أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، الاثنين، أن هناك "احتمالا كبيرا بأن يكون أحد الرعايا الفرنسيين شارك بشكل مباشر" في قطع رؤوس جنود سوريين في تسجيل فيديو لتنظيم داعش بُث الأحد.

وأضاف كازنوف: "يمكن أن يكون المعني هو مكسيم هوشار المولود في 1992" في شمال غرب فرنسا، والذي "توجه الى سوريا في أغسطس 2013 بعد إقامة في موريتانيا في 2012".

إلى ذلك لمح النائب العام الفرنسي إلى احتمال وجود فرنسي آخر بين منفذي الإعدام.

هوشار مكسيم ظهر سابقاً عبر سكايب

وبدا في الشريط جهادي ملتح شاب يشبه هوشار إلى حد كبير ويرتدي زياً عسكرياً مموهاً على غرار الآخرين وهو يقود بيسراه أسيراً في وسط صف، قبل أن يأخذ سكيناً من دلو قريب. وتم تركيع الأسرى في صف، فيما وقف عنصر خلف كل منهم. وحمل شبيه هوشار سكيناً في يده اليمنى، ووضع اليسرى على عنق الأسير. وفيما لا يظهر وهو يعدم الأسير، يمكن لاحقا التعرف إلى رأس ضحيته مفصولاً عن جسمه.

إلى ذلك، أكد مصدر رفيع في أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس أن "إلزامهم بارتكاب هذا النوع من الفظائع يشكل في آن امتحاناً - هل سيكونون قادرين عليه؟ - ووسيلة لضمان ولائهم للمجموعة". وأضاف "بعد ظهورهم مكشوفي الوجه أثناء ارتكابهم هذا النوع من الأعمال، لا يمكن العودة إلى الخلف. إنها أيضا طريقة لارتهانهم".

مكسيم هوشار ظهر بمقابلة مع تلفزيون فرنسي

 

وكان هوشار تحدث في منتصف يوليو في حديث عبر سكايب، من دون إخفاء وجهه، مع قناة بي أف أم تي في من الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا. وروى أنه غادر إلى سوريا من باريس عبر اسطنبول، بعد شراء تذكرة "رخيصة الثمن" من دون أي محاولة "للاختباء".

وأوضح الشاب الذي اعتنق الإسلام في الـ17 من العمر، أنه ازداد تشدداً عبر تسجيلات فيديو على الإنترنت، وأنه غادر وحده، لكن تم الاهتمام به عند وصوله إلى سوريا. وصرح "لتأكيد الولاء، ينبغي أولا التوجه إلى معسكر التدريب في مرحلة أولى تستغرق حوالي شهر. بعد التدريب نبدأ بتنفيذ عمليات، ثم نعود إلى التدريب. الأمور ليست نظرية فحسب".

كما أكد أنه يقيم في ثكنة تؤوي 40 مقاتلا تقريبا "أغلبهم من العرب". مصريون، مغاربة، جزائريون، وكذلك فرنسيون، وأكد أن "الهدف الشخصي لكل واحد هنا هو الشهادة. إنها المكافأة الكبرى".

من شاب لطيف إلى مجرم بلا رحمة

في مسقط رأس هوشار، بوسك-ان-روموا (شمال-غرب) لم يكن أحد يتخيل أن ينتمي الشاب يوماً ما إلى منفذي الإعدامات في التنظيم المتطرف، نظرا لصيته كـ"فتى لطيف". في مطعم بيتزا كان يعمل فيه، تحدث صديقه باتيست البالغ 21 عاما عن شاب "انتقل بسرعة من شغف إلى آخر"، معتبرا أنه "بنى وحده هوية لنفسه" من خلال الإنترنت والشبكات الاجتماعية.

وتبدو الأجهزة المتخصصة الفرنسية على قناعة بمشاركة فرنسيين في فظائع ارتكبها التنظيم أو مجموعات أخرى، فقد اعترف رجل معتقل في فرنسا بمشاركته في أعمال عنف في سوريا بحسب مصدر قريب من الملف.

بريطاني طالب "طب"

إلى جانب الفرنسيين يبدو أن بريطانيا آخر متورط في عملية الذبح الجماعي المروعة هذه التي فاقت فظاعتها كل ما سبق أن ارتكبه داعش من قبل، فقد صرح البريطاني أحمد المثنى أن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 عاماً كان فيما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشددا ظهروا بالتسجيل الذي تضمن مشهد رأس موظف الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ".

يذكر أنه في أواخر سبتمبر، بلغ العدد الإجمالي المسجل للرعايا الأوروبيين الذين توجهوا إلى سوريا والعراق للمشاركة في القتال حوالي 3000 شخص، بحسب المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف.