاء.

"ولماذا على المنتظر الغائب الذي سيحضر إلى عالم السنة والشيعة أن يأتي إلى منطقة محتدمة الصراع، ولا يأتي إلى منطقة يسودها المحبة والوئام؟، يتساءل مالك العثامنة، الإعلامي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والدراسات التحليلية.

ويقول في رد على استفسارات موقع "الحرة" إن كلا من خامنئي وإردوغان يريد السيطرة على دول عربية والهيمنة عليها إلى حد إيجاد حكومات ومؤسسات ظل في بعضها.

ويتفق العثامنة مع عبدالحسين، في أن صورة استقبال الحسين لقاسم سليماني التي نشرها على موقعه الإلكتروني الرسمي، تختصر كل الرواية التي يريدون أن يهيمنوا من خلالها على عقول الناس، فهم يستحضرون الغيبيات من أجل توجيه رسائل سياسية.

ولا يختلف الأمر كثيرا مع إردوغان، فهو وإن لم يعرف عنه نشر صور كصورة سليماني والحسين، فإنه يتغنى بمسلسلات تلفزيونية مثل "قيامة أرطغرل"، الذي يطرح أفكاره بطريقة سينمائية مشوقة لكي تعلق في ذهن المشاهد.

ويرى العثامنة أن الأول يستخدم الإسلام السياسي وهو يلبس العمامة، والآخر ببدلة وربطة عنق.

ويذهب العثامنة إلى أن المختلف في إردوغان أنه يستخدم نوعين من الخطاب، الأول موجه للداخل التركي الذي يعد علمانيا، والآخر إسلامي موجه للخارج فقط، ويسعى فيه إلى التجييش وحشد الداعمين من جهة، وتقديم نفسه على أنه حام للإسلام ومهدد لأوروبا من جهة أخرى.

وتدعم تركيا برئاسة إردوغان، عددا من حركات الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين وحماس، وترتبط بعلاقات ودية مع إيران التي تدعم فصائل إسلامية في كثير من الدول العربية.

ويتلتقيان أيضا في استخدامهما لميليشات مسلحة من جنسيات أخرى للقتال في عدة دول في المنطقة، لتحقيق طموحات توسعية شخصية.

اجمالي القراءات 802
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more