شركات الطيران الكبرى تعلق رحلاتها إلى إيران.. عقوبات ترمب تغلق الباب أمام الإيرانيين داخلياً وخارجيا

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٤ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


شركات الطيران الكبرى تعلق رحلاتها إلى إيران.. عقوبات ترمب تغلق الباب أمام الإيرانيين داخلياً وخارجيا

شركات الطيران الكبرى تعلق رحلاتها إلى إيران.. عقوبات ترمب تغلق الباب أمام الإيرانيين داخلياً وخارجياً وتضرب شركات السياحة

مع إعادة فرض إدارة ترمب العقوبات على إيران لعزلها اقتصادياً عن العالم، لا تضرب هذه العزلة سوى الشعب الإيراني.

وكشفت صحيفة The Washington Post الأميركية  أن هذه العزلة، تسببت في زيادة أسعار الرحلات الجوية لبعض الوجهات المفضلة لدى المسافرين الإيرانيين بثلاثة أضعاف، مما جعل بوابة الهروب من الاقتصاد المتهاوي والجحيم السياسي أمراً بعيد المنال لمعظمهم.

ويضيف الارتفاع الحاد في أسعار الرحلات الجوية، والذي نتج عن فرض قيود على منع تسيير الأعمال باستخدام الدولار، إلى خيبة الأمل العميقة التي يشعر بها الإيرانيون، بعد التفاؤل الذي انتباهم في أعقاب الاتفاق النووي عام 2015.

 ولبعض الوقت شهدت السياحة للعواصم الإقليمية والدولية انتعاشاً بينما كانت إيران قد بدأت في الخروج من عُزلتها.

مساعي أميركا لعزل إيران عن العالم بدأت تحقق نتائج ذات تأثير على الشارع الإيراني

وقالت الصحيفة الأميركية، أنه اليوم تتقطع السبل بالإيرانيين شيئاً فشيئاً في دولةٍ تنهار عملتها، مع ارتفاع أسعار الطعام، ونفاد مخزون بعض الأدوية المستوردة، وحتى أوراق الصحف أصبح من الصعب الحصول عليها، لدرجة أن بعض الصحف تُخفض أعدادها، وبعضها ينهي عمله.

ويُعتبر هذا شعوراً مُعتاداً وغير مُحببٍ لنفوس الكثير من الإيرانيين، شعور أنك عالقٌ في محبسك دون بصيص أملٍ لفترة من الراحة خارج البلاد.

وعلى مدار العام الجاري كان الركود الاقتصادي، ومعدلات التضخم المرتفعة، والاستياء من الفساد الحكومي وقوداً يُغذي احتجاجاتٍ بسيطةً، وإن كانت مستمرةً في أوساط الطبقة العاملة الإيرانية.

ومع تجديد فرض العقوبات الاقتصادية قبل أسبوعين، ثمة تهديد بأن ينتشر الاستياء في أوساط الطبقتين المتوسطة والثرية، خصوصاً بعد أن أصبحت كماليات مثل السفر خارج نطاق المستطاع.

حتى سفر الإيرانيين للخارج أصبح يشكل أزمة بسبب ارتفاع الأسعار

وقالت الصحيفة الأميركية، كان السفر لوجهاتٍ أوروبيةٍ أو إقليميةٍ مثل دبي، أو إسطنبول، أو بعض المدن في العراق فكرةً منهكة بالفعل لأغلب الإيرانيين.

ويعود ذلك إلى أن جواز السفر الإيراني من أكثر الجوازات التي تفرض عليها قيود في منح التأشيرات الأجنبية في العالم.

ويقول الخبير الإيراني بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كريم سادجابور: «لطالما كان هذا مصدراً للإحباط واليأس لدى الناس قبل وصول ترمب إلى السلطة بالتأكيد».

غير أنه بدءاً من عام 2012، بدأت الكثير من الدول مثل تركيا، وجورجيا، وصربيا، وروسيا، وأذربيجان في تخفيف الشروط المفروضة على زيارة الإيرانيين.

وانضمت هذه الدول إلى دولٍ آسيويةٍ مثل تايلاند، وماليزيا في السماح بدخول الإيرانيين دون تأشيرةٍ، أو بتأشيرةٍ يحصلون عليها في المطار، ما عزز من شعور الإيرانيين أن عُزلة الجمهورية الإسلامية لم تعد عقاباً مفروضاً على عامة الناس.

وبعد الاتفاق النووي عام 1915 بدأت شركات الطيران الأجنبية مثل British Airways، Air France، و KLM بتسيير رحلات إلى طهران، لتجلب بذلك سيَّاحاً أجانب للبلاد، وتعزز الاقتصاد المحلي.

غير أن الارتفاع الحاد في كُلفة الرحلات الجوية حالياً يُغلق هذا الباب المشرع على العالم مرةً أخرى، والآن بدأت شركات الطيران الكبرى في تعليق رحلاتها إلى إيران.

لذلك تناقصت أعداد المسافرين الإيرانيين للخارج بشكل كبير

وقالت الصحيفة الأميركية، من غير المنتظر أن تصدُر أرقامٌ رسميةٌ تتعلق بسفر الإيرانيين قبل بضعة أشهر، لكن وفقاً لخبراء في مجال السفر والطيران، فإن تأثير ارتفاع أسعار التذاكر كان فورياً.

ويقول ماجد نجاد مؤسس إحدى أكبر شركات السياحة الإيرانية إنّه مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، فإن الحجوزات لوجهاتٍ أجنبيةٍ من إيران قد انخفضت للنصف.

ويقول نجاد إنَّ معظم شركات الطيران تتقاضى قيمة التذاكر بالدولار الأميركي، والانخفاض الحاد في سعر صرف الريال جعل كلفة الدولار لا تُحتمل لأغلب الإيرانيين.

وكانت الشركات المحلية وبعض الشركات الأجنبية قد حصَّلت قيمة التذاكر بالريال الإيراني، لكنها لم تعد قادرة على تحويله إلى دولار بسعر صرفٍ مُجزٍ تدعمه الحكومة.

 وقالت منظمة الطيران المدني الإيراني الأسبوع الماضي إنّ شركات الطيران سيكون عليها القبول بسعر صرف السوق للعملات الأجنبية. وكانت هذه ضربة أخرى لاقتصاد شركات الطيران، أسهم في رفع الأسعار أكثر.

وقال نجاد إن شركات الطيران الأوروبية مثل Lufthansa قد استجابت للتقلبات الكبيرة في سعر صرف الريال الإيراني عبر إلغائها للتذاكر الأقل سعراً في الدرجة الاقتصادية.

وتابع نجاد: «هناك حالةٌ من خيبة أملٍ تسود البلاد»، مضيفاً أن العديد من المسافرين يشعرون بالإحباط من سوء إدارة الحكومة للاقتصاد، ومن الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران.

وقال: «باتت لدى الناس حرية أكبر للسفر خارج البلاد، ولكن لا أحد يملك المال الكافي لتحمل كلفة السفر. ويرى الناس قدرتهم الشرائية وهي تنخفض إلى النصف».

ليس ثمة ما يشي بانفراجة قريبة"box-sizing: border-box; outline: none; -webkit-font-smoothing: antialiased; text-align: right; font-family: NotoNaskhArabic, Helvetica; line-height: 1.4; direction: rtl; margin: 7px 0px; font-size: 20px; display: inline-block; width: 561px; color: rgb(0, 0, 0);"> كذلك، يضع ارتفاع أسعار التذاكر طقوساً عزيزةً على ملايين الإيرانيين على المحك. يحل الشهر القادم يوم الأربعين، وهو الشعيرة الدينية التي تشهد عادةً مواكب من الحجاج الإيرانيين يسافرون للعراق لتأدية الطقوس الدينية في النجف وكربلاء، المدينتين الأقدس لدى المسلمين الشيعة.

وقد صرحت الحكومة العراقية، إدراكاً منها للتحديات الاقتصادية التي يُواجهها الإيرانيون، أنها ستخفض تكلفة التأشيرة للحجاج الإيرانيين خلال شهر محرم الذي يحل فيه يوم عاشوراء.

غير أن المُنخرطين في الصناعة يقولون إن قُرابة 20 بالمئة ممن كانوا ينوون الحج هذا العام لن يفعلوا على الأغلب.

وهو ما دفع خامنئي إلى محاولة امتصاص غضب المواطنين باتهام روحاني بالفشل

وقالت واشنطن بوست، يبدو المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله عليخامنئي مدركاً تمام الإدراك لتزايد حالة الاستياء العام، الذي غالباً ما يُلقي باللائمة بشأن مشاكل إيران على سوء الإدارة الداخلية، وليس على الضغوط الدولية.

وترددت أصداء هذا الشعور في حديث خامنئي في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، في خطوةً غير اعتياديةٍ تلقي باللائمة على حكومة الرئيس حسن روحاني لما وصلت له البلاد من أزمة اقتصادية.

وأورد التلفزيون الإيراني الرسمي على لسان خامنئي قوله إنّ سوء الإدارة الاقتصادية تسبب في هذه المصاعب أكثر مما فعلت العقوبات.

ومع خسارة الريال الإيراني أكثر من نصف قيمته بين عشيةٍ وضُحاها، يتزايد لوم الإيرانيين لحكام بلادهم لفشلهم في حمايتهم من تداعيات العقوبات الاقتصادية، التي أعادت إدارة ترمب فرضها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي.

ويقول مقيمٌ بطهران في أواخر الثلاثينيات من عمره طلب عدم الإفصاح عن هويته خوفاً من انتقاده النظام علانيةً: «نحن في أزمةٍ بسبب الحكومة؛ والناس لا يثقون في الحكومة».

وكغيره، لا يعتقد أن تزايُد اليأس سيؤدي إلى انتشار مظاهرات يُمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الحكومة والمؤسسة الدينية.

 بل على العكس يرى أن هذه الصعوبات لن ينجُم عنها إلا شعور الطبقة المتوسطةٍ أنها «رهينة الحبس داخل البلاد». وكغيره من سكان البلاد أيضاً، كانت لديه خططٌ لزيارة تركيا في شهر سبتمبر/أيلول، لكنه ألغاها حين ارتفع ثمن التذكرة.

اجمالي القراءات 1190
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق