ما هي دلائل وأسباب تغير السياسة السعودية تجاه “حماس”

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٥ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


ما هي دلائل وأسباب تغير السياسة السعودية تجاه “حماس”

تغير كبير في الرؤية السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية بعد تولي الملك سلمان الحكم في يناير الماضي، وإحدى أكبر الجهات نصيبًا من هذا التغير هي حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي كانت من المنظمات المغضوب عليها سعوديًا في المرحلة السابقة.

عدة دلائل تثير تساؤلات المراقبين حول تغير الموقف السعودي من حركة حماس والذي جاء متزامنا مع أنباء حدوث فتور بين النظام السعودي الجديد والنظام الحاكم في مصر، فقد اعتبر هؤلاء أن السعودية تسعى إلى إعادة العلاقة مع حماس في إطار تغير السياسة الخارجية السعودية للبحث عن إيجاد تحالف سني كبير تقوده السعودية لمواجهة المد الشيعي في المنطقة، فكما أكد موقع صحيفة “وورلد نيوز تريبيون” الأمريكية “إن القيادة السعودية ترمم الاتصالات مع حماس، وأن الملك سلمان يشجع المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية”، ويكشف تتبع مقالات عدد من كبار الكتاب السعوديين أن السعودية تذهب إلى أنه يجب أن تفتش عن مصالحها، وتنظر لجماعة الإخوان على أنها مشكلة مصرية داخلية.

ولكن ما دلائل هذا التغير السعودي مع حركة حماس؟

هناك عدة دلائل على تغيير النظرة السعودية لحماس، منها:

تعزية خالد مشعل

 

واحد من أول الشواهد التي أظهرت تغير الموقف السعودي من حماس وأعطت مؤشرًا عاجلا بأن الملك سلمان  سيكون منفتحًا أكثر من سابقه على حركة “حماس”، هي الاهتمام الرسمي بتعزية حماس في وفاة الملك عبد الله، فقد قدم مشعل تعازيه إلى السفارة السعودية في قطر، وأثنى مشعل على دور المملكة في دعم القضية الفلسطينية، ولاقت هذه التعزية اهتمامًا في وسائل الإعلام السعودية على غير عادة.

نقل خطبة الجمعة من غزة

 

في سابقة هي الأولى، نقل التليفزيون السعودي الرسمي خطبة الجمعة الماضية لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، من قطاع غزة، حيث رحب هنية بتجديد الدور السعودي في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام مؤكدًا على  أن حماس ملتزمة بما وقّعت عليه من اتفاقات سابقة، وكشف عن مساعٍ تبذلها السعودية للتوصل إلى اتفاق جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” وحماس.

وأوضح هنية أن الرياض كان لها دور كبير في تحقيق المصالحة والتوصل لاتفاق مكة الذي وقع برعاية سعودية بين فتح وحماس عام 2007. وأكد أن حركته جاهزة لاستئناف المباحثات حول ملف المصالحة.

التراجع عن اعتبار حماس “الإرهابية”

 في الثامن والعشرين من فبراير حكمت محكمة مصرية باعتبار حركة حماس حركة إرهابية، لكن تراجعت الحكومة المصرية في 11 من مارس الماضي عن الحكم، وقامت بالطعن على الحكم القضائي بعد عودة السيسي من السعودية بأيام.

ويفسر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني إلغاء السلطات المصرية دعوى اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرهابية، والسر وراء صدور القرار؛ حيث تحدث فيه عن ضغوط سعودية، وقال التقرير أن إلغاء اعتبار حماس إرهابية “جاء بأمر من ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي؛ باعتبار الأول هو الممول الأكبر للنظام الحاكم في مصر وتحذيره السابق من القرار”.

صمت الإعلام المصري عن الهجوم على حماس

 

عكف الإعلام المصري منذ تولي السيسي الحكم بمصر على  شيطنة حركة حماس عبر وسائله المختلفة؛ حيث دأب على اتهام الحركة باقتحام السجون بالمدافع والرشاشات في يناير عام 2011، وفتح السجون أمام السجناء للهروب، وقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، وقتل رجال الشرطة وجنود الجيش في شبه جزيرة سيناء، معتبرة بتلك الوسائل حماس تقف وراء أي كارثة داخل مصر.

والملاحظ للإعلام المصري في الفترة الأخيرة يلاحظ تخفيف حدة هذه الهجمة على حماس، ويعتبر المحللون ذلك ناجمًا عن مخاوف السيسي من تحول السياسة السعودية لصالح حماس والإخوان، والخوف من عدم إمكانية استمرار تدفق الأموال السعودية على نظامه، أو كما قال “تسفي برئيل”، محلل الشؤون العربية بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “إن الملك سلمان لقن السيسي درسًا في الزعامة وإنه أجبره على التراجع تجاه حماس”، وأضاف برئيل أن الخطوات السعودية الأخيرة تشير إلى تحول في السياسة الخارجية للمملكة؛ الأمر الذي من شأنه أن يجبر السيسي على تغيير مواقفه المتعنتة تجاه حركة حماس”.

فتح معبر رفح

مجموعات من التقديرات صدرت عن مسؤولين أو مصادر سعودية تحدثت عن قرب فتح معبر رفح، بين مصر وغزة، وتحسين آلية العمل عليه، بطلب من المملكة السعودية، وعلى سبيل المثال تسبب بيان أصدره فوزي برهوم، الناطق باسم “حماس” أثناء زيارة الرئيس المصري للسعودية مطلع مارس الجاري، بيانٌ طلب فيه من العاهل السعودي الملك سلمان، التدخل لدى مصر لفتح معبر رفح ووقف سيل المواقف المصرية العدائية تجاه حركة حماس وقطاع غزة، وبعد ثمانية أيام من صدور هذا البيان، قررت السلطات المصرية يوم 8 مارس  الجاري، فتح معبر رفح لمدة يومين.

يقول الكاتب السعودي جمال خاشقجي (مقرب من الديوان الملكي السعودي) إن “الحكومة المصرية مشكورة في إطار التفاهمات العربية الجارية سوف تزيد من ساعات فتح معبر رفح تدريجيًا وترتب حاليًا مع السلطة لفتحه بصورة دائمة”.

زيارة مشعل إلى السعودية

 

رغم أنه لم يتم التأكد من معلومات كثيرة تحدثت عن زيارة قريبة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل للرياض إلا أن وسائل إعلام سعودية وقيادات في حركة حماس أكدت أن هناك انفراجًا مقبلا بين السعودية وحركة حماس وهناك زيارة قريبة لمشعل إلى السعودية.

ونشرت صحيفة “السعودية اليوم”، خبرًا مفاده أن رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، خالد مشعل، تلقى دعوة من الملك سلمان لزيارة الرياض، انطلقت المواقع التابعة للحركة وكذلك المقربة من جماعة “الإخوان المسلمين”، للحديث عن تدشين مرحلة جديدة من العلاقة الحمساوية ـ السعودية.

ولكن ما الذي دفع السعودية لتغير موقفها من حماس؟

سبب واحد ورئيس قيل في تفسير التغير السعودي من حماس، وهو أن الرياض تريد استقطاب حماس إليها لقطع الطريق على إيران التي فتحت أبوابها لحماس بعد أن أوصدت الأبواب العربية في وجهها، أي أن سعي السعودية إلى إعادة العلاقة مع حماس جاء في إطار تغير السياسة الخارجية السعودية للبحث عن إيجاد تحالف سني كبير تقوده السعودية لمواجهة المد الشيعي في المنطقة، حيث تعتبر الرياض مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة من أولى أولوياتها السياسية في نظام الملك سلمان.

وتعمل السعودية على جعل حماس ركنًا أساسيًا في المحور السني لما لها من تقدير في نظر الرأي العام العربي، وهي بذلك تسحب ورقة رابحة من إيران، رغم تأكيد الحركة أنها ليست في جيب أحد، ولا تقيم علاقات مع طرف على حساب آخر، كما جاء على لسان الزهار يوم 24 مارس.

اجمالي القراءات 2520
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more