قصة «الفريق» و«المشير» لم تبدأ الآن.. ما لا تعرفه عن الصراع بين عنان والسيسي

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٤ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


قصة «الفريق» و«المشير» لم تبدأ الآن.. ما لا تعرفه عن الصراع بين عنان والسيسي

 

قبل ثلاثة أعوام ونصف، عاد رئيس أركان الجيش المصري السابق، الفريق سامي عنان، إلى واجهة الأحداث السياسية؛ عبر إعلانه الترشح بشكل رسمي لمنصب رئيس الجمهورية، قبل أن يمر على هذا الأمر بضعة أيام، ويظهر في مؤتمر بجانب عدد من الرموز الإعلامية المحسوبة على منافسه آنذاك، وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسى، وينسحب وسط تساؤلات مفتوحة وإجابت مبهمة.

مقالات متعلقة :

منذ أسبوعين عاود «عنان» الإعلان عن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية، وبدأ يتحرك على أكثر من صعيد، قبل أن يخرج هذه المرة دون إرادته بأوامر عسكرية، لم تمنعه فقط من الترشح، بل وضعته كذلك محل اتهام.

يرسم التقرير التالي جذور الخلافات بين «عنان» و«السيسي» على مدار السنوات الفائتة، وما هي أوراق رئيس أركان الجيش المصري السابق المحتملة التي جعلته خصمًا شرسًا.

اقرأ أيضا: من داخل الدولة.. 6 أوراق يعتمد عليها عنان كي يصل إلى القصر الجمهوري

نشأة الخلاف: على ماذا اختلف المشير والفريق؟

لا يبدو السيسي وعنان على وفاق كامل منذ سنوات بعيدة؛ فالرجلان اللذان يصل فارق العُمر بينهما حوالي ست سنوات، بدأ التوتر بينهما منذ أن تزاملا داخل المؤسسة العسكرية، عندما جرى تلميع «السيسي»، أصغر عضو في المجلس العسكري، بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، تمهيدًا لتصعيده لمنصب وزير الدفاع، بينما كان لعنان رد فعل دائمًا تجاه هذه المحاولات؛ خشية تصعيد هذا الشاب الذي لايراه مناسبًا لهذا الترقي.

 

 

يظهر هذا التوتر في العديد من الوقائع، أحدها كان عندما أوعز رئيس أركان الجيش المصري – آنذاك – لإحدى الصحف الحزبية اليومية لتكتب في «مانشيتها» الرئيس بعد أحداث شارعي «محمد محمود» و«مجلس الوزراء» متهمة السيسي بارتكاب اغتيالات في محيط ميدان التحرير في محاولة من عنان لتصفية السيسي والحيلولة دون اعتلائه مقعد المشير.

هذه الرواية التي حكاها «عبد الله السناوي»، الصحافي المصري المُقرب من «السيسي» آنذاك، يُكملها قائلًا: «في اليوم التالى نشرت الصحيفة ذاتها (بورتريه) عن الفريق سامي عنان، رئيس الأركان في ذلك الوقت، يثني عليه، ويشيد بأدواره».

خطوات عنان للغضب من السيسي شملت أكثر من مرحلة، حسب روايات عدد من المُقربين منه في بدايات ولاية السيسي الرئاسية الأولى، فرئيس الأركان اتهم الرئيس بدفع بعض العناصر للقيام بحملة سخرية منه عقب انتشار مجموعة من الصور له قبل ترشحه، فضلًا عن المزاعم التي تقول إن عنان كان وراء تسريب، لم يتم التبين من صحته، مفاده أن أول اتصال تلقاه السيسي بعد تعيينه وزيرًا للدفاع، كان من الرئيس مبارك.

لا تقف حدود خلافات عنان والسيسي عند ذلك الحد؛ إذ أخذت شكلًا آخر قبل أربع سنوات؛ عندما رشح عنان نفسه في الانتخابات الرئاسية منافسًا للسيسي، وتحرك آنذاك المشير حسين طنطاوي للحيلولة دون ترشحه أمام السيسي، الذى يعتبره في مكانة «نجله»، بدعم من المجلس العسكري، ودفع بمجموعة من الكتاب الصحافيين المصريين، مثل مصطفى بكري ومحمود مسلم للذهاب إلى عنان في منزله، وإقناعه بضرورة التراجع عن الترشح، وهو ما حدث في مؤتمر صحافي أمام وسائل الإعلام كافة.

يتضح ذلك أيضًا فيما نشره ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، وأحد الصحافيين المُقربيين من المؤسسة العسكرية، قائلًا: «سألني عنان: لماذا لا أرشح نفسي للرئاسة، فأجبته: لديك ما تخسره». وأضاف رزق أن الكاتب الصحافي مصطفى بكري هو من كتب معظم خطاب انسحاب سامي عنان من خوض انتخابات الرئاسة، وأن مكالمة من المشير طنطاوي، وزير الدفاع السابق، كانت العامل الأول في إقناع عنان بعدم الترشح، مضيفًا أن المشير قال لعنان: «إوعى تكون ناوى تترشح، أرجوك إوعى تكون ناوى تعلن ترشحك»، وهو ما رد عليه عنان بـ«أنت كبيرنا، وأنا تشاورت مع المقربين وتوكلت على الله بإعلان عدم ترشحي للانتخابات».

ثم ظهرت في الأجواء معلومات أخرى تؤكد أن قيادات بارزة بالقوات المسلحة كانت قد أعلنت رفضها خوض سامي عنان الانتخابات الرئاسية، وأرسلوا له رسالة شفهية مغلفة بهذا الرفض، وطالبوه بعدم الزج باسم الجيش من جديد في العملية السياسية.

مساعي السيسي للحد من حضور عنان بعد ذلك تمثلت في صدور أوامر عسكرية عبر بيان صادر من المتحدث الرسمي للقوات المُسلحة بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) 2013 بوقف نشر مُذكرات «عنان» في الصحف المصرية؛ لأسباب فسرها بـ«إيجاد حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومي للبلاد في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية».

اقرأ أيضا: بعد إقصاء عنان.. كيف تضغط الدولة المصرية ليستكمل خالد علي انتخابات الرئاسة؟

وبحسب جريدة «الأخبار اللبنانية»، فقد رفض عنان تولي السيسي منصب مدير المخابرات الحربية إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم يغفل السيسي أيضًا عن محاولات رئيس الأركان الأسبق للإطاحة به أثناء تولي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية الأولى.

وعلى خلفية ما حدث المرة السابقة عند ترشح عنان للانتخابات الرئاسية أمام السيسي، ومحاولات طنطاوي للحيلولة دون استكمال ترشحه، وعدم دعم قيادات المجلس العسكري له، فضلًا عن قبول هذه القيادات أمر عدم دعوته في أية مناسبة عسكرية مثل طنطاوي، فقد ترجح بنسبة كبيرة صدور بيان من القوات المسلحة لمنعه من الترشح، وأن محاولة عنان لا تعدو سوى محاولة فردية لإحراجهم، خصوصًا بعدما حاصره التهميش والعزلة والتشويه من جانب أذرع نظام الرئيس السيسي الإعلامية.

عزز هذا الأمر مسألة أخرى تتعلق بتغيير كافة أعضاء المجلس العسكري، الذى ترأسه عنان، فضلًا عن عدم حضور أعضاء من المجلس الحالي عزاء شقيقه، الذي أقيم في مسجد آل رشدان في فبراير (شباط) 2014، عدا محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، ومحمد العصار الذي خرج من هيئة المجلس، وعُين في منصب وزير الإنتاج الحربي.

وتظل الورقة الحاسمة هي الملفات المسكوت عنها بحق قيادات سابقة في المجلس العسكري السابق والحالي، والتي يحوزها عنان، ولوح بها المتحدث باسم حملته، حازم حسني، من إشارات لاستعداد رئيس الأركان لفتح كُل ملفات أعضاء المجلس العسكري، بما فيهم هو، وأن يُحاكموا معه.

«الخصم الشرس».. فتش عن أوراق رئيس الأركان السابق الرابحة في المعركة الانتخابية!

امتلك الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري السابق عددًا من الأوراق المؤثرة التي جعلته منافسًا غير تقليديٍّ، وخصمًا شرسًا، ينازع المشير على مقعد الرئيس في الانتخابات المُقبلة؛ الأمر الذي جعله في مرمى الحصار من جانب السلطة الحالية، التي أدركت خطورته من واقع أكثر من مُحدد انتخابي.

يستعرض الجزء التالي من التقرير أوراق «عنان» الرابحة، والتي شكلت سببًا رئيسًا في الإطاحة به من جانب السلطة الحالية.

 

 

حمدي وهيبة.. رئيس الأركان السابق الذي يرى نفسه «أجدع من السيسي»

رئيس أركان حرب القوات المُسلحة المصرية السابق، وثاني رُتبة عسكرية بعد منصب وزير الدفاع، وهو المنصب الذي يكتسب أهمية أكبر من منصب وزير الدفاع داخل دوائر صناعة القرار داخل المؤسسة العسكرية المصرية في نظر بعض المحللين؛ وذلك كونه مخولًا بأخذ قرارات الحرب، والأمور الاستراتيجية.

يقف «وهيبة» في نفس موقف عنان من الأوضاع الحالية؛ فهو يعتقد أن سياسات السيسي سبب رئيس لما انتهت إليه البلاد من مشاكل كبرى؛ فهو يراه: «رجلًا عاديًا، وهناك كفاءات إدارة كثيرة في مصر، ولو جلس أمامي وتناقشنا؛ هيبصم بالعشرة إنى أجدع منه مائة مرة، وللأسف هناك أخطاء ارتكبها الرئيس السيسي مثل أخطاء الرئيسين السابقين: حسني مبارك، ومحمد مرسي، بل أسوأ»، بحسب تصريح سابق له.

في تقدير وهيبة، الرئيس السيسى خبرته ما زالت محدودة، حتى في العسكرية؛ فهو لم يستمر في الوظائف الثلاث الأخيرة طويلًا؛ وعندما نقارنه بأحد زملائه؛ نجد أن الفرق شاسع، بحسبه.

ويكتسب «وهيبة» أهميته من تاريخه العسكري كقائد خدم في أكثر الأماكن حساسية داخل المؤسسة العسكرية؛ فقد كان قائدًا لوزير الدفاع الحالي «صدقي صبحي» حين كان ضابطًا في الفرقة 18، وخدم في سيناء سنوات طويلة، قبل أن ينتقل إلى منصب رئيس أركان الجيش المصري، رئيس أركان حرب القوات المسلحة في الفترة من 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2001 إلى 29 أكتوبر 2005.

ما إن صدرت تصريحات «وهيبة» عن السيسي في حوار مع صحيفة «المصري اليوم» حتى خرج «عبد الله السناوي»، الكاتب الذي كان يجالس السيسي بالساعات، يقول عنه إنه كان مقربًا من جمال مبارك، النجل الأصغر للرئيس الأسبق، وكان مرشحا محتملًا لوزارة الدفاع؛ كي يمرر سيناريو التوريث. هذه الإشارات من جانب كاتب كان شاهدًا على وقائع ما بعد ثورة 25 يناير بصفته مقربًا من قيادات المؤسسة العسكرية، وتحديدًا السيسي، الذي خصص له الكاتب عشرات المقالات يمتدح فيها شخصيته العسكرية، تكشف الكثير في نظر البعض.

في حين تشير وقائع الجلسات التى جمعتهما معًا إلى العلاقة المتوترة بين وهيبة والسيسي، واستحالة أي تقارب بينهما. يقول السناوى: «نقد الرئيس طبيعي، وهو حق ديمقراطي ودستوري. أما القول بـ(لو جلس أمامي وتناقشنا هيبصم بالعشرة إنى أجدع منه مائة مرة) فهذا انحدار بأي حوار، وسوقية لا تليق بالمنصب العسكري الرفيع الذي كان يتولاه».

تُشير المواقف السابقة، وتشابه ردود فعل المٌقربين من السيسي تجاه وهيبة وعنان إلى احتمالية تنسيق ما بين الرجلين اللذين يعتبران السيسي ليس الأحق بهذه المناصب.

اقرأ أيضا: آخرهم عنان.. قصص 8 مُعارضين عُوقِبوا بسبب ترشحهم للرئاسة

حازم حسني.. الناقد الذي صار حليفًا

حازم حسني هو الشخص الثاني الذي أعلن سامي عنان عن اسمه نائبًا لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي، ومتحدثًا رسميًا باسمه في حال فوزه بالرئاسة.

ويعمل «حسني» أستاذا أكاديميًا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وينتمي بأفكاره للتيار الداعم لثورة 25 يناير، فلم يسبق له المشاركة في مؤتمرات الحزب الوطني المنحل، أو العمل كمستشار سياسي في أحد الجهات الحكومية.

كما لم يكن لحسني علاقة بنظام الإخوان المسلمين خلال فترة حُكمهم، بل كان دائم الانتقاد لسياساتهم، ويعتقد أن سببًا رئيسًا للمشكلات التي تعيشها البلاد في المرحلة الحالية يتعلق بنهجهم السياسي. خط النقد امتد على استقامته بالنسبة لحسني تجاه نظام السيسي الذي لطالما وصفه بأنه نظام ديكتاتوري، وأدخل البلاد في أزمات كبرى، كما جعلها تفقد دورها إقليميًا في الملفات الهامة بمنطقة الشرق الأوسط، بحسبه.

قبل ثلاثة أعوام، كتب حسنى منتقدًا قيادات المجلس العسكري، وخص من بينهم طنطاوي وعنان، قبل أن يروج منتقدوه الأيام الفائتة لهذا الرأي، باعتبار ذلك تناقضًا بين مواقفه السابقة، وموقفه الحالي من دعم عنان، بجانب أدواره كمهندس للحملة الانتخابية له. هذه الانتقادات واجهها حسنى، كما اعتاد دومًا، وشرح تباين مواقفه وعلاقته بتغير السياقات السياسية للتنافس السياسي جنبًا إلى جنب مع مقابلات جمعته مع «عنان» على مدار عام 2017؛ غيرت وجهة نظره تجاهه، بحسبه.

اقرأ ايضًا: قبيل اعتقال عنان بساعات.. مدير حملته لـ«ساسة بوست»: الجيش منحاز للسيسي وعنان ليس مدانًا أمام النيابة العسكرية

هشام جنينة.. القاضي الذي كدّر السلم العام وعُزل بعوار دستوري!

هشام جنينة الشخص الأول الذي أعلن سامى عنان عن تعيينه نائبًا لشؤون حقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية، وتفعيل الدستور. وجنينة قاض سابق، تولَّى منصب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، في سبتمبر 2012، أثناء تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية، واستمرّ في منصبه حتى عزل في مارس (أذار) 2016 بقرار يشوبه العوار الدستوري من جانب رئيس الجمهورية؛ كون قانون الجهاز لا يجيز عزل رؤساء الأجهزة الرقابية.

وشكل أحد أسباب التوتر الحالي بين جنينة والسلطة الحالية، مضمون التقرير الذي نشره بشأن ثبوت فساد داخل أجهزة الدولة بمليارات الدولارات، وهو ما جعله يخضع للمحاكمة من جانب نيابة أمن الدولة بتهمة تكدير السلم العام، بسبب نشره التقرير بشكل علني، لكن النيابة أطلقت سراحه بعد رفضه الإجابة عن أسئلتها.

محمود رفعت.. المرشح المحتمل لعضوية البرلمان الأوروبي ومدير الحملة بالخارج

ويعمل رفعت محاميًا بالمحاكم الدولية، ويرأس المعهد الأوروبي للقانون الدولى، ومُرشح أيضًا لعضوية البرلمان الأوروبي في انتخابات 2019، قبل أن يوقف حملة ترشحه بعد انضمامه لحملة «عنان» قائلًا: «سأوقف حملتي الانتخابية (التي بدأتها مبكرًا) حتى موعد الانتخابات المصرية والمقررة في مارس 2018؛ للتفرغ لإدارة الحملة الخارجية للفريق سامي عنان».

وينشط «رفعت» على مواقع التواصل الاجتماعى، ويكتب دومًا أخبار أنشطته الخارجية، مثل ما كتبه على صفحته بموقع «تويتر»: إنه تواصل على مدار اليومين الماضيين مع عدد كبير من مسؤولي الاتحاد الأوروبي، ولاقى ترحيبًا كبيرًا بترشح عنان لرئاسة مصر؛ نظرًا لما وصلت إليه أحوال البلد خلال الأعوام الماضية، بحسبه.

وزاد رفعت من إلقاء قنابل تصريحاته النارية، حين أضاف: «كما أثرت مضايقات جمع التوكيلات، والتي لو استمرت ستصم الانتخابات المقبلة دوليًا وداخليًا باللا شرعية». وبالتزامن مع التطورات الأخيرة بعد بيان القوات المُسلحة؛ كان «رفعت» هو أحد الأصوات التي تنقل عن عنان أحدث المعلومات التي تتعلق باحتجازه، وترهيبه.

قبائل المحافظات المصرية.. أحد محاور ارتكاز «الفريق»

يحظى سامي عنان بدعم وتأييد واسع بين عشرات القبائل العربية، التي تستوطن المحافظات الحدودية، وتشكل رقمًا صعبًا في العملية الانتخابية الرئاسية؛ فهم رقم مهم، وحاسم في سير الانتخابات المُقبلة.

فقبل ثلاثة أعوام ونصف كانت مرسى مطروح مكان عنان المفضل الذي تسربت منه شائعات حول ترشحه بعد مقابلات جمعته بمشايخ هذه القبائل، قبل أن يخرج مشايخ هذه القبائل ويؤكدوا صحة هذه التسريبات، ودعمهم لعنان في الترشح، وأنهم سيدفعون به إلى ساحة الانتخابات، وذلك قبل أن يتراجع في ظل ضغوط سياسية عليه.

هذه المرة، يبدو أن عنان تواصل مسبقًا مع أغلب مشايخ هذه القبائل، خصوصًا بعدما خرج الشيخ راشد السبع، رئيس ائتلاف القبائل المصرية، ليؤكد أن بيان ترشح الفريق سامي عنان للرئاسة يعطى مصداقية للانتخابات، ويجعلها تظهر بشكل جيد، كما اعتبر ترشح «عنان» عامل جذب للمواطنين للتصويت لمن يريد أن يمثلهم، وأن خوضه للانتخابات يمنحها حماسًا.

وفي المرة الأولى لترشح عنان في الانتخابات الرئاسية، أصدر ائتلاف القبائل بيانًا أعلن فيه دعمه للفريق سامي عنان؛ باعتباره ابنًا من أبناء القبائل العربية، ومن كبار القبائل، ومن سلالة سيدنا عمر بن الخطاب، حيث حصل الائتلاف على تلك المعلومات المؤكدة بالاضطلاع على مدونات أنساب القبائل العربية، علاوة على تاريخه العسكري المشرف.

ويتأكد ذلك في التصريحات المنسوبة لعبد الكريم أبوسيف، عمدة قبيلة الشتور، إحدى قبائل الجميعات، أكبر قبائل مطروح والساحل الشمالي، والذي نظم أحد المؤتمرات لعنان قبل ثلاثة أعوام لدعم ترشحه، قائلًا: «دعونا الفريق عنان لحضور المؤتمر لرغبتنا في ترشحه لرئاسة الجمهورية، ونحن نرى أنه الرجل المناسب في الوقت الحالي، وكلنا سنقف وراءه، وسنحشد له؛ لأنه الأفضل على الساحة حاليًا، فضلًا عن رغبتنا في ترشح أحد رجال القوات المسلحة للمنصب؛ لأننا نثق فيهم، وحتى لا تضيع مصر».

السجادة العنانية العمرية..  كتلة تصويتية مضمونة للفريق عنان

شكل الصوفيون بكافة محافظات مصر إحدى أوراق عنان الرابحة في معركته بالانتخابات الرئاسية المُقبلة؛ فقد شكلوا ضمانة انتخابية هامة، وورقة مؤثرة في السباق الانتخابي قبل خروجه منه، فشقيق رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق هو شيخ «الطريقة العنانية»، والذي دأب على حضور احتفالات المولد النبوي بمسجد الحسين مع أنصاره ومُريديه.

ويرجع نسب الفريق سامي عنان إلى جذور صوفية، فضلًا عن النزعة الصوفية الحاضرة داخله، بعدما ظهر أكثر من مرة أمام ضريحي السيدة زينب، والإمام الحسين، بالقاهرة، ويحكي المقربون منه عن علاقاته مع أتباع الطريقة العنانية، وحضوره معهم أكثر من مناسبة دينية .

فى المرة الأولى للانتخابات الرئاسية التى ترشح فيها «عنان»، قبل أن ينسحب، أعلنت الطريقة العنانية تأييدها لعنان، ودعم مريديها الكامل له؛ فقد رأته قادرًا على تولي منصب رئاسة الجمهورية؛ لما يمتلكه من مقومات.

وتحظى الطريقة العنانية بكتلة تصويتية كبيرة تبلغ 4 ملايين شخص، وفقًا لشقيق رئيس أركان الجيش المصري السابق، والذي أكد – كذلك – أن الطريقة العنانية العمرية لا تعدّ طريقة، بقدر ما أنها «سجادة»، وذلك يعني أنهم جميعا من نسل وأسرة واحدة، وأن تلك الكتلة التصويتية ستكون داعمة للفريق عنان إلى جانب الأتباع والمريدين.

اجمالي القراءات 3019
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق